أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زيدان - رسائل على هامش التظاهرة















المزيد.....

رسائل على هامش التظاهرة


محمد زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 7 - 19:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


- ملاحظات على هامش الإعداد للتظاهرة التي نُظمت تحت شعار "الصمت عار: لنوقف القتل ضد المدنيين في سوريا".
- نجاح التظاهرة ومشاركة أكثر من مائة شاب وشابة، رغم مقاطعة الأحزاب وتحريض بعضهم عليها!!

في البداية لا بد لي من الاعتراف – وأنا أحد الداعين والمبادرين لهذه التظاهرة – بالتردد الذي أدى لتأخر هذه المبادرة لإسماع صوت واضح يدين الجرائم المقترفة ضد الشعب السوري من قبل النظام. هذا التردد الذي استمر على خلفية الغيرة على سوريا وموقفها المتميز، خاصة بما يتعلق بالصراع وعدم تناغمه مع المشاريع الأمريكية والمصالح الإسرائيلية في المنطقة من جهة أولى، والتي رجّحت كفة المؤامرة الخارجية على هذا الدور. ومن الجهة الأخرى هذا التحرك للشعب السوري واعتباره جزءا من الثورات العربية الحاصلة في عدة دول بالمنطقة، هو التردد بالتمييز بين دعم المطالب الشرعية للشعب السوري والتخوّف من استغلال هذه المطالب وهذه الثورة للانقضاض على الموقف المتميز لسوريا وجلبها للحظيرة الأمريكية بالمنطقة. وبكلمات أخرى أن تدفع سوريا ثمن حريتها السياسية والمدنية بعملة صعبة قوامها التنازل عن الدور القومي والموقف العربي الذي تحتاجه فلسطين والشعوب العربية كلها في مواجهة المهام والتحديات القومية والوطنية لشعوب المنطقة.

لكن هذا التردد ما كان ليصمد أمام الصور القادمة من حماة، وشهادات لم تعد من "شهود عيان مدفوعين"، بل من الضحايا المدنيين الذين لم تعد دبابات النظام تميّز بينهم ... صور لجرائم لم يكن من الصعب التمييز بين الحق والباطل فيها .... صور أكّدت من جديد حقيقة كان من الأجدى اكتشافها مبكرا، عن جريمة تُقترف ضد الشعب السوري باسم حمايته من المؤامرة، وعن "حماة للديار" يقصفون مراكز المدن بعد اجتياحها بالدبابات !! وعن أطفال سقطوا نتيجة "الرصاص الطائش" ... كانت هذه هي النقطة التي بدأت فيها أراجع حساباتي في حساب الضحية والجلاد ... وعلى ذلك لا بد أن نعتذر من كل الضحايا الأبرياء.
وفي العودة لمظاهرتنا أود إيراد بعض العناوين الأساسية التي رأيت أهمية خاصة في توثيقها لأن غالبيتها جرت خلف الكواليس ولم يُكشف عنها على صفحات الفيسبوك كما حدث مع بعض مما سنورده أدناه.

أولا: المبادرة، كانت المبادرة لتنظيم التظاهرة قد تداولت بين مجموعة من المبادرين لا يجمعهم سوى الاستغراب من الصمت والشعور بالخجل، بأن يكون حدث بحجم ما يحصل في سوريا وقتل بمثل القتل الحاصل لدى جيراننا وأشقائنا وأبناء جلدتنا، دون أن ترتفع لدينا أصوات تدين الجريمة وتتضامن مع الضحايا. فالمظاهرة إذا كانت صرخة ضد القتل وغسيل الوجه من عار الصمت الذي نرفض أن يبقى على وجه مجتمعنا بشكل خاص والفلسطيني بشكل عام والإنساني بمستوى أكبر. والمبادرة جاءت فردية وجاءت من على صفحات الانترنت والفيسبوك بأسماء فردية تحملت المسؤولية الوطنية والقومية والإنسانية بالدعوة لهذه المبادرة.

والصحيح أن هذه "الدعوة الفردية" ما كانت لتشرف الداعين بمقدار الخجل الذي كان من المتوقع أن يعتري الأحزاب والحركات السياسية التي تغيبت، ليس عن المشاركة بالتظاهرة فحسب، بل عن إعلان موقفها الحقيقي من هذه القضية. فلا يعقل أن تكون نفس الأحزاب التي شاركت أو بادرت بأعمال لدعم الثورات السابقة تحافظ على صمتها المطبق لما يحدث في سوريا منذ أكثر من خمسة أشهر دون أن تقول موقفها الحقيقي على العلن (مع استثناءات قليلة). وبعد أن جاءت المبادرة لتنظيم أول عمل احتجاجي متواضع أمام هول ما يجري لا بدون التوقف عند بعض المواقف المخزية والمشينة، وتلك المشرفة التي وصلتني بشكل شخصي خلال الإعداد لهذه التظاهرة.

