أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عواطف عبداللطيف - سادتي الافاضل ادعوكم للمعايشة من موقع ادنى















المزيد.....

سادتي الافاضل ادعوكم للمعايشة من موقع ادنى


عواطف عبداللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 06:33
المحور: حقوق الانسان
    


وانتم في عروشكم ادعوكم للنزول منها ومعايشة ابناء الشعب الي اختاركم
لتمثلوه في ضيافة احدى العوائل المتوسطة لمدة ثلاث ايام ومن اجل تحقيق ذلك يجب عليكم

1-الاستغناء عن حمايتكم
2-الاستغناء عن رواتبكم
3-الاستغناء عن سياراتكم
4-العودة الى العراق ان كنت لا تستطيع السكن فيه مع كل افراد عائلتك
4-ترك بيوتكم والعيش في احد بيوتات هذا الشعب المسكين

وان ارتضيتم لأنفسكم بعد ذلك العيش بهذا الوضع اما ان تجدوا حلا لما للمواطن فيه او
تعتذروا عن المسؤولية التي تحملتموها الى اناس اقدر منكم بذلك لينصفوا هذا الشعب ويعيدوا
بناء العراق

ستجدون بعد ليل طويل يأن فيه الشباب من الحر ويتعالى صراخ الاطفال ويتصارع البعض
بينهم من اجل النوم قرب النافذة او على البلاط في مكان بارد يستطيعون خلاله من اغماض
جفونهم لترتاح اجسامهم ولو لساعات قليلة ويحاول الاب اسكاتهم جاهدا لينام بعد يوم متعب وشاق
ولكن تبدأ الشمس بالشروق ويبدأ الركض من اجل اعداد الافطار مع عدم وجود الكهرباء ولا النفط
ولا الغاز ولا البنزين لشحتهم ولغلاء اسعارهم وتم الحمد لله حل المشكلة مؤخرا بأن يقوم
القطاع الخاص باستيراد النفط ومشتقاته لحل الازمة حتى يخرج النفط من جيب ويدخل بالجيب
الثاني والحيتان تزداد والكروش تكبرا
ارتضت العائلة ان تتناول الافطار بما قسمه رب العالمين بعد ان زالت من مفرداته الحليب
والبيض وغيرها من المواد الغذائية
يخرج الابناء الى المدارس ويخرج رب الاسرة لأيصالهم والذهاب الى عمله ولكن عليه ان
يختصر الطريق لكي لا ينفذ النزين الي اشتراه امس من احد تجار هذه الايام والسراق الذي
يقوم بتهريبه بمبلغ استنزف نصف راتبه الشهري ولكنه يجد ان الطرق مسدودة والحواجز قائمة
وعليه بسلوك طريق اخر وهو يلعن اليوم الذي ولد فيه وبعد جهد جهيد ينجح بايصال الاطفال
ويهم بالذهاب الى عمله ويلتقي بنقاط التفتيش والمفارز التي تسأل عن اسمه واسم اجداده ومنطقة
سكناه فأن كان اسمه عمر او بكر او علي او حيدر فتلك هي المصيبة لأنه لا يعرف الجهة التي
تستفسر منه لمن تعود وبماذا يجيب فقد يسمح له بالسير بعد الاجابة والأعتذار منه او ان تكون نهايته
على ايديهم ويبقى مصيره مجهول
ويعاود السير ويسمع صوت انفجار مدوي يتصل بابنائه ليطمأن عليهم تتصل به زوجته لتطمأن عليه
وتغلق الطرق وتمر الساعات ويحين موعد انصراف ابنائه فيجب عليه ان يعود الى البيت فليس مهما
ان يقطعوا راتبه لهذا اليوم ولكن المهم سلامة ابنائه
وعليه ان يوفر مستلزمات البيت وان يقف في طابور الخباز ويذهب لاستلام الحصة التموينية ليجدها
قد قلت مفرداتها الى النصف بعد ان كانوا يحلمون بالحصول على مفردات اكثر ويرضى بما جادت
به الحكومة نتيجة العقود الفاشلة والسرقات الكبيرة والفساد الاداري والرشوة ويتسلمه على مضض
ويعود الى البيت منهك القوى يسمع مجددا دوي انفجار ويده على هاتفه يتصل للاطئنان على اهله
ولمعرفة اين حدث الانفجار ويستطلع من الجيران لعل عند احدهم معلومة ما ويستمر الحديث بينهم
عن سعر البنزين اليوم ومن اين اشتريتم الغاز للطبخ وما المبلغ الذي يطلبه صاحب المولد الكهربائي
وكم هي عدد الامبيرات الكافية له لتمشية امور الحياة وليستطيع ابنائه الدراسة بدلا من اللالة وضوء
الشموع وكيف يمكنه الحصول على النفط وماهي الاخبار وماذا حصل وهل جاء عامل الهاتف الى
المنطقة لأصلاح الاعطال وبما انك لا تدفع فان التليفون الارضي يبقى في سبات دائم وعليك ان تستخدم
الهاتف المحمول وان تقتصد في استهلاك الكارات التي اصبحت هما جديدا ولكنه ضروريا حتى يستدل
عليك في حالة فقدانك ويروي من استطاع ان يشاهد التلفزيون كم وزير سافر وكم وفد غادر وكم اجتماع
حصل وهل عقدت الجمعية الوطنية اجتماعها ام لم يحصل النصاب لان اكثرية اعضائها لا زالوا
يجوبون كافة انحاء العالم ويتنقلون من دولة الى اخرى ولا احد يعرف عن ماذا يتحدثون ومذا يبرمون
من اتفاقيات والعراق من سئ الى اسوأ ومصاريف الايفادات بتزايد ولا من رقيب والقسم الاخر منهم لا يحلو
له العيش داخل العراق المهم انه حجز كرسيا واصبح نائبا بالبرلمان فقد تعود ان يعيش وعائلته خارج العراق
ويحاول ان يعرف هل صدر شيئا فيما يتعلق بقانون التقاعد وهل رواتب المتقاعدين القدامى كما هي متساوية
الفراش كالمدير والخريج كالأمي لعله يفكر ان يحال على التقاعد ويستريح من عناء الدوام وطريقة الوصول
اليه ويأتي من هنالك احدهم مسرعا ليخبرهم بان جارهم الصحفي قد وجد مقتولا لانه كتب موضوعا يتعارض
مع مصلحة فئة معيتة متسلطة وان عائلة الرياضي المتألق قد طلب منها ترك المنطقة والرحيل
والمشكلة الرئيسية الان التي تشغل الجميع هي رفع او انزال العلم العراقي وكأنهم وجدوا حلولا لكل المشاكل
لتبقى هذه المشكلة فقط هي العائق في ازدهار العراق

