مراد الحسناوي
الحوار المتمدن-العدد: 7186 - 2022 / 3 / 10 - 13:17
المحور:
الادب والفن
إنني هكذا. تارة ثقوبا عديدة/ و تارة أخرى ثقوبا مفردة/ و أخرى أصير فيها حفرة من الحزن... واحدة/إني أضمحل في تخثر المكان حولي/ و المقعد ينهشني كما الإنتظار/ النهايات هنا أكوام مبعثرة/ و لغة الدمع سائدة/ لكني لست أدري ما أنتظر/ يأتي القطار...يمر القطار/ و القلب على وشك أن ينفجر/ وداعي حقيبة من الصمت/ و رسالتي تركتها لرياح الندم العائدة/ لا وجهة لي غير ذكرى امرأة تطل من مخيلتي/ لا قبلة لي غير الكتابة/ فهل تسعفني لغتي لمداوات عمري؟! لست أدري/ يأتي القطار... يمر القطار/ و أنا أغمس وجهي في حقول طليقة خلف النافذة/ متى نصل؟ أسأل الهواء و الخواء/ يقول دخان سجائري : عشرون ألف وقفة انتظار و حبيبتين قبل أن نصل لآخر القصيدة/ أقول كمن صفع كابوس وجه ليله : لكني لا أملك سوى جرحين و قصيدة باردة/ لا صبر لي لأكمل تراتيل السفر/ لا فكة و لا حبيبة زائدة/ إني لغة على شفة لا تجيد الكلام/ لي من النحويات قواعد ثقلى بالحنين/ و لي من القواعد ما يكسر القاعدة/ السفر ماض و العمر ماض. و بعدي لا أمتلك بجيبي ضحكة واحدة/ أقول في سري لكل سفر نهاية تليق بعمر المسافر/ و كل الوجوه مهما تجملت عابرة/ وحدها رسائل الوداع تظل غصة بحنجرة الوقت/ عصية على النسيان خالدة/ صمتي يحن إلى صوته كما تحن الأرض للسماء/ هي اللغة كالماء... غامضة/ لا لون لها سوى ما انعكس من عطش الشاعر إذا حن إلى جرحه/ لا طعم لها سوى ما نقعته أزاهير الخلجان الفائضة/ هي مثلي طراز قديم الحزن/ و أنا مثلها هادئ كشفاه شاردة.
#مراد_الحسناوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