يوسف حاجي
الحوار المتمدن-العدد: 7255 - 2022 / 5 / 21 - 16:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم أن الرئيس بوتين نشأ في مناخ وظروف ترفض الأديان في ظل الاتحاد السوفيتى وتجسد في منع المساجد والكنائس.. وظل حكام روسيا يرفضون إقامة الشعائر الدينية الخاصة بكل دين فإن الحرب الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا كشفت الكثير من الجوانب الغامضة في شخصية الرئيس بوتين .. لقد أدان الرئيس الروسى الرسوم التى تسيء للرسول عليه الصلاة والسلام.. وأكد أن ذلك أبعد ما يكون عن حرية الإبداع، والشعوب لابد أن تحترم مقدساتها حتى لو اختلفت عقائدها .. وقد منع الرئيس بوتين نشر الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام فى جميع وسائل الإعلام الروسية .. ومن القصص التى تروى عن الرئيس بوتين أنه يضع نسخة من القرآن الكريم على مكتبه وكثيراً ما قرآ آيات في خطبه ولقاءاته مع زعماء العالم .. وكان يهدي نسخا من القرآن الكريم إلى الرؤساء المسلمين بما في ذلك نسخ تاريخية كما حدث مع رئيس إيران وأمير قطر ورئيس سوريا .. إن البعض يرى أن ذلك يدخل فى إطار الدعاية السياسية بينما يرى البعض الآخر أن ذلك يرجع إلى احترام بوتين للأديان .. خاصة أن في روسيا ستة آلاف مسجد وملايين المسلمين الذين يتمتعون بكامل حقوقهم في العبادة .. كان الإسلام في يوم من الأيام يحتل مكانة خاصة فى قلوب الملايين من الشعب الروسى وحتى في تلك الأزمنة التى حاصرت فيها السلطات إقامة الشعائر والصلوات فلم يمنع ذلك من أن يحافظ الناس على دينهم .. إن روسيا لم تشهد فى تاريخها عداوات مع الإسلام ولم تدخل في صراعات دينية وحافظت الجمهوريات الإسلامية على كل مقوماتها الدينية والاجتماعية والشيشان في عهد قديروف نموذج حي على ذلك ، وحتى عودة طالبان للحكم في أفغانستان بعد خروج المُحتل الأمريكي كان مرحب به من لدن الكرملين حيث أبدى استعداده لتنسيق معها في شتى المجالات على عكس ما كان مخطط له من طرف أمريكا .. وربما كان ذلك من أسباب حرص الرئيس بوتين على علاقاته مع شعوب هذه الجمهوريات واحترام أديانهم .. خاصة أن الكثير من هذه الجمهوريات كان لها تاريخ طويل مع الإسلام .. ولا شك أن بوتين الذى عايش كل العصور في الاتحاد السوفيتى سواء كان رفضا للأديان أو حريصا عليها يؤمن أن السلام الاجتماعى للشعوب لابد أن يحترم قدسية الأديان حتى وإن اختلفت..
#يوسف_حاجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