أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فدوى عبدالله - ما زلت اجلد يا سيدي..














المزيد.....

ما زلت اجلد يا سيدي..


فدوى عبدالله
كاتبة صحفية

(Fadwa Abdullah)


الحوار المتمدن-العدد: 6723 - 2020 / 11 / 4 - 14:39
المحور: الادب والفن
    


ما زلت طفلة في طور التأهيل، وبين أحشائي صغير، ومكتوبة زوجة في زريبة البعير.
أنا أجهل التعبير، لماذا تستهويك أوجاعي وكدمات البنفسج على الجسم الحرير، لست انا هذه، ليس ملامحي، شاهدتها في اخر لوحة طلت على الزهور المتزاحمة، حين توجت بقيودي "شبكة العروس" لقد كانت مقابض السجان، ممر وردي، كذلك الذي يجتازه سجناء الحكم المؤبد، يقادوا للنهاية كما أنا الآن.
ما زلت اجلد يا سيدي
ما زلت عالقة بين جلابيب الشرف، وترسانة العادة، وهفوة التقليد، وفائض من مشاعر الأمومة التي أكنها لطفلي، متى سيرحمني مجتمعي ويؤمن بي، عائلتي تراني بضاعة تباع وكبر همهم عند وجودها بالمخزن، والرد ممنوع، لا تشتكي" ضل زلمة ولا ظل حيطة"، "الغول لا يأكل زوجته" أنه يلتهمني كل يوم يا أمي وذاك الحائط يسقط على رأسي صخوره باستمرار دون توقف، وأنا تجاوزت الكثير من الجهد، انتزعت حيلتي فلا محال لي غير صوت يسمعني وكلمة كفى.
كفى انها أبنتا، زواجك بها ليس صك بيع، إنها أميرتنا الصغيرة تزوجت لتكون ملكة منزلك وليس جاريتك وخادمة أسرتك، ومربية أطفالك، أميرتي الصغيرة لا يمكن إهانتها، رسالة عالقة لم تصل ولن تأتي فهذا يتنافى مع صك الحمولة.
لما تجلدني يا سيدي؟؟
ألم تخبرني أنت وولدتك، أنك خير الرجال وتجيد جني الاموال وتفتح منزل للبشر، وكان والدي على موعد لذاك البيع المشروع، تزينت بالألوان ولم تفارقني بعدها كدمات المساء الحمراء التي تزرق في الصباح لتسود في الليلة التالية، وهكذا سترت الفتاة، فوالداي متفاخران بأبنة غادرت المنزل وأخرى تضع جنينها، لقد سترت حتى أدمنت تلك الألآم بدت وكأنها جزء مني، انها أغنية ماجد المهند "حبيبي حبيبي صباح الخير"
ماذا يشعرك جلدي.؟
فسر لي شعورك حين تركل جارية تحمل طفلك بين احشائها ارضا، ماهي السعادة في كون صباحك بوجه سيدة منتفخة العينين متورمة الشفتين، اهو بوتكس تراه، يوجد هنا احتمال بفهمي المغرض لك هل تراني ازداد جمالا حين تزرق شفتاي، لكنها مؤلمة إنها جروح قاسية على روحي المحترقة.
أنا لا تؤلمني الكدمات، اعتدت على هذه الرتوش، انا أبالي لدموع صغيري وحسرة الحزن التي تجاوزت مشاعري، تلك التي أكنها لوالدي الذي ترعرعت وسطهم، أخذت ذاك القسط من الدلال الذي بدى يتقلص مع تقدم العمر، حين بدأت ألامس عمر الارتباط بشرف العائلة الذي يقع بخطر في كل يوم أنضج به عن سابقه، حين بدأت أكتشف العالم حولي حين وجدني أبي أقف أمام امرأة غرفتي أتلمس المرأة بعد ان وضعت عليها قبلة بعد استخدام مساحيق التجميل، كسر المرأة وكانت بداية الأصوات ونهايتها بجروحي وندوبي التي تعلقت برغبة مراهقة بالتزين للمرآة.
لم أكن أعلم السبب الأساسي في وضع تلك المساحيق، كان مجرد فضول قلب طاولة احلامي لزوجة ثانية لرجل يتلقى العنف من زوجته الأولى ، ووجد على جسمي رجولته الضائعة، كان دائما ما يخبرني بحبه الكثيف لي، "أعشق رجولتي التي أجدها في مهدك"، فكان يتردد تكرار على غرفتي دون مساوات وعدل بيني وبين زوجته الأولى، اما زوجته الأولى التي كان يهابها يقدم لها حجته ببقائه عندي هو رغبته في تأديبي من الشكاوي التي تدليها له عند عودته من العمل، ليبدأ ليلته بالصراخ والظرب والإهانة حتى يسقطني بين يديه ويهمس لي "أعتذر، فهذا حق رجولتي التي ضاعت في غيابك"، يسعدها الزوجة الأولى كثيرا في الصباح ان أعد لها ولزوجها وجبة الإفطار، وهي منتصرة النظرات لوجهي المنتفخ وزوجها المطيع.
أنا جارية لا تقيم في القصور، سيدة أنصفها الدين، والقانون، وجلدتها العادة والتقليد، انه قانون العرف الذي يبيح الحق على غيره، كمثل تتفاخر فيه القبائل، حين يضرب الزوج زوجته ويرد طرف الفتاة بعبارة "عليك كسر العظام ونحن تجبيرها".
ليست النهاية



#فدوى_عبدالله (هاشتاغ)       Fadwa_Abdullah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فدوى عبدالله - ما زلت اجلد يا سيدي..