أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - هل هؤلاء رجال دين أم بلطجية؟















المزيد.....

هل هؤلاء رجال دين أم بلطجية؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 493 - 2003 / 5 / 20 - 05:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


 

لا شك أن الأغلبية الساحقة من رجال الدين الأجلاء هم ملتزمون بواجباتهم الدينية في عبادة الله تعالى وتوجيه الناس نحو الفضيلة والاخلاق الحميدة ونشر القيم الإنسانية الفاضلة والتركيز على جوهر الدين الإسلامي الحنيف الذي يمكن تلخيصه في الحديثين الشريفين (حب لأخيك كما تحب لنفسك) و(المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) عن طريق الوعظ والإرشاد وتقديم النصيحة (إنما الدين النصيحة) والمجادلة الحسنة عملاً بقوله تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن.. وما أنت عليهم بوكيل.. ولا إكراه في الدين...الخ).

وليس من باب التباهي إذا قلت أني نشأت في عائلة متدينة لذلك كنت متديناً جداً في مرحلة المراهقة والشباب. وفي ذلك الوقت كنا، ومازلنا، نرى في رجل الدين القدوة، محاطاً بهالة من القداسة ونجله ونحترمه، يحظى بثقة واحترام الناس بغض النظر عن اختلاف مذاهبهم. كان ذلك قبل أن يزج بالدين في السياسة وأحابيلها ويتحول رجل دين إلى شرطي أمن أو جاسوس وحامل سلاح يقتل الأبرياء بسم الدين والدين منه براء.

لا أريد في هذه المداخلة التطرق إلى ما يقوم به الإرهابيون من أعمال إجرامية بسم الدين كتلك التي وقعت في الرياض والدار البيضاء التي أودت بحياة العشرات من الأبرياء، أطفال ونساء ورجال، فهذا موضوع طويل يحتاج إلى مقالات، بل أود التطرق إلى محنة العراقيين وما يلاقونه على أيدي أولئك الذين يعدون العدة لإقامة نظام (طالبان) بنسختها الشيعية وبسم الحوزة العلمية في العراق بالقسر بعد أن تحرر من أشرس نظام فاشي قمعي عرفه التاريخ.

لقد حكم العراق نظام دموي فاشي قمعي سام الشعب سوء العذاب. وشكراً لقوات التحالف التي ساعدت شعبنا على الخلاص منه بعد أن يأست الجماهير من ذلك إذ كان هَم كل عراقي هو الفرار من وطنه دون عودة. ولكن تردنا أنباء مقلقة للغاية تفيد عن ظهور مجموعة من المعممين الجهلاء يتصرفون تصرفات البعثيين الأشقيائة، نصبوا أنفسهم حكاماً على الشعب العراقي بسم الدين والحوزة العلمية دون وجه حق مستغلين الفراغ الإداري والأمني بعد انهيار النظام البعثي الفاشي يوم 9 نيسان 2003. قبل ذلك التاريخ كان هؤلاء أما مشردين في الخارج أوقابعين في السجون أوساكتين في مساجدهم وحسينياتهم.

فجأة ظهرت علينا فئة من هؤلاء يرددون الشعارات الإيرانية (الموت لأمريكا، وقيام دولة إسلامية) محرضين الناس على مقاومة قوات الحلفاء ورحيلهم وحتى قبل قيام حكومة قادرة بإدارة شؤون البلاد وحفظ الأمن. لقد فرض هؤلاء أنفسهم على مصائر الناس يوجهون لهم أوامرهم الغريبة والعجيبة، إلى حد أنهم راحوا يتدخلون في  شؤون المستشفيات بل وحتى في علاج المرضى ووصفات الأطباء، وفرض الحجاب على الطبيبات والممرضات ومطالبة الرجال بإطلاق لحاهم. لا بل راح أحدهم وهو المدعو الشيخ محمد الفرطوسي، إمام أحد المساجد في مدينة الثورة أفتى بقتل النساء ومنع الخمور وغلق دور السينما، وحدد لهم مدة إسبوع وإلا..! فذكرت الأنباء ما نصه: (بغداد ـ أ.ف.ب: هدد الامام الشيعي محمد الفرطوسي خلال صلاة الجمعة امس في بغداد النساء «الخاطئات وباعة الخمر ودور السينما» بعواقب وخيمة ما لم يتخلوا عن ممارساتهم «في غضون اسبوع». وقال الفرطوسي في خطبة الجمعة في جامع المحسن بحي الصدر (مدينة صدام سابقا) ان «قاعات السينما بشارع السعدون تعرض افلاما خليعة. وأنا أحذرها من انه إذا لم تغير سلوكها في غضون أسبوع فانه سيكون لنا موقف معها.- الشرق الأوسط، 17 مايس 2003». إن رجل دين حقيقي ومتفقه يتجنب إطلاق مثل هذه التصريحات وإني أشك في ثقافة الرجل الدينية. ففي مقابلة أجرتها إحدى الفضائيات مع هذا الفرطوسي، قال أنه يفرض حكم (الحد) على كل من يخالف تعليماته. ولما سئل عن معنى (الحد) ظل ساكتاً لا يعرف كيف يجيب. كما إني قرأت له مقابلة في الشرق الأوسط عن أعتقاله على أيد الجنود الأمريكان وادعى أنه تعرض إلى تعذيب مريع من قبلهم أسوأ بكثير مما لاقاه في عهد صدام!! وكان يناقض نفسه بنفسه وبلغة عربية ركيكة لا يمكن أن نتوقعها من رجل دين عربي خاصة وهو يدعي أنه من رجال الحوزة العلمية.

