أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - الحرب تلقي بظلالها على أسعار المواد الغذائية في العراق















المزيد.....

الحرب تلقي بظلالها على أسعار المواد الغذائية في العراق


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 7203 - 2022 / 3 / 27 - 02:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. جاسم الصفار
24-03-2022
مباشرة بعد بدء العملية العسكرية الخاصة للقوات المسلحة الروسية في 24 فبراير، بدأت وسائل الإعلام الغربية تتحدث عن خطر "أزمة الغذاء "في البلدان التي تعتمد على استيراد الحبوب وغيرها من المنتجات الغذائية من أوكرانيا وروسيا.
كتبت صحيفة نيويورك تايمز في الأول من مارس أنه "بعد عدة أيام من القتال، اهتزت أسواق السلع العالمية وارتفعت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو التجارية بنسبة 12 في المائة. "، وتوقعت الصحيفة، أن يخلق ارتفاع أسعار القمح مشاكل كبيرة في البلدان التي تستورد قمحها من روسيا وأوكرانيا". علاوة على ذلك، أثار هستيريا الأسعار إعلان الاتحاد الأوروبي وامريكا عن حزمة جديدة من العقوبات المناهضة لروسيا.
تعتبر روسيا وأوكرانيا المنتجان الرئيسيان للعديد من السلع والمواد الاولية، مما أدى الاضطراب في توفيرها، نتيجة الحرب والعقوبات الاقتصادية والمالية، إلى زيادة حادة في الأسعار العالمية، وخاصة النفط والغاز الطبيعي، إضافة الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي وصلت أسعار بعضها كالقمح إلى مستويات قياسية.
وحسب المراقبين، يمكن أن تؤدي الزيادات الحادة في أسعار الغذاء والوقود إلى زيادة مخاطر الاضطرابات في بعض المناطق، من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأمريكا اللاتينية إلى القوقاز وآسيا الوسطى، فزيادة أسعار مواد الطاقة يعني زيادة تكلفة إنتاج الغذاء بشكل عام، حيث تمثل الطاقة نسبة الثلث من تكلفة الإنتاج الزراعي.، وهكذا فمن المرجح أن يزداد انعدام الأمن الغذائي في أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط.
على المدى الطويل، يمكن للصراع أن يغير النظام الاقتصادي والجيوسياسي العالمي بشكل جذري نتيجة التحولات في تجارة الطاقة، وسلاسل التوريد، والتغيرات الجذرية في شبكات الدفع، وإعادة الدول التفكير في احتياطيات العملات. وبالتالي يؤدي تصاعد التوترات الجيوسياسية إلى زيادة مخاطر التفتت الاقتصادي، لا سيما في مجالي التجارة والتكنولوجيا.
في 15 مارس 2022، نشر صندوق النقد الدولي مقالًا لمجموعة من المؤلفين جاء فيه أن فبراير من هذا العام كان قد سجل أعلى ارتفاع لأسعار المواد الغذائية (اللحوم والألبان والحبوب والزيوت والسكر) منذ عام 1961. إضافة الى ذلك، ففي فبراير 2022 ارتفعت العقود الآجلة لشحنات القمح والذرة الى اعلى مستوياتها في حين سجلت أسعار فول الصويا اعلى مستوى لها منذ 2012.
من البديهي أن يتسبب الصراع في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا في تعطيل الإمدادات وربما الإنتاج لأكبر منتجين زراعيين في العالم. علما بأن البلدان يوفران ما يقرب من 30٪ من صادرات القمح العالمية و18٪ من الذرة، ويتم شحن معظمها عبر موانئ البحر الأسود المغلقة الآن.
ومع تصاعد حدة القتال في أوكرانيا، يبدو أن العراق سيتأثر، مثل غيره من البلدان بمخرجات الحرب. قد لا يكون ذلك التأثير مباشراً، ولكن كنتاج للأزمة الاقتصادية والمالية العالمية. علما بأن العراق يعتمد بشكل كبير على استيراد أغلب احتياجاته الأساسية من السلع والمواد الغذائية في ظل غياب وتراجع كبير للصناعة والإنتاج المحلي منذ أكثر من عقدين.
تبعا لذلك أصبح العراق واحد من أبرز مستوردي الحبوب في الشرق الأوسط رغم أنه يزرعها لكن الإنتاج لا يكفي الحاجات المحلية. فالعراق يحتاج بين 4.5 إلى 5 ملايين طن سنويا للاستهلاك المحلي، فيما يبلغ الإنتاج المحلي سنوياً قرابة 3 ملايين طن، وفقا لما صرح به المتحدث باسم وزارة الزراعة يوم الاثنين الماضي، وهو ما يضطره إلى الاستيراد الخارجي وغالبا ما يسد عجزه بالاستيراد من أوكرانيا وروسيا.
