أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الهادي اباغانم - حرية التعبير بالمغرب نحو قمع الثقافة والمثقفين















المزيد.....

حرية التعبير بالمغرب نحو قمع الثقافة والمثقفين


عبد الهادي اباغانم

الحوار المتمدن-العدد: 7211 - 2022 / 4 / 5 - 08:41
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


حري بنا أن ندرك أنه الوقت المناسب لكي نتأمل مستقبل حرية التعبير في الديموقراطية والانفتاح، إذ أن حرية الكلام شيء يتوق له الإنسان، وهو شوق يلح عليه المثقف وبإصرار، كونه المنطلق الأساس لتنوير قضايا المجتمع والواقع الاجتماعي عموما. إلا أننا نواجه تحديات أخـــاذة تتمثل في التطورات السريعة والقوية التي نلحظها بشكل أو بآخر، المتمثلة أساسا في تقنيات التواصل الاجتماعي باعتبارها تطورات ثورية ساهمت في كثير من الظروف بإحباط السياسات التي تخدم المصالح الخاصة للفساد الأخلاقي اللا إنساني المنشود من قبل بعض الجهات الحاضنة للسلط البورجوازية الرأسمالية الطاغية المتعدية على حقوق الجماهير الشعبية المغربية، هذا وأن سعي الأوطان الملتزمة بالثقافة المفتوحة على حرية الاختيار والتعبير تدافع بشكل أو بآخر عنه، من خلال حماية هذه الحرية سواء كانت حرية كلام، أو عقيدة، أو "حرية مسيـــــــرات احتجــــــــــــاج سلمية"، إلا أن هذه الحرية لا تعطى إلا لأرباب الشركات الاقطاعية الانتاجية "الباطرونا" بمختلف أجناسها بمنحها الشرعية لإفتاء وتطبيق قوانين سلطوية تخدم مصالحها الخاصة متسترة على جشعها، ومخالفة بذلك للقوانين الدستورية للبلاد على حساب جماهير شعبية ذات رأي حر ومستقل بحسها النضالي المعهود عليها، الرافضة لكل التطاولات الرجعية القائمة على قمع ولجم أفواه مثقفي الحركات الشعبية الواعية بمصير مجتمعها الانساني الخلاق، خاصة الفئات المهمشة منها. فبهذا الصدد يجعلنا الأمر أمام استحضار قولة ديكارت الشهيرة "أنا أفكــر إذا أنا موجـــــــــود" إذا اعتبرنا هذه العبارة السامية القائمة على مدى حضور الجانب الفكري الانساني الحر، والتي نؤولها بقولنا: نحن كأفراد جماعة إنسانية طامحة لصون حرية التعبير ومدافعين عنها ب: "أنـــا أفكر إذا فأنا إنســـــــان يستحق الاحتـــرام وحريـــة التعبيـر والاختيــار"... فعلى هذه الرؤية وعلى هذه الطليعة، فإننا نؤكد على إنســــانية الأفراد وعلى مدى أحقية رواد الدفاع عن حريات التعبير بمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها المعارضة لقوانين رأسمالية تديرها "السلطة" أو السلطة المركزية ذات التوجه اللا مبدئي كونه المصطلح الذي أصبحت له دلالات رجعية في مخيلات وأذهان الذوات المثقفة المغربية الواعية بحقوقها والحاضنة لأنساق ثقافية تجاهه، في ظل تنامي حالات القمع والاقباع في زنازن الظلم واستبداد هذه الذوات في بيئة اجتماعية لا زالت "غـــــــــارقة" في محاولات "إصــــــلاح" منظومات "التعليم" و"الصحة" و"التشغيل" و"العدالة الاجتماعية"...
إنها تعمل (السلطة) برجعيتها على خلق اليأس العام الذي أصبح ناتجا في نفوس المواطنين المغاربة، فتتضح لنا كعلامات أصبحنا نلحظها وبكثرة من خلال جولات بسيطة في محيطنا الاجتماعي عبر مراقبة السلوكيات المتوترة التي يمكن وصفها "بالحرجـــــة" التي دقت ناقوس الخطر بسبب الضغوطات الممارسة على نفوس هؤلاء المغاربة من قوانين وسياسات مخالفة لمبادئ الاصلاح الاجتماعي في مقابل الضغط المتواصل وتأزيم النفسيات لتكون كضريبة يؤديها "الوطــــن" ويؤديها ثلة من خيرة أبنائه الذين أصبحوا يتبنون أفكارا شبه انتحارية كحلول للخروج من هذه الوضعايت العصيبة كفكرة الهجرة بمختلف طرقها، بل إن السلطة لم تقف عند حدود هذا فحسب بل تجاوزت ذلك إلى محاربة مبادئ التربية والتعليم كفتح المجال في وجه المتطاولين على" من كاد أن يكون رسولا" وكذلك "على مهنيي الصحة والتمريض" وغيرهم من فئات المجتمع المدني بالضرب ورفع الأيادي عليهم ومحاولات اللطم والتعنيف في حقهم دون أي عقاب أو محاسبة أو تعقيب على الجاني، ولعل التعاطي مع الأخذ بجدية هذه الأحداث هو ما يجعلنا في هذا الحال نستحضر مقولة العلامة المغربي الراحل "المهدي المنجرة" بهذا الصدد:
