: وجهة نظر :: الارهاب والفاشية وجهان لعملة واحدة

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 7200 - 2022 / 3 / 24 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اولا ::الفاشية ::اكثر التيارات السياسية رجعية في العالم الراسمالي، هي الدكتاتورية الارهابية المكشوفة لأ شد دوائر الراسمال الاحتكاري شوفينية وعدوانية. ان البرجوازية تلجأ إلى الفاشية عندما تشعر بالعجز، في ظروف النهوض العارم لنضال الجماهير الثوري، عند الاستمرار فى السيطرة من خلال الاساليب البرلمانية والديمقراطية البرجوازية. وتعمل الايديولوجية الفاشية على تبرير السياسة الاجرامية المعادية للطبقة العاملة وحلفائها. وتشغل مكانة محورية في نزعة العداء للشيوعية، وتشويه النظرية الماركسية- اللينينية.كما تتسم الايديولوجية الفاشية بالشوفينية والعنصرية ( فكرة (( العرق الاعلى))،وبالترويج للحرب على انها حالة طبيعية للبشرية. لقد انزلت بالفاشية ضربة كبيرة في الميدان السياسي والعسكري والايدولوجي للمدة 1939-1945 ولكن خطر الفاشية ما يزال قائم وهذه الظاهرة الخطيرة مرتبطة بطبيعة النظام البرجوازي المجتمع الطبقي الراسمالي، فالانظمة الفاشية هي صناعة امبريالية وتلقي الدعم والاسناد من النظام الامبريالي العالمي، وان النضال ضد الفاشية والارهاب يشكل جزء هام في نضال الانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية، وان نضال الشعوب اليوم يكمن ضد الفاشية والارهاب والحروب غير العادلة والنضال من اجل السلام والديمقراطية الشعبية وتحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية وبناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي.

ثانياً ::الارهاب :: لا يوجد اتفاق حول تعريف(( الارهاب الدولي)) من قبل القانون الدولي، المنظمات الدولية والاقليمية، الارهاب، ظاهرة من ظواهر تناقضات المجتمع الطبقي البرجوازي وهو كتعبير وممارسة ظهر بشكل واضح منذ حوالي قرنين جسد فكراً وواقعا في عام 1793. ان الارهاب المعاصر ظاهرة اوروبية المنشأ، وقد دشنت الثورة الفرنسية عام1789 الارهاب بمفهومه الحديث ومارسته (( باسم الشعب، ودفاعا عن الشعب، وتتولى امره لجان منبثقة من الشعب)). يرتبط الارهاب الدولي بأزمة بنيويا في النظام البرجوازي الطبقي، وبشكل خاص في الغرب الامبريالي الذي عانى ويعاني خللا منهجيا ويكمن هذا الخلل التناقض في اساسه الاقتصادي القائم على الملكية الاحتكارية لوسائل الانتاج وانعكس ذلك على النظام العالمي وشكل الاساس في خلق العنف التي ولدت الارهاب. وتقع المسؤولية في ظهور ظاهرة الإرهاب الدولي وتطورها الى الشكل الذي بلغته الراسمالية وفي مرحلتها المتقدمة الامبريالية المؤثرة في المسرح الدولي.
##: يتمثل ارهاب الدولة في عدة اشكال منها :1- تقديم الدعم وبكل اشكاله الى الانظمة الرجعية والعنصرية والفاشية. 2- تقديم الدعم الى جماعات مسلحة تقوم بالانقلاب الفاشية ضد الانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية. 3-- الوقوف ضد حركات التحرر الوطني التي تناضل من اجل حق تقرير المصير لشعوبها. 4-- يتم فرض سياسة محددة على الحكومات الوطنية ضد ارادة شعبها. وبهذا الخصوص يؤكد الدكتور هيثم كيلاني(( من المؤكد انه لا يوجد في العالم كله ما يمثل اسرائيل في ممارساتها لارهاب الدولة. ذلك ان اسرائيل نفسها تأسست بالارهاب، وعليه واستمرت في استخدامه لانه يشكل مقوما رئيسياً من مقوماتها واساسا من اسس استراتيجياتها العسكرية والسياسية. ومن يراجع تاريخ الارهاب الصهيوني والاسرائيلي يجد ان اسماء معظم القادة والمسؤولين الاسرائيليين هم قادة للمنظمات الإرهابية السرية والعلنية، او مسؤولون او عاملون فيها)). مجلة الوحدة، العدد، 67 السنة، 1990،ص،46.

ثالثاً :: اهم السمات المشتركة بين الفاشية والارهاب

** ان الفاشية هي اللقيط والوريث الشرعي للنظام الامبريالي العالمي وان الارهاب هو صناعة من صناعات المجتمع البرجوازي سواء في دول المركز او في بعض دول الاطراف،لتحقيق أهداف عديدة.

