أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قصي الشياح - إنسان نيتشه لبيروت














المزيد.....

إنسان نيتشه لبيروت


قصي الشياح

الحوار المتمدن-العدد: 6708 - 2020 / 10 / 19 - 12:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في ركن بعيد من الكون حيث تترامى ملايين النجوم والمجرات جاءت على أحد الكواكب كائنات ذكية اخترعت المعرفة، وكانت لحظة الإختراع هذه هي أكبر ما شهده التاريخ الكوني من زيفٍ وتبجح غير أنها ليست سوى لحظة إذ يكفي أن تتنهد الطبيعة حتى يفنى الكوكب وتموت الحيوانات الذكية ( نيتشه؛ هكذا تكلم زرادشت).
أقرأ هذا لنيتشه فلا يسعني إلا أن أسأل نفسي إلى متى ستظل بيروت تنهض؟ والإنسان ليس إلا حفنة من الغبار في مسارٍ ضوئيّ لهذا الكون.
ألم تتعب بيروت؟ ألا يكفي أنها نهضت بنا بما فيه الكفاية؟
إن لم يعترف جيلنا السابق بذلك فعلينا نحن أن نعترف*. ومن المؤكد أن بيروت ستفعل ذلك من جديد وهي أصلاً معتادة على ذلك ولكن هل هي سعيدة؟ من منا سألها؟
بأية حلول ستنهض بيروت؟ بقتل الكلاب الشاردة أم النورس؟
أم بترك* العاملة الأثيوبية على أبواب السفارات؟ إن التظاهر مظهر من مظاهر الثورة لم يكن يوماً هو الأساس، إن الثورة* هي ثورة على الأنا و قد بدأت في كسر التابوهات.
أيمكن لبيروت أن تكون سعيدة بهكذا حلول؟
إن بعض الناس يطلب العزلة بالهرب من المريض والبعض الآخر* يطلبها بالوقوف أمامه ( هكذا تكلم زرادشت)
ما يدفعني* للإسترسال* في نيتشه هو شعوري بأننا نحتاج لهذا الإنسان الجديد الذي تقدر به أن تنهض بيروت وتكون سعيدة وما الإنسان الجديد لولا محاولته لإنشاد السعادة؟ متخلياً في ذلك عن كل الموروث شعباً وسلطة، لأنه لا يمكن للقديم أن يصل بنا إلى ما هو جديد.
يذكر  نيتشه في كتابه هكذا تكلم زراداشت  ثلاث مراحل من خلالها يرتقي* الإنسان إلى الإنسان المتفوق أو الإنسان الأعلى
المرحلة الأولى هي مرحلة الجمل ثم الأسد وأخيراً الطفل.
مرحلة الجمل يقول فيها نيتشه: يفتش العقل السليم عن أثقل الأحمال فينيخ كالجمل ظهره متوقعاً  رفع خير حمل إليه. إن العقل السليم ينادي الأبطال قائلاً أي حمل هو الأثقل لأرفعه فتغتبط به قوتي أفليس أثقل الأحمال هو في الإتضاع لإنزال العذاب بالغرور؟ أفليس أثقلها أن يبدي الإنسان إختلالاً لتظهر حكمته جنوناً؟
هنا يرينا نيتشه أنّ* على الإنسان أن يتحمل الصعاب إن الإنسان بوحدته وأعباءه قادر على إجتياز الصحراء حيث أن نيتشه يصف كثيراً الوحدة على أنها صومعته ويفرق عنها الوحشة على أنها وحشته بين الناس. ومن غير الجمل قادر على هكذا رمزية؟
المرحلة الثانية هي الأسد حيث يقول : ومن هو هذا التنين الذي يتمرد العقل عليه فلا يريد بعد الآن* أن يرى فيه ربه وسيده؟
إن التنين هو كلمة ( يجب عليك) وعقل الأسد يريد أن ينطق بكلمة ( أريد ).
ها هو نيتشه يرمز إلى الأفكار القديمة الموروثة على أنها أصبحت خرافة وهل غير التنين أهل لهذا الوصف؟ إن الإنسان بالتحول الثاني عليه أن يحب ذاته أن يعلم ماذا يريد أن يتبنى من أفكاره، أن يتحكم بواقعه ومن غير الأسد قادر على فعل ذلك؟
المرحلة الثالثة هو الطفل بقوله : ولكن ما هو العمل الذي يقدر عليه الطفل بعد أن* عجز عنه الأسد؟ ولماذا يجب أن يتحول الأسد المكتسح إلى طفل؟
ذلك لأن الطفل طهر ونسيان، لأنه تجديد ولعب وعجلة تدور على ذاتها فهو حركة البداية وعقيدة مقدسة.
هكذا نيتشه بدع بوصف المرحلة الثالثة  ليرتقي الإنسان فينا حيث بأعباءه لا يعود خائفاً منها وبدون خوفه يحمل دهشة العالم بعينيه كالطفل.
ألا تستحق بيروت هكذا إنسان؟



#قصي_الشياح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة أوديب بعد الرابع من آب
- البتكوين يد من سبارتاكوس أم قيصر ؟


المزيد.....




- القسام عقب عملية بيت حانون: سندكّ هيبة جيشكم
- -الصمت ليس خيارا-.. فرق غنائية أوروبية تواجه الحظر بسبب دعمه ...
- محللون: الصفقة ليست نهاية الحرب وخطاب نتنياهو يؤشر لتراجع عس ...
- -بدنا هدنة-..مباحثات الدوحة على وقع لقاء نتنياهو وترامب في و ...
- هآرتس: أميركا تبني لإسرائيل منشآت عسكرية بمليارات الدولارات ...
- وزير الطوارئ السوري للجزيرة نت: 80 فريقا تعمل لإطفاء حرائق ا ...
- هكذا خانت أوروبا نفسها لأجل إسرائيل
- عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية
- مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيف ...
- احتفاء بالظهور الأحدث للـ -زعيم- وألبوم عمرو دياب الجديد.. ا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قصي الشياح - إنسان نيتشه لبيروت