أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد زيدان - اوكرانيا: مفاقمة الازمة، من يدفع الاثمان ومن يقطف الثمار؟!














المزيد.....

اوكرانيا: مفاقمة الازمة، من يدفع الاثمان ومن يقطف الثمار؟!


محمد زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 7184 - 2022 / 3 / 8 - 10:57
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بدل التعامل مع جذور الازمة والتغلب عليها- يتلخص التوجه الغربي للتعامل مع الحرب في اوكرانيا،، بقصد التأزيم والانتظار على امل قطف الثمار السياسية والعسكرية والاقتصادية، بعد الدفع باوكرانيا لمواجهة غير متوازنة أمام روسيا من خلال الوعودات الكاذبة ونفخ البالونات الفارغة قبيل الحرب، تستمر الدول الغربية بضخ الاسلحة وتشجيع "المتطوعين" الأجانب للمشاركة في المعارك فيها،،، والتباكي على تدفق اللاجئين منها بعد اشتعال الحرب،،
وترى امريكا بالازمة فرصة لضرب روسيا، واشغالها في حرب طويلة الأمد، وضربها من خلال فرض العقوبات الاقتصادية والسياسية المؤلمة وزيادتها، في محاولة لشل روسيا اقتصاديا، مع استحالة مواجهتها عسكرياً بسبب توازن الرعب النووي،
وامريكا لن يؤثر فيها لو تدمرت اوكرانيا كلياً، بل لا بد ان هناك في امريكا، من بدأ التخطيط للاستفادة من مرحلة اعادة الاعمار بعد الحرب!! ،
وامريكا لن تتاثر فيما لو استمرت اسعار الغاز بالارتفاع،كما انها لن تتأثر ولن يهمها تدفق اللاجئين من اوكرانيا الى دول الاتحاد الاوربي التي ستدفع الفاتورة بالكامل.
بريطانيا من جهتها وجدت بالازمة الاوكرانية فرصة للعودة كلاعب على الساحة الاوروبية والعالمية بعد الخروج من الاتحاد الاوروبي، وطرح مواقفها "الحربجية" التقليدية، ولو كلاعب تابع للسياسة الامريكية وحارس لمصالحها.

اوروبا والاتحاد الاوروبي هي ساحة الحرب، وفيها ستُدفع الأثمان الإقتصادية والعسكرية والإنسانية،، ورغم ذلك لا تطرح القيادات الاوروبية الشعبوية (المتجهة نحو اليمين واقصى اليمين)، اي مبادرة جدية ومستقله عن الهيمنة الأمريكية لحل الأزمة بطريقة تجنبها الثمن الاقتصادي والسياسي، عبر التوسط لفتح حوار يحمي أوكرانيا، دون أن ينتقص من مصالح روسيا ويتجاوب مع مخاوفها من تمدد الحلف الاطلسي الى ابوبها،، هذا الحلف الذي تثبت التجربة الاوكرانية مدى عجزه عن القيام بأي دور فاعل وايجابي في قلب أوروبا، لا على حدودها الخارجية.! الا فيما يخدم السياسات الامريكية في العالم.
دول الاتحاد الاوروبي وبدل التعاطي الموضوعي والمسؤول مع احتمالات الحل، ومبادرة التوسط قبل اشتداد الازمة ووصولها نقطة اللاعودة، نراها تضع المخططات لزيادة نفقاتها العسكرية وتطوير الأسلحة والجيوش، رغم الأزمات الاقتصادية،، وهو ما يصب في مصلحة امريكا كمصدر للاسلحة، ويمس بمصالح الدول الاوروبية الاقتصادية، ويعمق تبعيتها لامريكا، كما يزيد من تأزيم علاقاتها التجارية مع جارتها روسيا (الغاز والنفط والقمح، والتبادل التجاري وغيره الكثير)!!

الأمم المتحدة تستمر في اظهار عجزها وارتهانها لغياب الارادة السياسية لدول (الفيتو) للقيام بما يلزم، النفاق والانتهازية سيدة الموقف الدولي، فتخرج الامم المتحدة من المشهد قبل ان يبدأ، بعبارات "القلق والادانة" اللفظية الجوفاء، وتصنع فشلاً جديداً في قائمة الاخفاقات الدولية بصناعة الامن وتطبيق القانون الدولي، وتفشل الامم المتحدة قيمياً بعد انتقالها من ازدواج المعايير الى تعددها، وتغيرها وفق المصالح والمعسرات المتحكمة في امورها، وتصاعد العنصرية في التعامل مع المعايير والقوانين الدولية، وقضايا اللاجئين وغيرها من الانتهاكات التي رافقت الازمة منذ نشوءها،، والتي نجدها في تناقض متواصلٍ وصارخ مع مباديء حقوق الانسان، عالميتها وشموليتها.

