أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - حرية بحرية بحيلة ذكية من طفل بقصة المصيدة!! للكاتب عصام الإمام














المزيد.....

حرية بحرية بحيلة ذكية من طفل بقصة المصيدة!! للكاتب عصام الإمام


محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)


الحوار المتمدن-العدد: 7251 - 2022 / 5 / 17 - 14:13
المحور: الادب والفن
    


هيا بنا نقرأ قصة المصيدة للكاتب عصام الإمام؛ قراءة ناقدة، والمنشورة بالصفحة رقم 54، بمجلة أوراق ثقافية، العدد الثاني لعام 2019، الصادرة عن إقليم شرق الدلتا الثقافي، الهيئة العامة لقصور الثقافة.

يأتي عنوان القصة (المصيدة) متفق مع الجو النفسي العام للقصة، كذلك بينه وبين مضمون القصة وأدواتها من (زمان ومكان وشخصية)، وكما هو معروف أننا نضع المصيدة لاصطياد الفئران داخل الغرفة أو البيت، أو نأتي بقط للإمساك بالفأر، أما هنا بهذه القصة ابتكر الكاتب أمرًا مخالفًا تمامًا؛ كانت المصيدة للإمساك بالقط، والطعُم الذي سيغري القط ليس فأرًا بل عصفورًا صغيرًا.

بدأ الكاتب قصته: (عبر باب الحجرة مرفرفًا بجناحيه المتعبتين جائلا ببصره ليجد مكانا مناسبا ليستقر عليه وأخيرًا...) وتأتي أهمية جملة الابتداء في القصة بأنها تقود القارئ إلى الإقبال على القصة أو النفور منها وقد تكون دليلًا للحكم على أسلوب الكاتب ومنهجه..

جاء مكان القصة الحجرة، حيث حدد الكاتب في قصته "باب الحجرة، سقف الحجرة، شباك الحجرة، ركن الحجرة.. إلخ؛ ومن أثاث الحجرة التي ذكرها المؤلف خلال قصته التي نتوقعه منها أنها حجرة طفل صغير: ليستقر على حافة السرير الصغير، ليقف على مكتب صغير. وقد نجح المؤلف في توظيف المكان في قصة "المصيدة"؛ ففي فضاء الحجرة تحددت المشاهد، والصور، والدلالات، والرموز، مما جعل من المكان الخلفية المشهدية للشخصية القصصية، فقد انصهرت عناصر القصة القصيرة بأبعادها الفنية وسماتها الجمالية في بوتقة المكان ككل متكامل.

تمثل قصة "المصيدة" حدثًا واحدًا، في وقت واحد وزمان واحد، في أقل من ساعة، وهي مطاردة القط للعصفور الصغير داخل أرجاء الحجرة والتي استمرت حتى لهث القط وتنفس بصعوبة وجلس ليستريح فنجحت حيلة الطفل والتقط القط بسهولة ويسر دون عناء.

نجح الكاتب "عصام الإمام" في تحقيق مبدأ الوحدة في قصة "المصيدة"، موضوع واحد، هدف واحد، الشعور واحد، طريقة المعالجة واحدة، شخصية واحدة، موقف واحد.

جاء الحوار بالقصة بسيط لخدمة القصة، وكتبت باللغة الفصحى كباقي القصة، وكان بين بطلي القصة القط والعصفور، وجاء حديث الطفل للقط الهراب في نهاية القصة وهو يمسك به سعيدا بنجاح خطته.

كثيرا ما يستعين كُتابّ القصة القصيرة بالقطط كأبطال في قصصهم، فقد كتب المؤلف الأمريكي إرنست همينغوي (1899-1961) قصة قصيرة بعنوان "قطة تحت المطر"، ونشرها عام 1925 كجزءٍ من سلسلة القصة القصيرة في وقتنا In our time؛ وتدور أحداثها حول زوج وزوجة أمريكيين أثناء قضائهما عطلتهما في إيطاليا.

وعن فكرة أن طيران العصفور رمز للحرية، كتبت الدكتورة/ هنادي أحمد سعادة في كتابها "فنية الرمز ودلالات الخطاب في القصة القصيرة: القصة القصيرة في الأردن أنموذجا"، وزارة الثقافة الأردنية، 2019، ص83: فالبطل (الراوي) في قصة "العظام" لجمال أبو حمدان يعترف بأن الكتابة تؤدي إلى مصادرة حق العصفور في الطيران، وهنا يبرز الحدث؛ ليرمز إلى أن الحرية مصادرة، ولا يمكن للإنسان التصرّف كيفما شاء، وحتي العيش بسلام، فالبطل يعترف بأن الكتابة فعل عدوانيّ تجاه العصفور، لأنها تستهلك أوراق الشجر؛ فبالتالي تحرم العصفور من عشه "رمز للأقل حظًا" لكنه يقتل عصفورًا لأن تغريده أزعجه، ونتف ريشه، وقام بشوائه لوجبة العشاء، وعندها تستنكر زوجته وأبناؤه ذلك التصرّف، ويتهمونه بالقسوة" (جمال أبو حمدان، مكان أمام البحر، دار أزمنة، عمان، 1993، ص11).

يمكن تصنيف قصة "المصيدة" بأنها قصة قصيرة خيالية للأطفال أبطالها حيوانات، وتحديدا حيوان (القط) وطائر (العصفور)؛ فإن ما يجذب الأطفال بجميع المراحل العمرية المختلفة هو قصص أطفال قبل النوموكل ما هو متحرك وشيق فإنه يجذبه إليهم وبشدة، وخاصة الأطفال صغار السن الذين ينجذبون إلى الحيوانات المتحركة وأفلام الكارتون الخيالية والتي يجدون المتعة عند مشاهدتهم إياها.



#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يلعب الطب التقليدي دورًا مهمًا في الرعاية الصحية بالبلدان ال ...
- ما بين الغربة ومرض الأم في قصة شمعة للكاتب أسامة الفرماوي.. ...
- نبات السمسم من أهم المحاصيل الزيتية في العالم، وله نشاط مضاد ...
- عدم تشغيل عداد التاكسي.. في قصة شاهد إثبات ل بهاء الدين حسن. ...
- شكر واقترح ليوتيوب
- تآكل مجانية التعليم في مصر!..
- الصم والبكم ووسائل التواصل الحديثة!!
- هل للغضب أنواع؟! هذا ما حاول الإجابة عنه -يسري أبو العنين- ف ...
- رحلة الشتات الأخيرة.. قصة قصيرة من أدب الحرب.. دراسة سيكولوج ...
- إشكالية كراهية العلوم والرياضيات من قبل تلاميذ وطلاب المدارس ...
- رحلة آلام البطل الباحث عن أبي نواس!!.. الكبت النفسي حيلته ال ...
- حتى ننقذ أبناءنا من سلبيات المشاهدة التليفزيونية
- تحية المسجد.. قصة قصيرة
- الهارب كرواية وكقصة ما بين الدولار الأمريكي لروبرت بيرنز وال ...
- اليوم 24 ساعة| قصة قصيرة للأطفال
- سيكولوجية الضغوط عند صاحبة الملف الأصفر وتحليلها سلوكيًّا
- حسام وتكنولوجيا النانو!
- تجميع الدراسات المرجعية من مهارات البحث العلمي
- العنف المجتمعي منبع العنف المدرسي
- حضور المناقشات العلمية الأكاديمية ضرورة لتنمية الذات


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - حرية بحرية بحيلة ذكية من طفل بقصة المصيدة!! للكاتب عصام الإمام