أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - نجيب محفوظ .... أيقونة مصرية















المزيد.....

نجيب محفوظ .... أيقونة مصرية


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في يوم الأربعاء 30 أغسطس ودعت الإنسانية أحد فرسانها النبلاء، ذلك هو نجيب محفوظ الذي وصفته نيويورك تايمز ب "ضمير المجتمع المصري" ،أما لوس أنجلوس تايمز فقالت "انه أيقونة الحياة الأدبية العربية"، صحيفة هآرتس الإسرائيلية نعته بعنوان كبير "رحيل أحد أعظم الأدباء في القرن العشرين". وفي حيثيات منحه جائزة نوبل عام 1988 قال بيان الأكاديمية السويدية "نجيب محفوظ أسهم في تطوير اللغة الأدبية في الأوساط الثقافية على امتداد العالم الناطق بالعربية. بيد أن مدى إنجازه أوسع بكثير، ذلك أن أعماله تخاطبنا جميعا". ووصفه الرئيس جاك شيراك ب "الشخصية العظيمة في حقل الأدب العالمي ورجل سلام وتسامح وحوار"، أما الرئيس جورج بوش فقال " أن مؤلفات هذا الروائي العظيم تغوص في أعماق حياة المصريين والبشرية أجمع.. مؤلفاته ستطلع أجيالا من الأمريكيين والقراء فى العالم كله على مصر التي كان يحبها".
وقد نعي الرئيس مبارك نجيب محفوظ واصفا إياه بأنه "علم من أعلام الفكر والثقافة وروائي فذ ومفكر مستنير وقلم مبدع وكاتب خرج بالثقافة العربية وآدابها إلى العالمية.. وأنحاز بقلمه لشعب مصر وتاريخه وقضاياه وعبر بإبداعه عن القيم المشتركة للإنسانية ونشر بكتاباته قيم التنوير والتسامح النابذة للغلو والتطرف". وتوالت الكلمات التى تصف هذا الروائي العظيم مثل "عاشق مصر"، "آخر الليبراليين الكبار"، "الهرم الإبداعي للرواية العربية"، "عميد الرواية العربية"، "الأب المؤسس للرواية العربية"، "فيلسوف القاهرة الروائي"، "آخر العمالقة"، "الفرعوني الأصيل".... الخ.
ورغم كل هذه الألقاب التى يستحقها بجدارة الإ أن الأجمل هو ذلك الإجماع بين المتابعين لادب وحياة هذا الرجل، أن حياته وصفاته وسيرته الشخصية هي أهم وأجمل وأبدع روياته والتي تركت أعظم الأثر في أصدقائه المقربين، فهو شخص رقيق، شديد التواضع ، إنساني، متسامح، منفتح، مسالم، منضبط، صبور، نزيه، متوازن،عقلانى، واقعى ، مخلص، ليبرالي وعلماني. جسد في حياته وأعماله قيم التقدم والاستنارة والعدالة والتسامح الديني. هذه الصفات بالإضافة إلى خفة ظله وضحكاته المجلجلة وتشجيعه الدائم للآخرين جعلت منه مغناطيس يجذب إليه كل من يقابله. ورغم كل هذه الصفات الجميلة التي كان يتحلى بها كاتبنا العظيم نجيب محفوظ إلا أنه لم يكن محبوبا من التيار الشعبوى العام فى مصر والعالم العربى، وبالتأكيد كان محل كراهية وعدواة الإسلاميين مثله مثل طه حسين واحمد لطفى السيد وسلامة موسى وتوفيق الحكيم وزكي نجيب محمود ولويس عوض وكل من سار على نهجهم في التنوير والعقلانية وأنسنة الثقافة العربية والانفتاح الإيجابى على العالم الغربي.
فالحربجية لا يحبونه لأنه رجل سلام أيد الأتفاق مع إسرائيل ومعاهدة كامب ديفيد وخرج من ثقافة الكراهية والحرب المستدامة، والإسلاميين يكرهونه لأنه يطرح الأسئلة الحقيقية الصعبة عن الدين والحياة والعلم، ويدعو لثقافة الحب والتسامح والأستمتاع بالحياة، بمعني أوضح هو النقيض الكامل لفكر هؤلاء المتطرفين أعداء الحياة. والقوميين العرب ينفرون منه لأنه ضد الإيدلوجيا والدوجما المسيطرة على عقولهم، والعروبيين لأنه مصري أصيل تشكل مصر عشقه الأول ومحور حياته وادبه.
والأزهر ،الذي رفض حتى أيامه الأخيرة الموافقة على إعادة طبع "أولاد حارتنا" وطبعتها دار الشروق في بيروت، لأن نجيب محفوظ يطرح أسئلة عن الإيمان الحقيقي الداعم لحرية الإنسان وحقه في الحياة والاختيار والعدالة لا تستوعبها هذه العقول الكلاسيكية التراثية التي تجسد العلاقة مع الله في مجموعة من الشعائر الصماء.
