أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيار الشيوعي الأممي - الرأسمالية هي الحرب , الحرب على الرأسمالية !















المزيد.....

الرأسمالية هي الحرب , الحرب على الرأسمالية !


التيار الشيوعي الأممي

الحوار المتمدن-العدد: 7203 - 2022 / 3 / 27 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوروبا تعرف الحرب مرة أخرى . ليست هذه المرة الأولى منذ مذبحة الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945 . مع بداية تسعينيات القرن العشرين دمرت الحرب يوغسلافيا السابقة مؤدية لموت 140 ألفا و مجازر جماعية هائلة للمدنيين تحت شعار "التطهير العرقي" كما في سيبرنيتشا في يوليو تموز 1995 عندما ذبح 8000 رجل و فتى بدم بارد . الحرب التي اندلعت للتو مع هجوم القوات الروسية على أوكرانيا ليست فتاكة بنفس الدرجة حتى اليوم لكن لا يمكن لأحد أن يعرف كم من الضحايا سيسقط في هذه الحرب . هي اليوم حرب أكبر من الحرب في يوغسلافيا السابقة . لا يدور القتال اليوم بين ميليشيات أو بين دول صغيرة . تدور الحرب الحالية بين اثنين من أكبر دول أوروبا , يبلغ عدد سكانهما 150 مليون و 45 مليونا على التوالي , و ذا جيشين ضخمين , 700 ألف جندي روسي و 250 ألف أوكراني . أكثر من ذلك إذا كانت القوى الكبرى قد شاركت في الحروب في يوغسلافيا السابقة بشكل غير مباشر أو بالمشاركة في "قوات التدخل" تحت علم الأمم المتحدة . أما اليوم فإن روسيا لا تحارب أوكرانيا وحدها بل كل البلدان الغربية المشاركة في الناتو التي رغم أنها لا تشارك بشكل مباشر في القتال , لكنها فرضت عقوبات اقتصادية مؤثرة على ذلك البلد في الوقت الذي بدأت فيه أيضا بإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا .
هكذا فإن الحرب التي بدأت للتو هي حدث دراماتيكي ذات أهمية خاصة , أولا و قبل أي شيء بالنسبة لأوروبا , لكن أيضا للعالم ككل . لقد أدت بالفعل لموت الآلاف من جنود الطرفين و المدنيين . و ألقت بمئات آلاف اللاجئين إلى الشارع . و ستؤدي إلى زيادة أسعار الطاقة و الحبوب التي ستؤدي إلى زيادة التعرض للبرد و الجوع , حيث يجد المستغلون ( بفتح الغين ) و الأكثر فقرا في معظم بلدان العالم ظروف حياتهم تنهار بسبب التضخم في الأسعار . و كما دائما , إنها الطبقة التي تنتج معظم الثروة الاجتماعية , الطبقة العاملة , هي التي ستدفع الثمن الباهظ للحروب بين سادة العالم .
هذه الحرب , هذه المأساة , لا يمكن فصلها عن مجمل الوضع الدولي في السنتين الأخيرتين : أي الجائحة . تزايد الأزمة الاقتصادية سوءا , و تضاعف الكوارث البيئية . كلها علامة واضحة على عالم يغرق في البربرية .

