أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - تحية المسجد.. قصة قصيرة














المزيد.....

تحية المسجد.. قصة قصيرة


محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)


الحوار المتمدن-العدد: 7187 - 2022 / 3 / 11 - 10:32
المحور: الادب والفن
    


توضأ واصطحب ولده إلى صلاة الفجر، وعندما دخل المسجد، استقبل القِبلة وهمَّ بأداء ركعتي تحية المسجد، أما ابنه فهمَّ بالجلوس بجواره، فنظر إليه وأشار بيده هامسًا: قم وصلِّ ركعتي تحية المسجد، فقام الولد على مضض وصلَّى، وبين الأذان والإقامة اقترب الأب من أذن ابنه وقال:
♦ ذكِّرني عندما نخرج من المسجد أحكي لك قصة.

فهزَّ رأسه مُعلنًا الموافقة.

مرَّت الدقائق، وأقيمت الصلاة، عندما خرَجوا نظر الولد إلى أبيه بلهفة:
♦ هيا احكِ لي القصة التي وعدتني بها.
♦ آه.. جميل أنك ما زالت متذكرًا، الموضوع بخصوص ركعتي تحية المسجد، عندما كنا صغارًا في مثل سنك الآن....
♦ "من أنتم يا أبي؟".

♦ أنا وأصدقائي الأطفال في الحيِّ، عندما كنا ندخل المسجد لم نكن نهتمُّ بصلاة ركعتي تحية المسجد، وفي إحدى المرات ناداني الحاج عوض - رحمه الله - أحد رجال المسجد الكبار، وكان صاحب أقدم محلِّ بقالة في المنطقة، فذهبت إليه مسرعًا؛ حيث كان يجلس مُسنِدًا ظهره إلى المنبر، فعندما اقتربت منه، قال لي: يا بني، لمَ لا تُصلي ركعتي تحية المسجد أول ما أتيت أنت وزملاؤك؟!

فسكتُّ وتغيَّر وجهي ولم أستطع الرد عليه!

فأحسَّ أنه قد أحرجَني جدًّا، وبأسلوب جميل وبابتسامة أجمل: يا بني، هل عندما تدخل بيتًا من البيوت.. هل تدخل وتجلس وتتكلم وتفعل ما تشاء دون أن تُسلّم على أهله؟!

- بكل تأكيد لا؛ فقد أمرنا الله في قوله الكريم في سورة النور: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النور: 27].

فابتسم الحاج عوض، ما شاء الله عليك، ممتاز أنك تحفظ هذه الآية الكريمة، طالما أنت تعرف ذلك، فلماذا لم تسلِّم على صاحب هذا البيت؟!

فتلفتُّ يمينًا ويسارًا، متعجبًا أيَّ بيت يقصد، ثم نظرت في وجهه!

♦ نعم، هذا المكان، المسجد، هو بيت الله؛ حيث قال سبحانه في سورة الجن: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18].

♦ وكيف أسلِّم على صاحب البيت؟!
♦ بصلاة ركعتي تحية المسجد.



#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهارب كرواية وكقصة ما بين الدولار الأمريكي لروبرت بيرنز وال ...
- اليوم 24 ساعة| قصة قصيرة للأطفال
- سيكولوجية الضغوط عند صاحبة الملف الأصفر وتحليلها سلوكيًّا
- حسام وتكنولوجيا النانو!
- تجميع الدراسات المرجعية من مهارات البحث العلمي
- العنف المجتمعي منبع العنف المدرسي
- حضور المناقشات العلمية الأكاديمية ضرورة لتنمية الذات
- البحث عن أجمل شيء في الوجود في رواية سرداب الجنة للكاتب الدك ...
- فضفضة ثقافية (493)
- فضفضة ثقافية (495)
- اكتشاف أن قناع توت عنخ آمون مصنوع من عدة اجزاء وليس جزء واحد
- فضفضة ثقافية (492)
- تأثير إضافة مستويات مختلفة من الكركمين وجزيئاته النانوية إلى ...
- فضفضة ثقافية (491)
- فضفضة ثقافية (490)
- أسباب فشل عملية التحصين في مزارع الدواجن :
- قانون اعفاء دور العبادة من الرسوم الخاصة بالخدمات
- الاستيلاء على ارض الاوقاف (قبطى أو اسلامى) بين ثغرات القانون ...
- الفلك والتوقيت عند الفراعنة
- التسامح يقوى ويطور الجهاز المناعي للأفراد والمجتمعات


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - تحية المسجد.. قصة قصيرة