أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاضل المناصفة - حماس تطبع مع الاحتلال للتخلص من أزمة البطالة














المزيد.....

حماس تطبع مع الاحتلال للتخلص من أزمة البطالة


فاضل المناصفة

الحوار المتمدن-العدد: 7174 - 2022 / 2 / 26 - 09:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


أجبر الضغط المتزايد داخل القطاع، حكومة غزة الى التنسيق مع الاحتلال من أجل تقليص البطالة وتوفير 30 ألف تصريح عمل خلال الفترة القادمة حسب التفاهمات مع الاحتلال: هذا ان ذل على شيء فانه يدل أنه هنالك مصلحة مشتركة بين الطرفين في أن تستمر الهدنة وان يتم التنسيق بدل أن تشتعل مواجهة الأخرى، وبهذا أعطى الاحتلال لحماس طوق النجاة من بركان شعبي سيأتي على الأخضر واليابس.
تفطنت حماس الى أن الخطر الأكبر الذي يحدق بها لا يأتي من الاحتلال، ولكنه يأتي من قلب غزة فهي تعلم علم اليقين أن مفعول السحر الذي مارسته على مشاعر الغزيين أثناء التصعيد الأخير قد انتهى، وأنها مقبلة على ثورة جوع تهدد كيانها، اذ لم تعد كلمة مقاومة تعني شيئا للمواطنين في غزة سوا أنها ستجلب لهم مزيد من الخراب والدمار والتجويع والفقر، في ظل ميزان قوى في كفة الاحتلال، كما أن ممارسة المراجل على حساب تجويع الشعب لا تزيد المقاومة صمودا بل تزيدها ضعفا ووهنا.
لقد ذهبت حماس الى التحالف مع الشيطان الأصغر المتمثل في الاحتلال للقضاء على الشيطان الأكبر وهو الجوع والفقر، وهي تعلم أن إسرائيل تبحث عن بقاء حكم الاخوان في غزة، لأن في ذلك استمرار للانقسام الداخلي واستمرار لضعف الموقف العربي فيما يخص القضية الفلسطينية: لقد حكومة أقدمت غزة على طلب التنسيق بشأن زيادة عدد عمال غزة في الداخل الإسرائيلي، وهي واثقة بأن حكومة الاحتلال ستعطيها ما تريد، مقابل ضمان عدم تكرار مواجهة أخرى مزعجة للمجتمع الإسرائيلي ومضعفة لشعبية بينيت.
لن نسمي ما قامت به حماس خيانة أو ضعف، ولكن نلومها على حملاتها الشرسة ضد السلطة واتهامها بالتنسيق الذي يخدم مصالح الاحتلال ويؤمنه وهي الأن تقوم بتنسيق لضرورات تضمن وجودها وتحفظ ما تبقى من كرامة شعب القطاع الذي لم يعد بامكانه تحمل المزيد من أخطاء حماس الكارثية في التسيير، ان التنسيق مع الاحتلال من أجل زيادة حصص غزة من تصاريح العمل، هو اعتراف صريح بأن الهدنة هي الحل الوحيد لمعالجة أحوال الغزيين و ان ما حصل في رمضان الماضي قد كان له أُثر عكسي على الشعب بالدرجة الأولى وعلى القضية الفلسطينية بدرجة ثانية ، كما ألقى بظلاله على خزائن الأونروا بعد أن تنصلت الدول من التزاماتها حيال اللاجئين في غزة .
وإذا أردنا أن نعرف رأي الشارع في غزة عن هذا التنسيق، فالغالبية العظمى منه لا ترى مخرجا أخرا من المأزق الذي وضعتهم فيه حماس سوا تتبيث الهدنة لما لها من أثر إيجابي على أحوال الناس، خاصة وأن المنحة القطرية لم تعد تكفي لسد الحاجيات الأساسية وسط الغلاء، ويكفي فقط القاء نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي لنفهم أن الشارع لم يعد يتحرك بالعاطفة التي كانت تخدرهم بها حماس، وأن وسوم بدنا نعيش وخطفوا غزة ليست وسوما يقف وراءها الاحتلال مثل ما تدعي حماس بل هي الحقيقة المرة التي يتهرب منها المسؤولون بعد عجزهم التام في إيجاد حل للبطالة والتهميش والواسطة والفقر وتشديد الإجراءات ضد أصحاب البسطات وتحويل الساحات العامة لمواقف مؤجرة تذر الجباية على حكومة غزة .
نحن اليوم أمام واقع معاش يستوجب تغيير مفاهيم المقاومة من التصعيد والحرب الى مقاومة الجوع والفقر، لن تخسر حماس شيئا إذا التفتت الى أولوياتها في غزة وسمحت للناس بالحق في العيش بكرامة من دون ان تضع مستقبلهم على كف عفريت في كل مرة تفكر فيها بنصرة القضية الفلسطينية، هنالك أدوات وسائل أخرى للضغط على إسرائيل من دون أن يتأذى أحد، تبدأ بتوحيد الصف الفلسطيني ونبد الفرقة والانقسام ووضع كل الخلافات الشخصية مع قيادات فتح جانبا وتقديم تنازلات تفتح الباب للمصالحة الجادة، فلتتأكد حماس ان الانقسام الفلسطيني أسوأ من اقتحام حي الشيخ الجراح، وأٌقسى من الاعتقال الإداري .



#فاضل_المناصفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنروا تحتضر و حماس لا تكترث
- الغاز الروسي : أقوى سلاح في وجه أوروبا
- غزو أوكرانيا وتبعاته : عشرات الألاف من المهاجرين الغير شرعيي ...
- كيف يرى الشرق الأوسط الكبير الأزمة الأوكرانية الروسية
- واقع المرأة الفلسطينية في مجال الاعلام والسياسة


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاضل المناصفة - حماس تطبع مع الاحتلال للتخلص من أزمة البطالة