أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - تاريخ روسيا - 02















المزيد.....

تاريخ روسيا - 02


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7262 - 2022 / 5 / 28 - 18:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الفصل الثاني.

مجيء الشماليين.

بينما كان السلاف، الذين يقطنون وراء نهر الدنيبر، يدفعون لهؤلاء القبائل الفنلندية الشرسة جزيتها من السيوف ذات الحدين و جلود السنجاب، جاء من شواطئ جوتلاند والسويد، الشماليون المحاربون، وكانوا على أهبة الاستعداد للنهب أو للتجارة.

لا يوجد بحر، في ذلك الوقت، إلا وقد شقت سفنهم مياهه، وشاهدت شواطئه مغامراتهم. ولا توجد مدينة، إلا وقد ارتجفت أوصالها أمام مطالبهم، هؤلاء هم الفايكنج المتهورون.

تحت قيادة رولو، غزوا فرنسا. وشنوا حروبا مستمرة مع ملوك الإنجليز، تجذبهم تحف الأديرة وثرواتها. لقد خاضوا عباب البحر الأبيض المتوسط، وقاتلوا على سواحل صقلية وسوريا، ويعتقد الكثيرون أنهم كانوا المكتشفين الحقيقيين للأمريكتين.

المغامرون النورمان الذين خدموا في الحرس الشخصي للأباطرة الشرقيين، تحت اسم روس أو فارياجس، وصلوا إلى ملكة المدائن، القسطنطينية، في مضيق البوسفور، عن طريق الأنهار الروسية، والتي تسمى "طريق الماء العظيم".

يرتدي النورمان معاطفا مثبت بها مسامير، وخوذات مدببة. يبحرون في قوارب طويلة، ويجدفون عبر بحر البلطيق وهم يدخلون "نيفا"، أو "دفينا" الغربية.

يمكننا أن نرى أساطيلهم الحربية تنهب نوفجورود، ثم تبحر أعلى نهر الدنيبر. بعد ذلك، تنزل بسرعة متخطية مدينة كييف، لتقوم بتدمير شواطئ البحر الأسود، وجلب الفزع لدول الجنوب.

هم صغار السن، لكن هاماتهم كانت عالية. كالنخل، كما يصفهم العرب. وفقا للمؤرخين، صفوفهم المتراصة، كأنها جدار من فولاذ، تعج بالرماح وتتلألأ بالدروع. أصواتهم تهدر مثل أمواج البحر.

يحتمون وراء دروع ضخمة، أطول من الرجال، لا يمكن أن يصل السهم إليهم، عندما يتراجعون. يقاتلون مثل المجانين. لا يستسلمون أبدا كأسرى. إذا سارت المعركة ضدهم، فإنهم يطعنون أنفسهم في القلب، لئلا يقعون في أيدي العدو، فلا يضحون عبيدا تباع وتشترى في سوق النخاسة.

هؤلاء النورمان، مستعدون دائما للحرب، لكنهم لا يزدرون مساعي السلام والتجارة. فرضوا الجزية على قبائل روسية، وغالبا ما يقومون بحملات حربية، خلال نهر الفولجا، للقتال مع الخزر والبلغار.

يخبرنا راهب كييف القديم في نثره البسيط، كيف صار الشماليون سادة روسيا والمؤسسون الحقيقيون لعظمتها المستقبلية:

" لسنوات عديدة، يأخذ النورمان، الذين يسكنون على الجانب الآخر
من البحر، الجزية من السلاف الشماليين وجيرانهم، الفنلنديون. في أحد السنين، رفضت بعض القبائل دفع الجزية كالمعتاد. وقاموا بالاتحاد مع بعضهم، ثم طردوا المحتلين وحاولوا حكم أنفسهم. لكن لم تترسخ العدالة بينهم. فتفرقوا وذهبت ريحهم، ونشأت مشاجرات كبيرة بينهم. أخيرا قالوا:


"دعونا نجد أميرا يحكمنا، وفقا للقانون". ثم أرسلوا سفراءهم عبر البحر إلى قبيلة "روس" من قبائل النورمان، وقالوا لهم:
"أرضنا عظيمة ومثمرة، لكن ينقصها النظام. تعالوا وكونوا أمراءنا، وحكاما علينا.

