أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - محمد أوبالاك - واقع التعليم الجامعي والبحث العلمي بالمغرب، موضوع قديم بصياغة جديدة (كليات العلوم القانونية نموذج دراسة).















المزيد.....

واقع التعليم الجامعي والبحث العلمي بالمغرب، موضوع قديم بصياغة جديدة (كليات العلوم القانونية نموذج دراسة).


محمد أوبالاك

الحوار المتمدن-العدد: 7274 - 2022 / 6 / 9 - 09:29
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


واقع التعليم الجامعي والبحث العلمي بالمغرب موضوع قديم بصياغة جديدة
(كليات العلوم القانونية نموذج دراسة).

تطفو فوق السطح سنويا وعند انتهاء الامتحانات الجامعية لانتقاء المقبولين لولوج سلك الدكتوراة بالمغرب، احتجاجات واستنكارات صامتة أو معلنة للمترشحين غير الموفقين، قد تصل أحيانا إلى حد رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم المختصة (غالبا ما تكون الدعاوى أمام المحاكم الإدارية)، وهي احتجاجات واستنكارات ودعاوى قضائية، تدور في فلك التساؤل عن طريقة/طرق تنظيم الامتحانات الكتابية والشفوية، وعن كفاءة اللجان التي تسير أطوار هذه الامتحانات، كما يتم التساؤل حول المعايير المبهمة التي يتم من خلالها ترسيخ عملية الانتقاء، وغالبا ما يصطدم الطالب/المتقاضي المرشح، باستنكاف الجامعة وتسترها وراء السلطة التقديرية غير المراقبة قضائيا، للتملص من تبيان معايير قبول فئة على حساب فئة أخرى .
غياب المكاشفة يؤدي إلى اتهام الجامعة المغربية بالتحامل أحيانا، وبإيقاع نفسها في مغبة الشبهات، أحيانا أخرى، وذلك بالموازاة مع القيمة العلمية للمرشحين المقبولين ولمشاريع الأطاريح التي يتقدمون بها، فالتستر وراء النزاهة والكفاءة العلمية للجنة المكلفة باختيار المقبولين لولوج سلك الدكتوراة، لا يبرر التشبث بسلطة تقديرية عرجاء، تتحدى بها مختبرات البحث العلمي في مجال الدكتوراة، المتقاضي والقاضي على السواء، فتنصب الجامعة نفسها - بذلك -، خصما وحكما في نفس الوقت.
تنتج هذه الممارسات غير المسؤولة، أفواجا من حاملي الدكتوراة تنتهي علاقتهم بالمراجع العلمية وبالقلم وما يجمع بينهما من بحث علمي، بانتهاء سنوات البحث والتصويب والتحيين، وتوشيح مشوار البحث بالمناقشة وإعلان النتيجة المنتظرة: "ميزة مشرف مع التوصية بالنشر"، وهي مدة قد تتراوح في أقصى تقدير بين ثلاث سنوات وستة سنوات، وهو ما يجعلنا أمام معضلة أكثر فداحة من فداحة استئثار مختبرات ومراكز الدكتوراة بسر معايير الانتقاء، واختبائها وراء السلطة التقديرية غير المراقبة قضائيا، إنها معضلة ضعف البحث العلمي وانتاج المقالات العلمية ذات قيمة علمية ومعرفية معينة .
ينتهي البحث العلمي بترقية الموظف الحاصل على الدكتوراة، وبنجاح حاصل الدكتور - المحظوظ- في اعتلاء كرسي التدريس بالجامعة، فلا نرى - بعدها- أي مقالات محكما، أو مؤلفات تصلح لتكون مراجع جامعية، تكفي الحاصل على شهادة الدكتوراة، الدرجة العلمية المتحصل عليها، ثم تعليق شهادة الدكتوراة على حائط المنزل، وما يتخللها من شرب كؤوس الشاي المزينة بلحظات انتشاء وتفاخر أمام الخاص والعام، بالحصول على أعلى شهادة علمية وعروفة إلى حد الآن، فبدل انتاج المعارف، يتم انتاج أساليب المفاخرة الفارغة .
قليلون هم الدكاترة، الذين ينتجون مقالات علمية ومراجع جامعية، وقليلة هي المقالات والمراجع الجامعية الأصيلة، التي لا تصطدم مع واقع حال الاقتباس والسرقات العلمية، ونسب مجهود الآخرين إلى الشخص، الباحث عن المقال المعد سلفا، والفكرة المستهلكة، بدل التنقيب عن الفكرة الجديدة المنتجة خارج الصندوق، والفكرة غير معادة التدوير .
دعنا نقرب الصورة أكثر، ونجعل من كليات العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمغرب نماذج دراسة حية، لواقع من التراجع العلمي والتردي المعرفي، فعلا، لقد انتهى عصر الأساتذة الجامعيين من النخب المغاربة والأجانب، الذين أسسوا منذ فجر الاستقلال للدراسات الجامعية في الشعب القانونية (القانون الخاص والقانون العام والعلوم السياسية والاجتماعية)، ناشرين مبادئ الاستقلالية عن التوجيهات العليا، رافضين لتدخل غير المختصين في تعيين العمداء ورؤساء الجامعات ورؤساء مختبرات ومراكز البحث العلمي، لقد كانوا بحق أساتذة نشر أخلاق قبل أن يكونوا رجال علم، ارتجلوا المحاضرات، وصاغوا المقالات، وانتجوا المراجع، التي نهل منها الطلاب، يوم كانت الجامعة جامعة، والأستاذ أستاذا، والطالب طالبا.
أصبحنا أمام جامعة مدجنة سياسيا، وفكر محنط علميا، وأساليب هجينة في انتقاء المقبولين لولوج سلك الدكتوراة وتبرير معايير قبولهم، لما لا، والوزارة الوصية عن التعليم العالي والابتكار بالمغرب، لا تحرك ساكنا بالرغم من كثرة الشكايات والمقالات الصحفية التي تدق جرس الخطر، والقضاء الإداري الذي لازال مترددا في تحطيم جدار السلطة التقديرية ومنع الرقابة على القرارات المتخذة من مراكز ومختبرات الدكتوراة، في حق كل من سولت له نفسه رفع دعوى قضائية، للمطالبة بتغيير الأمر الواقع .
لماذا تبقى دار لقمان على حالها، والواقع الجامعي والبحث العلمي بالمغرب المهين، يصطدم بالواقع العلمي العالمي المشرق، الذي كان ولازال في تطور مستمر، يسارع سبل التطور والتقدم في سبيل ارساء دعائم تعميم الفكر الرقمي المستند على تقنيات البلوك- تشين والذكاء الاصطناعي؟
فعلا إنه واقع مخجل، يصعب معه اقتراح صور موضوعية لتطوير أساليب الانتقاء بناء على إقدام الطالب الباحث، في إقناع اللجنة العلمية (مركز أو مختبر الدكتوراة)، بجدوى مشروع الأطروحة المقترحة، بدل الإجابة على سؤال الامتحان الكتابي - المتخلف والبليد- المصاغ بشكل "حق أريد به باطل"، وهو عادة ما يكون عبارة عن سؤال - كمين -، يحتمل أكثر من تناول، وتجوز فيه أكثر من إجابة، لينتهي بأكبر قدر من السرية في التصحيح وتقييم قدرات الطالب المرشح، لما لا، والخلطة السحرية لمعايير الانتقاء والقبول، صولجان في يد حراس المعبد، ولا رقابة قضائية تحد من الاستنكاف والتحدي الذي تبديه مراكز ومختبرات الدكتوراة، كلما ووجهت بضرورة تبرير معايير و طرق الانتقاء.
لا ننكر أن واقع التعليم الجامعي ومعه واقع البحث العلمي بالمغرب، يصطدمان بعدة إكراهات ذاتية وموضوعية، لكن هذا لا ولن، يحد من الدور الإبداعي الجريء لحملة مشعل التعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب، في محاولة للتخلص من السبات والتواكل وتكرار المكرر واجترار المجتر، واختيار - بدل عنه- ، السير قدما في الدرب الصعب، لانتاج نخبة علمية فذة، تقترح مشاريع دكتوراة بفكر مستنير، ومنطق علمي وموضوعي واضح، علمية، تسهل عملية الانخراط في أجواء الطفرة الرقمية، وعوالم المحيط الافتراضي، التي تجتاح العالم من حولنا.
وفي انتظار الإعلان عن امتحانات مقبلة لولوج سلك الدكتوراة، بنفس العقليات وبنفس الأساليب، التي تواجه بنفس طرق الاحتجاج والتنديد، نتمنى للجميع حظا موفقا.



