أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - مقومات استمرار الاحتلال الامريكي للعراق














المزيد.....

مقومات استمرار الاحتلال الامريكي للعراق


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 7152 - 2022 / 2 / 2 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في نهاية كانون الأول (ديسمبر) 2021، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي انتهاء مهمة الجيش الأمريكي في البلاد. وأعلن رسمياً خروج الجيش الأمريكي من القواعد العسكرية "حرير" و "عين الأسد" و "القائم"، إلى جانب عدد من المنشآت الأخرى في عموم العراق. الى هنا تكون حكومة الكاظمي قد حققت إنجازا وطنيا مهما يحسب لها، لولا أن تبع ذلك شرح من البنتاغون، شطب من حيث الواقع مغزى ما أعلن عنه الكاظمي.
فقد ذكرت القيادة المركزية للجيش الأمريكي أن الوحدات العسكرية الامريكية في العراق ستواصل أنشطتها هناك مع تغيير في طبيعة مهامها. قد تنطلي تفاصيل التوضيح الرسمي الأمريكي للإعلان العراقي على أحد إذا كان المرء لا يعرف تاريخ الوجود العسكري الأنجلو ساكسوني في الشرق الأوسط. فمنذ عام 1914 إلى عام 1956، أعلنت بريطانيا انتهاء وجودها العسكري في مصر أكثر من 80 مرة. وفي كل مرة بقيت القوات والأسطول البريطاني في مواقعهم حتى إعلان الجمهورية في مصر.
إن تصرفات الولايات المتحدة في العراق تكرر بشكل عام النهج البريطاني. فمنذ الإطاحة بنظام صدام حسين في أبريل 2003، صرح البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون بانتظام أن القوات الأمريكية ستغادر العراق عند توفر الظروف الملائمة لذلك، دون أن تحدد طبيعة تلك الظروف. ومع أن عدد القوات الامريكية العاملة في العراق قد انخفض في فترات زمنية محددة بشكل كبير، لكنه زاد مرة أخرى تحت ذرائع مختلفة. هذا مع ان البيانات الرسمية تشدد على أن القوات العسكرية ألأمريكية التي اجتاحت العراق عام 2003 أنجزت مهامها بحلول عام 2011. أما ما تبقى من قوات على الأرض، حسب زعمها، فهي للمساعدة في التصدي للإرهاب و "الحاجة إلى تدريب عناصر الجيش العراقي الجديد".
إذا كان البنتاغون قد وضع لنفسه هذه المهام حقًا، فانه على علم باستحالة تحقيقها آنذاك. ففي عام 2014، انهارت قوى الجيش العراقي الجديد في غضون أيام بعد اجتياح الجماعات المسلحة التابعة للدولة الإسلامية لمساحات واسعة من العراق، وخلق واقع جديد "يضطر" البنتاغون الى أخذه بالاعتبار وانشاء ما يسمى "التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في العراق".
على أن التصدي الجاد والحاسم للإرهاب لم يدخل فعليا في حسابات ذلك التحالف آنذاك، ولو ركن العراقيون الى الدعم الذي قدمه التحاف لمواجهة تمدد الدولة الإسلامية، لفقدوا عاصمتهم. وان شئنا ان نكون موضوعيون فان النشاطات العسكرية الامريكية، وقتها، لم تؤثر بشكل فعال على موازين القوى بعد اجتياح الإرهاب لمساحة تقدر بثلث البلاد، وبدل عنها تحملت وطأة الحرب فصائل المتطوعين الذين استجابوا لنداء المرجعية. هؤلاء هم من لعب دوراً حاسماً في معارك تحرير مدن تكريت والفلوجة وسامراء وشمال بغداد وجرف الصخر ومساحات واسعة من الرمادي والموصل.
ومع ذلك، لم تستطع الولايات المتحدة السماح بأن يصبح الانتصار على داعش انتصارًا لتلك الفصائل وسندها الرئيسي إيران. لذلك أصرت القوات الامريكية على عدم مشاركة فصائل الحشد الشعبي في معارك عاصمة "الخلافة" - مدينة الموصل. أدى ذلك إلى تكبد القوات العراقية خسائر فادحة خلال الهجوم، الذي استمر من 16 أكتوبر / تشرين الأول 2016، لينتهي في يوليو / تموز 2017، على الرغم من الضربات الجوية المنتظمة لسلاح الجو الأمريكي.
