أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يوسف حاجي - عندما يظلمك الإعلام (الحجاج بن يوسف الثقفي نموذجاً )














المزيد.....

عندما يظلمك الإعلام (الحجاج بن يوسف الثقفي نموذجاً )


يوسف حاجي

الحوار المتمدن-العدد: 7234 - 2022 / 4 / 30 - 20:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كانت العرب في جاهليتها وحتى بعد مجيء الإسلام تولي أهمية بالغة إلى الشعراء سواء كانوا من أبناء القبيلة أو من الوافدين عليها إما طمعا في مدحهم لها أو إتقاء شر ألسنتهم؛فكتب التاريخ تسجل بعض الأحداث التي لعب فيها الشعراء دورا حاسما فعلى سبيل المثال بائع الخمر السوداء مع الشاعر الذي أنقذه من الخسارة، شاهد على أن شاعر كان يرفع بلسانه من يريد ويحط من يريد، فالحطيئة الشاعر الذي لم يسلم أحد من لسانه فهج أمه وزوجته ونفسه.
قديما استغلت السلطة والمجتمع الشعراء لكونهم الأداة الإعلامية الأكثر شهرة، لتحقيق ذات الأهداف، دفاعا عن القبيلة أو الحط من شأن القبائل/الأشخاص المنافسين، فضلا عن دعم خطاب وأفكار وأيديولوجية السلطة إعلاميا بين الجماهير.
ولا يذكر اسم جرير والفرزدق إلا ويرد على الخاطر تلك الأهداف السالفة التي تحققت على أيديهما، بالافتخار بقبائلهما والانتقاص من الآخر، ومدح السلطة الأموية ممثلة في الولاة والخلفاء، واشتهر بينهما نمط من الشعر يسمى بـ"النقائض"، والنقائض لون من ألوان الهجاء، وهو الفن القديم في الشعر العربي الذي يحط من شأن الآخر، ويستصغر مكانته، ويبين مثالبه، ويكشف عيوبه.
وفي عصرنا الحالي نكتفي بذكر مقولة منسوبة لوزير الإعلام الألماني جوزيف جوبلز وزير الإعلام النازية- اعطيني اعلام بلا ضمير اعطيك شعب بلا ضمير - لتدرك دور الإعلام في التأثير على العقول وتوجيهها وتمرير بعض الرسائل لها من خلاله.
فلولا أبو تمام وقصيدته الشهير "فتح عمورية" لما سمع أحد بالمعركة، فعمورية في نهاية هي مدينة فقط ولا يحتاج فتح مدينة من المدن في ذلك العهد أن يهرق لأجله الحبر الذي أهرق لفتح عمورية فالعرب كانت تفتح دول وتزيل مماليك ولكن غياب الآلة الإعلامية حال دون تطاير خبرها كما تطاير خبر فتح عمورية في مشارق الأرض وغربها .
فالحجاج بن يوسف الثقفي، الأمير الذي كرس حياته لخدمة الإسلام والبيت الأموي وأيديولوجيتهم غابت أو غُيبت عن عمد عنه الآلة الإعلامية من الناحية الإيجابية جعلته مذموم مع أنه السبق في تلبية دعوة المرأة التي استغاثة به وصرخة بأعلا صوت واحججاه، واحججاه، فكان رده عليها: لبيك، حيث كلَّف قُتيبة بن مُسلم بِفتح بلاد ما وراء النهر كما كلَّف صهره وابن عمِّه مُحمَّد بن القاسم بِفتح إقليم السند.هذا من الناحية الشرقية أما من الناحية الغربية فقد بلغت فتوحاته إلى حدود بلاد الغال غربا ؛ ومع كل هذا وذاك تم تهميشه إعلاميا فلم نجد شاعر تغنى بقوته ورباطة جأشه كما كانوا يفعلون مع غيره من الملوك والأمراء مع أنهم في الحقيقة لم يكونوا أهلا لذلك، فكل الفضل في توسيع رقعة حكم بني أمية يعود له، فكان سيفهم الذي أخمدوا به نار الفتنة الداخلية، وعرابهم في صرف أعين الناس عن ما يدور خلف أسوار القصر وداخل جدران البيت الأموي.



#يوسف_حاجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزيادة والزيادة المضادة
- هكذا تكلم شرحبيل (البرغي الفصيح)
- واقع التعليم في الجزائر
- الردة بين العقل والنقل


المزيد.....




- قبل زفافهما المُرتقب.. من هي لورين سانشيز خطيبة جيف بيزوس؟
- رأي.. بشار جرار يكتب عن اعتداء كنيسة مار الياس الإرهابي: -لا ...
- -نصرٌ عظيمٌ للجميع-.. شاهد كيف علق ترامب على قصف منشآت إيران ...
- من هو زهران ممداني، المسلم المرشح لعمدة نيويورك؟
- الناتو يستجيب لمطلب ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي، والأخير يُ ...
- ما أبرز ما جاء من تصريحات عن إيران في لقاء ترامب وروته؟
- أضرار أم تدمير لمنشآت إيران النووية.. هل تستأنف إسرائيل الحر ...
- دول الحلف الأطلسي تؤكد تمسكها -الراسخ- بالدفاع المشترك وتتعه ...
- تعرف من خلال الخريطة التفاعلية على كمين القسام ضد جنود إسرائ ...
- هل يصمد وقف إطلاق النار الهشّ بين إسرائيل وإيران؟


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يوسف حاجي - عندما يظلمك الإعلام (الحجاج بن يوسف الثقفي نموذجاً )