أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسان خالد شاتيلا - ما بين موسكو وكييف شيوعيِّون ضلُّوا طريقهم المؤدِّية إلى مناهضة الإمبريالية














المزيد.....

ما بين موسكو وكييف شيوعيِّون ضلُّوا طريقهم المؤدِّية إلى مناهضة الإمبريالية


حسان خالد شاتيلا

الحوار المتمدن-العدد: 7195 - 2022 / 3 / 19 - 11:42
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


من المفترض أن الأممية الشيوعية أو وحدة الشعوب معاديةٌ للإمبريالية بجميع وجوهها أيا كانت. لكن أزمة التنظيمات الشيوعية منذ نشأتها في منتصف القرن التاسع عشر واجهت العقبات من جراء مسألة التوفيق، من عدمه، بين المسألة القومية ووحدة البروليتاريا في العالم الرأسمالي. عن ذلك نجم تبعثر هذه التنظيمات، إن لم نعترف بتبعثرها واستفحال التناقضات فيما بينها. من المفترض أيضا أنها معادية، وعلى حد سواء، للحكومات غير الوطنية، ذات النظام الرأسمالي، رأسمالية الدولة وما يسمونه نظام التطور غير الرأسمالي، مما أدى، هنا وهناك، في مصر ، سورية والعراق، على سبيل المثال، إلى التحالف مع هذه الأنظمة تحت شعار: "الإمبريالية تكشر عن أسنانها فلا منص من التحالف مع هذه الأنظمة". هذا مع العلم أن ما فعله حافظ الأسد، تحت قبة "الجبهة الوطنية التقدمية"، عندما استولى على السلطة كي يحول دون نجدة الجيش السوري للثورة الفلسطينية في إربد، ثم توجيه مدفعيته الثقيلة للمخيمات الفلسطينية في لبنان، ومشاركته في مؤتمر أوسلو، فضلا عن لقائه بالرئيس الأمريكي فورد بحنيف، إلخ، إلخ، ولجوئه إلى أردوغان تركيا الإمبريالية، صديق إسرائيل، لإجراء مفاوضات غير مباشرة بين الأسد ونتيناهو، إنما يُعتبر كل ذلك تنفيذ للسياسة الإمبريالية، أمريكية، أوروبية، بالنيابة عن هذه الأخيرة.
بتعبير آخر، فإن "التعايش السلمي" حلَّ هنا محل الأممية الشيوعية". هذا وذاك من تناقضات السياسية البورجوازية، بالرغم من استعانة هذه الدول، دولة بشار الأسد عل ىسبيل المثال، بالإمبريالية، مستمر، مستمر، من أجل حفاظ هكذا دول على سلطتها، وكي ما تسيطر على المجتمع الإنساني، لأنها عاجزة بالاعتماد على جيشها وأجهزتها الاستخباراتية الحفاظ على سلطتها البورجوازية وإلحاق الهزيمة بأعدائها المحليين، ومنهم المسلمة والإسلامية. مثال أوكرانيا، سوريا، العراق، وأفغانستان، إلخ، يؤكد أن هذه الحكومات عميلة للنظام الرأسمالي العالمي، ومجرمة بحق شعوبها، منها، ولاسيما ، طبقاتها الشعبية. بتعبير آخر، فإن هذه الدول لا حياة لها ما لم تعتمد على روسيا تارة، أمريكا وأوروبا تارة أخرى. أوكرانيا في جميع هذه الحالات ماثلة في صميم هذه الصراعات التاريخية وتناقضاتها.
من المفترض أن تَنفُضَ الأممية الشيوعية يدها من كل هؤلاء وأولئك لتتبنى استراتيجية إسقاط الأنظمة البورجوازية ما دامت هذه الأنظمة معولمة، والنضال من أجل بناء الاشتراكية ما دامت الوطنية إذا اقترنت بمحاربة الإمبريالية تتطور، تتحول، لتغدو ملازمةً للاشتراكية. من المفترض أيضا أن هذه الاستراتيجية مستمدة من الصراع الطبقي. ذلك أن وحدة الشعوب لا تستقيم، كالصراع الطبقي، ما لم تحفر خندقا واحدا في حربها ضد الإمبريالية والرجعيات الحاكمة، روسية، أمريكية، وغيرها. لكن شيوعيين ما يتناسون أن العدو الأول للشيوعيين في ساحة المعركة ضد العولمة النيوليبرالية هي الأنظمة العاجزة عن ممارسة الحرية، تلك الأنظمة النيوليبرالية المعادية للمجتمع الإنساني والتي تجعل من الإنسان بضاعة. هي نفسها العاجزة أيضا بالاعتماد الذاتي على جيشها و شبيحتها عن إبادة عدوها الإسلامي الرجعي. شأنها شأن الطبقة الحاكمة في أوكرانيا التي تتبرع ببلادها للحلف الأطلسي لخوفها من السوق الروسية، حتى لو أدى بها الأمر إلى الإخلال بالتوازن الدولي، توازن الخوف، أحد أسس السلام العالمي في عهد الحرب الباردة التي ترافق العولمة، باعتبار أن هذه الأخيرة لم تلغ التناقضات الذاتية للنظام الرأسمالي.
في نهاية الأمر، فإن الإيدولوجية الوطنية، وهي رجعية على نحو مماثل لكل الإيديولوجيات مهما اختلفت أسماؤها، قد طغا عداؤها لروسيا على انضمام أوكرانيا الدولة إلى الحلف الأطلسي، حلف الإمبرياليين. هذا الطغيان المعادي لروسيا والمؤيد لأوكرانيا يلقى تفنيدا من هؤلاء الشيوعيين عندما يذهب هؤلاء وأولئك إلى أن القضية القومية وسياسة التبعية للأطلسي واحدة لا تنقسم، لأن روسيا القيصر بوتين تشكِّل تهديدا لأمن أوكرانيا، ناهيكم عن فزع بولندا ورومانيا من التوسع الروسي. هكذا رأي، سواء أكان يستمد مبرراته من الإيديولوجية البوجوازية، أم من أيديولوجية شعبيوية ما، فإنه في هاتين الحالتين بات يسيطر على العالم اليوم بلجوئه إلى السلاح الإيديولوجي المموَّل من البنوك. عالم الإعلام، مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة، الذي بيع بوساطة البنوك إلى الرأسمالية، ووُضعت قيادته تحت أمرة كلاب مسعورة تنبري للدفاع عن إيديولوجياتها التي تُنتِج سياسة الرعب، الحروب، العنف، استلاب الوعي، استغلال قوة العمل، وسلخ الإنسان عن مجتمعه تحت راية الدفاع عن حقوق الإنسان. إنها، من أجل إنجاز أهدافها الاستراتيجية هذه تلغي المجتمع الإنساني باسم دفاعها عن حقوق الإنسان. العلاقة بين الحرب والسياسة لحق بها ما لحق بالإنسان في عهد العولمة النيوليبرالية. فالحرب الباردة الثانية أصبحت تضع الحرب مَنفَذا إلى السياسة، فيما كانت الحرب الباردة الأولى تضع السياسة منفذا إلى الحرب. خطاب الإعلام هذا، كنظيره لدى هذه الشرائح من الشيوعيين، إيديولوجي لا يمت بصلة، من الألف إلى الياء، إلى المعرفة العلمية، الموضوعية، المادية، النضالية، والسياسية التاريخية.