ويحل الظلام وهو يحاول ان يقرب الشمعة من ابنه الذي لم يكمل دراسته بعد ويضعها في المكان المناسب
وقلبه يتقطع أربا ويحاول ان يخلد الجميع الى النوم
وبرن جهاز هاتفه المحمول ليخبروه ان واحدا من اخوته لم يعد الى البيت لهذا الوقت وان هاتفه المحمول لا يرد
واصدقائه لا يعرفون عنه شيئا ويبقى يصارع الالم لانه يستطيع الخروج ليلا لمنع التجوال وخوفا من ان تصيبه
رصاصة طائشة تبعده عن عائلته ويبقى ينتظر حلول فجر اليوم التالي
ويذهب الى بيت اهله وقلبه بين يديه ليذهب مع بفية اخوته الى المستشفيات والمشارح ويقفون امام الطب
العدلي ليتعرفوا على الجثث التي استلمت هذا النهار والرائحة تزكم الانوف والجثث مكدسة على اكوام
منها مقطعة الرؤوس ومنها مشوهة ومنها منفوخة والعشرات منها مجهولة الهوية وان تعرفت على الجثة
لا يحق لك استلامها وتبقى تنتظر في الباب الى ان يسمح لك بذلك وان ترى العشرات من الامهات يلطمون
وصراخ الاطفال يتعالى والشباب يتدافعون وهم يسدون انوفهم ويقلبون الجثث المتكدسة
اما اذا كان من المصابين فيبقى الاهل يتنقلون به من مستشفى الى اخرى وهو ينزف بحثا عن من يقوم
باسعافه وان كان اسمه سنيا لا يذهبون به الى مستشفى للشيعة وكأننا تعودنا ان نختارمن يعالجنا ويدرسنا
ويبيعنا اللحم والخبز والخضار استنادا الى هويتهم وطائفتهم غهل من المعقول ان يعالج الطبيب مريضه على
على الهوية وان تمت معالجته ستكون امام مشكلة توفير الدواء التي تفتقر اليه المستشفيات لتجده موجودا عند
المعينين والموظفين الصحيين وهنالك من يقوم بارشادك الى ذلك

