أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - العيش في الماضي أم المستقبل















المزيد.....

العيش في الماضي أم المستقبل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 7270 - 2022 / 6 / 5 - 13:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


العيش في الماضي أم في المستقبل ؟!

" الجيد عدو الأفضل الدائم "
صدمتني العبارة عندما قرأتها لأول مرة ،
مثلك تماما .
1
المفارقة الإنسانية :
بعد مرحلة الرشد ، خيارات الانسان محددة ومحدودة
1 _ التضحية بالماضي والمستقبل لأجل الحاضر .
وهو الخيار الجيد ، والذي تقوم عليه الثقافة العالمية منذ عشرات القرون .
2 _ التضحية بالحاضر لأجل المستقبل ، والماضي أيضا .
وهو الخيار الأفضل ، وسوف أناقش الفكرة بشكل واضح .
3 _ التردد ، وحالة التناقض والقلق المزمن .
هذا الخيار مصدر رئيسي لاضطراب ثنائي القطب ، أو العصاب بالتسمية الكلاسيكية للحالة المرضية العامة ، السيكوباتية .
اضطراب ثنائي القطب له ثلاثة أسباب :
1 _ العامل الوراثي .
2 _ السبب الاجتماعي .
3 _ الموقف العقلي ، الذي يتمثل بالقلق المزمن وعدم الكفاية .
بالنسبة للسببين 1 و 2 ، علاجهما محدد في الطب النفسي .
والسبب الثالث وهو الأهم ، نظرا لكونه يتبع مباشرة للموقف العقلي .
2
عملية التضحية بالجيد لأجل الأفضل ، تتمثل بمواقف عديدة أكثرها وضوحا ، وشيوعا ، الاجتهاد والالتزام خلال الدراسة والتعلم . ونقيضه موقف التضحية بالماضي والمستقبل لأجل الحاضر ، الذي نعرفه جميعا .
....
متلازمة ( التعلم والصبر والتسامح ) مهارة فردية ، مكتسبة بطبيعتها .
لا يمكن التعلم بمعزل عن الصبر والتسامح ، ولا الصبر بمعزل عن التعلم والتسامح ، بدوره التسامح يمثل حالة النضج المتكامل العقلي والجسدي والعاطفي والروحي والاجتماعي والإنساني .
تمثل حالة التسامح ، النصر الذاتي بالفعل .
التسامح بدلالة النظرية الجديدة ، يعني تغيير محور الاهتمام ، ونقله بالفعل من الماضي إلى المستقبل .
3
فكرة تغيير الماضي ، أو الماضي الجديد ، هي نفس فكرة وخبرة التسامح .
مثال تطبيقي :
تشكيل عادة جديدة ( إيجابية طبعا ) ، إذ يمكن لكل إنسان أن يكتسب أي عادة سلبية فقط بالمحاكاة والتجاور ، مثل المقامرة ، والمخدرات وغيرها .
يتطلب تشكيل عادة إيجابية جديدة ، التعلم والصبر والتسامح دوما .
مثلا تعلم التأمل أو التركيز لخمس دقائق كل يوم ، إن كنت من غير ممارسي التأمل والتركيز .
خلال شهر ، بعد اكتساب العادة الجديدة ، وممارستها بالفعل ، يدرك جميع المحيطين بالشخصية التغيير الإيجابي ، وتتزايد درجة التأثير وفوائده الذاتية والاجتماعية مع تقدم العمر ( وليس العكس الغالب للأسف ) .
4
التركيز مشكلة وحل بالتزامن ، ما هو التركيز ؟
الانتباه نوعان إرادي وغير إرادي .
الانتباه الارادي محور التركيز .
بعبارة ثانية ، التركيز هو الانتباه الارادي والمتواصل لفترة ويمكن زيادته بالتدريب المتكرر .
....
مثال التدخين نموذجي على فكرة التركيز ، وعلى فكرة الموضوع الجيد والأفضل _ الذي يتمثل بعملية التضحية بالحاضر لأجل المستقبل والماضي أيضا .
أعتقد أنها نفس الفكرة أو تتصل بها مباشرة ، التي كانت أحد هواجس هايدغر المزمنة فكرة " الأهم " . الأهم الذي لا يفقد قيمته بمرور الوقت ، ولا بالإشباع ، ولا بأي شيء آخر .
