أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - أزمة نظام سياسي لا مجرد أزمة حكومة وائتلاف















المزيد.....

أزمة نظام سياسي لا مجرد أزمة حكومة وائتلاف


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7295 - 2022 / 6 / 30 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاد أبو غوش
من المقرر أن تذهب إسرائيل في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل إلى انتخابات عامة هي الخامسة خلال ثلاث سنوات، ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في جولات الانتخابات التي جرت خلال السنوات الأخيرة أن التنافس الرئيسي لم يكن بين يسار ويمين، ولا بين قوى تؤيد الحرب والاحتلال وأخرى تميل للسلام ولا بين علمانيين ومتدينين، ولكنها تجري، وللمرة الخامسة على الأقل بين معسكربنيامين نتنياهو وحلفائه وبين خصومه المتبايني التوجهات والبرامج. ويبقى ثمة احتمال ضعيف لعدم حل الكنيست إذا نجح نتنياهو في تجميع ستين نائبا لتأييده في تشكيل حكومة بديلة من نفس الكنيست الحالي، وهو خيار يبدو ضعيفا إلا إذا نجح زعيم الليكود والمعارضة في "اصطياد" كتلة كاملة أو أربعة إلى خمسة نواب إضافيين من كتل الائتلاف وخاصة من حزب "أمل جديد" بقيادة ساعر، أو من نواب حزب أزرق أبيض، وحتى القائمة العربية الموحدة.
يأتي التوجه لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة، بعد تفكك الائتلاف الذي شكله "معارضو نتنياهو" برئاسة نفتالي بينيت ويائير لابيد ويمكن أن نضيف لهم بيني غانتس ومنصور عباس على الرغم من أن هذا الأخير ليس وزيرا ولا كان مقررا في هذه الحكومة ، لكن مشاركته على رأس حزب عربي في الائتلاف مثلت سابقة تاريخية تصب في مصلحة من يخططون لأسرلة فلسطينيين الداخل وفصلهم عن شعبهم وقضيته الوطنية.
جاء تشكيل حكومة بينيت – لابيد المعروفة ب "حكومة التغيير" بعد انتخابات آذار/ مارس 2021، التي أظهرت كما النتائج التي قبلها نتائج متقاربة بين المعسكرين المتخاصمين، لكن هذه الحكومة ومنذ تشكيلها بدت ضعيفة وهشة وعرضة للانهيار عند أول هزة تصيبها، ومع أن هذه الحكومة هي أقصر الحكومات عمرا في تاريخ إسرائيل، فإن صمودها وبقاءها لأكثر من عام كامل يبعث على الدهشة أكثر من انهيارها الذي بدا محتوما بعد سلسلة الانسحابات من الائتلاف، وتصويت بعض أعضائه ضد مشاريع القرارات التي قدمتها الحكومة. وربما وفّرت بعض الدعائم والعكازات التي وفرتها إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن، وبعض الأطراف الأوروبية والإقليمية فرصة لإطالة عُمر هذه الحكومة بتركيبتها الهجينة من ثمانية أحزاب صغيرة ومتوسطة، والتي لا يوجد قاسم مشترك بين مكوناتها سوى رغبتهم المشتركة في التخلص من نتنياهو .
وقد حذرت أوساط سياسية إسرائيلية عديدة من مخاطر حالة عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل على المجتمع الإسرائيلي ومختلف مناحي الحياة الاقتصادية والأمنية وعلى مكانة إسرائيل الدولية، وينحو هؤلاء باللائمة على القادة السياسيين الذين يعاد انتخابهم في كل مرة ولكنهم يعيدون إنتاج نفس الأزمة بسبب تغليب مصالحهم الشخصية والأنانية على المصالح العامة. ومن بين هؤلاء الذين حذروا من حالة عدم الاستقرار سياسيون ورجال أعمال وإعلاميون وفي مقدمتهم رئيس الدولة حاييم هرتسوغ الذي اعتبر أن هذه الظاهرة خطيرة جدا على أوضاع إسرائيل ومستقبلها ومكانتها، وقال وزير المالية وزعيم حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان " عدم الاستقرار السياسي يضر بالمجتمع والدولة والأمن والاقتصاد، والانتخابات الحالية هي نتيجة مؤامرات ومكائد وأكاذيب رجل واحد اسمه بنيامين نتنياهو مثلها مثل الانتخابات الأخيرة.
ومع أن دوافع التوجه لتشكيل هذه الحكومة كانت كثيرة على الرغم من تنافر مركّباتها، كما أن دوافع تفككها وانهيارها أيضا كثيرة، إلا أن جوهر مشكلة النظام السياسي الإسرائيلي يعود إلى تركيبة المجتمع الذي أفرز هذه التشكيلات، وليس لعوامل طارئة تتعلق بالتكتيكات والتحالفات الحزبية والسياسية، وبالتالي فإن من المتوقع لأي انتخابات قادمة، سواء كانت الخامسة خلال ثلاثة أعوام او سادسة أو سابعة، أن تعيد إنتاج وفرز خريطة سياسية مماثلة للنتائج التي أفرزتها انتخابات نيسان/ ابريل 2019، وأيلول/ سبتمبر 2019، وآذار/مارس 2020، وآذار 2021. يمكن ان تطرأ تغيرات طفيفة على قوة هذا الحزب أو ذاك، ويمكن أن تختفي بعض الأحزاب أو أن تظهر غيرها، لكن الكتل السياسية الرئيسية من المرجح أن تبقى كما هي مع بقاء السمات الرئيسية التالية:-
