في الوجود

قصي الشياح

الحوار المتمدن-العدد: 7299 - 2022 / 7 / 4 - 17:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تأمل في الوجود

في العزلة ذاكرتي تتفجر حياة, في العزلة تعود ذاكرتي إلى الحواس . تحاول البحث عن معنى الحياة في النمط وتعبث بالصور و تحمصها إلى أن تجد لحظة خارجة عن العنوان والتعريف والمربعات والمستطيلات وتدخل في الدوائر و التبسيط والتجريد وتتنشق الهواء بدون تحديد عناصره .
اللعب من مفاعيل هذه الذاكرة .
نتذكر اللعبة التي لعبناها أخر مرة مع العائلة أو الأشخاص أو اخر مرة لعبنا فيها أو نخطط لأمر ما فيه لعب, نخطط ونطمح ونتأمل ونتذكر كل ذلك لنستكشف لذة جديدة أو نحاول إعادة تكرارها ويصبح اللعب طريقة للإستكشاف وإقامة العلاقات وحب الذات .
وإن لم نخطط نفرح أكثر إذا ما حدثت اللعبة بالصدفة .
اللعب فيه شعر فيه نحت فيه كل إسقاط للطفل الذي نحاول الحفاظ عليه أو أقمنا له العزاء.
لماذا الأطفال كل الجمال أو أغلبه؟ أليس لأنهم لاعبين ماهرين لدرجة أنهم يقلبون جدية الواقع الي مجرد مزحة ؟ أليس لأن اللعبة في ساحة الطفل لعبة عفوية دون قواعد ؟ حتى سقوط الطفل, هذا السقوط الذي يمثل واقعاً خطراً, ألا يجرده الطفل من أدواته ويحوله إلى مزحة في بعض الأحيان!؟ ليصبح واقعة مجردة من أي صدمة سلبية لا وبل الصدفة فيها هي اللاعب الأخر .
لماذا نفرح عندما نرى طفلاً ؟ أليس لأنه يتعامل مع الحياة كما هي بدون قوانين هندسية ومعرفة لغوية ؟ بدون خيبات الأمل أو الخوف أو الترقب؟
رغبة خالصة دون خوف , والفضول نقي جداً.
واللعبة لديها لاعبين واللاعبين لديهم أدوار ألا يعطينا الطفل دوراً في فضاءه ؟ نحن أيضاً نصبح لاعبين بطريقة أو بأخرى وعلى الوقت أن يحكم إذا كنا سيئين أم لا على ما أعتقد .
لماذا نجلب الحيوانات إلى منازلنا ؟ أليست لأنها تحب اللعب
أليست هذه البراءة التي تداعب عالمنا المادي أمر يستحق المشاهدة ؟ لا وبل يجلب السرور !.
عندما تداعب القطة التي لا تزال تبلغ الشهور يدك لماذا تضحك؟
عندما يضحك الطفل عند كل سقوط لماذا تضحك؟
إن اللعب مع أمور لا نفهمها فيها براءة لطالما داعبت ذاكرتنا.
الشعر لعبة لها قواعدها واللعب بالكلمات فيه تحدي لطالما جمّل طرق التعبير . لماذا نفضل التحدث بالشعر أحياناً ألا يمكننا قول ما نريد بشكل مباشر ؟ هذه الجمالية ماذا تعني في فضاء اللغة والصوت والزمان والمكان؟ ما الشيء المشترك بين البراءة والتعبير؟
هل هناك علاقة مشتركة بين الطفل والحيوان والشاعر ؟
لماذا الغزل أصبح شعراً ؟ لماذا الإشتداد في الحب فيه إلتقاء أكثر من اللقاء؟ اللعب لديه قوانينه الخاصة ووقته ومكانه الخاص .
والغزل والحب والإشتداد والصداقة ؟
عندما يبدأ حبيبان اللمس ماذا يفعل اللمس؟ أليس اللمس بريئاً؟ أليس اللمس لعبة من ألعاب التعبير؟
أليس اللمس نحن عندما كنا أطفالاً؟
عندما تداعب القطة يدك ألا تشعر بأنها تحاول إكتشاف شيءٍ ما ؟ إذا ماذا يحاول اللمس أن يكتشف ؟ ماذا تحاول القبلة أن تكتشف ؟ ماذا يحاول الشاعر والجنس أن يكتشفوا ؟.
اللعب براءة وتعبير وفضول ودهشة أهذا ممكن؟
هذه الجاذبية التي تجعل من كل شيء مادي قابل للسقوط أليست لاعبة ماهرة ؟
وهذا اللحن الذي يظهر فور لمس الوتر ما الذي يجعله جميلاً ؟ أو غير ذلك .
ما العلاقة بين التذبذبات التي تحصل على الوتر؟ هل الأنامل وحدها هي المسؤولة عن هذه اللعبة ؟ أم الذرات هي التي تقود بنا إلى كل هذا الجمال ويصل إلى الحيوان والنبات كما يصل إلى الإنسان .
أيعقل أن الكون هو ملعب بايسبول؟
يقذف اللاعب بالنيزك ليلتقطه الثقب الأسود أو أي كوكب ذو جاذبية عالية , حدث فيه فعل الخلق فيه الزمن فيه المكان وجاذبية أخرى لا نراها .


المعجزة
حدث وأن نسي العالم علوم الحضارات التي أتت قبلنا, الفراعنة السوماريين المايا إلخ ..ولكن في هذا القرن الذي يتجه نحو العالم الرقمي ألا يمكن بعد ٢٠٠ سنة تقريبا أن ينسى أحفادنا ثورة الميكانيك ؟ يوجد ساعة لندن ساعة ضخمة عقاربها ضخمة ولكن الثانية ثانية والدقيقة دقيقة إلخ وأصغر ساعة في اليد لديها عقارب تعطينا نفس التوقيت تقريبا . أسأل نفسي ألن يسأل حفيد أحفادنا عن المعجزة في الدقة التي وصلنا إليها في الميكانيك؟
لدي ١٠٠٠ طابة من نفس النوع وإن رميت الطابة من يدي فإن نسبة حظوظي في إلتقاطي لنفس الكرة هي واحد من ١٠٠٠ ولكن إذا ما أستطعت ذلك هل هي معجزة أم صدفة؟
الكرة الأرضية هي معجزة أم صدفة؟
حتى في الرياضيات هذا العلم المنطقي جداً هو لعبة .
إذا كان الجنس البشري هو الوحيد الذي يحاول تفسير الكون هل الجنس البشري يريد ذلك أم الكون؟
اللاعبون كثر ولدي شكوكي في اللعبة متى أكون الكرة متى أكون اللاعب .

#قصي_الشياح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل