أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - فادي اسكندر - خمس نقلات.. كش ملك!















المزيد.....

خمس نقلات.. كش ملك!


فادي اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1665 - 2006 / 9 / 6 - 09:56
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


تجربة الاعتقال فى سجن طره

الشطرنج.. لعبة الذكاء..الحرب الوهمية.
دايما فى الشطرنج بنحاول نحافظ على الملك ودايما بيموت الملك
ملك وملك.. أبيض وأسود.. فائز ومهزوم.. مقاتل ومتخاذل

النقلة الأولى: العساكر..
دولا مين ودولا مين
دولا ولاد الفلاحين
أحمد عسكرى الأمن المركزى اللى كان واقف ضمن الكردون الضخم قدام محكمة باب الخلق وبيسألنا انتوا هنا ليه وبيتعاطف معانا وبيوعدنى إنه بعد 3 أشهر بعد ما يخلص مدة خدمته هيجى معانا ويقف ويتحاصر من زمايله ويتضرب لأنه مصدقنا واما سألته ليه قالى عشان انتوا جدعان كلكوا على بعض واقفين 30 واحد وهما خايفين منكوا كده، هو ده أحمد اللى كان بيطلب منى أعيد أغانى معينة عجبته وحسها وكان بيرددها معايا، هو نفسه اللى اما عطشنا جابلنا ميه عشان نشرب ومخافش.
قدام أحمد كان واقف عسكرى تانى بلغ عن أحمد إنه بيكلمنا وجابلنا ميه واختفى أحمد بس العجيب رد فعل باقى زمايله اللى رفضوا يتكلموا معاه وزعقوا فيه ورفضوا حتى اقتسام المياه الموزعة عليهم معاه.
عسكرى عربية الترحيلات عم ممدوح الراجل الطيب اللى قعد يعتذر لى طوال الطريق لأننا متكلبشين ومش بأيده إنه يفكنا أو يشيل الغمامة من على عنينا وقال لى وأنا نازل خليك راجل ومتخفش.
عساكر سجن طرة اللى مكانوش فاهمين ليه أحنا محبوسين ومش عارفين يتعامولا معانا أزاى ومع ذلك كانوا بيقفوا يسمعونا واحنا بنغنى ويبتسموا وبعضهم يردد معانا.

النقلة الثانية: الفيل..
إقلع غماك يا تور وارفض تلف
إكسر تروس الساقية واشتم وتف
قال: بس خطوة كمان.. وخطوة كمان..
يا أوصل نهاية السكة يا البير يجف
عجبي!
ضباط الاعتقال والسحل والضرب وضباط السجون.
نوعين مختلفين.. منهم من كان يقف يلعنا لأننا نرفض الانصياع لأوامره بالانصراف ويهدد ويتوعد ومنهم من كان يعاملنا بلطف ومحبة وخوف.
منهم الضابط المسئول عن اعتقالى الذى أعطى الأمر بالاعتقال وهددنا وسرق متعلقاتنا الشخصية وأعطى أوامره بتكتيفنا وتغمية أعيننا ومن بعده استلم المهمة ضابط بقسم السيدة وأخذ فى التنكيل بنا وتهديدنا ومنع المياه عننا ومنعنا من الحركة لمدة سبع ساعات مروا علينا سنوات طويلة ونحن واقفين مطاطى الرؤس بسبب طريقة ربطنا ولا ندرى ماذا سيحدث لنا ووقتها عرفت الفرق بين زعيم كان يقول أرفع رأسك يا أخى.. لقد انتهى عهد الظلم والاستباد
ورئيس يحاول أن يكسر رقبة كل من يرفع رأسه.
ومنهم ضابط التحقيق بجابر ابن حيان الذى دخلت عليه وأنا مغمى العينين ولم يقل لى سوى نهارك أسود..
ومنهم ضابط سجن الخليفة الذى اعتذر لنا عن كل الإهانات التى تعرضنا لها ولم يكن له يد فيها الذى حاول توفير الراحة لنا فى خلال ال42 ساعة التى أمضيتها بسجن الترحيلات، الذى دعانى للهتاف عند خروجى للترحيل على طرة.
ضابط بسجن طرة الذى كان يطمئن علينا يوميا ويحاول تلبية كل طلباتنا وكنت أراه يوبخ مخبرين المباحث على الطريقة السيئة التى يعاملون بها المساجين.