وعندما تفقد الامل من المستشفيات والمشارح ومأسيها تبدأ رحلة البحث على ضفاف الانهار لعل النهر
يلفظ شبئا فبعد ان كان الناس يجلسون على ضفاف دجلة يتسامرو ويصطادون ويأكلون المسكوف اصبحوا
يجلسون بانتظار ان يقذف بجثة الغائب مع العشرات التي يقذفها يوميا بعد ان لطخوا مياهه بدماء العراقيين

ويمضي الليل ويبزغ فجر يوم ثاني ليتصلوا بالبيت ويخبروهم بانهم وجدوا جثته مرمية في مزبلة احد
الشوارع وتبقى تصرخ وتصرخ وتصرخ باعلى صوتك
هل هذا مصير العراقي
هل هذه نهاية المخلص
هل هذه نهاية العزيز
هل هذا مصير من بقي بالعراق
ويعود الى بيته لينام ويزداد الطرق على الابواب ليفتحه ويفاجئ بقوة من الحرس الوطني تحرسها قوة امريكية
تقوم بتفتيش المنطقة ويحتظن البنات وهن يرتعدن من الخوف واجسامهن تنتفض وهم يسمعون ركل الاقدام
ولا يعرفون ماذا يدور وماذا يحدث ويخرجون ويلتفت الى زوجته وهو يسمع صوت الاطلاقات النارية بالخارج
ليقول لها ماذا نعمل في بيتنا ومن اين نتدبر الاموال لنعيش اذا قررنا ان نترك العراق ليعيش ابنائنا هناك بسلام
وتبقى تدور في رأسه الافكار حتى بزوغ الفجر وهو في حيرة من امره فهل سيترك العراق كل ابنائه ومن يريد
ذلك ومن هو وراء كل ما يحدث

ان استطعتم ان تتحملوا كل هذا الذي هو قليل مما يحدث يوميا اطلب منكم الاستمرار في مقاعدكم بالعافية
عليكم كل ما تتقاضونه من مخصصات وكل ما تحصلون عليه من امتيازات تفوق الخيال وترهق الميزانية
وتثقلها بالديون وتخلق طبقة جديدة بعيدة عن البشر المهم ان تتشبث بالكرسي الذي جلست عليه

تمنياتي لكم بالتوفيق ايها النخبة



#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد لم يتم
- من أجل حرية الصحافة قولوا كلمتكم بحق
- هكذا اصبحنا
- وتبددت الاحلام/من الواقع العراقي
- بغداد القدس قانا
- السادة اعضاء الجمعية الوطنية المحترمين
- اصرخوا معي من اجل العراق لعلهم يسمعون
- السفارات العربية في المهجر
- أسقطت الوزارة المرأة العراقية بالضربة القاضية
- بهم امسح دموعي
- حق المرأة في المشاركة بالعملية السياسية
- تمر الأيام
- صدق من قال ان وزارة النفط حوسمت نفسها بنفسها
- لا كبيرة بمعناها
- أنا بغداد
- لنعطي للصحافة حقها بدل الخنق
- لعبة جر الحبل
- بأسم كل هؤلاء أناشدكم
- في يوم خريفي ممطر
- انا وأنت


المزيد.....




- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عواطف عبداللطيف - سادتي الافاضل ادعوكم للمعايشة من موقع ادنى