" استجاب روريك لهذه الدعوة، وجاء مع إخوته وجميع أتباعه، واستقر على ضفاف بحيرة "إلمن". منهم سميت الأرض روسيا، نسبة إلى قبيلة روس".

منذ أكثر من ألف عام بقليل، عبر "روريك المسالم"، و"أخوه المنتصر"، و"أخوه المؤمن"، بحر الفارياج العاصف، لحفظ النظام ولاستتباب الأمن، في بلاد عانت الكثير من الشقاق وسوء الحكم.

بنوا قلاعا قوية على حدود الأراضي السلافية، الأخ الأكبر تولى أمر بحيرة لادوجا، الأخ المنتصر تولى أمر البحيرة البيضاء، والأخ المؤمن كان من نصيبه إزبورسك.

بعد وفاة شقيقيه، اتخذ روريك، أو رودريك المسالم، مسكنه في المدينة التجارية القديمة في نوفجورود، وأصبح أمير كل الأراضي المستديرة. وقسم السلطة بين أتباعه، ووضعهم رؤساء على الحصون، لكي يجمع شمل القبائل الجامحة، ويخضعهم لحكمه الوثيق.

من بين قباطنة روريك، اثنان من النبلاء النورمان كانا ينتميان له بصلة القرابة. هم "أسكولد" و"دير". بدون علمه، أخذوا فرقة صغيرة من المحاربين، وانطلقوا في رحلة استكشافية جنوب نهر دنيبر.

في طريقهما، مرا بمدينة جميلة، تقع على تلة عالية بجوار النهر. السكان، الذين رأوا القوات النورمانية تقترب في قواربهم، سارعوا إلى الشاطئ للترحيب بهم، وأخبروهم أن مدينتهم تسمى كييف، وأنهم مضطرون إلى دفع الجزية للخزر. فقام أسكولد ودير بتحريرهم من الخزر، وحكموا بلادهم نيابة عنهم.

وكانت هذه هي بداية العصر البطولي لروسيا.



الفصل الثالث.

كيف قام الروس بحملات ضد القسطنطينيه.

بينما كان روريك مشغولا بقمع الثورات بين شعب نوفجورود، وإجبارهم على الطاعة، توجه أسكولد ودير، مع مائتي قارب طويل مليئين بالفايكنج النورمان والجنود، نحو عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية، القسطنطينية.

القسطنطينية، هي أغنى مدن الشرق قاطبة، والمنافسة الخطيرة لروما. بنيت على سبعة تلال، بالقرب من المياه الزرقاء لمضيق البوسفور. بها كنائس ذات قباب متعددة، وآثار ثمينة من الأيام الغابرة. بها مصائد أسماك، وجمارك، وأسواق. يؤمها التجار من كل فج عميق، ومن كل دولة في أوروبا وآسيا لتسويق بضاعتهم غالية الثمن.

القسطنطينية، هي عاصمة قسطنطين الكبير، أو اسطنبول عند المسلمين. هي قيصر المدن، كانت دائما هدفا لجحافل الغزاة، المغامرين الباحثين عن الثروة عن طريق الحرب.

حمتها جدرانها وأبراجها من الغزو، وعدد لا يحصى من الحصارات. القوط، الهون، التتار، النورمان والروس على حد سواء، الذين يتطلعون بعيون حاسدة إلى المدينة الجميلة من القرن الذهبي، الذي يحرس الدردنيل، ويسيطر على بحر مرمرة، الذي يقود إلى البحر الأبيض المتوسط.

كان الإمبراطور ميخائيل يشن حربا على العرب على شواطئ البحر الأسود، عندما جاء رسول على عجل، بأخبار تفيد بأن أسكولد ودير، كانا يقتلان رعاياه، ويحاصران القسطنطينية. سارع الإمبراطور بالعودة إلى عاصمته، وقضى مع البطريرك الليل، في الصلاة أمام ضريح العذراء مريم، في الكنيسة التي بناها جده، الإمبراطور مارقيان.

عند الفجر، أخذ البطريرك رداء العجائب، الذي ارتدته مريم العذراء، وغمسه في مضيق البوسفور، بينما كان الكهنة يرددون الأدعية، ويطلقون البخور، وجوقات الأولاد تغني الترانيم المقدسة.

