أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي الصوراني - تطور الاخلاق في إطار الأنماط أو التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية للبشرية .....














المزيد.....

تطور الاخلاق في إطار الأنماط أو التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية للبشرية .....


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 7229 - 2022 / 4 / 25 - 09:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




إن الرؤية المنهجية التي استند إليها الفكر النقدي في المسألة الأخلاقية ، تدلنا أن المذاهب الأخلاقية ما هي إلا أحداث اجتماعية بذاتها ، هذا ما أكد عليه " ماركس " الذي ميز أربعة أنماط كبيرة للعلاقات الاجتماعية في التاريخ العالمي تتناسب معها أربعة أنماط كبيرة للأخلاق:
النمط الأول : ( المشاعية ) وهو نمط العلاقات الطبيعية العشائرية ، والقبلية القائمة على قرابة الدم ، واللاطبقية عند الإنسان البدائي .
النمط الثاني : ( العبودي والإقطاعي ) وهو نمط علاقات التبعية الشخصية ، علاقات السيطرة المباشرة والخضوع . وتبرز هذه التبعية بشكلها الأبسط والأكثر قوة في نظام الرق الإقطاعي ، ويتميز هذا النمط بنوع خاص من الأخلاق يبرز صرامة عدم المساواة الاجتماعية بين الناس " العبودية ، وتبعية الرق " ، (والمعروف أن هذا النمط لم تعرفه مجتمعاتنا العربية إلا بالمعنى الجزئي فيما يتعلق بشكل النظام الإقطاعي ، وان كان في جوهره قد حمل الكثير من أوجه التشابه السياسية والأخلاقية في سياق علاقة أشباه الإقطاعيين العرب بالفلاحين والأجراء) .
- فقد تشكلت في المجتمعات العبودية والإقطاعية تصورات الناس الأخلاقية واختلطت عفوية الناس في هذه المجتمعات بالرؤية الأخلاقية للطبقات الحاكمة بما يعزز دورها وهيمنتها.
- وفي هاتين التشكيلتين ، أو ما يسمى بالعصور الوسطى، نسبت الأخلاق إلى الأديان وبما يتفق مع مصالح الطبقة السائدة ، وذلك عبر العديد من الفلاسفة (ابيقور ، وافلوطين ، واوغسطين ،والمدرسة السكولائية ، وروجر بيكون وتوما الأكويني ثم الأخلاق البروتستينية (مارتن لوثر وكالفن) .
النمط الثالث : الرأسمالية : وهو نمط علاقات التبعية المسيطرة على أفراد غير تابعين أو احرار في بيع قوة عملهم ، مستقلين ذاتياً من الناحية الحقوقية وتشكل هذه العلاقات عمليات الاستغلال الرأسمالي ، والأخلاق المسيطرة في المجتمع هي الأخلاق البرجوازية .
إن الأخلاق الجديدة – في المجتمعات الرأسمالية ، عبرت بوضوح عن المصالح الفردية للبورجوازية وشكلت أداتها الفكرية في تدعيم سيطرتها ، وهي تنطلق من أن الملكية الخاصة هي ماهية الإنسان الاجتماعي ، كما تنظر إلى نشاط رجال الأعمال على أنه مغزى الحياة البشرية وهدفها ، وترى فيه معيار كرامة الفرد وحب الرفعة والعدالة التي تعني هنا المنفعة المتبادلة ، أما الحرية فهي تعني حرية المنافسة الرأسمالية شرط لحرية الفرد .
والحقيقة أن جوهر الأخلاق البورجوازية يقوم على الفردية والأنانية، أنها أخلاق لا تعترف ، في العلاقات بين الناس ، إلا برابطة واحدة هي المصلحة العارية ، والمنفعة الخاصة والكسب الشخصي ، أنها الأخلاق التي تبرر الحروب وكراهية البشر ، وان الحق دائماً إلى جانب القوة ،كما يتبدى نفاق الأخلاق البورجوازية بالدعوة إلى "حقوق" الشخصية " وحريتها " التي يروجون لها اليوم في إطار حقوق الإنسان والديمقراطية وهي كلها تركز على الحقوق بالمعنى الفردي الرأسمالي وليس بالمعنى المجتمعي، ضمن سقف المصالح الإمبريالية المعولمة في المرحلة الراهنة ، وليست المنظمات غير الحكومية في بلادها الأم سوى واحدة من الآليات التنفيذية المروجة " لأخلاق " البورجوازية الليبرالية المعولمة في عصرنا ، إنهم يتحكمون في مقدرات شعوب وطننا العربي ويسلبون مواردنا ويقدمون الدعم لأنظمة الاستبداد في بلادنا في موازاة دعم هذه المنظمات التي تتحدث عن الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية في بلادنا ضد أنظمة القمع والاستبداد التي أقاموها .. وهنا تكمن المفارقة !!
إن الوعي الأخلاقي البورجوازي ، بتبريره الرأسمالية مضطر لتبرير العيوب والرذائل الناجمة عنها ، وهو يعتبر أن الإجراءات اللاأخلاقية شيئاً مقبولاً ، وضرورياً أحياناً ، أنه يتدنى إلى مستوى الكلبية cynicism التي تحتقر آداب وثقافة المجتمع وقيمه الروحية والأخلاقية .
- فالمعروف إن البرجوازية بعد استيلائها على السلطة ، تسعى إلى ممارسة الحلول الوسط ليس فقط في السياسة بل و أيضاً في الأخلاق سواء عبر تحالفها مع بقايا الأرستقراطية أو إقامة أية تحالفات غير أخلاقية لكبح الحماس الثوري للجماهير ، هذه الصورة تتجلى بوضوح في بلدان وطننا العربي في التحالف الراهن لقوى البرجوازية الكومبرادورية والبيروقراطية الذي يعبر عن حالة الانكفاء نحو الأساليب الاستبدادية القديمة أو التوتاليتارية في إطار التخلف والتبعية و التطور المشوه.
النمط الرابع : الاشتراكية : التي ترث كل ما هو إيجابي في التجربة الأخلاقية للبشرية ، وتقوم على القطيعة النهائية مع أخلاق عدم المساواة الطبقية وعبودية الإنسان للإنسان ، وهي تستدعي حوافز إنسانية جديدة للتطور الأخلاقي للمجتمع والشخصية الاجتماعية .



