أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين محمود التلاوي - الآليات التي يضعها المجتمع من أجل تنظيم شؤونه - 1- انتقال السلطة














المزيد.....

الآليات التي يضعها المجتمع من أجل تنظيم شؤونه - 1- انتقال السلطة


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 7170 - 2022 / 2 / 22 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في اتجاه المجتمع نحو التطور والاستمرار يضع العديد من الآليات التي بواسطتها يصرف شؤونه؛ وذلك على المستويين الفردى والجماعى. وتتعدد الآليات بتعدد المجالات والشؤون في داخل المجتمع؛ فالمجال السياسى غير الثقافي، غير الاجتماعي وهكذا.. إذن هناك مجالات متعددة كبرى، وفى داخل كل مجال، هناك آليات تنظم العمل فيه. لكن ما أبرز المجالات العامة التي تحكم السلوك الإنساني في أي مجتمع؟! أهم هذه المجالات هي:
أ. المجال السياسى (السلطة وانتقالها): تختلف النظم السياسية التي يتبعها الإنسان في حياته؛ فهناك الديمقراطي والديكتاتوري، وهناك الملكى والجمهوري، وما إلى ذلك؛ أي إننا قد نرى العديد من الآليات التي تختلف باختلاف النظام الموجود× وهذا سيؤدى إلى الدخول في تفاصيل التفاصيل في النظم السياسية. إلا أننا سوف نتحدث عن الآليات العامة لتداول السلطة باعتبارها مؤشرًا على إيجابية المجتمع أو سلبيته؛ وذلك بالتعرض للأطر العمومية بعيدًا عن التفاصيل:
1. الانتخابات: من الآليات الشائعة في نقل وتغيير السلطة في مختلف المجتمعات الإنسانية سواءً كانت ديمقراطية أم ديكتاتورية. ويجري توظيفها حسب الرغبة منها؛ ففى المجتمع الديمقراطى، تكون الانتخابات وسيلة لإيجاد نظام حاكم يسير شؤون البلاد والمجتمع، ينبع من رغبات المواطنين التى تتفق في النهاية مع الأهداف العامة للمجتمع. أما في المجتمعات الديكتاتورية، فإن هذه الوسيلة تتبع من أجل إكساب الشرعية للنظام الحاكم على المستويين الداخلي والخارجي؛ بغض النظر عن درجة اقتناع هذا الداخل وذاك الخارج بصدقية النتائج.
2. الانقلابات: تعتبر الانقلابات العسكرية السلمية والدموية من الآليات المتبعة في تغيير نظم الحكم. وهذه الانقلابات — مثل كل شىء إنساني — لها وجهان؛ أحدهما إيجابي والآخر سلبى؛ فالانقلابات الإيجابية تلك التي تأتى من أجل الإطاحة بنظام فاسد ديكتاتورى أو "سلبى" لوضع نظام حكم "إيجابى". وإن كانت هذه الانقلابات — في الغالب — تأتى بنظم أسوأ من التي تلك التي تمت الإطاحة بها. كذلك هناك الانقلابات السلبية؛ والتي تطيح بنظم حكم جيدة من أجل تحقيق مصالح فئة محدودة؛ هي الفئة التي نفذت أو حرضت على الانقلاب، ومن يدعمونها من قوى في المجتمع.
3. توريث الحكم: يعتبر نقل الحكم عن طريق الوراثة إحدى الطرق التي تتبع في المجتمعات الإنسانية سواء تلك التي لها وحدة سياسية — الدولة — أو تلك التي تقتصر وحدتها على الطابع الاجتماعى؛ مثل القبيلة، والعشيرة. وتشيع هذه الطريقة في المجتمعات السلبية التوجه؛ إذ أنها تكرس السلطة في يد فئة معينة تتوارث الهيمنة، والسيطرة حارمةً الفئات الأخرى من الدخول في لعبة الحكم، وممارسة السلطة. إلا أن هذه الوسيلة توجد في المجتمعات الإيجابية أيضًا، ولكن في المجتمعات ذات الوحدة الاجتماعية فقط؛ حيث من النادر أن نجد دولة نظامها ملكي تحظى برضى غالبية الشعب. والأمثلة على هذه الحالات قليلة بالفعل في كتب التاريخ.
4. الثورات الوطنية: أيضًا نرى دورًا كبيرًا للثورات الوطنية في نقل الحكم من يد فئة إلى يد فئة أخرى أقدر على إدارته — من وجهة نظر مفجري الثورة — من الفئة التي وجهت الثورة ضدها. وكما في الانقلابات، فإن الثورات قد تحدث في مجتمع إيجابي أو سلبي، وتنقل المجتمع إما باتجاه إيجابي أو سلبي أو تزيده سلبية. لكن الثورات لا تحدث أبدًا في مجتمع إيجابي؛ كى تزيده إيجابية. وتختلف فكرة الثورة عن فكرة الانقلاب؛ فالثورة تقوم بها فئات مختلفة من الشعب، وتكون في الغالب جماهيرية، إما الانقلاب فلا يطلق إلا على حركات التغيير التي يتزعمها الجيش. لكن هناك حالات يتحول فيها الانقلاب إلى ثورة مثل الثورة المصرية عام 1952م. والتى بدأت بحركة من الجيش سرعان ما نالت التأييد الشعبى؛ فاستحالت ثورة كاملة أطاحت بحكم ملكى وأتت بنظام جمهورى. وذلك بعد ما ثبت من أن أثارها كانت أثارًا ثورية لا مجرد انقلاب عسكرى.
كانت هذه أبرز الوسائل التي يمكن أن تستخدمها المجتمعات من أجل إحداث حركة سياسية لتغيير نظام، ووضع نظام أخر لحكم المجتمع. وإن كانت هناك العديد من الوسائل الى تتبع في ذلك كاستخدام سلطات الاحتلال لسلطة وطنية في حكم الدولة والمجتمع، وما إلى ذلك لكن الوسائل المذكورة هي الأبرز في عالمنا.



#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع المدينة الفاضلة.. على سبيل التبسيط
- نظرة في أصل المفاهيم... العلاقة بين الحضارة والثقافة
- نظرة في أصل المفاهيم... الرومانسية
- الرجل الذي لَم يَنَمْ جيدًا
- الرجل الذي لَم يَنَمْ جيدًا (1) رواية قصيرة مسلسلة
- عبد الناصر ورأسمالية الدولة... فرصة الاشتراكية المهدَرة
- الماركسية والخيال العلمي... خطأ في النظرية؟! أم حملة رأسمالي ...
- كاوتسكي والمشهد في مصر... بين التنظيرات الماركسية والوقائع ا ...
- إلى بيروت.. هل ما زالت حقًّا سِتَّ الدُّنيا؟!
- أطفال روسيا... لماذا تجاهلهم -الضمير- الأمريكي؟!
- حصاد الربيع (لمحة من ماضٍ لا يزال يطبع الحاضر)
- لقاء في فارسكور
- إلى حين...
- الفكر المادي في الحضارة الفرعونية... هل أخطأ ماركس التقدير؟!
- هل كان أفلاطون ماديًّا؟!
- نظرة تصورية على العناصر التي تسهم في تشكيل المجتمع
- ماركس الإغريقي... لمحات خاطفة عن التأثيرات الإغريقية في فكر ...
- دور اللغة في تشكيل المجتمعات
- البستان
- الثقافة كمنتج اجتماعي، والعوامل التي تؤثر فيها


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين محمود التلاوي - الآليات التي يضعها المجتمع من أجل تنظيم شؤونه - 1- انتقال السلطة