على الفور، كما يقول السجل، "ارتفعت الأمواج، التي كانت منخفضة وهادئة، وبدأت تزمجر وهي تضرب معلنة عن غضبها. ففرقت الأمواج سفن الروس الوثنيين، ودفعتها لكي ترتضم بالشاطئ، فتكسرت إلى أشلاء، ولم ينج سوى عدد قليل من الكارثة، استطاعوا العودة سالمين إلى بلادهم. أما قائد الأسطول، فقد عاد إلى كييف، لكي يمارس الحكم هناك".

في الوقت نفسه، توفي روريك المسالم، بعد أن حكم نوفجورود لمدة سبعة عشر عاما، وترك ابنه إيجور، وهو صبي يبلغ من العمر أربع سنوات، في رعاية قريبه أوليج، أمير المواهب والمشاريع.

جمع أوليج على الفور جيشا من النورمان، والفنلنديون، والسلاف، وشرعوا في توسيع حدوده. لقد ذهب ضد القبائل الجنوبية عن طريق "طريق المياه العظيم"، واستولى بطريق الحيلة على العديد من المدن، إلى أن وصل أخيرا إلى أسوار مدينة كييف، تاركا الجزء الأكبر من جيشه وراءه.

بعد أن أخفى فرقة من المحاربين الموثوق بهم في موقع أو اثنين، وقيل انه اقترب من المدينة تحت ستار تاجر نورماني، ثم أرسل رسولا إلى كل من الأميرين، أسكولد ودير، قائلا:

" تعال واشتر لؤلؤ وآلاف الأشياء الجميلة من بعض التجار النورمان، أبناء بلدك، وهم في طريقهم إلى القسطنطينية".


عندما اقترب الأميران من النهر، هجم جنود أوليج من أماكن اختبائهم، وقبضوا عليهما، وبادرهما أوليج قائلا :

"أنتما لستما أميران، ولكنني أنا الأمير". ثم أشار إلى الصبي إيجور ، الذي أمسكه بيده، وقال: "هذا هو ابن روريك ، وسيدكما".

تم إعدام أسكولد ودير، ودفنا في قبر واحد. كان أوليج سعيدا بوضع كييف، وقرر الاستقرار هناك، قائلا : "فلتكن من الآن فصاعدا أم المدن الروسية."

كما أنه وحد تحت صولجانه كل القبائل السلافية، على طول نهر الدنيبر ، وأجبرهم على دفع الجزية له من فراء حيوان الخز، الشبيه بابن عرس، وقام ببناء الحصون في أراضيهم.


عندما كان إيجور شابا، عينه قريبه مسؤولا عن كييف، وترك له أسطولا من مائتي قارب، كل منها يسع 40 مقاتل، بالإضافة إلى جيش من الفرسان، استعدادا لحصار القسطنطينية برا وبحرا.

كانت قواربه تجدف، متجهة أسفل نهر الدنيبر، يرافقها جيش الفرسان
على طول الشط. عندما اقتربوا من مضيق البوسفور، أصيب السكان بالذعر، ففروا إلى القسطنطينية، وحصنوا أنفسهم خلف المتاريس.

نزل أوليج بقواته، وبدأ في النهب والسلب. وقام بحرق الكنائس والأديرة. وقام بتعذيب وقتل جميع رعايا الامبراطورية البيزنطية، الذين التقى بهم. وكما تقول الحكايات، قام بتركيب عجلات على سفنه، ونشر أشرعتها، وسرعان ما هبت رياح مواتية، جعلت أسطوله يعبر الحقول الشاسعة إلى بوابات المدينة ذاتها.


أرسل الإمبراطور البيزنطي سفراء مع الطعام والنبيذ كهدايا، ووعد بدفع الجزية إذا وعد أوليج بعدم تدمير المدينة. لكن تبين أن الطعام و النبيذ كانا مسمومين.

عقابا لغدرهم، ألزم أوليج الإمبراطورية البيزنطية، بسداد ستة أرطال من الفضة، لكل رجل من أفراد جيشه، البالغ ثمانين ألف رجل، إلى جانب تقديم هدايا لجميع المدن الروسية التي تقع تحت حمايته.