#محمد_أوبالاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ...
- البلوك تشين (سلسلة الكتلة) والقانون: نظرة عامة موجزة على الا ...
- فرض الضريبة على أرقام معاملات الشركات العاملة في النشاط الرق ...
- -العملات/الأصول المشفرة، ومشروع القوانين واللوائح: جوانب من ...
- السيادة الرقمية أوروبا تختنق بالمعايير.
- تحدي التكنولوجية الرقمية للقانون الدستوري.
- المتقاضي الرقمي.
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19-
- الوكالات الدولية المتخصصة والحق في التقاضي (صندوق النقد الدو ...
- البعد الدولي في مجال مجابهة المغرب لجريمتي تبييض الأموال وال ...


المزيد.....




- فيديو.. متحدث الأونروا يروي تفاصيل اعتداء مستوطنين متطرفين ع ...
- اعتقال نجل وزيرة في زيمبابوي بتهمة حيازة جهاز -ستارلينك- للأ ...
- طهران تعلق على قيام سفير إسرائيل بتمزيق -ميثاق الأمم المتحدة ...
- الحكومة العراقية تدعو الأمم المتحدة لإنهاء مهمتها السياسية ب ...
- حماس عن تعذيب معتقلي غزة في معتقلات سرية إسرائيلية: جريمة ته ...
- وزير خارجية الأردن عن تصويت عضوية فلسطين بالأمم المتحدة: إسر ...
- بالأسماء.. الدول المؤيدة والمعارضة بتصويت العضوية الفلسطينية ...
- بيان سعودي بعد تبني -الجمعية العامة- قرارا حول العضوية الكام ...
- الصومال يطلب إنهاء مهمة الأمم المتحدة السياسية
- ارتفاع حصيلة قتلى تفجيرات مخيمي النازحين في الكونغو


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - محمد أوبالاك - واقع التعليم الجامعي والبحث العلمي بالمغرب، موضوع قديم بصياغة جديدة (كليات العلوم القانونية نموذج دراسة).