ففي الوقت الذي نؤكد فيه أننا لسنا مع الأفلام الخليعة وبيع الخمور.. الخ ولكن هذه الأمور لا يمكن حلها بهذه الطريقة الفجة. هذه هي طريقة نظام طالبان. فالناس أحرار فيما يعملون بحياتهم طالما كانت هذه الحرية لا تسيء إلى الآخرين. إن "فتاوى" الشيخ الفرطوسي تجاوز على حريات الناس. لقد قرأت قبل أعوام أنه عندما أجيز فتح الحانات في أبو ظبي احتج عدد من رجال الدين عند الشيخ زايد على ذلك، فأجابهم الشيخ أن هناك حانات وجوامع والأمر متروك للناس ليختاروا في الذهاب إلى أي مكان يريدون. رحم الله عمر بن الخطاب عندما قال:" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".

 

كذلك هناك أنباء مقلقة حول صراعات ومظاهرات في النجف الأشرف (أنصار الصدر يتظاهرون بالنجف ضد الحكيم والأهالي يخشون الاقتتال من أجل النفوذ- الشرق الأوسط، 18 مايس 2003».

وقبلها قاموا بقتل المصلح سماحة السيد عبدالمجيد الخوئي لإثارة الفتنة. والجدير بالذكر أن حزب البعث قبل انهيار سلطته، عمم تعليمات على أعضائه ومليشياته بالتسلل والانضمام إلى التجمعات الدينية وحتى إلى الحوزة العلمية التي أصدرت بياناً حذرت فيه من قيام أتباع نظام صدام الساقط بتقليد الزي الديني لطلابها والإدلاء بتصريحات تحمل ادعاءات وتزوير. (المؤتمر-العدد 348).

في الوقت الذي نحيي  فيه رجال دين كبار ومحترمين مثل سماحة أية الله محمد باقر الحكيم عندما دعا في خطبه بعد عودته من المنفى، إلى قيام نظام ديمقراطي تعددي يحترم حقوق الإنسان بما فيها حقوق المرأة فإننا ندعو الخيرين من أبناء شعبنا إلى مطالبة رجال الدين الكبار وخاصة آية الله الحكيم وآية الله السيستاني إلى إصدار بيانات لوضع حد لتصرفات أولئك المعممين الجهلة المشكوك في مواقفهم والذين يسيئون إلى الدين بمطالبتهم المجتمع العراقي بالخضوع لأوامرهم قسراً. فالسكوت عن هذا الموضوع يشجع هؤلاء في التمادي والإمعان في غيهم وبالتالي إلى خلق الفوضى والبلبلة في البلاد ونشر الرعب في أوساط المجتمع بعد أن نال منه بما فيه الكفاية في عهد النظام الفاشي المقبور. فالشعب العراقي لا يمكن أن يقبل بحكم طالبان وبأية نسخة كانت.

 

 



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقطت الفاشية ولم تسقط بغداد..!!
- هل ظاهرة النهب والشغب في العراق مجرد بداية لما هو أدهى وأمَّ ...
- محاولة لفهم الفوضى والنهب بعد سقوط الإستبداد!
- كـمسـتقبل ألمانيا بـعـد هــتلر
- مخاطر إنسحاب الحلفاء المبكر من العراق
- لماذا ترفض روسيا وفرنسا رفع العقوبات عن العراق ما بعد صدام؟
- الصحاف هو الوجه الحقيقي للإعلام العربي
- 9 نيسان 2003 أسعد يوم في حياة الشعب العراقي
- نريدهم أحياءً !! بمناسبة مصرع علي الكيمياوي
- رحيل باحث نزيه - بمناسبة أربعينية الفقيد علي كريم سعيد
- لماذا تأخرت الإنتفاضة؟
- الديمقراطية لن تولد متكاملة وقد لا تكتمل!
- الوصايا العشر إلى الحكومة العراقية القادمة
- الإقتصاد العراقي - الماضي والحاضر وخيارات المستقبل
- موقف فرنسا وألمانيا من الحرب المرتقبة انتهازي نفعي وليس اخلا ...
- هل تؤثر المظاهرات على قرار الحرب؟
- نصرالله يقوم بدور عمرو بن العاص
- أسباب اغتيال ثورة 14 تموز العراقية
- هل الحرب من أجل النفط؟
- رداً على المدعو -عبد الجبار علي الحسني- في تطاوله على الزعيم ...


المزيد.....




- القبض على جندي أمريكي في روسيا.. والكرملين لـCNN: يجب أن يحا ...
- بايدن وعاهل الأردن يؤكدان التزامهما بالعمل للتوصل إلى وقف مس ...
- عربة الإنزال المطورة تشارك في عرض النصر بمدينة تولا الروسية ...
- -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية للهجوم على رفح
- -روستيخ- تطور منظومة جديدة لتوجيه الآليات في ظروف انعدام الر ...
- عالم يحل لغز رموز أثرية غامضة في العراق تعود إلى عام 700 قبل ...
- وزارة الصحة الروسية تحذر من آثار جانبية جديدة لـ-إيبوبروفين- ...
- معركة بالأكياس بين الطلاب الأميركيين
- استراتيجية بايدن المتهورة قد تؤدي لحرب خطرة
- إيلون ماسك يتوقع اكتشاف آثار لحضارات فضائية قديمة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - هل هؤلاء رجال دين أم بلطجية؟