1- انقسام المجتمع الإسرائيلي إلى عدة مجاميع سكانية / انتخابية ذات طبيعة إثنية وطائفية وعرقية في ضوء فشل السياسة التي اعتمدها دافيد بن غوريون وقادة المشروع الصهيوني ومؤسسو دولة إسرائيل والتي عرفت ب"بوتقة الصهر" لإيجاد هوية إسرائيلية موحدة حيث تبين أن هذه الهوية هي هوية عنصرية منحازة للثقافة الغربية الأشكنازية وتهمل المكونات الشرقية ( السفارديم والمزراحيم) للمجتمع الإسرائيلي الناشيء، ما اثار احتجاجات جماهيرية متكررة للشرقيين، ويثبت خلال معظم الدورات الانتخابية التي جرت في العقود الأخيرة أن المجتمع الإسرائيلي بات منقسما لعدة تجمعات لكل منها تشكيلاته السياسية وأحزابه، فالمتدينون ( الحريديم) الشرقيون ينتخبون حركة شاس، والمتدينون الغربيون ينتخبون يهدوت هتوراة، والمهاجرون من روسيا يفضلون حزب يسرائيل بيتينو، للعرب أحزابهم الخاصة، والطبقة الوسطى الأشكنازية تميل لحزب العمل وبعضها لازرق ابيض، والمستوطنون يميلون لحزب الصهيونية الدينية ويمينا، في حين ان الجمهور غير المتدين/ أو غير المتزمت من الشرقيين يميل لحزب الليكود رغم أن قيادته يغلب عليها الأشكناز.
2- الميل الجارف نحو اليمين واليمين المتطرف، ويسري ذلك على المجتمع بشكل عام حيث عادة ما تفوز أغلبية يمينية واضحة على الرغم من خلافات أحزابها وزعمائها، بالإضافة إلى الجنوح نحو تبني سياسات اليمين ومواقفه حتى لدى الأحزاب الصهيونية التي كانت تصنف ضمن اليسار وبالتحديد حزبا العمل وميريتس.
3- سهولة الانتقال بين حزب وآخر، وهذا يعكس عدم وجود فوارق برنامجية جدية بين هذه الأحزاب من جهة، وغلبة النزعة الانتهازية الذاتية لدى السياسيين الذي يضعون مصالحهم الشخصية وفرصهم في الفوز فوق أية اعتبارات مبدئية او ايديولوجية، ولنا أن نستشهد هنا بتجربة حزب (كاديما) الذي أسسه شارون في العام 2005 وضم عند تأسيسه عددا من أبرز قادة حزب العمل مثل شمعون بيرس وحاييم رامون إلى جانب قادة تاريخيين من الليكود مثل شارون وايهود اولمرت وتسيبي ليبني، وهناك تجربة أخرى هي تجربة إيهود باراك الذي فاز برئاسة الوزراء حين كان رئيسا لحزب العمل، ثم انشق عنه وشكل حزب "الاستقلال" وبعد ذلك انضم لقائمة موحدة من حزبي العمل وميريتس.
4- سرعة تشكيل الأحزاب وسرعة انحلالها، لم تعد معظم الأحزاب والحركات الإسرائيلية تستند إلى بنى وهياكل تنظيمية مستقرة وذات امتداد جماهيري، وتتسلح ببرامج ورؤى سياسية وأيديلوجية، بل انتشرت ظاهرة الأحزاب التي تتشكل بسرعة حول اشخاص من نجوم السياسة والجيش والمجتمع، ثم سرعان ما ينفرط عقد هذه الأحزاب حين يتبين انها ليست سوى ظواهر مؤقتة اقرب للفقاعات التي لم تضف شيئا للحياة السياسية، غالبا تقدم هذه الأحزاب السريعة باعتبارها من قوى الوسط بين الحزبين الرئيسيين الليكود والعمل، ولكنها تنشأ أحيانا على هامش قوى اليمين (مثل حزب كولانو برئاسة موشي كحلون، أو أمل جديد برئاسة جدعون ساعر وكلاهما خرج من رحم الليكود) وأحيانا تنشأ هذه الأحزاب على هامش اليمين المتطرف لتطرح رؤى أكثر تطرفا.
العامل الفلسطيني
يحاول القادة الإسرائيليون تجاهل القضية الفلسطينية بما في ذلك تجاهل الشعب الفلسطيني والسلطة إلى درجة تغيب فيها هذه القضية تماما عن المعركة الانتخابية، ولا تظهر إلا بشكل هامشي وعرضي على اعتبار أن الوجود البشري الفلسطيني سواء في الداخل المحتل عام 1948 أو في الأراضي المحتلة عام 1967، ليس سوى مشكلة أمنية او ديمغرافية. فمنذ عقدين من الزمان على الأقل لم تعد الحكومات الإسرائيلية تاتي على ذكر اية عملية سلام أو تسوية مع الفلسطينيين، فنتنياهو تملص على مدى 12 عاما من أية التزامات تجاه موضوع التسوية، إلى أن قالها صراحة خلال التحضير لصفقة القرن بان أقصى ما يمكن إنجازه مع الفلسطينيين في الجيل الحالي هو السلام الاقتصادي وتأجيل المسائل السياسية إلى المستقبل غير المنظور أما نفتالي بينيت فكان أكثر صراحة ووقاحة حين تعامل مع الشأن الفلسطيني باعتباره شأنا داخليا إسرائيليا يحل بسياسة العصا والجزرة، وهو لذك منع وزراءه من أي بحث مع الفلسطينيين يتجاوز القضايا المسائل الأمنية والاقتصادية، رافضا أي بحث سياسي مع الفلسطينيين بحجج شتى أبرزها غياب أي شريك فلسطيني، وضلوع السلطة في التحريض على إسرائيل ودعم أسر الشهداء والأسرى.
ولا شك أن تراجع تأثير العامل الفلسطيني لا يعود فقط للتغيرات في نظرة الإسرائيليين للفلسطينيينن بل إلى نمط الأداء السياسي الفلسطيني، ففي عديد المحطات الانتخابية الإسرائيلية كان النضال الفلسطيني عاملا مؤثرا وحاسما التاثير على عناوين المعارك الانتخابية ومن ثم على النتائج، وبرز ذلك خصوصا بعد الانتفاضة الوطنية الكبرى عام 1987 والتي هزّت أركان الحكم في إسرائيل وادت غلى عودة حزب العمل بقيادة رابين للسلطة، لكن هذا التاثير الفلسطيني تراجع وضعف تاثيره، في ضوء مسيرة أوسلو وما قادت إليه من تراجع الفعل الكفاحي وغياب الاستراتيجيات الوطنية الموحدة، والحال التي وصلت إليها السلطة والانقسام الذي مضى عليه حتى الآن خمسة عشر عاما، واعتبره نتنياهو مصلحة استراتيجية إسرائيلية.
وإذا كانت القضية الفلسطينية باعتبارها قضية كبرى وتاريخية ومركزية، ليس بالنسبة للمنطقة بل للعالم كله وبالتالي لا يمكن تجاهلها وإخفاء تاثيرها بألاعيب ومناورات حزبية وإعلامية، فإن تأثيراتها على المشهد السياسي الإسرائيلي يمكن أن تتحول إلى تأثيرات غير مباشرة أوعفوية ومتقطعة



