أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد العزيز عليلي - البحث العلمي في زمن كورونا















المزيد.....

البحث العلمي في زمن كورونا


عبد العزيز عليلي

الحوار المتمدن-العدد: 7210 - 2022 / 4 / 4 - 09:40
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


البحث العلمي و تحدي كورونا
يعد العلم أحد أهم ركائز بناء الأمم و تقدمها . يقضي على الجهل ، الأمية ، الفقر و التخلف ... و هو السبيل الوحيد للنجاة من المآزق ، الآفات و الجوائح . به تصعد الأمم سلم المجد و العظمة . غايته الخير كما قال أفلاطون . الدول العربية و من بينها المغرب لا تعير اهتماما للبحث العلمي بدليل ضعف الميزانية المخصصة له من الميزانية العامة و ضعف البنية التحتية لمؤسساته . كما أنه لا يحضى بالرعاية التي تستوجبها أهميته الإستراتيجية لرفع التحديات المطروحة، في واقع يتسم بالسباق نحو الإبتكار ،الإبداع و الإختراع و التنافسية .
التقرير الصادر عن منظمة اليونسكو للعلوم والثقافة سنة 2009 يشير إلى أن الدول العربية لا تنفق إلا 7 ,14 دولارا على الفرد في مجال البحث العلمي، بينما تنفق الولايات المتحدة 9 ,1205 دولارا لكل مواطن، والدول الأوروبية حوالي 531 دولارا. ويؤكد التقرير الصادر عن منظمة اليونسكو عام 2010 م ، أن مستوى الإنفاق على البحث العلمي في العالم العربي ضعيف للغاية ؛ إذ لا يتجاوز 0,23 % من الموازنة العامة . في السياق ذاته ، بلغ الإنفاق على البحث العلمي في الأردن على سبيل المثال 0,34 % وفي المغرب 0,64 % ولبنان 0,3 % من إجمالي الناتج القومي .وحسب تقرير اليونسكو للعلوم حتى عام 2030 الصادر سنة 2015، فإن إتيوبيا ،ملاوي و أوغندا عملوا على الرفع من نسبة الإنفاق على البحث العلمي لديها ، مدركين بأنه الكفيل بإخراجها من غياهب التخلف .
ضعف الإهتمام بالبحث العلمي و ضعف الإنفاق عليه دفع بالعديد من العلماء ، الأطباء ، المهندسين ... إلى الهجرة إلى دول أوروبا و أمريكا ؛ دول توفر بيئة علمية محفزة و داعمة للأفكار الإبتكارية الخلاقة . و يعد المغرب من بين أعلى 30 دولة مصدرة للكفاءات العالية في العالم حسب التقرير العربي للتنمية الثقافية لسنة 2018. فقد سبق لسعيد أمزازي وزير التربية الوطنية و التعليم العالي و البحث العلمي أن صرح سنة 2018 بأن حوالي 600 مهندس يغادرون المغرب سنويا إلى الخارج . طاقات و كفاءات مغربية تهدر . و لكم أن تتخيلوا مقدار ما أنفق على تأهيلها من أموال طائلة ، وكل هاته الموارد تستفيذ منها بلدان بشكل مجاني لتطوير اقتصادها ،تعليمها و أبحاثها، و رفع كل التحديات التي تواجهها .
لم تتجابه الصين مع جائحة كورونا بالعشوائية و الصدفة، بل بجاهزيتها لمثل هذه المصائب . فقد انبهر العالم بما شاهده عبر التلفاز و وسائل التواصل الاجتماعي من ثورة تكنولوجية خارقة ؛ كاستعمالها للربوتات و تطبيقات الهواتف ، كاميرات و وسائل الإعلام ... و أكثر من هذا بإرادة قوية و استعداد للتضحية (دولة و شعبا) . فهم يفخرون بهويتهم الوطنية و ما حققوه من تقدم و رفاه ، و كذا بسبب شعورهم بالتقدير . و اخضعوا كذلك العلوم للتعامل مع أزمتهم . للإشارة فقط ، الصين تأتي فى المرتبة الثانية على مستوى العالم فى الإنفاق على البحث والتطوير العلمى بعد الولايات المتحدة ؛ بحيث أن الإنفاق الصيني على البحث والتطوير وصل إلى حوالي 278 مليار دولار عام 2018.. و يعد تشجيعها للبحث العلمي السبب الرئيسي الذي جعلها تتجاوز و بنجاح أزمة جائحة كورونا التي ألمت بها .