ثم وقع أوليج معاهدة سلام، وأقسم بإله الرعد "بيرون"، وإله القطعان "فولوس"، بينما أقسم قيصر الامبراطورية البيزنطية، وقبّل الصليب.
بعد ذلك، قام أوليج بتثبيت درعه على البوابة الذهبية بالقسطنطينية، وعاد بقواربه إلى كييف، محملة بالحرير، والمواد المطرزة بالفضة والذهب، والفواكه والنبيذ، وجميع الأشياء الثمينة.

ويقول نيستور: "من ذلك الوقت، أطلق عليه لقب الساحر، لأن شعبه كان أحمق ووثني".

بعد ذلك، أرسل السفراء إلى القسطنطينية لتجديد المعاهدة، فأظهر لهم الإمبراطور جمال وروعة المدينة، والكنائس المذهبة، والكنوز الغنية، التي بها من الذهب والفضة والأحجار الكريمة، وبعض الآثار المقدسة، مثل تاج الشوك، أظافر الصليب، الرداء الأرجواني، والعديد من آثار القديسين. ثم أرسلهم إلى ديارهم، محملين بالهدايا والعطايا القيمة.

في أحد الأيام، طلب أوليج من أحد المنجمين التنبؤ بطريقة وفاته، فأخبره المنجم أن الحصان الذي يحبه أكثر من غيره، من شأنه أن يتسبب في وفاته.

أرسل أوليج الحصان الذي يركبه بعيدا، وبعد خمس سنوات، سمع أن الحصان قد مات. فسخر أوليج من المنجم قائلا:

" كل ما يتنبأ به المنجمون كذب. مات حصاني، وما زلت على قيد الحياة".

ثم ذهب لمشاهدة جيفة الحصان، وقام بركل جمجمته قائلا:

" ها هو الوحش الذي كان من المقرر أن يتسبب في موتي! "

على الفور، خرج ثعبان سام من الجمجمة، ولدغ الأمير في قدمه، فمات بسبب ذلك. رثاه الكثيرون من شعب كييف، الذين حكمهم لمدة ثلاث وثلاثين سنة.

خلف أوليج إيجور، ابن روريك، فانتفض شعب الغابة ضده، لكنه قهرهم، وكلف قائده المفضل، سفينيلد، بتلقي الجزية منهم. ثم قام إيجور، مع عدة آلاف قارب، بحملة جديدة ضد القسطنطينية.

لكن، بدلا من مهاجمة المدينة، دمر الأقاليم حولها بالنار وأخضعها بالسيف، وشوه، وصلب، وعذب سجناءه، وهدم الكنائس والمدن المزدهرة.

قام جنرالات الامبراطورية البيزنطية، بتوحيد جيوشها، المقدونيين والتراقيين وجميع قواتهم الشرقية، ثم هاجموا جيش إيجور ودمروه. هرب إيجور نفسه إلى البحر، فطارده عدد صغير من البحارة الشجعان الذين كانوا على عجل.

قاموا بتشغيل بعض السفن غير الصالحة للخدمة، وهاجموا قواربه وأشعلوا فيها النيران، مما جعل الروس يلقون بأنفسهم إلى الماء. ولكن غرق العديد منهم بسبب ثقل خوذاتهم. أولئك الذين وصلوا سالمين إلى ديارهم قالوا ما يلي:

" البيزنطيون لديهم نار تسري في الهواء مثل البرق، ألقوها علينا وأحرقوا قواربنا، ولهذا فشلنا في غزو بلادهم."

بعد ثلاث سنوات، نظم إيجور حملة أخرى لكي ينتقم من هزيمته.
حصل على مساعدة من ال "بتشنيج"، وهم قبائل شديدة المراس، جاءوا مؤخرا من سهول الأورال. ومع حشد لا يحصى من القوارب، انطلق نحو القسطنطينية.

عندما سمع الإمبراطور البيزنطي بقدومه، أرسل له سفارة، وعرض عليه دفع جزية أكبر مما تم تقديمه إلى أوليج سابقا. وتم إقناع إيجور بالرجوع عن هدفه.

