|
بيان مشترك لمجموعات اليسار الشيوعي الأممي عن الحرب في أوكرانيا
التيار الشيوعي الأممي
الحوار المتمدن-العدد: 7227 - 2022 / 4 / 23 - 09:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على منظمات اليسار الشيوعي أن تدافع مجتمعة عن إرثها المشترك بالتمسك بمبادىء الأممية البروليتارية خاصة في وقت تتعرض فيه الطبقة العاملة لخطر حقيقي و هائل . تعود المذبحة الإمبريالية إلى أوروبا مرةً أخرى من خلال الحرب في أوكرانيا في هذا الوقت . ننشر فيما يلي بيانًا مشتركًا مع موقعين آخرين ينتمون لنفس الإرث الشيوعي اليساري ( إلى جانب مجموعة ذات اتجاه مغاير لكنها تتفق تمامًا مع البيان ) ، عن موقف الطبقة العاملة الأساسي من هذه الحرب الإمبريالية :
ليس للعمال وطن تسقط كل القوى الإمبريالية بدلًا من بربرية الرأسمالية : الاشتراكية
تخاض الحرب في أوكرانيا لحساب المصالح المتناقضة لقوى إمبريالية مختلفة ، كبيرة و صغيرة - لا في صالح الطبقة العاملة ، التي هي طبقة واحدة عالميًا . إنها حرب للاستيلاء على مناطق استراتيجية ، و في سبيل الهيمنة الاقتصادية و العسكرية ، يخوضها مثيرو الحروب المهيمنون في الولايات المتحدة الأميركية ، روسيا ، و ماكينات الدول الأوروبية الغربية ، أما الطبقة الاوكرانية الحاكمة فهي مجرد مخلب ، غير بريء بالمرة ، مجرد بيدق على رقعة الإمبريالية العالمية . إن الطبقة العاملة ، و ليس الدولة الاوكرانية ، هي الضحية الحقيقية لهذه الحرب ، سواءً القتلى من النساء و الأطفال العاجزين عن الدفاع عن أنفسهم أو اللاجئين الجوعى أو الجنود : وقود و حطب هذه الحرب على الطرفين أو في المزيد من الإفقار كنتيجة للحرب على عمال بقية البلدان . لا يمكن للطبقة الرأسمالية و لا لنمط الإنتاج البرجوازي أن يتجاوزا الانقسامات و المنافسة بين البلدان و التي تؤدي باستمرار إلى الحروب الإمبريالية . لا يمكن للنظام الرأسمالي ألا يغرق في وحول بربرية أشد . أما بالنسبة للطبقة العاملة فلا يمكنها إلا أن تصعد نضالاتها ضد تهاوي الأجور و تردي ظروف حياتها . الحرب الأخيرة ، و هي الأكبر في أوروبا منذ 1945 ، تحذر مما تحمله الرأسمالية لمستقبل البشرية إذا لم تنجح نضالات الطبقة العاملة في الإطاحة بالبورجوازية و استبدالها بسلطتها السياسية ، أي ديكتاتورية البروليتاريا .