النقلة الثالثة: الحصان..
ياما صادفت صحاب وما صاحبتهمش
وكاسات خمور وشراب وماشربتهمش
أندم على الفرص اللى أنا سبتهم
والا على الفرص اللى ما سبتهمش
عجبي!!
أصدقائى اللى سألوا عنى وحسيت بحبهم وقفوا معايا وبعتولى واللى عرفت أن منهم من بكى أما اختفيت فى جابر بن حيان ومحدش عرف أنا فين ومنهم من جاء لزيارتى ومنهم من جاء لزيارة أهلى ومنهم من كتب لى فى منتدى الكرامة.
منهم محمد على اللى كان معايا من أول دقيقة لآخر دقيقة رغم امتحاناته وأبكانى ما كتبه وما أرسله لى وأنا فى طرة.
بيسان اللى كتبتلى جواب مطول أفرحنى كثيرا وأحزنى أكثر،
ومنهم حسام وعلاء ومى وعمرو ودينا ووووووو
وصحاب السجن اللى كنت طول الوقت أعرفهم معرفة سطحية ومش مهتم انى أتعرف عليهم من قرب لكن فجأة بتكتشف إنهم رجالة جدا.
شرقاوى اللى كان بيسهر بالليل عشان يطمئن اننا نايمين كويس وكان على استعداد دايما إنه يدافع عن أى حد فينا باستماتة.
أحمد دروبى الإنسان الجميل الذى صمد طوال شهر رغم مرضه ورغم خوفنا الشديد وقلقنا عليه، علاء سيف الشاب الطموح الذى يحب زوجته ويحب الحياة ويؤمن بأفكاره
أحمد ماهر الشاب الضاحك الذى تحمل هزارنامعاه طول فترة الاعتقال
اكتئابى أنا وشرقاوى بعد سماعنا بقرار الإفراج لأن باقى الأصدقاء مازالوا فى سجون مبارك، وفرحهم بخروجنا وتريقتهم على حزننا
أصدقاء نضال.. أصدقاء بجد

النقلة الرابعة: الطابية..
محبوس يا طير الحق
قفصك حديد ولعين
قضبانه لا بتنطق
ولا تفهم المساجين
قضبانة لا بتعرف
ولا تفهم الإنسان
ولا الحديد ينزف لو تنزف الأوطان
الأماكن اللى بتحكمها قوانين ولوائح متعرفش يعنى إيه إنسان، قسم السيدة زينب بمبناه الضخم المحاط بالمتاريس.
سجن ترحيلات الخليفة المبنى الغريب اللى فيه الظالم والمظلوم اللى شفت فيه مئات من الشباب المرحل من طابا ودهب بعد التفجيرات بدون أن يكون لهم أى ذنب سوى أنهم فقراء وليس لهم نفوذ.
سجن طرة تحقيق اللى فيه من قضى 7.6 سنوات ومازال قيد التحقيق واللى فيه المظلومين أكثر كثيرا من الظالمين اللى فيه 50 شخصا فى زنزانة واحدة نصيب كل واحد حوالى 25 سم ينام ويأكل ويشرب ويقعد عليهم اللى منتشر فيه الأمراض الجلدية بشكل مفزع، اللى فيه زنازين بها دش وزنازين بها الكوز، زنازين ممنوعين يسمعوا الراديو وزنازين بها ستالايت، اللى شفت فيه أزاى ممكن موظف يتحول لمتهم لأنه كشف فساد مديره، وشفت فيه أزاى ممكن الراجل ينكسر عشان سيجارة، وفيه من يعمل كخادم مقابل علبة من السجائر يوميا وفيه لغة خاصة بالمساجين وأزاى هما قادرين يخلقوا عالمهم الخاص.
مبنى مباحث أمن الدولة بجابر بن حيان.. مبنى كئيب فى شارع كئيب الأدوار اللى تحت الأرض أكثر كثيرا مما يظهر فوقها.

النقلة الخامسة والأخيرة: كش ملك..
يا طير يا عالى فى السما طظ فيك
ما تفتكرشى ربنا مصطفيك
برضك بتاكل دود وللطين تعود
تمص فيه ى حلو.. ويمص فيك
عجبي!!
تهم لطيفة ومثيرة للسخرية منها إهانة الرئيس وتعطيل المرور وكأن آلاف العساكر ومئات العربات المصفحة التى تجوب القاهرة ليل نهار لا تعطل المرور وكأن موكب الرئيس لا يشل المرور وكأن وكأن..
سمعتها فضحكت وحزنت على وكيل النيابة الذى تلاها على ولم أفهم لماذا يقبل أن يهين نفسه بتلك الطريقة لماذا يقبل أن يقول لى عندما سألته أنا خدت 15 يوما ولا 45 يوما؟ إنه يقول لى والله ماعرفش مستنى التعليمات.
بس فى نفس الوقت فرحت لأنى تأكدت إن النهاية قريبة جدا جدا ومن الممكن أن تأتى على يد العساكر أو أى قطع أخرى على رقعة الشطرنج.
وكيل نيابة أمن الدولة سألنى هاترد ولا ممتنع فقولت ممتنع وسألته زى هى الهتافات التى بها إهانة للرئيس فردد هتافات ليس لها معنى تقريبا فسألته مرة أخرى هل يسقط مبارك هتاف به إهانة فقال لا فقلت:
يسقط يسقط.. حسنى مبارك



#فادي_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردود الفعل الإقليمية على فوز حماس
- الأخوان ام الحزب الوطني ؟؟
- التمييز التعليمي ضد عرب 48
- الإصلاح والتغيير في مصر ( 2) الإخوان المسلمون والإصلاح
- الإصلاح والتغيير في مصر


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - فادي اسكندر - خمس نقلات.. كش ملك!