أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شاكر الناصري - عن الشيوعية وبوش وبن لادن














المزيد.....

عن الشيوعية وبوش وبن لادن


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 10:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يبدو ان حمى خلق الاعداء الذين يهددون الولايات المتحدة قد اصبحت علامة مميزة في خطابات واحاديث الرئيس الامريكي بوش،فهو كثيرا ما يردد أسماء أشخاص ويسعى لابرازهم كاعداء سيجعلون من ارض الولايات المتحدة الامريكية جحيم لايطاق و يهددونها بالفناء والزوال في لحظة ما من الزمن.أصرار بوش على ان يكون بن لادن مرادفا للينين او هتلر كما كان يجعله مرادفا لصدام حسين او غيره ،انما هو مسعى لتصدير الازمات وخلط اوراقها ولجعل المواطن الامريكي او الضحية المباشرة لسياسات الادارة الامريكية واعلامها التهويلي يصدق كل ما يقال وانه مستعد لدفع المزيد من الضرائب لتمويل حروب الادارة الامريكية الخارجية او ان يعطي صوته وبسهولة ويسر للحزب الجمهوري،غير ان واقع الحال الامريكي بقول عكس هذا فالازمة التي تواجه السياسة الخارجية لبوش وستراتيجيته الحربية في العراق قد انعكست وبشكل كبير داخل المجتمع الامريكي فيما ازدادت حدة الصراعات ما بين الحزبين،الجمهوري والديمقراطي مثلما تكررت اعترافات قادة امريكا باخطائهم العسكرية والستراتيجية التي خلقت واقعا مريرا ومرعبا في العراق كذلك لم تتمكن الجيوش الامريكية وكل الجيوش المتحالفة معها من حسم المعركة العسكرية مع مسلحي طالبان في افغانستان او وضع حد لتهديدات القاعدة وبن لادن.
بدون شك ان بن لادن والظواهري وكل قادة الحركات الاسلامية الاصولية والمتطرفة هم قادة الارهاب ورموزه ليس لانهم يجدون في السلاح والارهاب والتدمير والقتل وسيلة لايصال رسائلهم الى العالم،بل ان فكرهم وعقيدتهم ومنهجهم يقوم اساسا على اخضاع كل من يقع تحت سيطرتهم واستلاب ارادته ودفعه للعيش حياة متخلفة ولاانسانية.
العالم المتحضر والذي لايمثله بوش والليبراليون الجدد في امريكا والعالم،بالضرورة، يعي تماما جدية المخاطر التي تهدد وجوده وامنه واستقراره جراء تنامي وانتشار التيارات الاصولية والمتطرفة ليس الاسلامية فحسب،بل المسيحية واليهودية او كل الحركات الاصولية والقومية (النازية الجديدة واليمين المتطرف)التي تتخذ من الدين والتعالي القومي منطلق ومرجعية لها.
لو كان العالم قد تجاهل كتابات لينين فعلا لما سعى بوش لذكره في كل مناسبة وفي كل خطاب مليْ بالتهديد والوعيد للعالم قاطبة.القضية الاساسية ليست في كتابات لينين حتى تتحول الى هاجس يؤرق الرئيس بوش واتباعه،بل في ان لينين يمثل رمزا اجتماعيا وتحريرا وقائدا لحركة اجتماعية عظيمة تسعى لتحرير البشرية من قيود عبودية الراسمال وتحمل بديلا مغايرا للعالم والبشرية قاطبة ،بديل انساني وتحرري يتناقض مع الجحيم الذي فرضته الراسمالية وقادتها واحزابها على العالم طوال قرون.
تكرار بوش لاسم لينين والشيوعية والسعي لتشويه المكانة الحقيقة لهما وحديثه المتواصل عن انتصار العالم الراسمالي على الشيوعية ونهاية تاريخ الصراع الطبقي والايدلوجي بين الراسمالية والشيوعية الذي اعلن عنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ودول المنظومة الاشتراكية،ان كان يعني شيء ما فهو اقرار بوجود الشيوعية وافقها التحرري كحركة واقعية في عالم اليوم قادرة على تحديد ملامح المأساة التي تخلقها الراسمالية وقوانينها وحروبها. انهيار منظومة كاملة من الدول والحكومات والاحزاب التي اتخذت من الشيوعية والاشتراكية ستار لها ولممارساتها الاشد محاربة للشيوعية ولافقها التحرري وتخضع ملايين البشر لسلطتها الدكتاتورية والمقيتة والمحطمة لارادة الانسان ورغباته وسخرت قدرات وطاقات الطبقة العاملة لخدمة صراعاتها و مصالحها واهدافها العسكرية التي لاتخدم المجتمع والانسان بشء قدر ما تجعله اسير الخوف والقلق واستلاب الحقوق لايعني بالضرورة نهاية الشيوعية او نهاية الامال بتحقيق مجتمع اشتراكي يقوم على المساواة التامة والعدالة الاجتماعية.