أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - فتّش عن واشنطن!














المزيد.....

فتّش عن واشنطن!


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 7181 - 2022 / 3 / 5 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تغيير السياسيات والأنظمة والسلطات بالقوة، من قِبَل قوة أو دولة خارجية، هو أمر مرفوض تماماً لأنه ينتمي إلى شريعة الغاب حيث يسود القوي ويُقهَر الضعيف. الدفاع عن النفس هو حق مقدَّس وفق كل المعايير والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية. هذا من حيث المبدأ. هذا، أيضاً، ما ينبغي أن يحكم العلاقات بين الدول والشعوب لكي تسود مبادئ العدالة والاستقرار والسلام.

لا تسير الأمور على هذا النحو في منطقتنا وفي العالم، رغم نيل كل المستعمرات السابقة استقلالها السياسي، باستثناء الشعب الفلسطيني المنكوب بأبشع استعمار استيطاني عنصري في التاريخ. المثال الملتهب الجديد على ذلك هو غزو الجيش الروسي لدولة أوكرانيا، إثر تدهور العلاقات بشكل دراماتيكي بين حكومتَي روسيا الاتحادية وأوكرانيا. بيد أنه، بالاستناد إلى التجربة، وتوازنات ما بعد الحرب العالمية الثانية، والإستراتيجيات المعتمدة من قبل الدول الكبرى، وخصوصاً الإمبريالية منها، ورغم تبدّل وتنوّع أساليب الهيمنة والتوسع، فإنه عندما يجري الحديث عن الغزو واستخدام القوة والتدخّل في شؤون الآخرين لتغيير السياسات والأنظمة، فإنّ أوّل من وما يتبادر سوء ذكره إلى الذهن، إنما هو حكام وسياسات الولايات المتحدة الأميركية على مستوى العالم، ودولة العصابات الصهيونية على مستوى الشرق الأوسط. كان لروسيا «السوفياتية» و«الاتحادية» دور قديم وجديد، محدود ومحصور، في هذا الميدان: التدخل في المجر وتشيكوسلوفاكيا في الحقبة السوفياتية، وبعدها، في جورجيا و«القرم»، وحالياً في أوكرانيا. وكذلك فإنه على مستوى المنطقة، يمكن التذكير بأنّ مصر الناصرية تدخلت في اليمن عام 1962. العراق بقيادة صدام حسين غزا واحتل الكويت عام 1990. أمّا المملكة السعودية فقد قادت قوات «درع الجزيرة» الخليجية إلى البحرين عام 2011 لقمع احتجاجات شعبية مناهضة للسلطة. كذلك قادت، وما تزال، منذ عام 2015، تدخلاً عسكرياً في اليمن لحسم صراع داخلي على السلطة ضد «أنصار الله» ( الحوثيين). لا ينبغي أن ننسى التدخلات العسكرية الفرنسية في كوريا وأفريقيا وآخرها كان ضد نظام معمر القذافي في ليبيا عام 2011. أمّا بريطانيا، فكانت ولا تزال تابعة وشريكة دائمة لواشنطن في كل سياساتها وخططها ومشاريعها ومغامراتها العسكرية والتوسعية: بأساليب الغزو والاحتلال والانقلابات... من فيتنام إلى أفغانستان والعراق وسوريا... هذا غيض من فيض.


وبينما يبدو الأمر، بالنسبة لمعظم الأطراف والحالات، طارئاً أو مؤقتاً ومرتبطاً بتوترات وتباينات وتهديدات فعلية أو مفتعلة في هذه المرحلة أو تلك، ترتبط الحالتان الأميركية والإسرائيلية، بامتياز، باستراتيجيات متكاملة للعدوان وللتدخل لتغيير الأنظمة والسياسيات ولفرض الهيمنة والتبعية والنهب وانتهاك السيادة والسطو على الثروات. وهي لذلك لا تتوسل أسلوباً واحداً فقط، أي الغزو والاحتلال، وبالتالي استخدام القوة لسنوات وعقود، كما في حالتَي العراق وأفغانستان. إنها تستخدم أيضاً أساليب أخرى، قد تكون أكثر أذىً وفتكاً، كتنظيم الاغتيالات والانقلابات: في عدد من البلدان الأفريقية والأميركية الجنوبية التي كان انقلاب تشيلي عام 1973 أكثرها فظاعة ووحشية. كذلك تلجأ واشنطن إلى إثارة الفتن والحروب الأهلية، وتنظيم الحملات الدعائية والإعلامية الموجهة والممولة على أوسع نطاق، كما حصل في استخدام موجة الاحتجاجات التي حملت اسم «الربيع العربي» و«الثورات الملونة»، وقد تم اختبار ذلك بنجاح منذ «الحرب الباردة» وانهيار الاتحاد السوفياتي وما بعد ذلك، في كل دول المنظومة الاشتراكية السابقة (بما فيها أوكرانيا وصولاً إلى آخر المحاولات في بيلاروسيا).



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي اللبناني إلى أين؟
- السعودية و«الدولة المدنيّة»!
- لماذا فشل الحوار؟
- تصعيد التأزّم والتأزيم لفرض الشروط
- الغرب والثورة ولبنان
- ينجو وتنجو!؟
- الانتخابات العظمى
- الطيونة... تابع !!
- تحدّي الانتخابات
- «جمول» والمؤتمر الثاني وفرج الله الحلو
- ثورتان وفرز عاجل!
- سيناريو الفوضى والخراب!
- الجبهة الوطنية المطلوبة
- مئة عام من المعاناة والصمود والمقاومة
- متى يبدأ النقاش الجدّي؟
- الركائز الأربع ل«المشروع الوطني الجبهوي»
- منظومة المحاصَصة خطر على الكيان!
- المئوية الإشكالية والحزينة
- هجوم فاجر ودفاع مدمّر وقاصر
- فقط «المؤقت السلبي» يدوم!


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مصريين لـ-نشرهما حملات حج وهمية بغرض ال ...
- أمريكا: لا يوجد مؤشر على عملية إسرائيلية -واسعة النطاق- في ر ...
- شهداء في قصف مكثف على رفح وشمال القطاع
- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - فتّش عن واشنطن!