بالنسبة لشخصية تدخن : السيجارة سقف اللذة والسعادة معا .
لكن يتغير كل شيء ، بعد تشكيل عادة جديدة كالتدخين الارادي بالنسبة لمدمن _ة تدخين سابق _ة .
5
يمكن تقسيم السلوك الإنساني إلى نوعين بدلالة المثير :
1 _ السلوك بدافع العادة والتكرار .
أو السلوك بسبب المثير القبلي .
2 _ السلوك كوظيفة لنتيجته .
أو بسبب التعزيز الحقيقي .
النوع الثاني ، تركز عليه المدرسة السلوكية أو تعديل السلوك الإنساني .
النوع الثاني من السلوك ، يمثل العادة الجديدة النموذجية _ بحسب تجربتي الثلاثية : الشخصية والثقافية والاجتماعية .
6
" من يقدم صدقة بالسر أعظم من موسى "
النصر الذاتي أو التضحية بالحاضر لأجل المستقبل ، أو الصحة العقلية المتكاملة ، أو حرية الإرادة أو راحة البال والسعادة .... كلها تعبيرات متشابهة من حيث المعنى السلوكي أو الأخلاقي .
....
تذكير سريع بالتصنيف الرباعي للقيم الإنسانية ، المشتركة غالبا ، من الأدنى حيث السلوك إنساني حصرا ، إلى الأعلى المقابل والنقيض حيث السلوك إنساني أيضا :
1 _ الصدق النرجسي .
نموذجه النميمة والوشاية .
2 _ الكذب .
3 _ الصدق .
4 _ الكذب الإيجابي .
نموذجه التواضع وإنكار الفضل .
لو كان سهلا لما اعتبرت الثقافة التقليدية والدينية خاصة ، أن سلوكه يرفع الفرد الإنساني إلى ما فوق مرتبة الأنبياء .
....
بين الصدق والكذب الإيجابي ( الأبيض ) ، أو بين 3 و 4 الموقف البطولي ، المتفق عليه حيث التضحية بالحاضر لأجل المستقبل .
وهو مستوى الصحة المتكاملة ، والإرادة الحرة والسعادة ، وقد ناقشته مرارا وبصيغ متنوعة .
وبالمقابل ، بين الكذب والصدق النرجسي ( الأسود ) موقف النذالة ، المتفق عليه حيث التضحية بالمستقبل ( والماضي أيضا ) لأجل لحظة الحاضر .
7
عتبتا الألم والسعادة متعاكستان ، ترتفع الأولى لتنخفض الثانية والعكس صحيح أيضا .
عتبة الألم المرتفعة ، نتيجة طبيعية لمتلازمة التعلم والصبر والتسامح .
وهي نفسها ، تتصل مباشرة بعتبة السعادة المنخفضة .
غبطة الوجود ، أو سعادة العقل ، أو راحة البال ....
فكرة ، وخبرة ، مشتركة بين الفلسفة والعلم وبقية أشكال الابداع الإنساني ...الموسيقى والشعر خاصة .
....
الأذكياء سعداء ، والأغبياء تعساء .
أخطا المتنبي وهيغل وفرويد وغيرهم ، في اعتبارهم أن العقل والذكاء مصدر التعاسة والشقاء ، والعكس الغباء مصدر السعادة وراحة البال !
هل التقيت طوال حياتك أو سمعت ، بثقافة وجماعة تمتدح الغباء ؟
....
ملحق
مثال تطبيقي : العلاقة مع الطعام
طريقة تناولنا الطعام ، غالبا بحسب العادة العائلية ، المتوسطة بطبيعتها .
والقلة من الحالات ، تتوزع في اتجاهين متناقضين :
الأكل بشراهة ، وبطريقة انفعالية وسلبية ( لا شعورية وغير واعية ولا إرادية ) . خاصة في حالات الجوع الشديد .
الأكل ، بطريقة إيجابية ومتنبهة ( شعورية وواعية وإرادية ) . خاصة مع من نحبهم .
....
يمكن أن تكون عملية بسيطة وطبيعية ، مثل تناول الطعام ، مصدرا للغضب والاستياء وتبكيت الضمير ، او العكس مصدرا للرضا والراحة .
أو كما حال الأغلبية ، عملية روتينية تقارب الملل .