أهداف الحرب و أكاذيب القوى الإمبريالية المتنافسة تريد الإمبريالية الروسية أن تعود إلى الوراء ما قبل التراجعات الهائلة التي أصيبت بها عام 1989 و أن تعود قوةً عالمية من جديد . أما الولايات المتحدة الأميركية فتريد أن تحتفظ بوضعها كقوة عظمى وحيدة و أن تحافظ على قيادتها للعالم . بينما تخشى القوى الأوروبية من التوسع الروسي لكنها تخشى أيضًا من الهيمنة الساحقة للولايات المتحدة الأميركية . بينما تريد أوكرانيا أن تصبح حليفة لأقوى إمبريالية موجودة . لنقلها مباشرة ، إن أكاذيب الولايات المتحدة و القوى الغربية تبدو أكثر إقناعًا و أكبر ماكينة كذب إعلامية تابعة لها تردد - لكي تبرر أغراضها الحقيقية من وراء هذه الحرب - أنهم يتصرفون كرد فعل على العدوان الروسي ضد دول أصغر و دول مستقلة ، أنهم يدافعون عن الديمقراطية ضد أوتوقراطية الكرملين و عن حقوق الإنسان في وجه وحشية بوتين . العصابات الإمبريالية الأقوى تملك عادة ماكينة دعاية و بروباغندا عسكرية أفضل و تملك كذبات أفضل ، لأنها قادرة عادةً على استفزاز خصومها و دفعهم ليطلقوا الرصاصة الأولى . لكن يكفي فقط تذكر السلوك "المحب للسلام" لهذه القوى في الشرق الأوسط ، في سوريا و العراق و أفغانستان ، كيف سوت الطائرات الأميركية مدينة الموصل بالأرض و كيف عرضت قوات التحالف الشعب العراقي بأكمله للخطر بحجة امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل . و تذكر أيضًا الجرائم الأبعد زمانيا التي لا حصر لها و التي ارتكبتها هذه الديمقراطيات ضد المدنيين على مدار القرن الماضي سواءً في فيتنام في الستينيات أو في كوريا في الخمسينيات أو في الحرب العالمية الثانية في هيروشيما و دريسدن أو هامبورغ . إن وحشية الروس ( النظام الروسي ) ضد الاوكرانيين مأخوذة من نفس الكتاب ، الإمبريالي . لقد زجت الرأسمالية بالبشرية في أتون حرب إمبريالية دائمة . إن مطالبتها بإيقاف الحرب هي مجرد وهم . "السلام" ليس إلا فترة طارئة بالنسبة للرأسمالية المسببة للحروب . و كلما غرقت هذه الرأسمالية أكثر في أزمتها المستعصية كلما كان الدمار الناتج عن حروبها أكبر و أشد ، إضافة إلى كوارث التلوث و الأوبئة التي تنتجها . لقد أصبحت الرأسمالية المتعفنة جاهزة لتغييرها ثوريًا .
الطبقة العاملة عملاق نائم النظام الرأسمالي ، كنظام مولد للحروب و أهوالها ، لا يجد اليوم أية معارضة طبقية جدية لحكمه ، هكذا تعاني الطبقة العاملة من تفاقم استغلال قوة عملها و من التضحيات الهائلة التي تطالبها الإمبريالية بتقديمها في ساحة المعركة . تطور هذه الطبقة دفاعها عن مصالحها الطبقية و تطور وعيها الطبقي المحرض من خلال الدور الذي لا غنى عنه لطليعتها الثورية ، لكن الذي يخفي مع ذلك حتى إمكانيات أكبر بكثير حتى من ذلك : قدرتها على التوحد كطبقة للإطاحة بالنظام السياسي للبرجوازية بشكل نهائي تمامًا كما حصل في روسيا عام 1917 و كما كان على وشك الحدوث في ألمانيا و غيرها في نفس الوقت أيضًا . أن تطيح بالنظام الذي ينتج الحروب باستمرار . بالفعل كانت ثورة أكتوبر و الانتفاضات التي صاحبتها في البلدان الإمبريالية الأخرى مثالًا ساطعًا ، ليس فقط على معارضة الحرب ، بل أيضًا على استهداف سلطة البرجوازية نفسها . نحن اليوم بعيدون عن مثل ذلك الصعود الثوري . كما أن ظروف نضال البروليتاريا تختلف اليوم أيضًا عن تلك التي رافقت المجزرة العالمية الأولى . لكن من جهةٍ أخرى فإن ما بقي على حاله في مواجهة كل الحروب الإمبريالية ، هو المبادئ الأساسية للأممية البروليتارية و واجب المنظمات الثورية بالتمسك بهذه المبادئ بالنواجذ في مواجهة التيار بين صفوف البروليتاريا إن كان ذلك ضروريًا ، مهما كان ذلك مكلفًا .