ثانيا: ردود الشباب، كان هذا العامل هو أول ما لاحظته مع بداية وضع الإعلان على المواقع الألكترونية حيث كان هناك إقبال كبير على التسجيل للمشاركة في التظاهرة، وكانت هناك ملاحظات التأييد التي أكدت على وجود قطاع وطني واسع ممن يحملون موقفا مشابها لموقفنا من الجرائم المقترفة ضد أهلنا السوريين، بينما كانوا ينتظرون مبادرة تتيح لهم إسماع آرائهم ومواقفهم وربما كان بعضهم قد اعتاد المشاركة بمثل هذه التظاهرات بعد مبادرة الأحزاب مجتمعة أو منفردة لتنظيمها ... والرد من هؤلاء الشباب اليوم هو خيبة أمل من غالبيتهم أو حتى فقدان الأمل من أن تأتي المبادرة من بعضهم !! هذا هو الصوت الأبرز وهذه الرسالة الأهم: إذا كانت الأحزاب تعتقد بأن المبادرة والريادة السياسية يجب أن تكون لها وللجنة المتابعة كقيادة سياسية عليا (وهذا ما زلت أعتقده)، فإن هذه التظاهرة قالت بأن تأخر أو تقاعس الأحزاب عن الخروج للشارع عند اللزوم لن يمنعها من الخروج تحت مبادرات تنظمها وتقودها بنفسها هي لتترك الأحزاب من خلفها، وهو ما يسلب تلك الأحزاب شرعيتها الأخلاقية قبل السياسية والتنظيمية، وفقدت مبررات وجودها إن بقيت تراوح خلف الجماهير.

ولكي تكتمل الصورة بالنسبة لردود الفعل الحزبية على الدعوة للتظاهرة لا بد من الإشارة إلى أن الغالبية تجاهلتها على المستوى العلني الرسمي -كما قاطعتها- حيث لم تشارك أية من القيادات البارزة في التظاهرة نفسها. ويمكن إجمال المواقف الحزبية التي برزت بالتغييب والاستهجان من مجرد المبادرة، أو الاستنكار والاستهجان من الموقف الداعم للثورة، والتبرؤ إلى درجة وصلت بقيادة إحدى الحركات السياسية بالتفكير بإصدار بيان يعلن تبرؤها من التظاهرة رسميا لكون بعض أعضائها أو المحسوبين عليها كانوا من النشيطين بالدعوة للتظاهرة على شبكة الانترنت !! كما برزت بعض الأصوات من داخل بعض الأحزاب تستنكر مجرد الإعلان عن التظاهرة وتعتبره خروجا عن الوطنية والقومية والإنسانية، حتى وصل بأحد نشطاء أحد الأحزاب بأن أعلن على موقع الدعوة للتظاهرة علنا بأنه لو توفرت له الإمكانيات لقام بقتل كل من يشارك بالتظاهرة !! وكان الرد في كل هذه التفاعلات مع الأحزاب بأنْ أوضحنا بشكل واضح على موقع الدعوة " الصمت عار – للتوضيح لكل من يستفسر: المظاهرة والدعوة لم تصدر عن أي حزب سياسي، بما في ذلك الجبهة والتجمع وأبناء البلد أو الحركة الإسلامية، أو أية جمعية أو إطار آخر - هي مبادرة لا تمثل إلا من يشارك بها، وتهدف لإسماع صوتنا وصرختنا ضد الجريمة !!".

والتفاعل الحزبي أو بالأحرى غياب التفاعل الجدي يطرح أمامنا السؤال الذي يستحق لنا أن نسأله عن المواقف الرسمية الحقيقية لهذه الأحزاب والحركات السياسية مما يجري في سوريا والعالم العربي إجمالا، ومطالبتها بموقف علني وواضح وعدم الضبابية والانتظار أو الغياب كما لدى بعضهم، أو "اللعب على الحبلين" كما لدى البعض الآخر، أو "اللعب على كل الحبال واستهبال الناس" لدى البعض الباقي !! التحدي المطروح (أخلاقيا وسياسيا) أمام أحزابنا، أمام جمهورها بطرح مواقفها الرسمية بشكل صريح وعلني لا يقبل التأويل (بيان رسمي مثلا)، فمن كان يؤيد الثورة أو النظام أو كليهما فليعلن ذلك، ومن يريد الانتظار لساعة الحسم فليفهمنا الجدوى من ذلك، ومن لديه ما يقوله من "تحليلات ومراقبات" في ذلك وغيره، فقد آن الأوان لطرحه علانية، لأن من دعا وتمنى دعم الشعوب قاطبةً لثورته ولنضاله مطالبٌ أخلاقية قبل سياسية، بتوضيح موقفه أمام ثورات الشعوب على الظلم والدكتاتوريات لأن أغاني سميح شقير ومرسيل خليفة وقصائد توفيق زياد ومحمود درويش التي رددتها أدبياتكم -وبحق- طوال العقود الماضية صارت اليوم تردد في ميادين التحرير العربية وتطالبكم بموقف!!