يرتبط ذلك بمؤثرات عديدة ، تشمل مختلف جوانب الحياة الشخصية ، لعل أكثرها أهمية درجة النضج وتحقيق التجانس بين العمر البيولوجي والعمر العقلي ، أو العكس والفشل في تحمل المسؤولية مع التقدم في العمر .
....
مثال آخر وجديد...
اليوم الحالي يصل جميع الأحياء بالتزامن ، والفرق في التوقيت فقط .
يمكن عيشه بالنسبة لشخص بالغ بطرق متنوعة ، وغير منتهية .
كلنا نعرف النقيضين :
1 _ تكرار يوم الأمس ، كل يوم جديد .
2 _ تشكيل عادة جديدة ، إيجابية ، كل فترة .
توجد حالة ثالثة أيضا وتمثل الأغلبية ، حيث أن المصادفات والأحداث الخارجية هي التي تشكل حياتها الحقيقية .
....
يوم الشخص الأول ، يتمحور حول الروتين اليومي .
النشاط والانشغال كله ، على مستوى الحاجة فقط .
وتمضي 24 ساعة الخاصة به ، بلا انتباه غالبا .
....
يوم الشخص الثاني يختلف بالفعل ، حيث كل فترة يشكل عادة جديدة ( هواية لا إدمان ) .
مثلا هذه السنة يخصص ساعة ( أو نصف أو حتى ربع ساعة ) كل يوم لتعلم لغة جديدة . أو قراءة ، او موسيقى ، أو رسم وغيرها .
بعد شهر يتضح الفرق بين الشخصيتين المتناقضتين :
فترة الربع ساعة يوميا تحدث فارقا حقيقيا ، ويدركه لا الشخص نفسه فقط بل معظم المحيطين به .
....
لنتأمل الثلاثة بعد سنة :
....
الشخص العادي ، كيفما التفت ستجده قربك .
بينما الشخص التكراري ، أفضل من وصفه تشيخوف .
والشخصية المبدعة ، لحسن الحظ لا تخلو منها عائلة أو أسرة ... حتى في سوريا اليوم 5 حزيران 2022 .
....
الخلاصة
طبيعة اليوم الحالي ، وحدوده ، ومكوناته ومصدره ، ما تزال خارج مجال الاهتمام الثقافي .
الوضع الثقافي العالمي أسوأ من نظرية المؤامرة بأضعاف .
يا ريت ، لو أنه توجد بالفعل هيئة أو عصابة أو دولة ( أو قوة أو أي شيء ) ، شريرة ، تحكم العالم وتتحكم بمصيره وتدير شؤونه المستقبلية خاصة .
ذلك حلم بعيد ، ونوعا من الوهم .
الواقع الحقيقي جهل ، وعبث ، ولا مبالاة معدنية في الشرق والغرب .
....
يكفي أن نستمع للرئيس الأمريكي الحالي والسابق ، على طرفي نقيض ، وهما يفسران حادثة تكرار عمليات القتل العشوائي في المدن الأمريكية ، وخاصة في المدارس :
الأول يعتبرها تؤكد وجهة نظره بضرورة ضبط ، وليس منع ، استخدام الأسلحة .
والثاني بضرورة تسليح كل مواطن .
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 3 ظواهر تكشف العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن
- الكتاب الخامس _ القسم 1
- ما هو الزمن أو الوقت....؟ّ!
- مقدمة النظرية الجديدة
- النظرية الجديدة _ المقدمة
- متلازمة الرغبة والحاجة والعادة والقرار
- ملحق وإضافة
- الكتاب الخامس _ الفصل الرابع
- القانون العكسي بدلالة النظرية الجديدة
- فكرة جديدة بمرحلة الحوار المفتوح
- الكتاب الخامس _ الفصول 1 و 2 و 3
- خلاصة مشتركة للنظرية الجديدة
- تكملة التكملة ولماذا ...
- الكتاب الخامس _ الفصل الثالث هوامش
- الكتاب الخامس _ الفصل الثالث تكملة
- الكتاب الخامس _ الفصل الثالث
- الكتاب الخامس _ الفصل الأول والثاني
- الكتاب الخامس _ الفصل الثاني تكملة
- الكتاب الخامس _ الفصل الثاني
- الكتاب الخامس _ المقدمة مع الفصل الأول


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - العيش في الماضي أم المستقبل