أكاذيب حرب الدعاية

تترافق كل حرب بحملات هائلة من الأكاذيب . لكي تقبل الجماهير , خاصة الطبقة المستغلة ( بفتح الغين ) التضحيات المريعة التي تطلب منها , التضحية بحياتها في سبيل أولئك الذين أرسلوهم إلى الجبهة , حزن أمهاتهم , أحبائهم , أطفالهم , رعب السكان المدنيين , الحرمانات , و تزايد وطأة الاستغلال , يصبح من الضروري لذلك ملء رؤوسهم بإيديولوجيا الطبقة الحاكمة .
إن أكاذيب بوتين فظة , غبية , و تعكس أكاذيب النظام السوفيتي الذي بدأ فيه حياته المهنية كضابط في الكي جي بي , منظمة البوليس السياسي و الجاسوسية السوفيتية . إنه يزعم قيامه "بعملية عسكرية خاصة" لمساعدة سكان الدونباس , ضحايا "الإبادة الجماعية" , و هو يمنع الإعلام بالتهديد بالحظر من استعمال كلمة "حرب" . إنه يريد حسب كلامه تحرير أوكرانيا من "النظام النازي" الذي يحكمها . صحيح أن السكان الناطقين بالروسية في الشرق قد تعرضوا للملاحقة من قبل الميليشيات القومية الأوكرانية التي تشعر بحنين خاص للنظام النازي , لكن لا توجد هناك إبادة جماعية .
أكاذيب الحكومات و الإعلام الغربي أكثر ذكاءا عادة . لكن ليس دائما : الولايات المتحدة و حلفاؤها , بمن فيهم المملكة المتحدة "الديمقراطية" جدا , إسبانيا , إيطاليا ... و أيضا أوكرانيا ! باعت لنا غزوها للعراق عام 2003 بحجة خطر "اسلحة الدمار الشامل" - المختلقة بالكامل - التي يملكها صدام حسين . التدخل الذي أدى إلى موت مئات الآلاف و ‘لى مليوني لاجئ في صفوف الشعب العراقي و عشرات آلاف القتلى بين جنود التحالف .
اليوم يقدم القادة "الديمقراطيون" و الإعلام الغربي لنا خرافة الحرب بين "الغول الشرير" بوتين و "الفتى الطيب" زيلينسكي . إننا نعرف منذ وقت طويل أن بوتين مجرم عديم الضمير . إضافة إلى أنه يناسب تماما هذا الوصف . بينما يستفيد زيلينسكي من أنه لا يملك نفس السجل الأجرامي لبوتين و من أنه كان قبل أن يدخل عالم السياسة , كان ممثلا كويديا معروفا ( و بنتيجة ذلك أصبح صاحب ثروة هائلة مخبأة في الملاذات الضريبية ) . لكن موهبنه التمثيلية تسمح له أيضا اليوم بلعب دوره الجديد كأمير حرب يحمل السلاح . دور يتضمن منع الرجال بين الثامنة عشرة و الستين من مرافقة أسرهم التي تحاول إيجاد ملجأ آمن خارج الحدود , و مطالبة الأوكرانيين بالموت في سبيل "الوطن الأم" , اي في سبيل مصالح البرجوازية و الأوليغاركيين الأوكرانيين . لأنه مهما كانت ألوان الأحزاب الحاكمة و مهما كانت نبرة خطابها , فإن كل الدول القومية هي قبل كل شيء , مدافعة عن مصالح الطبقة المستغلة ( بكسر الغين ) , أي البرجوازية الوطنية , ضد كل من المستغلين ( بفتح الغين ) و ضد المنافسين من بقية البرجوازيات الوطنية .
في كل دعاية الحرب تقدم كل دولة نفسها "كضحية العدوان" بحيث يجب أن تدافع عن نفسها في مواجهة "المعتدي" . لكن بما أن كل الدول ليست في الواقع إلا زمرا من قطاع الطرق فلا معنى للسؤال عن أي عصابة من قطاع الطرق قد أطلقت الرصاصة الأولى في الصراع لتسوية الحسابات بينها . بوتين و روسيا هما من أطلقا الرصاصة الأولى اليوم , لكن النانو في الماضي , بقيادة الولايات المتحدة , قد ضم إلى صفوفه دولا كثيرة كانت قبل انهيار الكتلة الشرقية و الاتحاد السوفيتي , تقع تحت هيمنة روسيا . ببدايتها الحرب تهدف عصابة بوتين إلى استعادة شيء من سطوة بلاده السابقة , بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو .
في الواقع منذ بداية القرن العشرين أصبحت الحرب الدائمة مع كل المآسي المرعبة التي تسببها , أصبحت شيئا لا ينفصم عن النظام الرأسمالي , نظام يقوم على المنافسة بين الشركات و المنافسة بين الدول , حيث تقود الحروب التجارية إلى الحروب المسلحة . حيث يؤدي تفاقم تناقضاتها الاقتصادية و أزماتها إلى إثارة المزيد من النزاعات العسكرية و الحروب . نظام يقوم على الربح و الاستغلال الشرس للمنتجين يجبر فيه العمال على أن يدفعوا بدمائهم كما بعرقهم .
منذ عام 2015 زاد الإنفاق العسكري العالمي بحدة . و هذه الحرب ستسرع هذه العملية بكل قوة . و دلالة على هذا التداعي الفتاك : بدأت ألمانيا بإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا , هذا يحدث لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية , و لأول مرة أيضا يمول الاتحاد الأوروبي شراء و إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا بينما هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صراحة باستخدام الأسلحة النووية لإثبات تصميمه و قدراته التدميرية .