والثورجية والعسكريين لأنه عاشق للحرية وضد شعاراتهم الكاذبة التضليلية والدجل الذي يمارسونه بأسم الوطنية المزيفة والتي أدت في النهاية إلى القضاء على الحريات والازدهار والتنمية لصالح الأستبداد والفساد والخراب.
ولهذا لم يخرج في جنازته إلا حوالي مائتي فرد أغلبهم من أصدقائه في حين ودع لاعب الكرة محمد عبد الوهاب ،الذي رحل في نفس التوقيت، أكثر من 125 ألف حسب ما نقلته وكالات الأنباء.
باختصار نجيب محفوظ سيبقى في وجدان المصريين الحقيقيين ولكن للأسف ما اندرهم في مصر هذه الأيام. وسيبقي في وجدان العالم لأنه مبدع حقيقي وروائي إنساني لمس وجدانهم بابداعاته وأفكاره الإنسانية.
الإرهابى الذي طعن نجيب محفوظ عام 1994 هو يعبر عن التيار العام للهوس الديني في مصر، فعمر عبد الرحمن الذي كفره، والإسلاميين بمختلف اتجاهاتهم المعاديين لافكار وكتابات ومبادئ الرجل ، والمناخ الثقافي الطارد للفكر المستنير، كل هذا تجسد في أداة إرهابية استخدمها جاهل للأعتداء على أحد رموز الاستنارة الكبار. نجيب محفوظ كروائي قام بتشريح المجتمع المصري في روياته ،أدرك حجم التغيرات السلبية التي لحقت ببلده فى العقود الأخيرة وهو يقول " كل الصفات الشريفة تزدهر في الأوقات الصحية وتتدهور في الأوقات غير الصحية، ومصر تعيش مناخ غير صحي". مضيفا " أشعر بالأسف لأن شابا من شبابنا يكرس حياته للمطاردات والقتل، فيطارد ويقتل بدلا من أن يكون في خدمة العلم والوطن".
لن أضيف كثيرا بالكلام عن نجيب محفوظ الذي تناولته العشرات من الأقلام والمقابلات والدراسات والكتب والأفلام الوثائقية.. ولكن في الختام أود أن أنقل بعض من أقوال الرجل:
• الدكتاتورية هى أم الكبائر السياسية.
• الحرية ذلك التاج الذي يضعه الإنسان على رأسه ليصبح جديرا بإنسانيته.
• النظام الديموقراطي هو أفضل نظام لحياة الإنسان حتى لو شابته بعض الأخطاء. ذلك إنه النظام الوحيد القادر على تصحيح نفسه بنفسه، والنظام الوحيد الذي يعطي الشعب حق محاسبة حكامه بل وعزلهم.
• الإيمان الوحيد الحاضر في قلبي هو إيماني بالعلم والمنهج العلمي.
• الأدب ثورة على الواقع لا تصويرا له.
• لو لم نصل للمعني العام لا جدوي لكتاباتنا.
• المرأة أهم رابطة تربطنا بالحياة.
• هذه هي الحياة أنك تتنازل عن متعك الواحدة بعد الأخرى حتى لا يبقي منها شيئا وعندئذ تعلم أنه قد حان وقت الرحيل.
وداعا أيها الأستاذ العظيم... الشامخ بتواضعه الغنى ببساطته القوى بزهده العملاق بإنجازاته الحر باستقلاله المتسامى بتسامحه
وطوبى للودعاء والمتواضعين لأنهم يرثون الأرض والسماء
وذكرى الصديق تدوم إلى الأبد



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع على الدولة اللبنانية
- إختطاف لبنان
- انقذوا فتحى الجهمى
- ماذا نفعل لمساندة المثقفين السوريين الأحرار؟
- أرفعو أيديكم عن الإصلاحيين
- إلى أين تتجه مصر2-2
- إلى أين تتجه مصر؟
- الليبرالية العربية الجديدة خلفية عامة
- الاقباط ببين الاندماج الوطنى والتذويب الدينى
- الحركة القبطية تولد من جديد
- مازق حماس
- المحكمة المصرية....وزواج الأقباط
- أيمن نور وجمهورية الفساد
- تحية واحترام للدكتور سالم احمد سالم
- هل نجحت المخابرات المصرية فى اختراق أقباط المهجر؟
- الكنيسة القبطية تصل إلى امريكا اللاتينية
- من أسلمة الحداثة إلى أسلمة قيم الغرب
- الصراع بين الأسلام السياسى والغرب
- اقباط مقهورون
- الحوار بين الاقباط والحكومة المصرية


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - نجيب محفوظ .... أيقونة مصرية