|
لحم اخيك
محمد ربيع
كاتب مصري
(Mohamedrabie)
الحوار المتمدن-العدد: 7259 - 2022 / 5 / 25 - 23:42
المحور:
المجتمع المدني
لا يكن لحمُ أخيك أرخصَ لحمٍ في هذه الدنيا ،، فاللحومُ كثيرةٌ وتصلح للطبْخ والشَّي ،، فلا تجعلْ لحمَ أخيك في وعائك يُطْبَخ ، لا تصنعْ منه منسفاً تقدِّمه غذاءً لعدوِّك وعدوِّ أخيك ،، الْيَوْمَ يأكلُ لحمَ أخيك وغداً ينفرد بك يأكلُ لحمَك على مهْل ، فالخوف الذي كان يحسُّ به أمسِ عندما كان أخوك بلحمٍ ودمٍ وحركةٍ فَقَدَهُ الْيَوْمَ وأَزَلْتَه بجهلك ،، سيأكلُ لحمَك متمهِّلاً فزمنُ الخوف ولّى ،، والزمنُ كلُّ الزمنِ يلعب ضدك ويهاجمُ معه ،،،
👈 ادرسِ التاريخ ،، فأردأُ البشر من فرَّط بعضد أخيه يضعه مشلولا ، مطبوخاً ، يُزيِّن به وَجْه الطعام لعدوٍّ متربّصٍ ،، راجعْ ما كتبه التاريخُ ،، اذهبْ إلى نظام دول الطوائف والانقسام ،، عليك ب ( كليلة ودمنة ) يشرح لك كيف أُكلتِ الأثوارُ الثلاثةُ في دقيقة وَاحِدَةٍ مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مَطِّ الزمن وشَدِّه شدَّاً يتيحُ لك تأمُّل ما يجري ،، اذهبْ إلى والدة (أبي عبدالله الصغير) ودعْها تُحدِّثك عن دموع الرجل النادرة التي شابهت دموع النساء بلا حول لها ولا قوة ،، لم يُسجِّلِ التاريخُ أسخف ممَّن باع أخاه مخدوعاً بكلام لا ينامُ إلَّا متلفّعاً بعباءةِ غادرٍ أغراك بدفئها ، فَلَمَّا لبستَها أيقنتَ أنك في البرودة تغرق ،، ورأيت بردَ فقْدِ الأخ يتغلغلُ في أعماقك ، ويجعلك كمن حُشِي ديناميت وجُعل المُفجِّر في يد أَلْأَمِ الناس ،،، 👈 إذا كنتَ لا تحسُّ بوحدةِ الدَّم بينك وبين أخيك فلا تأخذْ بنصيحة عدوّك الذي يتبنّى سياسةً مكتومةً مخفيّةً تقومُ على توسيع الخلاف والإكثار من الأشجار التي توسّعُ الشُّقَّةَ ولا تلتحمُ أوراقُها ،، يسعى للفرقة ليسودَ ويُسهِّل عمليةَ السَّطو السهلِ الذي يجعلك عنده عبداً تخدمه رغم أنفك إن كنت ما زلت بأنفٍ يتعرَّف على الشَّم وتحريك الحرية بين ثنايا الأكسجين الداخل إلى جيوب الأنف ،،،
👈 لماذا من يُشجِّعك على الانفلات من جاذبية أخيك يسعى للالتحام بأخيه ، يُقوِّي الروابط ويُمَتِّن العلاقةَ ،، هل ولدتْهم أمهاتٌ بشريّاتٌ وأنت ولدتك وأخاك عنزاتٌ مُشَتَّتَاتٌ ،، أم أنك مولودٌ من بقرة وأخوك من نعجة ،، هل أبوك ثور وأبو أخيك تيسٌ ،، ألَّا تتعظُ ، وترى البشرَ الأسوياءَ ماذا يفعلون أم أنك بلا قرار ، منزوعُ الرأي ، مُصادَرُ القدرة على التفكير ، يفكِّر عنك عدوٌّ يلبسُ ثوباً أنت تعرفُ أنه ليس ثوبه ويطرحُ أمامك فكراً هو ليس فكره وإنما هو الكلامُ المعسولُ الذي يريدُ أن يُجرِّدك من قوّتك وينزع قدرتك ثم يُجبرُك على ما يريد بعد أن يسلَّك من محيطك ،، وتصبح كذاك الجاسوس الذي أخذتْ عليه مستمسكات وأصبح رهينَ قلّة تدبيره ،،،
من يفرِّط بأخيه يُجَزِّىءُ نفسه ، ويقسِّمُ على طاولة الضعف وبسكين الفُرْقة ذاته ،، لا يتجمَّع ، ويفقدُ القدرةَ على السيطرة على سلوكاته ، ويُصاب برُعاش الانهيار الذي يحولُ بينه وبين القوة أو ممارسة الدفاع عن الذَّات بيد مهتزَّة ،، هزَّتْها رياحُ الضعفِ التي استوردتها من مكامن تلاشي الإمكانات ،، أخوك مساميرُ القوة وبراغي الشَّدِّ المُعاوِن والسَّنَد فلا تسهمْ في تخريب مسنّناتِ الإخوة فيعود برغيك لا يتفقُ وبقية البراغي والمشدَّات ،،،
