قصي الشياح
الحوار المتمدن-العدد: 7196 - 2022 / 3 / 20 - 19:24
المحور:
الادب والفن
في نسق أفلام باتمان، تظهر الشخصيات الشريرة كنتاج فساد مدينة غوثام . و تطرح سؤالً لبطلها: هل مدينة غوثام بعيدة عن الإنقاذ؟ أم لا يزال هناك أمل ؟
تكثر الشخصيات التي تحاول قتل بطل مدينة غوثام من عصابات جرائم منظمة و جنون الجوكر أو شخصية تضع ألغازها على مفترق الحياة والموت .
ولكن من سرطان المدينة فعلاً ؟ هل الفساد المنظم في المدينة؟ أم الشخصيات الشريرة التي تحاول أن تقضي على المدينة بمن فيها لأنها بعيدة عن الإنقاذ ؟
الفساد في بيروت عملية تكرار تاريخي قتلت أغلب شخصياتها التي حاولت إنقاذها ربما،
ولكن كون بيروت قادرة على هكذا فساد هل هي قادرة على إنتاج أشرارها ؟ أشرار تستطيع أن تدمر بيروت بمن فيها ؟ أيعقل أن هذا هو الذي حصل في ٤ أب ؟ لا يعقل، لأنه لا أحد قد تبنى هذا التفجير كأنه مزحة. ولكن المزحة كانت في الطرف الأخر تضحك وتلعب مع منظمة المافيا حينما كانت المافيا تزور بعضها بعضاً للإطمئنان وهي تعلم بأنها بخير.
تشهد بيروت في الفترة الأخيرة محاولات إنتحار، وغالباً كانت ناجحة ولكن من يريد قتل نفسه ألا يستطيع قتل غيره ؟
أليس للفساد فجوات ؟ فجوات تريد الإنتقام وتسعى للقتل بدل الإنتحار ؟
فجوات تحاول تصحيح المسار ولو حتى عن يأس؟
ألم يكن واضحاً غضب بيروت الذي يعميها عن توجيه غضبها إلى المكان الصحيح في تعميق تشرذمها؟ فتضرب بعضها بعضاً وتزدري بعضها بعضاً.
ماذا كان سيفعل باتمان في بيروت ؟ و إذا كان سيقضي على الإشرار إلى من سيسلمهم ؟ مع أي شرطي نظيف سيتعاون؟
هل يختار قتلهم والإنتهاء من الأمر ؟ هل ستطلق عليه بيروت أسم البطل ؟
ماذا لو إختار زعماء طوائفهم ؟
كثيراً هم الذين يراهنون على أن تغير الوضع الإقليمي سوف يمنح بيروت الفرصة، ولكن هناك سؤال يفضح هذا الإفتراض.
هل بيروت بعيدة عن الإنقاذ ؟
إنه سؤال يفضح جسم المدينة المتقرح، يفضح الأنا، يفضحنا جميعاً.
ماذا إذا كانت بيروت تحتاج إلى الجوكر أكثر من باتمان؟
#قصي_الشياح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