تعد الجامعات أكثر الفضاءات احتضانا للبحوث العلمية .غير أن أبجديات البحث العلمي تبدأ من التعليم الإبتدائي مرورا بالإعدادي و الثانوي . من هذا المنطلق وجب إعادة النظر في مناهج و برامج هاته الأسلاك حتى تكون في مستوى تفتق المواهب العلمية للمتمدرسين و تنمية قدراتهم لكي يكونوا محبين للعلم ،متمكنين من التعامل مع تطبيقاته، قادرين على الإبداع والابتكار. يجب كذلك تكوين مدرسين مؤهلين لإعداد علماء المستقبل . كما يجب الرفع من الميزانية المخصصة للبحث العلمي كما أوصى بذلك المجلس الإقتصادي و الإجتماعي و البيئي في تقرير له بعنوان «النموذج التنموي الجديد للمغرب.. مساهمة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي» . بحيث دعى إلى رفع الميزانية العمومية المخصصة للبحث العلمي لتصل إلى 3 % سنويا من الناتج المحلي الإجمالي في أفق 2030 . يجب كذلك ربط البحث العلمي بشكل وثيق بالخطط الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتعليمية والثقافية للبلد.
إن البحث العلمي هو قاطرة التنمية في المجتمعات خاصة النامية منها، حيث ينعكس ايجابيا علي مختلف القطاعات الإنتاجية والخدماتية . و يعد الدعم المخصص للبحث العلمي أحد المؤشرات التي يقاس بها تطور بلد ما . لدى وجب دعمه و تشجيع الأساتذة الباحثين و ذلك بتوفير مناخ اجتماعي ومهني لهم ليتمكنوا مـن أداء مهمتهم في أحسن الظروف . و كذا مكافأة العلماء والرفع من مكانتهم في المجتمع . يجب كذلك الحد من هجرة العقول والأدمغة الوطنية وذلك بوضع آلية تحفيز عالية ترقى إلى تلك المتوفرة على المستوى الدولي. فكثير من المجتمعات تفوقت حضارياً بسبب نجاحها في استثمار مواردها البشرية .على اعتبار أن التعثر الذي تعانيه الدولة في مسارها التنموي يعكس الحاجة إلى كل الكفاءات بمختلف تخصصاتها التي من شأنها رفع التحدي في مجال التنمية .
إن انكشاف الشدة و الغم لن يتأتى في ظل ضعف الإهتمام و الدعم المخصص للبحث العلمي ، و لا في ظل منظومة تعليمية عاجزة ، و لا في ظل مخططات ، استراتيجيات و تدابير ارتجالية متحولة ، و لا في ظل عدم تقدير العلم والعلماء . بل في التوفر على إرادة سياسية في الإستثمار في البشر ، في اقتصاد المعرفة ، في الإستثمار في التعليم و البحث العلمي ، في سيادة القانون ، في العدالة الإجتماعية ، في تقدير الذات ... و حيث أن الصين وضعت كل امكانياتها رهن إشارة الدول التي تحتاج إلى المساعدة في تجاوز جائحة فيروس كورونا القاتل ، لم لا تعمل الحكومة المغربية على ربط الإتصال بالصينيين للإستفادة من تجاربهم وخبراتهم الناجحة في هذا المجال و في مجالات أخرى.
إلى متى سنظل نترقب و ننتظر ، خائري النفس ، واهني العزيمة أن يجود و يمن علينا الغرب باللقاح و العلاج . و نحن نعلم بأن العديد من أبحاثه تجرى بأياد عربية . على النمودج التنموي المنشود أن يضع في الحسبان دعم و تطوير البحث العلمي فهو الكفيل بالإجابة على الانتظارات الإقتصادية والاجتماعية للمغاربة . على هذا النموذج أن يضع، في صلب أولوياته الإهتمام بالبحث العلمي كثقافة علمية لتأسيس وعي جمعي ينمو بشكل متوازي مع الإرادة السياسية للدولة .لأن الاستثمار في المَعرفة العلميّة يعني الارتقاء بالإنسان إلى مستوى الكرامة . بإمكاننا نحن كذلك أن ننهض ، إذا حضي البحث العلمي بدعم جوهرى من صانع القرار السياسى . فبالبحث العلمي استطاعت العديد من الأمم أن تقارع أعتى الدول و هي إلى الأمس القريب كانت ترزح تحت نير التخلف و الأسقام ، بالرغم أنها فقيرة بمقاييس التروة . نأمل - فلولا الأمل في الغد لما عشنا حتى اليوم - أن يحضى البحث العلمي بنصيب مهم من الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا حتى نتمكن من تأهيل المنظومة الصحية و تأهيل الإقتصاد الوطني و التخفيف من تداعيات هاته الجائحة و الجوائح الأخرى .

المراجع :
- التقارير الصادر عن منظمة اليونسكو للعلوم والثقافة لسنوات 2009 – 2010 – 2015 .
- التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية لسنة 2018 .
- تصريح لسعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، خلال حفل تخرج الدفعة 29 للمدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك المنعقد ببوسكورة يوم الأربعاء 25 يوليوز 2018 .



#عبد_العزيز_عليلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث العلمي في زمن كورونا


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد العزيز عليلي - البحث العلمي في زمن كورونا