اما الإعلام على الوانه، فقد بقي وفياً لانحيازه، تابعاً لا مراقباً او ناقداً، الا فيما يخدم الانظمة المتحكمة بأرزاقه، وطغت على تغطياته خدمة الأجندات السياسية التي يمثلها،، وكما في كل صراع، "الموضوعية والحياد" بقيت على رفوف المكتبات والتنظيرات الفكرية، فيما ظهر التحيز سيداً للموقف، وحتى بث العنصرية والتصنيف العرقي للضحايا واللاجئين وفق الوان البشرة .!!

وفي حرب اوكرانيا ظهرت مرة اخرى قوة الشركات الخاصة في صناعة الرأي العام، وتبينت الادوار التي تلعبها شركات التواصل الاجتماعي وشركات الاعلام والتلفزة باعتبارها جزءً من أدوات الحرب الناعمة، وترسانة الاسلحة التي يستخدمها الغرب خدمة لمصالحة السياسية والعسكرية!! بعيداً عما تروجه في زمن الرفاهية والسلم عن "قدسية حرية التعبير، وحرية الاعلام، وقداسة حقوق الانسان".

العرب، اتباع للغرب ولا اجندة تجمعهم، البعض ينتقم بموقفه من موقف روسيا في سوريا،، والبعض يتبع امريكا "في الخير والشر"، الشعوب ستدفع الثمن بمزيد من التسليح والقمع المترافق وغلاء القمح والخبز.!!
وفلسطين خاصة، ستخرج خاسرة كما في الصراعات التي تضعها في قاع الاهتمامات الدولية، مع قيادة لم تحسن الابحار في البحيرات الهادئة، فكيف ستتدبر ارتفاع الامواج في محيط التناقضات الدولية، ولعبة الكبار.
اسرائيل تحاول استغلال الازمة، والخروج من معادلة "عدم الخسارة"، الى صانع الربح منها، (الوسيط، استغلال يهودية الرئيس الاوكراني، استقبال اليهود من اوكرانيا وتوطينهم).

اوكرانيا ستدفع ثمن اندفاع قياداتها المراهقة، وسقوطها باحلام العضوية في حلف النيتو والاتحاد الاوروبي، التي لن تتحقق، الحلف والاتحاد اللذين لن يقدما لها سوى المزيد من السلاح لتعزيز غريزة التدمير الذاتي وتعميق ازمتها وعدائها لروسيا،

روسيا التي تقرأ تراجع الولايات المتحدة في الكثير من الساحات الدولية، لن تتراجع عن محاولة اعادة رسم خارطة المصالح السياسية والعسكرية في محيطه، خاصة وان امريكا والناتو لم تترك فرصة لضرب مصالحها وتحديها في باحتها الخلفية وفضائها الجيوسياسي..!

الكثير يمكن ان يقال ايضاً عن استخدام الرياضة، وتجيير النظام والمؤسسات الاقتصادية الدولية لفرض الارادة السياسية للدول الغربية على العالم، والكثير عن مفهوم "الاستقلال والسيادة" السياسية في عالم اليوم، لكن الحرب لا زال في ببداياتها، والايام القادمة حبلى بأخبار وتقلبات كبار.



#محمد_زيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاومة -قانون المقاطعة- كنموذج للنضال الشعبي الجماعي
- ثلاث ملاحظات على رد المحكمة الاسرائيليه دعوى عائلة راشيل كور ...
- إسرائيل تحتفل بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان بمخالفة قواعده
- رسائل على هامش التظاهرة
- قانون منع المقاطعة والرد الجماهري المطلوب
- في ذكرى اغتياله: رسالة الى غسان كنفاني
- أسطول الحرية اقوى من قراصنة الحكومات
- نعم للمصالحة .... ولكن !
- المحكمة الدولية تستعمل ذراعا جديدا للدول الكبرى
- الجزيرة تدفع ثمن صوت الحقيقة بدماء أبطالها
- أوروبا وامتحان غولدستون: أوروبا خيّبت الآمال وفشلت أمام مسؤو ...


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد زيدان - اوكرانيا: مفاقمة الازمة، من يدفع الاثمان ومن يقطف الثمار؟!