تلقي الحرب في أوكرانيا بظلالها على واقع تقليص اعتمده العراق في الخطة الزراعية الخاصة بالحبوب لهذا العام والذي سبقه لمستوى النصف جراء الأزمة المائية التي تعيشها البلاد منذ سنوات وتفاقمت حدتها منذ 2018. إضافة الى ذلك، شهد العراق في الفترة الاخيرة، ارتفاعاً في أسعار مادة الطحين بزيادة تجاوزت الـ 40% من قيمة شرائها عما كانت عليه سابقاً. لذا أعلنت وزارة التجارة العراقية، أن العراق يعتزم شراء نحو ثلاثة ملايين طن من القمح لتكوين احتياطي استراتيجي على خلفية ارتفاع أسعاره بسبب الأزمة في أوكرانيا.
وفي بيان صحفي تلقته وكالة ريا نوفوستي الروسية، أعلن أن مجلس الوزراء وافق على دعم وزارة التجارة من خلال تخصيص 100 مليون دولار بشكل عاجل لشراء القمح المستورد لتكوين احتياطي استراتيجي. وأكد مجلس الوزراء أنه أعد خطة لضمان الأمن الغذائي للعراقيين ومكافحة الارتفاع العالمي في أسعار القمح المرتبط بـ "الأزمة بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا التي توفر ثلث المعروض من القمح والزيت والذرة في الاسواق العالمية." كما تم التخطيط لإجراءات مختلفة لدعم المزارعين العراقيين.
وعزى مراقبون أسباب ذلك الارتفاع المفاجئ، إلى تداعيات قرار البنك المركزي العراقي برفع قيمة صرف الدولار أمام الدينار العراقي، وتقلص المساحات الزراعية نتيجة أزمة المياه بعد انخفاض مناسيب واردات نهري دجلة والفرات مؤخراً إلى نحو 50%.
ولم يقتصر التبادل التجاري بين أوكرانيا والعراق على الحبوب وحدها، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حجم التبادل التجاري بين اوكرانيا والعراق قد فاق في العام 2018 الـ 644 مليون دولار اميركي، ومن مجموعة المنتجات المصدرة من اوكرانيا الى العراق والتي لها وزن محدد في هيكلية التصدير، هي الدهون والزيوت الحيوانية أو ذات المنشأ النباتي (42,2%)، والمعادن الحديدية (40,5%)، واللحوم الصالحة للأكل (6,9%)، والحليب ومنتجات الألبان وبيض المائدة والعسل (2,8%)، ومنتجات الحبوب (1,6%)، والسكر والحلويات (0,8%)، والفواكه والمكسرات الصالحة للأكل 7,0%.
زيت عباد الشمس مدرج أيضًا في قائمة المنتجات التي تخلق تأثير الدومينو. في السنوات السابقة، حققت أوكرانيا تصديرًا قياسيًا لهذا النوع من المنتجات. وكان العراق واحد من أكبر خمسة مشترون لزيت عباد الشمس من أوكرانيا. بعد الحرب توقف تصدير زيت عباد الشمس من أوكرانيا، أما روسيا، فمن المخطط فرض رسوم تصدير على زيت عباد الشمس، مما سيؤثر حتما على الأسعار العالمية.
ووفقاً لإحصاءات صادرة عن الحكومة الأوكرانية، يحتل العراق المرتبة السادسة من بين 15 دولة نمت فيها صادرات البضائع من أوكرانيا أكثر من غيرها والتي تبلغ 164,9 مليون دولار. كما يحتل العراق المركز 11 من بين أكثر البلدان الـ 15 كشريك في تصدير البضائع من أوكرانيا، وفقاً للإحصاءات الرسمية الأوكرانية.
وأخيرا، فان الازمة التي يواجهها العراق في توفيره للمواد الغذائية بأسعار تتناسب مع دخل المواطن العراقي، تتطلب اليوم وقفة جادة وتخطيط سليم لتجاوزها، من أجل التخفيف من معاناة ذوي الدخل المحدود. فارتفاع أسعار البترول قد تمنح العراق إمكانية شراء المواد الغذائية الضرورية من أسواق أخرى، بأسعار باهضه تفوق بكثير أسعارها في أوكرانيا وروسيا، وبالتالي ستثقل ميزانية الاسرة العراقية في ظل بقاء سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي على حاله. أما أزمة نقص المياه، فإن أسوأ الحلول لمواجهتها هو تقليص مساحة الأراضي الزراعية.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعثرت العملية الروسية في اوكرانيا؟
- هل من حمائم في الناتو
- الحل العسكري خيارا أخيرا
- ليس دفاعا عن طالبان
- مقومات استمرار الاحتلال الامريكي للعراق
- تقييمات حذرة لتغير نهج طالبان
- نائبة الرئيس تفشل في أداء مهامها
- قراءة في خطاب بايدن الى ألأمة
- ماذا بعد الانتخابات الرئاسية السورية
- مشكلة ادلب والرهانات الروسية
- تونس بين ديمقراطية الفساد وديمقراطية الاصلاح
- بين الثورة والردة
- المتغيرات الدولية والمحلية بعد حرب ألأحد عشر يوما
- لمحات من تاريخ العراق الحديث
- قراءة في نتائج قمة جنيف
- تغريدات خارج السرب
- بانوراما المصالحات التركية العربية
- خواطر ما بعد الحرب
- ممهدات الحرب الاخيرة في فلسطين
- مقاربات بين احتلالين


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - الحرب تلقي بظلالها على أسعار المواد الغذائية في العراق