** تهدف الفاشية الى فرض هيمنتها السياسية والاقتصادية والايديولوجية والعسكرية وتقويض الانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية، وقوى الارهاب لديها نفس الاهداف.

** ان سيناريوهات الارهاب الجماعية التي تم اعدادها من قبل الغرب الامبريالي ومؤسساته الامنية والعسكرية... ومنها ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية وما يسمى بنهاية التاريخ، وصراع الحضارات ومايسمى بالربيع العربي وما يسمى بالثورات الملونة والعولمة المتوحشة وما يسمى بمكافحة الإرهاب الدولي.... ان الهدف الرئيس لهذه السيناريوهات هو تقويض الانظمة الرافضة للنهج الاميركي والاستحواذ على ثروات الشعوب وباساليب عديدة، وتصريف جزء من ازمة نظامهم المأزوم بنيويا وان قوي الارهاب هي ادوات طيعة ومنفذة لتحقيق نفس الاهداف لصالح النخبة الاوليغارشية الحاكمة في دول المركز والاطراف البلدان العربية انموذجا حيا وملموسا على ذلك تحت سيناريو الديمقراطية والربيع العربي وووو.

**ان الممول الرئيس المالي والعسكري.. والايدولوجي للفاشية هي المجتمعات الطبقية، المجتمع البرجوازي سواء في دول المركز والاطراف لتحقيق أهداف معادية لطموحات الغالبية العظمى من الشعوب ولصالح الطغمة الاوليغارشية الحاكمة. والارهاب يحقق نفس الاهداف عند استخدامه.

** تقوم الفاشية وقوى الارهاب بالترويج لشعاراتها المختلفة وفق المرحلة المعينة، وهي شعارات وهمية وكاذبة وخادعة للغالبية العظمى من المواطنين من اجل تحقيق اهداف عديدة ومحددة وبما يخدم مصالح الراسمال الاحتكاري العالمي.

**ان اسلوب الانقلابات الفاشية في دول الاطراف من قبل دول المركز الامبريالي ومنها على سبيل المثال، الانقلاب الفاشي في العراق عام 1963، الانقلاب الفاشي في شيلي عام 1973..... الانقلاب الفاشي في اوكرانيا عام 2014.... في هذه الانقلابات الفاشية تساهم قوى الظلام الارهابية وتقوم بدعم النظام الفاشي اوكرانيا انموذجا حيا وملموسا على ذلك، فالقوى الداعمة للنظام الفاشي العميل في كييف هي قوى داعش الاوكرانية المكونة من البنديرين والقطاع الايمن والقوى القومية المتطرفة الاوكرانية والمليشيات المسلحة التابعة للاوليغارشية الاوكرانية ومنهم ازوف وايدار.

** تقوم دول المركز الامبريالي بوضع الخطط لتقويض هذا النظام او ذلك وفق سيناريو محدد بعض دول الاطراف تقوم بتمويل خطط الانقلابات الفاشية من اجل شراء الاسلحة.....، وبعض الدول تقوم باستقبال هذه القوى الفاشية - الارهابية في معسكرات للتدريب والتأهيل ثم يتم ارسالهم للبلد المعين، سوريا، العراق ، ليبيا، جمهورية الشيشان، بيلاروسيا، جورجيا، كازاخستان،اوكرانيا اليوم. ان هؤلاء هم ارهابيون فاشيون، مرتزقة من اجل المال.... هذه القوى جميعها يتم اعدادها وتنظيمها وووو من قبل المخابرات الدولية والاقليمية ووو،لتحقيق اهداف محددة.

** يلاحظ ان الغالبية العظمى من الدول الراسمالية وحلفائهم في دول الاطراف قد تعاوت هذه الدول من اجل انقاذ النظام الفاشي العميل في اوكرانيا وبالضد من الشعب الروسي وتم اعلان الحرب الاقتصادية والسياسية والتجارية والاعلامية والدبلوماسية ووووو ضد روسيا الاتحادية انها سياسة الكيل بمكيالين او ازدواجية المعايير فيما يتعلق بموضوع الارهاب والانظمة الفاشية.

* *ان النظام الامبريالي العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية يقفون وراء نمو النزعة العنصرية - الفاشية والارهاب على الصعيد العالمي والإقليمي وهذا التوجه الخطير قد يدفع العالم والشعوب المحبة للسلام والتواقة للتعايش السلمي من خطر اندلاع الحرب الكونية الثالثة وخاصة الوضع المعقد بين روسيا الاتحادية والغرب الامبريالي حول النظام الديكتاتوري الفاشي في اوكرانيا. احذروا خطر الحرب الكونية الثالثة.

##**## انظر :: المصادر :

1- ادوارد ليتواك، انهيار الحلم الاميركي الازمة الاقتصادية في مجتمع متدهور، ليبيا، السنة، 1425.

2- المعجم الفلسفي، دار التقدم، موسكو، السنة، 1986.
3- مجلة الوحدة، العدد، 67، ابريل، السنة، 1990.

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات