أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد الكحط - الحمل الكاذب في مؤشرات الاقتصاد العراقي














المزيد.....

الحمل الكاذب في مؤشرات الاقتصاد العراقي


محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 7271 - 2022 / 6 / 6 - 10:25
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


محمد الكحط


نعم انه حمل كاذب، فلا وليد في الأحشاء، بل صياغات فارغة المحتوى.
فقد أعلنت وزارة النفط ان اجمالي إيرادات العراق من بيع النفط خلال الربع الأول من عام 2022 بلغ أكثر من 37 مليار دولار، فضلا عن ايرادات بيع نفط إقليم كردستان خلال نفس الفترة، والتي لا معلومات عن حجمها. وهذا يعتبر أعلى معدّل إيرادات نفطية منذ 50 عاماً.
وارتباطا بهذا قال وزير المالية علي علاوي ان “التعافي في أسعار النفط والإدارة المالية، ساعدا في أن يكون احتياطي العراق من العملة الصعبة بحلول نيسان أكثر من 70 مليار دولار”.
ويتوقع البعض أن يؤدي استمرار الوضع الحالي في سوق النفط إلى زيادة الاحتياطي الى أكثر من 100 مليار دولار بحلول نهاية العام 2022، وهو ما اعتبره عديدون “مستوى قياسيا للعراق”. علما ان وزير المالية قدّم عرضاً كمراجعة اقتصادية للوزارة وتوقعاتها لعام 2022، بيّن فيه أنه يتفق مع نظرة صندوق النقد الدولي المتفائلة.
علما ان توقعات أعدت في شهر نيسان الماضي اظهرت، حسب موقع شركة “ستاتيستا”، الألمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين، ان هناك عشرة اقتصادات في العالم يتوقع أن تنمو بأعلى وتيرة في العام 2022، وإن الاقتصاد العراقي سيكون الثاني في قائمة هذه الاقتصادات، حيث سينمو بنسبة 9.5 في المائة هذا العام. وستسبقه في رأس القائمة غيانا، التي يتوقع أن ينمو اقتصادها بنسبة أكبر.
ومن المعلوم ان الأرقام الواردة اعلاه قد تكون صحيحة ولا مشكلة فيها، لكن السؤال هو: كيف يقاس النمو الاقتصادي لبلد ما ؟ فالأرقام المذكورة عن العراق سببها أولا هو نهب وسرقة المواطن العراقي عبر خفاض قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار الأميركي في كانون الاول 2020، حيث تمت سرقة 22 في المائة من رواتب المواطنين والمتقاعدين. هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك ارتفاع أسعار النفط الخام عالمياً بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وتوقعات تقليص الامدادات من النفط والغاز الروسيين الى الدول المستوردة، مما قد يرفع سعر البرميل الى أكثر من 120 دولارا.
وهذا يعني ان الأرقام المشار اليها بشأن النمو الاقتصادي في العراق، ليست ناتجة عن تطور حقيقي للانتاجين الصناعي والزراعي وغيرهما، وان النمو الذي تؤشره الارقام لم ينعكس على حال الفرد العراقي. فالواقع الاقتصادي للعراق يقول إن شعبه يواجه معاناة كبيرة ونسبة الفقر في ازدياد، وأن لا رعاية صحية تليق به، ولا مدارس كفوءة، ولا بنى تحتية جيدة، ولا كهرباء تسد الحاجة ولا ماء صالح للشرب في مواقع كثيرة، ولا تصريف للمياه مناسب، والأوساخ تملأ الشوارع. وهذا رغم ارتفاع أسعار النفط وازدياد عائدات الحكومة العراقية، ورغم الاستقرار المالي الذي يتحدثون عنه.
وفي المقابل نرى زيادة في أسعار المواد الغذائية، وتضخما كبيرا، وانحسارا للصناعة والزراعة، فيما مستويات الماء في انخفاض مستمر، وهناك مخاطر جدية بسبب الجفاف بل والعطش. وبجانب هذا تتزايد المولات الضخمة المملوكة للرأسماليين الجدد وبشكل غير طبيعي، والتي تتحول الى متنفس وحيد للعوائل العراقية، نتيجة نتيجة غياب الحدائق العامة والمتنزهات الجديدة، والمراكز الاجتماعية الترفيهية والثقافية والرياضية التي يمكن للشباب والعوائل ان يقضوا فيها أوقاتا للراحة والترفيه.
بعكس ذلك نجد الأطفال في الشوارع وسط الحرارة اللاهبة يبيعون الماء أو الورق الصحي أو غيرهما بعيدا عن مقاعد الدراسة، ناهيك عن الآلاف المؤلفة من الخريجين العاطلين عن العمل، وأزمة السكن، ومشاكل الازدحامات والاختناقات في الشوارع لكثرة السيارات، ولتخلف الشوارع والتخطيط المروري القديم الذي لا يراعي الاعداد الهائلة من السيارات ولا الملايين من البشر، مما يضيع وقت الناس سدى وسط الازدحامات الشديدة.
ولابد من التأكيد ان هذا سيعطي المفسدين فرصا أكبر لممارسة السرقة، والأغنياء لزيادة أرصدتهم. أما المواطن البسيط فحتى الآن يعيش في دوامة تأمين رغيف الخبز لأبنائه وكيف يدفع فاتورة الكهرباء وفاتورة المولدة وتكاليف الايجار والدواء وغيرها.
أما على الصعيد الأمني والسياسي، فلا زالت خلايا داعش تقوم بأعمال عسكرية هنا وهناك مستفيدة من التخبط والركاكة في المنظومة الأمنية والتي سببها التخبط السياسي بالدرجة الأولى وهو الناجم عن سياسة المحاصصة سيئة الصيت. وها هي الأشهر تمر بعد الانتخابات ولم نر تشكيل حكومة قادرة على تحقيق ما طالبت الجماهير المنتفضة به وقدمت من أجله الشهداء والتضحيات..
ان أي نمو اقتصادي لا يحقق للمواطن أمنه ومستقبله وعيشه بكرامة هو نمو فاشل، بل هو مخادع، كما الحمل الكاذب، فهو مجرد انتفاخ سرعان ما “يفش” وينتهي كل شيء.