"إذا أردت أن تهدم حضارة أمة: اهدم أسرة، احتقر معلمـا، وذل طبيبـا، وهمش عالمـا، واعطي قيمة للتافهيـن" ولعل هذا ما يشير ويؤكد على مدى سير هذه السياسات على نهج تدميري لحضارتنا وقيمنا المغربية ذات المبادئ السامية الصرفة ومحاولة تبديلها بقيم الهدم التي رمت في مستوى الحضيض الأخلاقي وذلك بمحاولة تسييدها للتافهين على سطح الساحة الاجتماعية، وتعلية قدرهم على قدر شرفاء يسيرون بخطى ثابتة وبعزم قوي نحو إصلاح وبناء مجتمعنا المغربي.
إن كل ما نراه اليوم في الشارع العام ما هو إلا مرآة عاكسة لنفسية المواطن والمجتمع، حيث إن كل هذا الإجرام البشع والاغتصاب المسجل عبر شرائط الفيديو والعنف ضد "المعلم" والمثقفين وفئات الهامش وغيرها... من مجريات وأحداث ماهي إلا علامات سيميائية دالة عن سوء الحالة النفسية للمواطن، وكأن المجتمع بذلك يؤذي نفسه بنفسه، إنه نوع من الانتحار البطيء كانت ولا تزال السياسات السائدة في تبني قوانين تخدم صالحها الخاص المسبب الأول والرئيسي في ذلك دون مراعاة للجانب الاجتماعي القيمي الخلاق، ودون التفكير أيضا في سبل وطرق عقلانية قصد الخروج من عتمة هذا اليأس الذي سار يعيشه مجتمعنا ومن هذه الوضعيات الاجتماعية المتأزمة والميؤوس منها، دون أي محاولة لتجاوز خلق حالات الاحباط والخوف من المستقبل في مثل هذه الظروف التي يمر بها المغاربة، وعليه فبصدد هذه الشاكلة فإننا نجد أنفسنا في موضع يجعلنا نتأمل في مجريات وأحداث وطننا كأناس و "كمواطنيـــن مغاربــة" طامحين في رؤيته على صورة تحمل أنساقا ثقافية إيجابية سائرة نحو طريق الاصلاح والتنمية الاجتماعية والرقي الانساني.
إن وسائل التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعمل وبشكل فعال على " تنويـــر" القضايا الاجتماعية خاصة تلك التي تقربنا من وضعيات عيش فئات الهامش والمهمشين من جلدة وطننا، تلك التي ترقى إلى التعبير الحر والواعي بمجريات الواقع الاجتماعي وإبداء رأيها فيه، لكن الرقابة المركزية للسلطة قائمة على مبدئها المعهود عليها في لجم أفواه وقمع هذه الفئات كونها تعري عن الحقائق وتحبط مخططات القوانين ذات المبدأ الرجعي والرأسمالي، إنها (رقابة المركــز) القائمة على انتهاك الحقوق الخاصة بهؤلاء (فئات الهامش) كونها فئات مقصية ومهمشة في المجتمع المغربي، هذا المجتمع الذي عرف منذ القدم بمبادئ الاشتراكية والتعاون والتماسك الاجتماعي والوحدة والتضامن بين مختلف شرائحه وتشكيلاته الاجتماعية.
إنه لأمر يجعلنا نشد وبقوة على ضرورة الوقوف عند خطوط الكرامة الانسانية، حيث لا يمكن بتغييب حرية التعبير وبفرض قوانين تنص على انتهاك حريات المجتمع المدني أن نبني مجتمع الحكمة والرقي وتقدم الإنسان، إننا نؤكد أنه لا بديل لنا عن البحث على طريقة أفضل لزيادة تقدمنا في بناء مجتمع متمــاسك قادر على التغلب على الفقر والجوع والمرض والجهل، كطريقة واحدة ووحيدة لا غنى ولا بديل لنا عنها لتغذية الروح كالتشبع بالآداب والقيم الانسانية الخلاقة التي تحركها وتكبح قيم الجهل والفساد.
عبدالهــــادي ابــاغــانـم
كاتب من المغرب



#عبد_الهادي_اباغانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية التعبير بالمغرب نحو قمع الثقافة والمثقفين


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الهادي اباغانم - حرية التعبير بالمغرب نحو قمع الثقافة والمثقفين