نظرة الى عالم اليوم والى الحركات التي تقف بوجه الراسمالية وتوجهاتها حتى نكتشف ان عالم اليوم مازال ارضية خصبة وصالحة لنشاط ووجود الحركات اليسارية والاشتراكية وان اختلفت في ممارساتها ومنهجها.
الانتصار المزعوم لامريكا والعالم الراسمالي على الشيوعية والاشتراكية قد خلف مجتمعات منهارة أقتصاديا واجتماعيا وحولها الى ساحات لنشاط عصابات المافيا وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر. زيارة واحدة لدول اوربا الشرقية او روسيا ودول الاتحاد السوفيتي سابقا، تكفي لمعرفة الاثار الكارثية للانتصار الذي حققه العالم الراسمالي،الفقر والتشرد والدعارة والجريمة المنظمة والفساد السياسي والاداري كلها مظاهر أنهيار مجتمع تحقق بفعل نصر الراسمالية على الاشتراكية.
أن خوف بوش من لينين والشيوعية هو خوف من حركة أجتماعية عالمية هي النقيض المباشر للراسمالية وللسياسات اليمينية المتطرفة لبوش والادارة الامريكية في عالم اليوم وان سعيه لان يكون لينين مرادفا لهتلر وبن لادن وصدام حسين واحمدي نجاد ..وغيره من دكتاتوريي وجلادي العالم،انما هو مسعى من يريد ان يخلق لنفسه نصر في(الصراع الايدلوجي العظيم للقرن الحادي والعشرين كما يقول في خطابه الاخير)لكنه كان نصر كارثي وجعل العالم يعيش على وقع التهديد والحروب ومخاطر الاسلحة هائلة التدمير.النصر الايدلوجي العظيم الذي يدعي بوش انه قد تحقق انما هو نصر بتدمير العالم واخضاعه وجعله يعيش في دوامة السياسات الامريكية ومطامحها .نصر تسييد النموذج الامريكي في السياسة والاقتصاد والثقافة والفكر.
بن لادن وهتلر ليسوا اعداء لامريكا وبوش فقط بل هم اعداء العالم اجمع وهم نماذج تسعى لتحقيق نصر الراسمالية مرة باسم القومية والنازية ومرة اخرى باسم الدين والاصولية الاسلامية وان كان ذلك عبر مجازر وجرائم كارثية او الحروب وقتل الابرياء وتهديد العالم بشكل متواصل.ليس ثمة خلاف كبير بين بن لادن وهتلر من جهة وبين بوش من جهة أخرى فكل منهم اراد ان يخضع العالم لمنهجه وفكره وأيدلوجيته باسم الدين او القومية اوبأسم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان ومحاربة الدكتاتوريات والاستبداد واشاعة الفوضى الخلاقة،لكنهم في النهاية ولاجل هذا يرتكبون الكثير من المجازر بحق البشرية.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسيد مسعود..(31 آب 1996 ) يوم أسود أيضاً
- الاعترافات الخطرة لقادة الحروب
- قانا 2 عار ..الأنسانية
- عن الحرب والدمار والالهام الالهي
- دمار لبنان يثمر شرق أوسط جديد
- حروب لبنان المتواصلة


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
- فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد ...
- السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل ...
- هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
- تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم ...
- العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم ...
- المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شاكر الناصري - عن الشيوعية وبوش وبن لادن