#محمد_الكحط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا مظفر النواب، وداعا لعاشق البنفسج وليله، وداعا أبن الرا ...
- معرض للفن التشكيلي الرقمي وتساؤلات عن ماهيته
- بحضور رسمي وشعبي أفتتاح فعاليات المؤتمر العاشر لرابطة الأنصا ...
- في حفلٍ مهيب وبحضور وشعبي، التوقيع على كتاب الشهيدات الشيوعي ...
- موروثنا هويتنا
- جائحة كورونا في معرض فني
- لا تصبوا الزيت فوق النار أوقفوا الترسانة الإعلامية المؤججة ل ...
- تجارب في النحت العراقي المعاصر في معرض فني
- ستوكهولم: المعرض الشخصي للفنان النصير عباس عباس
- الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي ينهي مؤتمره العام وينتخب ...
- ((إن كنت تدري فتلك مصيبةٌ، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظمُ))
- انتخابات لتدوير سلطة المحاصصة والفساد لا من أجل التغيير المر ...
- ستوكهولم: انتهاء فعاليات مهرجان الأمل السينمائي الدولي الأول
- الأنصار الشيوعيون يستذكرون القصف الكيمياوي في ذكراه ال 34
- مكتب اعلام الخارج للشيوعي العراقي يحتفل بعيد العمال
- أمسية عن المسرح الأنصاري
- شاكر الدجيلي 16 عاماً من الغياب القسري
- الشهيد رزاق خضير عباس «سليم»
- حصدت العراقية بلسم كامل كرم “جائزة سمولتس” السويدية لهذا الع ...
- الشاعر جاسم الولائي في ذكرى وفاته الثانية


المزيد.....




- بايدن يعلن إنتاج الولايات المتحدة أول 90 كغم من اليورانيوم ا ...
- واشنطن تتمسك بالعراق من بوابة الاقتصاد
- محافظ البنك المركزي العراقي يتحدث لـ-الحرة- عن إعادة هيكلة ...
- النفط يغلق على ارتفاع بعد تقليل إيران من شأن هجوم إسرائيلي
- وزير المالية القطري يجتمع مع نائب وزير الخزانة الأمريكية
- هل تكسب روسيا الحرب الاقتصادية؟
- سيلوانوف: فكرة مصادرة الأصول الروسية تقوض النظام النقدي والم ...
- يونايتد إيرلاينز تلغي رحلات لتل أبيب حتى 2 مايو لدواع أمنية ...
- أسهم أوروبا تقلص خسائرها مع انحسار التوتر في الشرق الأوسط
- اللجنة التوجيهية لصندوق النقد تقر بخطر الصراعات على الاقتصاد ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد الكحط - الحمل الكاذب في مؤشرات الاقتصاد العراقي