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجدد التحذيرات في اسرائيل من مخاطر عدم الاستقرار (3 من 3)
- تجدد التحذيرات من مخاطر عدم الاستقرار في إسرائيل (2 من 3)
- تجدد التحذيرات من مخاطر عدم الاستقرار (1 من 3)
- نحو صيغة توافقية لإنقاذ المشروع الوطني
- سالم خلة: قائد في العشرين وطفل في السبعين
- خلفيات التوحُّش الإسرائيلي
- إسرائيل وعداؤها الشديد لمنظمات حقوق الإنسان
- صحة الرئيس ومرض النظام السياسي الفلسطيني
- رُهاب العَلَم يعكس الرفض الإسرائيلي لحقوق للفلسطينيين (3 من ...
- رُهاب إسرائيل من العَلَم الفلسطيني (2 من 3)
- رُهاب إسرائيل من العَلَم الفلسطيني (1 من 3)
- الانقسام لا ينتج انتصارات!
- في أزمة المؤسسة القيادية الفلسطينية
- من ملاحقة القتلة إلى محاكمة الاحتلال
- الجنوح الإسرائيلي المتواصل نحو اليمين والتطرف
- جنازات الشهداء والصراع على هوية القدس
- العدالة لروح شيرين ابو عاقلة والوفاء لرسالتها
- شيرين ابو عاقلة وقائمة طوبلة لشهداء الصحافة
- جرائم قتل الصحفيين واستشهاد شيرين ابو عاقلة
- النقابات الفلسطينية: اختلالات قانونية وبنيوية


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - أزمة نظام سياسي لا مجرد أزمة حكومة وائتلاف