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السادسة والاربعين ليوم الأرض
- تطور الفلسفة والانقطاع المعرفي في الفلسفة العربية والرؤية ال ...
- النضال الوطني الفلسطيني وإشكالية القطري والقومي
- أزمة حركات التحرر العربية اليسارية وسبل النهوض واستعادة دوره ...
- منطلقات فكرية بحاجة للحوار المعمق وللمراجعة وإعادة الصياغة م ...
- عن المشروع الصهيوني والسيطرة الصهيونية الامبريالية الراهنة و ...
- عيد ميلاد مجيد
- حول اللحظة الراهنة للعولمة الامبريالية ومستقبل الجماهير الشع ...
- المشكلات التنظيمية وسبل تطوير وتفعيل دور أحزاب وفصائل اليسار ...
- بمناسبة 54 عاماً على انطلاقة الجبهة الشعبية التطورات الفكرية ...
- الفلسفة من أجل التغيير الثوري والنهوض التقدمي الديمقراطي في ...
- رؤية وموقف حول مشروع الوحدة بين الحزبين الشقيقين:حزب العمل ا ...
- 104 أعوام على وعد بلفور
- ملخص اتفاقيات المصاحلة مع اضافات قانونية
- عرض وتلخيص كتاب فلسطين والفلسطينيون
- ما هي الحداثة؟
- الرؤية الموضوعية النقدية للتراث حافز للتغيير الديمقراطي الثو ...
- وجهة نظر من أجل نهوض وتطوير أحزاب وفصائل اليسار الماركسي الع ...
- العقل أولا والعقل أخيراً
- يجب ممارسة كل أشكال النضال السياسي لإنهاء الانقسام


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي الصوراني - تطور الاخلاق في إطار الأنماط أو التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية للبشرية .....