أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد زيدان - في ذكرى اغتياله: رسالة الى غسان كنفاني















المزيد.....

في ذكرى اغتياله: رسالة الى غسان كنفاني


محمد زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 21:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


العزيز غسان،

في كل ذكرى من أيامٍ نعدّ بها سنين غيابكَ عنّا... نُراجعُ الدفاترِ القديمة ونتطلّعُ لما قد كتبناه مديحاً أو استذكاراً لمواقف كنّا قد كتبناها عنك، او ذكَّرْنا أنفسَنا بها كوصيةٍ بكلماتك ... وفي هذا العام لم يَعُد للكثير من تلكِ المحاولات أن تصمد بوجه الرياح التي تحملها الأيام ... فالثورة التي بشّرتَ فيها لم تعد من نصيبنا نحن الفلسطينيين فحسب، بل تجاوزَتنا الشعوب العربية الأخرى وطردَت حكّامَها وأذلت كبرياءهم الذي بنوه على الاذلال والقهر... في حين ما زال شعبك يحتفل بصورٍ للرئيس وأخرى للوزراء ...

هل تصدقني لو قلت لك بأن أمريكا صار يحكمها رجلٌ أسود بذات السياسة التي صنعتها الإمبراطورية البيضاء على مدار القرن الماضي ... وأنها لازالت تحارب من أجل النفط وحب السيطرة وأن حدود أمنها تجاوزت الكرة الارضية لتلامس حدود الفضاء ... أي أن العالم لم يتغير بما يتعلق بمصالحها الكونية، ولم تمرّ عليها رياح التغيير التي حملت اليونان لتصير حليفة لإسرائيل وتمنع "أسطول الحرية" من الخروج من موانئها لتخترق الحصار المفروض على أهلنا في غزة!!.. اليونان، أجل اليونان التي لم تعُد كَما عرفتَها حليفةً للثورة والشعب الفلسطيني، بل مقراً أوروبياً لليسار العالمي في الغرب!! .. صارت حليفةً لأمريكا وتقبلُ الإبتزاز السياسي من اسرائيل بترحاب!! بل صارت تشاركُ بشكلٍ فاعلٍ بضمان استمرار الحصار على أطفال غزة ومنع الإحتجاج السلمي عليه باسم حماية الامن والمصالح!!

غسان... ها نحن نقيس الزمان والمسافات التي تفصل بين أحلامَك بفلسطين، التي نراها لا زالت تحب مقالاتك ورواياتك كما يحبها الأطفال والكبار في كل العالم، وبين الحقيقة التي نعيشها في فلسطين اليوم، فلا نجد الأمور قد سارت على خير، بأفضل تعبير، تخايَل للحظة لو أخبروك وأنت بصحبة الحكيم واليماني وابوعلي مصطفى في لقاءاتكم بالمكتب السياسي للجبهة "أن الثورة الفلسطينية ستقودها "حكومة بيروقراط" من خريجي البنك الدولي والمؤسسات المالية العالمية، وأن الثورة التي قاتلتم من أجلها وسقط خيرة الشباب والقادة على طريقها تحارب اليوم من اجل الحصول على قرار دولي يعترف بدولة فلسطينية مجزوءه قال عنها احد محبيك "تخيل يا غسان، كيف سيتم تدريس جغرافية فلسطين في حال «نجحنا» في اقناع دول العالم بحقنا في اقامة دولة، في المناطق المحتلة عام 67؟ هل سيشرح المدرس لطلابه خريطة فلسطين بقوله، يحد دولة فلسطين، اراض فلسطينية محتلة عام 48، ومن الجنوب صحراء النقب الفلسطينية، ويفصل بين المدن الفلسطينية، مستعمرات تم إنشاؤها على اراض فلسطينية، ومن الشرق غور الاردن التابع للدولة الفلسطينية، لكنه مصادر من اسرائيل. درس صعب استيعابه يا غسان".

أجل هو درسٌ صعب علينا أن نفهمه ونحن من عاشرنا المفاوضات المستمرة منذ عقدين ويزيد دونما أن تفضي إلا لإفراغ الثورة التي اعلنتموها من مضمونها دون أن تحقق ذاتها ... صار المجلس الوطني لا يجتمع إلا لإقرار التنازلات، والمنظمة لإقرار ناتج المفاوضات، والحكومة لتسيير اعمال الوزارات التي ثبت على اربعة منهم تهم الفساد والتكسب بالغش والمال العام هذا الاسبوع ... وهي تهمة تلاحق الغالبية ممن تبقى من قياداتٍ سياسية أفرغتها المفاوضات المجزوءه من روح القيادة والنضال ... قيادات صارت تحتاج لعقود من المفاوضات لا لتحرر فلسطين بل من اجل ان تتحد الفصائل وينتهي الاقتتال الداخلي على سلطة صنعتها المفاوضات واسرائيل لتمرير المرحلة وتحقيق اهدافها.