ذهب السفراء البيزنطيون إلى كييف، ووقعوا على المعاهدة، وفي نفس الوقت ذهب بعض رجال إيجور إلى كنيسة القديس الياس وأخذوا القسم، بالطريقة المسيحيين.

إيجور نفسه، ذهب هو ومعظم قادته إلى تلة إله الرعد، بيرون، حيث وقفوا أمام تمثال الإله. وهناك أدى الأمير وأتباعه الوثنيون القسم أمام المذبح، ألقوا على الأرض دروعهم وسيوفهم، وخواتمهم، وهم يقولون:

" قد لا نحصل أبدا على مساعدة من الإله بيرون، وقد لا توفر لنا دروعنا أي أمن، إذا فكرنا في كسر بنود هذه المعاهدة. وإذا انتهك أيا منا هذه المعاهدة، أمير كان أو محكوم، فليقطّع إربا بسيفه، وليدمّر بسهامه، أو يكون عبدا في هذه الدنيا والدار الآخرة".

وأقسم الأمير إيجور نفسه، بالحفاظ على معاهدة السلام والصداقة مع الرومان الشرقيين (بيزنطة)، طالما تشرق الشمس ويبقى العالم. ثم أعاد السفراء، ومعهم الهدايا من الفراء والشمع والعبيد.

في العام التالي، ذهب لرفع الجزية على شعب الغابة، لأن أتباعه الغيورين قالوا له:

"رجال سفينيلد لديهم أشياء جميلة وملابس فاخرة، بينما نحن نمشي جميعا عراة. تعال معنا أيها الأمير وافرض جزية جديدة، لكي نصبح نحن وأنت أغنياء"..

ويقول نيستور:
"استسلم إيجور لرأيهم، وقادهم ضد شعب الغابة لرفع الجزية".
لقد فرض إيجور هو ورجال الجزية الجديدة بالعنف. وبعد أن أخذ منهم كل ما أراد، تركهم عائدا إلى مدينته.

أثناء عودته على الطريق، فكر بينه وبين نفسه، ثم قال لأتباعه: "اذهبوا أنتم بما معكم من أموال الجزية. أما أنا، فسأعود وأحصل على المزيد منها".

ترك الجزء الأكبر من رجاله، وعاد مع عدد قليل فقط إلى شعب الغابة يطلب المزيد من الجزية لنفسه.

عندما عرف شعب الغابة أن إيجور سيعود، قالوا لأميرهم "ميّ":

" عندما يدخل الذئب إلى حظيرة الأغنام، يقتل كل القطيع، ما لم يقتله الراعي أولا. هذا ما يفعله إيجور بنا. ما لم نذبحه فسوف يسلبنا كل ما نملك".

أرسلوا له وفدا يقول له: "لماذا تأتي مرة أخرى لنا؟ ألم تحصلوا على ما كفاكم من الجزية؟"

لم يستمع إيجور إليهم، لذلك خرج شعب الغابة من مدينتهم وانقضوا على فرقته، وقتلوا كل أفرادها. أما هو، فقد ربطوه بين شجرتين منحنيتين إلى الأرض، وتركتا لكي تأخذا وضعهما الطبيعي، فتمزق جسد إيجور أشلاء، ومات موتة شنعاء.

وللحديث بقية، فإلى اللقاء.




#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ روسيا - 01
- طبل الصفيح – جونتر جراس
- البراءة لأحمد عبده ماهر
- فاوست - جوته
- هكذا تكلم زرادشت - نيتشه
- سارتر والوجودية
- زقاق المدق لنجيب محفوظ
- مائة عام من العزلة
- خريف البطريرك، صرخة ضد الدكتاتورية وحكم الفرد
- رواية المحاكمة لكافكا
- العصيان المدني – هنري ثورو
- عالم جديد شجاع - ألدوس هكسلي
- كوندورسيه - خاتمة فلاسفة التنوير
- ما هي أهمية دوستويفسكي؟
- الإخوة كارامازوف ملخص وتعليق
- الإخوة كارامازوف (1)، دوستويفسكي
- آنا كارينينا لتولستوي
- إبراهيم عيسى والإسراء والمعراج
- جحا والحمار وظلم الإنسان
- جحا والحمار


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - تاريخ روسيا - 02