أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فدوى عبدالله - يٌروى عن قتل النساء..














المزيد.....

يٌروى عن قتل النساء..


فدوى عبدالله
كاتبة صحفية

(Fadwa Abdullah)


الحوار المتمدن-العدد: 7172 - 2022 / 2 / 24 - 16:57
المحور: حقوق الانسان
    


الكاتبة/فدوى عبدالله
كان ياما كان في حاضر الزمان، وقريب العصر والأوان، حيث بيوتهن أخطر من الشوارع، والعدو أكثر آمان من زوج أحيط بها سند للحياة والموت. حدوثه لا شوق في تفاصيلها كونها مهما بلغت من سطوتها لا تزيح الغبار عن ترسانة العدول ولا صدى التكرار، الأسماء تختلف اخرها نهى وبعد يومين ستجد اسم اخر، وصدقوني لن تؤثر بهم كثافة الأحداث، كارثة الامتصاص والتقبل، لا يتحرك فينا ساكن كالرماد، أصبحنا مجرمين فقتل النساء أمسى مشرعا وعاديا باختصار" نصيبها تموت الله يرحمها".
وما يزيد بؤس الحكاية إلا بذكر أعداد النساء من قتلت حتى ساعة صف الكلام 30حالة قتل بين صفوف النساء.
حكاية اليوم عن سيدة تعيش في بيت مع زوجها وأطفالها، وفي يوم من الأيام قتلت كسابقاتها من النساء، الشابة نهى ياسين أخر ضحايا القتل 31عام من حي الزيتون بمدينة غزة، قتلت على يد زوجها حامي الحماة البالغ من العمر 45 عام، أثر عنف مبالغ به، يبدو انه تمادى كثيرا هذه المرة، فلم يجيد تهذيبا يليق بجسدها النحيل الذي خارت قواه أثر العنف الدائم عليها، دون الحفاض على القليل من الحياة فيها، لتكمل دورها كزوجة وأم لأطفاله، والتي تدعي عائلتها انها كانت توشك على الطلاق وعادت لأجل أبناءه، ولكن في الحقيقة لا يبدو واضحا لماذا عادت فقط للموت..
استبرق من خانيونس زوجة صغيرة قتلت على يد زوجها، صفاء ويسرى القايض وايمان النمنم، زهقت أرواحهن وكان واضحا انه نتيجة لتراكم العنف على أرواحهن الخائفة والمترددة فصوتهن لا يعلو إلا بالموت، لأنها في هذه الحالة لا يمكن تبرير العنف إلا من طرف واحد، وما دون ذلك كان عليها الإجابة لماذا عنفت ولما لم تلبي الطاعة.
تموت النساء مقتولات بين يدي الأزواج، وغالبا يكون الأهل على إطلاع كامل على العنف الممارس عليهن، وبالرغم من حوادث القتل الأخير التي كانت مدوية بعض الشيء، لقد أزاحوا الحادثة جانبا فصدقوا الواقعة لقد ماتت نهى مقتولة وهم جزأ من الرواية، خرجت عائلتها غاضبة وتطالب بالقصاص من الفاعل الذي لم تمضي أيام قليلة على كونه زوج أبنتهم.
حالة من التناقض
المجتمع بأكمله ينفر من جرائم القتل بشكل كبير، حتى ان البعض يرفض الحديث فيها لثقلها على قلوبهم، ويضعون أنفسهم في قالب بعيد عن كل هذه الممارسات، بالرغم من كونهم يمارسون العنف ويتقبلونه كسلوك في معاملاتهم.
حتى لا تقع حالات القتل، علينا أن نرفض كل أشكال العنف، حين يقبل الأب بكسر الساق والقليل من الرضوض بسبب غضب الزوج المعلن بالإهانة والعنف، فهو يقبل باتصال يبلغ به بمقتل أبنته، فالأب والأخ والأم هنا قد أمنوا على ابنتهم في مكان غير أمن بالأساس، وخاصة إذا كانت تعتقد الأم بأن الضرب هو الطبيعي للتفاهم وديمومة العبودية المتوارثة.
وتبقى هي السردية المملة للأحداث حيث لا جديد، سوى تلك المشاعر المحتقنة التي تدفعني لأكتب "كومنت" بهذا الحجم، لكوني جزء غير قادر على الاستمرار دون التفاعل مع مكونات مجتمعي التي غالبا هي مهينة لنا كنساء، هذه التركيبة المهترئة من القوانيين التي تؤلمنا ونحن على قيد الحياة، ولا تجيد احترام جثثنا، او مراقبة حالة أطفالنا الذي يستمرون بالحياة في نفس البيئة التي قتلت فيها أمهاتهم، ليمارس عليهم الموت من جديد وخاصة الفتيات منهن.



#فدوى_عبدالله (هاشتاغ)       Fadwa_Abdullah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى أمي من خلف نافذة الغرفة (2)
- رسالة إلى أمي من خلف نافذة الغرفة
- ما زلت اجلد يا سيدي..


المزيد.....




- بعثة إيران لدى الأمم المتحدة ترد على تقرير كاذب بشأن موقع نو ...
- حلم الطرف الصناعي الذي قد يعيد لي الحياة
- القدس.. إسرائيل تغلق مدارس الأونروا
- العفو الدولية تحذر من -ضياع جيل- في ميانمار بسبب غياب تمويل ...
- العفو الدولية تتهم الإمارات بتزويد -الدعم السريع- السودانية ...
- السعودية.. إعدام 3 مواطنين والكشف عن جرائمهم
- الأمم المتحدة تستعد لتصويت حاسم بشأن حظر الأسلحة على جنوب ال ...
- سكان غزة بين مخالب المجاعة: عشرات المطابخ المجتمعية تغلق أبو ...
- إسرائيل تغلق مدارس الأونروا في القدس الشرقية: مئات الطلاب إل ...
- منظمة دولية: أوكرانيا تحقق تقدما كبيرا في مكافحة الفساد


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فدوى عبدالله - يٌروى عن قتل النساء..