أما الوجه الآخر لهذا الهجوم فقد أخذ ذات المنحى المشروخ من خلال التشكيك بالمبادرين وبوطنيتهم ومبرراتهم، وذلك تحت حجج "الدعم الخارجي" و"عمل NGOs مشبوه ينفذ أجندة الاستعمار الحديثة"، و"تنفيذ أجندة أوباما وأمريكا" وغيرها من هذه الترهات والاتهامات القديمة الممجوجة التي لم تعد تنطلي على أحد، لأنها تندرج تماما ضمن فهم الأنظمة الرسمية المتآمرة على شعوبها بهدف "حمايتها من المؤامرة والأجندة الخارجية المشبوهة". ولا تستحق التوقف عندها إلا بنظرة الأسف على هذا المستوى والتردي بالتعامل السياسي الهابط، وهو بالمناسبة أثارني للتفكير بكل ما يطلقه النظام السوري عن المؤامرة الخارجية ووجود العصابات بين المتظاهرين، باعتبارها دعاية فيها من الشبه لما واجهناه من دعايات مُخَوِّنَة !!!.

ثالثا: "هجوم الشبّيحة" أو تعرض موقع الدعوة "للتشبيح" وفق إحدى الملاحظات، حيث شهد موقع الإعلان عن التظاهرة هجوما ألكترونيا منظما من مجموعة أطلقت على نفسها اسم "جيش سوريا الألكتروني" أو "الجيش السوري الديجيتالي"، وشمل هذا الهجوم وضع المئات من التعليقات التي تشمل التهديد والوعيد، علاوة على الشتائم البذيئة من أشخاص عرّفوا أنفسهم على أنهم سوريون. والشتائم والتهديد أمرٌ لا يستحق التوقف عند بذاءته وسذاجته لكونه يحمل الكثير من "الحُرقة وفشّة الغُل"، ولكن الأمر الذي لفت نظري هو وجود مثل هذا الجهد المنظم لشباب ولشخوص من المؤكد أنها استعملت أسماء مستعارة (شملت صورهم الخاصة بشكل عام صورة للرئيس السوري بشار وأحيانا لوالده حافظ الأسد)، علاوة على طرح بعض الملاحظات المشتركة في ردودهم مثل: "إن المبادرة للتظاهرة جاءت من شباب صهيوني"، أو أن "التظاهرة هي ضد سوريا وشعبها" وغيرها من تلك التي عاتبت (بلغة الشتائم طبعا)، لكون "سوريا وقيادتها دعمت الفلسطينيين والمقاومة دوما، ولذلك فإن التظاهرة تشكل نكرانا للجميل". وغير تلك التعقيبات التي نادت "للانتقام من الفلسطينيين في سوريا"، أو التي رأت بأن "الفلسطينيين يستحقون ظلم اليهود" – أو الصهاينة لدى آخرين، وغيرهم ممن هددوا بضرب، أو حتى قتل كل من سيشارك بالتظاهرة !!! ومن المتابعة لهذا السيل من الشتائم الذي انهال على مدار عدة أيام، اتضحت صورة تؤكد ما نسمعه عن "بطولات الشبّيحة" في قمع التظاهرات ولم يساورني الشك أنه لو كانت هذه التظاهرة قد جرت في درعا أو حماة فإنها لن تلقى سوى ما يلقاه السوريون يوميا من قتل وقمع وحشي !!
"إننا نحب سوريا ونحب شعبها أكثر، ونعرف أن لها دورا كبيرا لعبته ويجب أن تلعبه في المستقبل، فإننا نتظاهر من أجل كرامة سوريا والسوريين، من أجل الحرية والكرامة والحقوق الإنسانية". "سوريا الديمقراطية تساوي سوريا الصامدة المقاومة" و"لا مقاومة وصمود تبرر قتل المدنيين الأبرياء" " والصمت على الجريمة مشاركة بها"، هذه هي عناوين التظاهرة وهذه رسالتنا القومية والوطنية والإنسانية.

بقلم محمد زيدان- مدير المؤسسة العربية لحقوق الإنسان



#محمد_زيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون منع المقاطعة والرد الجماهري المطلوب
- في ذكرى اغتياله: رسالة الى غسان كنفاني
- أسطول الحرية اقوى من قراصنة الحكومات
- نعم للمصالحة .... ولكن !
- المحكمة الدولية تستعمل ذراعا جديدا للدول الكبرى
- الجزيرة تدفع ثمن صوت الحقيقة بدماء أبطالها
- أوروبا وامتحان غولدستون: أوروبا خيّبت الآمال وفشلت أمام مسؤو ...


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زيدان - رسائل على هامش التظاهرة