#حسان_خالد_شاتيلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى أقدم أسير سياسي لدى إسرائيل الصهيونية والإمبريالية ...
- السياسة التاريخية- تدحض فلسفة -اللجنة الدستورية
- حوار مع جورج لابيكا...في العلم والتاريخ من أجل تغيير العالم
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
- مصر: الماركسية والخصوصية - حوار مع جورج لابيكا
- جورج لابيكا يُقدِّم لكرَّاس لينين: -الدفتر الأزرق-
- السمو بجسم المرأة العاري تحت أبصار الحداثة الجاهلية‏ في الأَ ...
- ممارسة السياسة من حيث هي مصدر المعرفة - جورج لابيكا - الملحق ...
- العنف الثوري أو الحقد الطبقي فَرْضٌ وحَقٌ - جورج لابيكا
- القطيعة الماركسية مع الفلسفة - جورج لابيكا، الوضع الماركسي ل ...
- الديمقراطية والثورة
- الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية - مقدمة جورج لابيكا لكتاب ...
- الماركسية اللينينية (أدلة من أجل النقد) - من أعمال جورج لابي ...
- الماركسية اللينينية (أدلَّة من أجل النقد) 2 - من أعمال جورج ...
- الماركسية اللينينية (أدلَّة من أجل النقد)‏
- -الماركسية- متن معجم الماركسية النقدي - من أعمال جورج لابيكا ...
- الماركسية متن الأنسكيلوبيديا الفلسفية الشاملة - من أعمال جور ...
- من أعمال جورج لابيكا - مدخل الماركسية في الإنسيكلوبيديا أُون ...
- في اللاعنف، الإرهاب، المقاومة والعنف الثوري - حوار مع جورج ل ...
- الأزمة في الماركسية وظيفة وأداة - حوار مع جورج لابيكا


المزيد.....




- الرسالة المفتوحة رقم 02 من المكتب السياسي لحزب التقدم والاشت ...
- تجديد 15 يوم لمعتقلي “بانر التضامن مع غزة” بالإسكندرية
- وقفة احتجاجية نادرة أمام البرلمان ضد فصل الموظفين بزعم تعاطي ...
- الجامعة الوطنية للتعليم FNE التوجه الديمقراطي تساند وتدعم ال ...
- وكالة حماية البيئة الأمريكية تحذر من زيادة الهجمات الإلكترون ...
- عمدة نيويورك يبرر رد الشرطة العنيف على متظاهرين مؤيدين لفلسط ...
- في الذكرى السابعة والثلاثين لمهدي عامل، المفكر والقيادي الثو ...
- “مياه المنيا” تنهي تعاقد 5 موظفين بعد المطالبة بالتثبيت
- أمن الدولة تجدد حبس عمال المحلة 15 يوم
- للمطالبة بالتثبيت.. اعتصام موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسوان


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسان خالد شاتيلا - ما بين موسكو وكييف شيوعيِّون ضلُّوا طريقهم المؤدِّية إلى مناهضة الإمبريالية