عزيزي غسان، مؤكدا قد اخبروك بأن اليماني غادرنا هذا العام ومن قبله الحكيم وعرفات وآخرين .... وصار في رأس الهرم أشخاص لم تعرفهم ولن يعرفوك ... "الواقعية" جعلتهم ينافسون اسرائيل على صفحات كتاب غينس في اكبر صحن حمص وأكبر صدر كنافة، وغيرها الكثير من الطبخات الاعلامية والخزعبلات التي يبيعوننا أياها على شاشات البلازما التي صارت تزين جدران بيوت المخيم الذي لم يعُد مخيماً كما عهدتّه في صبرا وشاتيلا وغيرها من مخيمات الصمود، مخيمات صنعَت معجزات نافَست مدناً مثل هانوي في سباق الصمود الإنساني الذي لا تتسع له صفحات غينس ولا غيرها، سوى ما اختزنَه الضمير الإنساني لمعاناةٍ وصمودٍ أمام آلة الحرق والإبادة.

غسان... منذ غادَرتنا لم تَعد حيفا قبلة الحالمين الاّ في قصائد تركَها لنا محمود درويش لتُذكرنا بكم ... وما عادت طرقُ العودة تمرُّ في ميناء يافا إلا لدى القليل ممّن نتهمُهُم بالجنون وأحلام اليقظة التي "لم تعد دارجةً هذه الأيام"!!. صارت العودة خارطةً على حائطٍ في مطعمٍ فلسطينيٍ في اشبيليا أو قرطبة تيمناً بالانطاكيين شعراً وحلماً... وعلى الأرض الفلسطينية قامت الدولة اليهودية "بعَبرَنَة" الأحراش والجبال، ها هي تحاربنا على أسماء بلداتنا التي بقيت بعد النكبة، فمدينتك التي احببتَها ستصير بموجب القانون الإسرائيلي "عكو" والقدس "يروشلايم"... وبالعربية أورشليم !! ... إنهم يزحزحون خطوط الهدنة بعد أن انتصَروا بالمعركة الاولى ... يريدون اكتساب المزيد من المساحات في أذهان الأطفال وأدمغة الجيل الذي يأبى أن يكون إسرائيلياً رغم محاولات الإغراء والتضليل ... المعركة يا غسان على المعرفة والوعي بالحقيقة، كما أسميتها ذات مرة، ما زالت مستمرة، وخطوط الهدنة على الأرض صارت جبال نابلس والخليل بعد أن زرعتها إسرائيل مستعمرات تشبه المدن التي أقامتها في جبال الناصرة والجليل.

واخيراً عزيزنا غسان فإننا نعلم أنك تراقب ما يصيبنا بقلق المعلم على تلاميذه غن فشلوا، وندرك انك تعرف من مراسلات أحبائك ما يجري، وأنك لا تتقن الكثير من مصطلحات المرحلة التي لا تلائم تعاليمَك لنا ... فنَم قريرَ العينِ علّ الصباحَ يحملُ لكَ صورةً غيرَ تلك أخبرك بشأنِها صديقك الشاعر المقدسي فوزي البكري في قصيدة قال فيها:
"غسان..
لو بعثتَ حياً يا ترى
فما الذي تقول
لو رأيتَ التوتَ
تستحي أوراقه فتختفي
من عورةِ التنازلات
وما الّذي تقولُ
لو رأيتَ كيف أصبحت بوصَلةُ
اليسارِ تفقدُ الجهات؟!

محمد زيدان - الرينة
الناصرة: 8 حزيران 2011



#محمد_زيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطول الحرية اقوى من قراصنة الحكومات
- نعم للمصالحة .... ولكن !
- المحكمة الدولية تستعمل ذراعا جديدا للدول الكبرى
- الجزيرة تدفع ثمن صوت الحقيقة بدماء أبطالها
- أوروبا وامتحان غولدستون: أوروبا خيّبت الآمال وفشلت أمام مسؤو ...


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد زيدان - في ذكرى اغتياله: رسالة الى غسان كنفاني