👈الأُخوَّةُ رباطٌ وثيقًٌ عقده ربي حين أسكن الجميع في رحمٍ وَاحِدَةٍ ،، وجعل الهيئةَ واحدةً ، والدمَ مشتركاً ، وطبقة الصوت لا تختلف ، وفتحةالعين ، ولون القزحية مُتّفِقاً ،، وقد عضد ربي الإخوة وحسبك بالسند العظيم الذي شكَّله هارونُ لأخيه موسى في دعوته ونبوته في بني إسرائيل ،، ولسنا في معرض الصور القاتمة التي كانت نتيجة سلوك من أخ في اتجاه يفكُّ عُرَى الأُخوَّة ،، فالناسُ في الظروفِ الصعبةِ يتذكّرون الحالاتِ المفيدةَ ويستدلون الستائرَ كثيفةً على حالاتٍ أساء الإنسانُ فيها استعمالَ هذه العلاقةِ التي أحكمَ وثاقَها وشدَّ رباطها ربي ،،، 👈حين يُديرُ الغريبُ حديثاً محوره أخوك فاعلمْ أنه اخترق دفاعاتِك واجتاز تحصيناتِك واستطاعَ الولوجَ إلى نقطةِ ضعفِك أو أنه اكتشف مكانَ الضعف في علاقتك بأخيك ،، لا تصدِّقِ الغريبَ ولو أقسم ،، فالغريب كاذبٌ انتهازيٌّ يجري في مضامير مصلحته القائمة على رخرخة العلاقةِ بينك وبين أخيك ،، الغريبُ يكرهك ولا يُحبُّ أخاك ،، الغريبُ شيطانٌ يُشعل نارَ الفرقة حتى إذا اشتعلتْ واشتعلتَ ووَجَدَك وأخاك تحترقان نكصَ على عقبيه وتركك للنار تتسلّى بك ،، تُذيب منك الشحمَ ، وتحرق اللحم ،
وأخيراً ،،، أخوك ( فرْداً ) أو ( دولة ) لا تغيب شمسُه في كلِّ الظروفِ ، ولا تنطفىء ناره حتى لو عصفتْ به الريح ُالتي عصفتْ بثمود ، وماؤه لا تجمِّدُه برودةٌ مهما اشتدَّتْ لأن ماءَ الأُخوَّة لا يجمد ولا يجتازه زمهريرٌ مهما حاول وألحَّ ،، الأُخوَّةُ وثيقةٌ من عند ربي فلا تُحلّ أو تسلّ حبلها وخيوطها ، كذب دستوفسكي حين كتب ( الإخوة الأعداء ) فإِمَّا إخوة أو أعداء ،،،
#محمد_ربيع (هاشتاغ)
Mohamedrabie#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
.. حمّال الآسية
-
أبو دِماغ طقَّةٌ
-
- اللي يعوزه الجامع-...
-
فهم التجربة العقلية للموت وتجربة الإقتراب منه - مقال مترجم م
...
-
المقاومة الفلسطينية .. نقاط ايجابية
-
- آكلو أموال اليتامى -
-
-موليير الأدب التركي-
-
المواطن العادي - ولا مؤاخذه -
المزيد.....
-
اعتقال 13 متسللا آسيوياً اجتازوا الحدود العراقية
-
لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني.. الحكومة العراقية تفتح ح
...
-
رئيس الوزراء العراقي وحكومته يتبرعون براتب شهر لإغاثة لبنان
...
-
الأمم المتحدة تحذر: كارثة إنسانية في الشرق الأوسط قد تشعل مو
...
-
ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة: ردنا سيستهدف المعتدي حصرا وا
...
-
ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة: نوصي الآخرين بالنأي بالنفس ف
...
-
انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان والقانون الد
...
-
لبنان يقدم شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد توغل القوا
...
-
قوات الاحتلال تكثف هجماتها على المدنيين والمدنيات ومساكنهم و
...
-
رايتس ووتش: استمرار احتجاز علاء عبد الفتاح انتهاك صارخ لحقوق
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|