الإرث السياسي الذي ناضل و يستمر بالنضال في سبيل الأممية و ضد الحروب الإمبريالية أصبحت بلدتي زيمرفالد و كينثال في سويسرا معروفتين عالميًا كمكان لالتقاء الاشتراكيين من كل بلدان الحرب العالمية الأولى لبدء نضال أممي لوضع نهاية للتلك المذبحة و لإدانة القادة "الوطنيين" للأحزاب الاشتراكية الديمقراطية . في هذين اللقائين وضع البلاشفة ، مع اليسار الألماني و الهولندي ، المبادئ الأساسية للأممية ( البروليتارية ) في مواجهة الحروب الإمبريالية و التي ما تزال صالحة حتى يومنا هذا : لا لدعم أيًا من المعسكرين الإمبرياليين المتصارعين ، رفض كل أوهام السلام ، التأكيد على أن الطبقة العاملة وحدها و نضالها الثوري يمكن أن يضع حدًا للنظام الذي يقوم على استغلال قوة العمل و ينتج إلى ما لا نهاية هذه الحروب الإمبريالية . في ثلاثينيات و أربعينيات القرن العشرين ، وحده التيار السياسي الذي نسميه اليوم باليسار الشيوعي التزم فعلا بهذه المبادئ الأممية التي طورها البلاشفة في الحرب العالمية الاولى . عارض اليسار الايطالي و اليسار الهولندي كلا طرفي الحرب الإمبريالية العالمية الثانية رافضين التبريرات الفاشية و المعادية للفاشية لتلك المذبحة - خلافًا لتيارات أخرى كانت تزعم التزامها بالثورة البروليتارية كالتروتسكية مثلًا . و بذلك رفض الشيوعيون اليساريون الوقوف إلى جانب إمبريالية روسيا الستالينية في ذلك النزاع . اليوم و في مواجهة تصاعد الصدام بين القوى الإمبريالية في أوروبا ، قررت المنظمات السياسية و مجموعات اليسار الشيوعي ، على صغر حجمها و قلة انتشارها ، أن تعلن و تذيع على أوسع نطاق ممكن تلك المبادئ الأممية التي رفضت بربرية الحربين العالميتين السابقتين .
لا دعم لأي طرف في المذبحة الإمبريالية في أوكرانيا لا أوهام عن السلام : لا يمكن للرأسمالية أن تستمر بلا حروب لا نهاية لها فقط الطبقة العاملة يمكنها أن تنهي الحروب الإمبريالية بنضالها الطبقي ضد الاستغلال الذي سيطيح بالنظام الرأسمالي
يا عمال العالم اتحدوا !
معهد أونتاريو دامين موقع الصوت الأممي المنظور الشيوعي الأممي ( كوريا )
#التيار_الشيوعي_الأممي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في مواجهة الحرب و الأزمة الاقتصادية : لا يجب على الطبقة العا
...
-
موضوعات عن الثورة الصينية - كاجو برينديل
-
ما هو التيار الشيوعي الأممي ؟ المواقف الأساسية
-
إيران 1979 : هذه ليست ثورة
-
الرأسمالية هي الحرب , الحرب على الرأسمالية !
المزيد.....
-
هل باتت الأزمة بين إسرائيل وحماس من الماضي؟
-
ترامب وزيلينسكي يبحثان الدفاعات الجوية لأوكرانيا وسط تصعيد ر
...
-
هل انتهت حقبة العمل عن بعد؟
-
موسم اصطياف جديد مهدد في اليونان بسبب حرائق الغابات
-
فيديو.. سحابة سامة قرب مدريد وتحذير من مغادرة المنازل
-
ليس إرهابيا.. الكشف عن دافع منفذ هجوم الطعن في فنلندا
-
حماس تسلّم الوسطاء ردّها على مقترح وقف إطلاق النار
-
حرائق ضخمة تدفع السلطات إلى إخلاء قرى في محافظة اللاذقية
-
قرقاش: لا مخرج من أزمات المنطقة بالحلول العسكرية
-
مصادر: رد حماس على مقترح غزة -مبهم-
المزيد.....
-
نقد الحركات الهوياتية
/ رحمان النوضة
-
الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو
/ زهير الخويلدي
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
المزيد.....
|