كيف يمكننا إنهاء الحرب ؟

لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالضبط كيف يمكن للحرب الحالية أن تتطور , حتى مع الأخذ بالاعتبار أن روسيا تملك جيشا أقوى بكثير من أوكرانيا . هناك اليوم الكثير من المظاهرات حول العالم و في روسيا نفسها , ترفض التدخل الروسي . لكنها ليست هذه المظاهرات هي التي ستتمكن من إيقاف العمليات الحربية . يقول لنا التاريخ أن القوة الوحيدة التي يمكنها إيقاف الحروب الرأسمالية هي الطبقة المستغلة ( بفتح الغين ) , أي البروليتاريا , العدو المباشر للطبقة البرجوازية . كان ذلك هو الحال عندما أطاح عمال روسيا بالدولة البرجوازية عام 1917 و عندما ثار عمال و جنود ألمانيا في نوفمبر تشرين الثاني 1918 مجبرين حكومتهم على الموافقة على الهدنة . إذا كان بوتين قادرا على إرسال مئات الآلاف الجنود لكي يقتلوا في مواجهة أوكرانيا , و إذا كان كثيرون من الأوكرانيين مستعدين اليوم للموت "دفاعا عن الوطن الأم" , فإن هذا لأن الطبقة العاملة في هذا الجزء من العالم ضعيفة بشكل كبير . لقد وجه انهيار الأنظمة التي كانت تزعم أنها أنظمة "اشتراكية" أو "عمالية" في عام 1989 ضربة قاصمة للطبقة العاملة العالمية . تركت هذه الضربة آثارها على العمال الذين كانوا يناضلون منذ عام 1968 و طوال السبعينات في بلاد مثل فرنسا و إيطاليا و المملكة المتحدة , لكن أكثر من ذلك حتى فيما كانت تسمى بلدانا "اشتراكية" مثل أولئك الذين ناضلوا بشكل جماعي في بولندا و بإصرار هائل في أغسطس آب 1980 مجبرين الحكومة على إيقاف قمعها و الامتثال لمطالبهم .
ليس بالتظاهر "من أجل السلام" , ليس باختيار دعم بلد في مواجهة بلد آخر يكون تضامننا مع ضحايا الحروب , السكان المدنيون و جنود كلا الطرفين , البروليتاريون في الزي العسكري الذين يستخدمون كبارود للمدافع . التضامن الوحيد يكون بإدانة كل الدول الرأسمالية , و كل الأحزاب التي تدعو إلى الالتفاف حول هذا العلم الوطني أو ذاك , كل الذين يحاولون إغرائنا بأوهام السلام و "العلاقات الطيبة" بين الشعوب . التضامن الوحيد الذي قد يكون مؤثرا بالفعل هو تطوير النضالات العمالية الجماهيرية و الواعية في كل مكان في العالم . و خاصة يجب أن تكون تلك النضالات مدركة لحقيقة أنها تشكل إعدادا للإطاحة بالنظام المسؤول عن الحروب و كل البربرية التي تهدد البشرية بشكل متزايد : النظام الرأسمالي .

اليوم , إن شعار الحركة العمالية القديم الذي ظهر لأول مرة في البيان الشيوعي عام 1848 هو اليوم على الأجندة أكثر من أي وقت مضى : ليس للعمال وطن ! يا عمال العالم اتحدوا !

من أجل تطوير النضال الطبقي للبروليتاريا العالمية !
التيار الشيوعي الأممي 2022 - 2 - 28

www.internationalism. org

email: [email protected]



#التيار_الشيوعي_الأممي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيار الشيوعي الأممي - الرأسمالية هي الحرب , الحرب على الرأسمالية !