أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايناس الربيعي - كيف تمسخ شعباً














المزيد.....

كيف تمسخ شعباً


ايناس الربيعي
ناشطة في حقوق المرأة والطفل

(Enas Al-rubaye)


الحوار المتمدن-العدد: 7215 - 2022 / 4 / 11 - 18:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عند النظر الى شعوب العالم نلاحظ اوجه التشابه والاختلاف بالرغم من اختلاف المجتمعات ودياناتهم وقومياتهم ، اذ نجد ان الشعوب المتحضرة تعتبر القتل جريمة يحاسب عليها القانون ، ونقصد هنا بالمتحضرة هي المجتمعات المدنية التي تقع ضمن حكم دولة ما.

نجد ان القتل ليس بالشيء العادي والسبب ان القانون قام بتجريم الفعل ، وعليه نستطيع ان نستنتج ان اخلاق المجتمعات تتأثر بالقانون المُنفذ في تلك الدول ، فعند سن اي قانون وتنفيذه لمدة 5 عقود سيظهر لنا جيل مؤمن ومقتنع ان هذا القانون حق من حقوق المواطن .

وعليه وعند دراسة قانون العقوبات العراقي وقانون الاحوال الشخصية وتبعاتها فبعد مرور اكثر من 5 عقود على سَنها وتنفيذها نجد ان المجتمع العراقي قد بدأ يقتنع بالكامل ان قتل النساء هو حق من حقوق الرجال ، وان اغتصاب النساء يمكن تجاوزه بعرض الزواج على الضحية ، وان زواج القاصرات هو امر طبيعي ولا يدخل في جانب الامراض النفسية والبيدوفيليا .

تسبب قانون العقوبات العراقي وقانون الاحوال الشخصية اللائي تم سَنهما في ستينات العقد المنصرم بكوارث تربوية واضرار اخلاقية لا حصر لها ، فهو قد مسخ الاخلاق الفاضلة بأخلاق العصور الوسطى ، فهو يبيح قتل النساء لمجرد كونها من المحارم ولم يقم بتحديد اي محارم ، دائمية ام مؤقتة ، وهو يسقط التهم عن المغتصب في حالة زواجه من ضحيته ويجيز للام قتل رضيعها حديث الولادة درءاً للعار !

وردت كلمة العار والشرف في عدة مواضع من القانون العراقي ، قام القانون للاسف بغرس مفاهيم العشائر والبادية في عقول المجتمع بدلا من غرس القيم الاخلاقية .

انتهكت القوانين العراقية حرمة النساء والاطفال كما انتهكت المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعها العراق وانتجت لنا اجيال من الوحوش القاسية المعنفة والمريضة نفسياً ، ليتربع كثير من اولئك الوحوش على عرش المسؤولية في مراكز التشريع والقضاء ليحاولوا سن قوانين اخرى تنتهك ما تبقى من حقوق المرأة والطفل المسحوقين اساساً امثال قانون سلب حضانة الام المطلقة والارملة لاطفالها !

فبدل من ان يحاول المشرع العراقي سن قانون العنف الاسري وبدل ان يوقف جرائم اللاشرف يحاول تحطيم ما تبقى من كرامة الحلقة الاضعف في المجتمع عبر اجبار المرأة وابتزازها باطفالها ان تبقى متزوجة معنفة او تخسر اولادها !

يتبجح كثيرون بأن قوانين الاحوال الشخصية تنصف المرأة لكونها تملك حق المهر والمؤخر وحق اثاث الزوجية في حين ان القانون قد وفر طرق لها اول وليس لها آخر لاسقاط هذه الحقوق عبر قضية واحدة تسمى بيت الطاعة ! ولكون المرأة لا تملك حق الطلاق بل حق التفريق الذي يتم رده من القاضي في معظم الاحوال لان المرأة عاطفية ولا تستطيع ان تتخذ قراراتها بعقلانية ، تتعرض المرأة لاسقاط جميع الحقوق المُتبجح بها برمشة عين ! فهي ترغب بالطلاق ولا تستطيع الحصول عليه فترضى بقضية الطاعة مقابل خسارة تعب العمر والخروج من الزواج افقر من الدخول اليه مع مسؤوليات الاطفال المادية الاضافية .

يذكر ان القوانين الاوربية للزواج والطلاق تعطي الطرف الافقر نصف الممتلكات المكتسبة خلال فترة الزواج للطرف الاغنى بعد الطلاق وذلك لاقتناعهم ان الثنائي قد ساهم بطريقة معينة في هذه الاملاك ، فالرجل الذي يعمل 10 ساعات يومياً 6 ايام في الاسبوع واشترى منزل الاسرة لن يستطيع العمل وشراء منزل بدون امرأة تعتني بكل تفاصيل حياته على مدار اليوم والاسبوع والشهر والسنة ، قامت القوانين الاوربية بغرس مفهوم الشراكة الاسرية عن طريق قوانينها بينما قام المشرع العراقي بغرس مفهوم السيد والعَبد في المجتمع العراقي .

عززت القوانين التمييز الجندري وأسست لاجيال لا ترى من المرأة غير وعاء جنسي لانجاب الاطفال والمتعة ، حللت قتلهن واغتصابهن وتعنيفهن ، واذا استمرت القوانين بوضعها الحالي فأن وجدنا الآن من يساند قضية المرأة فلن نجد بعد 5 عقود اخرى غير المسوخ المتوحشة .



#ايناس_الربيعي (هاشتاغ)       Enas_Al-rubaye#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق العشيرة هي دين الدولة
- لأنك الاضعف ، فقتلك واجب مقدس !
- تعنيف النساء وقتل الابناء في العراق
- جرائم غسل العار بين الحقيقة والوهم
- يوم المرأة العالمي وتحديات المرأة العراقية
- بصدد الوقوف ضد انتهاك حقوق المرأة والطفل في القانون العراقي


المزيد.....




- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...
- “قدمي الآن” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل في ا ...
- شروط صرف منحة الزواج ومقدارها والمستندات المطلوبة من التأمين ...
- تطابق الحمض النووي.. شقيقان مراهقان يوجهان تهمًا بـ-الاعتداء ...
- “سجل الآن واحصل على 1350 ريال” التسجيل في منفعة دخل الأسرة ف ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايناس الربيعي - كيف تمسخ شعباً