أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب الخنيزي - علي الدميني .. إننا محكومون بالأمل














المزيد.....

علي الدميني .. إننا محكومون بالأمل


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 7223 - 2022 / 4 / 19 - 18:48
المحور: الادب والفن
    




استضافت ديوانية الملتقى الثقافي في 19 فبراير2015 الأكاديمي والناقد الكبير الدكتور معجب الزهراني في أمسية ثقافية تحت عنوان «شعرية الحب عند علي الدميني». وقد شارك فيها الشاعر علي الدميني من خلال إلقاء بعض قصائده المشهورة بمشاركة الموسيقي عبد الله عبد الباقي (أبو منار). لقد كانت بحق أمسية مميزة ومبهجة على كل المستويات وستظل محفورة في أذهان حاضريها .
ولا شك أن هذا التميز لا يتعلق فقط بالحضور الكثيف الذي فاق التوقع ومن الجنسين وبالأخص من الفئة العمرية الشابة، على اختلاف منحدراتهم المناطقية ومشاربهم الثقافية والفكرية فقط، بل يعود في المقام الأول إلى مكانة المحتفي والمحتفى به في المشهد الثقافي / الأبداعي/ النقدي على صعيد بلادنا والعالم العربي، كما يعكس الحضور القوي للشاعر الكبير علي الدميني في ذاكرة ومشاعر وقلوب الكثيرين على اختلافهم وتنوعهم، وهو أمر له دلالته ورمزيته الواضحة. القراءة النقدية التي قدمها الدكتور معجب الزهراني وأرادها كما ذكر قراءة عاشقة في شعر الدميني، واختار قصيدته «الخبت» مثالاً. تلك القصيدة عكست رحلة الشاعر أو تمرحله الوجداني/ العاطفي بين الأمكنة والأزمنة، من مرتع طفولته وبداية مراهقته في جبال الباحة وقريته الريفية محضره، إلى مراهقته وبواكير شبابه حيث الدراسة والعمل في «الخبت» أو السهول والأراضي المنبسطة والبحر المترامي الأطراف في المدينة (الحاضرة) والتي يستبطن ويزاوج فيها الشاعر بين الدهشة والمفارقة، الحميمية والاغتراب، عبق الماضي والحاضر، الذاتي (الخاص) والوطني (العام). يبوح الدميني في قصيدته الخبت قائلاً:
أنشدت للرعيان ثوب قصيدةٍ في البرّ
عاقرني الفؤاد على النوى
وتباعدت نوق المدينةِ عن شياهيْ
آخيت تشرابي الأمور بنخلة ٍ
وغرست في الصحراء زهو مناخي
«لا تقرب الأشجار» ألقاها الكثيب عليّ
أرّقني صباحي
لكن قلبي يجمع الأغصان، يشرب طعمها
ويؤلف الأوراق في تنّور راحي
«لا تقرب الأشجار» غافلني الفؤاد فمسّها، وهبطت
من عالي شيوخ قبيلتي أرعى جراحي
هذا بياض الخبت، أهمزُ مهرتي للبحر
ارسنها إلى قلبي، فتجتاز المسافة
حجرٌ على رمل المسيرة، هودجٌ، حِملٌ،
وأغصانٌ من الرمان، هل تقفز؟
دعاني عُرفُ ثوب البحر، أفرغت الفؤاد من المخاوف وانهمرت
إلى مسيل الخبت،
يا ابنَ العبد ألقِ إليّ أدوية البعير فإنني
سأنسقُ الأورامَ.
أستلُ الجراح من التفرد والزهادة.
وأضمّ هودج خولة القاسي، أزيّن وحشة الممشى
بعقد ِ
أو قلادهْ .
شهدت تلك الأمسية توزيع الكتاب الذي أصدره نادي المنطقة الشرقية الأدبي تحت عنوان «في الطريق إلى أبواب القصيدة» علي الدميني (دراسات وقراءات نقدية وشهادات عن تجربته الشعرية والثقافية)، وهي بادرة جميلة ومشكورة من النادي ومن رئيس مجلس إدارته الأستاذ خليل الفزيع.