لا يهم الامريكان حجم الخسائر التي يتكبدها العراقيون في معركة أخذوا على أنفسهم قيادتها، لذا أداروها بطريقة لا تأخذ بالحسبان، لا ألزمن ولا عدد الضحايا. كل هذا كان مدعاة للتفكير بأن البنتاغون لا يسعى لمغادرة العراق في القريب العاجل. ولم تغير من هذا الاستنتاج حقيقة أن مع وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة، تم الإعلان رسميًا عن انتهاء وجود الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط. ولا بأس في أن نتذكر هنا بأن دونالد ترامب، الذي وصل إلى السلطة تحت شعار "كفى حروبًا"، أدلى بتصريح مماثل عندما تولى السلطة. لذلك، ليس من المستغرب أن بايدن، مثل ترامب، من غير المرجح أن يقرر انسحابا كاملا للقوات الامريكية من العراق، فهذا لن يسمح به اللوبي القوي المؤيد للحرب، والذي يستخدم لجني الأموال في الشرق الأوسط " حرب لها بداية وليس لها نهاية ".
وأخيرا، فمع أني أقف مع خيارات محددة أثبتت أنها الأمثل وفقا لتاريخ طويل، يمتد الى أواسط القرن الماضي، تعاملت فيه دول أخرى مع استمرار الوجود العسكري ألأمريكي على أراضيها، على أنه لابد من الإشارة الى أن ليس من مهام هذه المقالة اقتراح حلول لقضية شائكة يبدو فيها أن السيناريو الوحيد الذي يمكن أن يرشح آليات وطنية تفرض على البنتاغون الانسحاب الكامل لقواته من العراق، هو التوافق الكامل بين مكونات الشعب العراقي وتوحيد الموقف من الاحتلال على أساس المصالح الوطنية تحديدا، وليس الحزبية أو الطائفية أو الاثنية، وهذا أمر صعب التحقيق في ظروف تنشغل فيها القوى السياسية التي أفرزتها المحاصصة بالصراع على السلطة واضعة نصب عينيها بالدرجة الأولى، المكاسب والخسائر السياسية التي يمكن ان تنتج عن بقاء أو انسحاب القوات الامريكية.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييمات حذرة لتغير نهج طالبان
- نائبة الرئيس تفشل في أداء مهامها
- قراءة في خطاب بايدن الى ألأمة
- ماذا بعد الانتخابات الرئاسية السورية
- مشكلة ادلب والرهانات الروسية
- تونس بين ديمقراطية الفساد وديمقراطية الاصلاح
- بين الثورة والردة
- المتغيرات الدولية والمحلية بعد حرب ألأحد عشر يوما
- لمحات من تاريخ العراق الحديث
- قراءة في نتائج قمة جنيف
- تغريدات خارج السرب
- بانوراما المصالحات التركية العربية
- خواطر ما بعد الحرب
- ممهدات الحرب الاخيرة في فلسطين
- مقاربات بين احتلالين
- لمصلحة من، التقارب السعودي الايراني
- عودة السياسة الامريكية الى سياقها التاريخي
- لا جديد غير الايديولوجيا
- متى سنكون ما نريد
- الاليات الجديدة للسياسة الامريكية


المزيد.....




- ترامب يشعل ضجة بفيديو وأغنية -سأضع آية الله في صندوق وأحول إ ...
- قطر.. جملة قالها وزير الخارجية لأشخاص -يتحججون بسبب الحرب- و ...
- إيران تعلن نهاية الحرب مع إسرائيل بعد الاتفاق على هدنة بوساط ...
- جيش الاحتلال يقر بمقتل ضابط و6 جنود في كمين خان يونس
- طيارو القاذفات B-2 -الشبح- يروون لـCNN كواليس عملياتهم: -تخت ...
- نائب ترامب عن ضرب إيران: -لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب الع ...
- ترامب ردا على تقرير CNN: الغارات على إيران -من أنجح الضربات ...
- رغم وقف إطلاق النار مع إسرائيل.. أمريكا تراقب أي تهديدات من ...
- -نصران- في حرب واحدة: ما نعرف عن النتائج الأولية للمواجهة بي ...
- إيران لم تسقط وإسرائيل تجاهلت دروس التاريخ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - مقومات استمرار الاحتلال الامريكي للعراق