الكتاب الذي وزع لأول مرة جاء في 350 صفحة من القطع الكبير، حوى قراءات ودراسات نقدية في شعر الدميني لنقاد بارزين نذكر من بينهم د. سعيد السريحي، د. سعد البازعي، د. معجب الزهراني. المحور الثاني في الكتاب اشتمل على شهادات عن علي الدميني وقد سعدت شخصياً لمشاركتي فيه، وقد تضمن شهادات العديد من أبرز الأدباء والمثقفين أذكر من بينهم مع حفظ الألقاب محمد العلي وفوزية أبو خالد ومحمد سعيد طيب وإسحاق الشسخ وصالح الصالح وهاشم الجحدلي وجبير المليحان وحسن السبع ومحمد الدميني وشوقي بزيع ومحمد علوان وشتيوي الغيثي .
تعود معرفتي بالصديق الشاعر البارز علي الدميني إلى عام 1980، حيث التقيته لأول مرة في الكويت وكان في طريقه إلى جنيف ( سويسرا ) للمشاركة بأسم " لجنة أنصار السلام في السعودية " في اجتماع لمجلس السلم العالمي ( مقره الدائم في العاصمة الفنلندية هلسنكي ) .
ومنذ ذلك الوقت وحتى الوقت الراهن، استمرت وتوطدت علاقاتنا الشخصية والعائلية والوطنية، حيث جمعتنا مشتركات فكرية وثقافية وهموم وطنية، وأوقاتا وذكريات وتطلعات جميلة، كما تشاركنا الظروف المحبطة والحزينة ( تجربة الإعتقال لمرتين ) التي نأمل أن تكون من الماضي. علي الدميني يمثل بحق مثالاً للمثقف العضوي وفقاً لغرامشي حيث العطاء والإبداع المتنوع والمتميز، والتي تمثلت في أعماله الشعرية والروائية والنقدية، وكذلك في مواقفه الوطنية والحقوقية الصادقة والمشرفة، التي تنافح عن الوحدة الوطنية وتعمل من أجل ترسيخ قيم الحرية والتقدم والحق والجمال.
علي الدميني ( أبو عادل ) رفيق الفكر و الدرب الطويل ، وشريك الأحلام والأمال ( المجهضة إلى حين ) يقاوم بضراوة وشجاعة معنوية عالية ذيول أزمته الصحية الصعبة والدقيقة .
في هذاالظرف العصيب تتطلع عائلته ورفاقه وأصدقائه ومحبيه الكثر في داخل وخارج الوطن بأمل في تجاوزه المحنة ، واستعادة لياقته وقواه الصحية ، ومعاودة نشاطه الإبداعي والثقافي الجميل.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرياتي مع الفقيد الراحل اسحاق الشيخ يعقوب بعد عودته إلى أرض ...
- ذكريات لا تنسى مع الفقيد الراحل اسحاق الشيخ يعقوب - ذكريات ل ...
- ذكريات لا تنسى مع الفقيد الكبير اسحاق الشيخ يعقوب
- مرور عام على رحيل الفقيد الكبير اسحاق الشيخ يعقوب
- مرور 10 سنوات على رحيل المثقف و الإنسان .. شاكر الشيخ
- 10 سنوات على رحيل الجهيمان .. سادن الأساطير والأمثال
- رحيل الشاعر العراقي والعربي الكبير سعدي يوسف
- 22 أبريل .. اليوم العامي لأمنا الأرض
- رحيل الروائية والمناضل المصرية نوال السعداوي
- اليوم االعالمي للمرأة لعام 2021
- في ذكرى المفكر والمناضل المصري محمود أمين العالم
- رحيل إسحاق الشيخ يعقوب
- هزم ترامب .. لكن ماذا عن- الترامبية - ؟ ( 2 )
- هزم ترامب .. لكن ماذا عن- الترامبية - ؟
- قانون يكرس الانقسام الطائفي بالعراق !
- الثقافة .. جدل أم تبعية؟
- الإسلام السياسي والدولة المدنية
- الصراع الأمريكي الروسي في أوكرانيا
- الهوية .. الثابت والمتغير
- منتدى دافوس .. تدوير الأزمة


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب الخنيزي - علي الدميني .. إننا محكومون بالأمل