أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين محمود التلاوي - هل كان أفلاطون ماديًّا؟!














المزيد.....

هل كان أفلاطون ماديًّا؟!


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 6578 - 2020 / 5 / 30 - 18:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل كان "أفلاطون" ماديًّا؟! ربما يبدو السؤال للوهلة الأولى مجافيًا لكل ما هو معروف عن فلسفة أفلاطون المثالية، وعالمه المكون من المثل والذي يحكم عالمنا الحسي المادي. ولكن ببعض التدقيق يمكن للمرء أن يجد في السؤال بعض المنطق ويكتشف حجية فيه.
في العجالة التالية سوف نحاول إيجاد مبرر السؤال والحجية الكامنة وراءه إلى جانب محاولة الإجابة عنه بطبيعة الحال.

ما المبرر للسؤال؟!
يمكن تلخيص الفكرة العامة لفلسفة أفلاطون بخصوص بالإدراك في العبارة التالية: "هناك حقائق ثابتة هي موضوعات للفكر الخالص في عالم المثل الكامن وراء عالمنا المادي المحسوس الذي يحوي تمظهرات مادية لتلك الموضوعات الفكرية التي يسميها المثل".
ليسامحنا التاريخ والفكر والفلسفة على هذا التبسيط شديد الإخلال لفكرة فلسفية كان لها دورها في توجيه الفكر العالمي. ولكن عدم الرغبة في الدخول في تفاصيل هي الدافع؛ فالدافع الرئيسي للكتابة لدى كاتب هذه السطور هو تبسيط المعرفة وتقديم ألفبائيات الموضوعات التي يتكلم عنها بما يساعد على بسط أساس يمكن البناء عليه فيما بعد.
المبرر يكمن في سؤال أراه مشروعًا؛ وهو: "من أين جاءت المثل؟". من أين جاءت الحقائق الثابتة الفكرية المثالية الكامنة في ذلك العالم؟! هذا السؤال شديد المشروعية؛ لأن أفلاطون لم يقدم وسيلة توضح كيفية انتقال الأفكار من عالم المثل إلى العالم المادي. ما الأداة التي نقلتها؟! هو لم يقل إن الآلهة التي نقلتها إلى عقول البشر.
إذن مسألة كيفية انتقال الأفكار من عالم المثل إلى العالم المادي المحسوس لم تتحدد بشكل قاطع عند أفلاطون؛ من ثم يمكن السؤال إذن: هل كانت فلسفة أفلاطون في جوهرها مادية؟!

هل يمكن القول بـ"مادية أفلاطون"؟!
نعيد القول إن أفلاطون قال بوجود مثل لها صور في العالم المادي الحسي، لكنه لم يوضح كيفية انتقال المثل هذه إلى إدراك الناس.
كيف تشكلت المثل؟! سؤال مشروع... هل وضعتها الآلهة في عقول البشر؟! هل نقلتها الآلهة إلى العالم الحسي؟! لم يقل أفلاطون بذلك.
الحل هو أن هذه الأشياء المادية موجودة من قبل إدراك البشر لها. يمكن النظر إلى هذه العبارة باعتبارها رفضًا لفلسفة أفلاطون؛ وهو أمر فعله الكثير من الفلاسفة من قبل، وإن كنت لا أقول إن فيلسوف، ولكنه أقصد أنه أمر حدث من قبل
ما الجديد إذن؟!
يمكن القول بوضوح وقطعية: عندما قال أفلاطون بوجود المثل، كان ينطلق من الواقع المادي؛ فهو قد تصور المثل والصور الفكرية الخالصة والعالم المثالي ككل انطلاقًا من إدراكه الحسي نفسه للواقع المادي؛ فالمدركات المادية هي الأساس الذي انطلق منه أفلاطون في رسم تصوراته المثالية.
إذن بدأ أفلاطون بالمدرك الحسي ليرسم عالمه المثالي ليقول إن ذلك العالم المثالي هو الأساس الذي تأتي منه مسميات الملموسات المادية.
كذلك لو سلمنا بصحة ما قال أفلاطون، لقلنا أمرين؛ الأول إنه ما كان ليدرك وجود العالم المثالي لولا العالم المادي؛ فالعالم المادي هو الدليل على وجود العالم المثالي. والأمر الثاني أنه لولا العالم المادي ما كان لعالم المثل أن يعقل أو يدرك أو يوجد.
العالم المادي هو الدليل على وجود العالم المثالي، وكذلك العالم المادي هو سبب كشف العالم المثالي؛ فلا معرفة بالمثالي لولا المادي.
ألا يحق لنا أن نتشكك بعد هذا في أن العالم المادي هو الأساس الذي قام عليه العالم المثالي في تصوراته الكلية؟! أن نعتقد أن العالم المادي هو أساس وجود العالم المثالي؟! ألا يحق لنا أن نقول إنه قد جرى استخلاص الكليات من العالم المادي لتصبح مثالية فكرية خالصة لتحكم العالم المادي في تطوراته المحسوسة اللاحقة؟! فقط وسيلة لوضع المسميات؟!
أعتقد أنها كلها أسئلة مشروعة يمكن القول إن الإجابة عنها بنعم هي أيضًا من الأمور المشروعة.
كان منطلق أفلاطون ماديًّا؛ فهو انطلق من العالم المادي ليرسم تصوراته المثالية ويقول إنها الحاكمة للعالم المادي وصورة كلية فكرية خالصة له.
مرة أخرى نتساءل: هل كان أفلاطون ماديًّا؟! أو يمكن التساؤل بصورة أفضل: هل كان مرتكز تفكير أفلاطون المثالي ماديًّا؟!



#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة تصورية على العناصر التي تسهم في تشكيل المجتمع
- ماركس الإغريقي... لمحات خاطفة عن التأثيرات الإغريقية في فكر ...
- دور اللغة في تشكيل المجتمعات
- البستان
- الثقافة كمنتج اجتماعي، والعوامل التي تؤثر فيها
- مفهوم المجتمع... ما المجتمع؟!
- الثقافة وموقعها في المجتمع
- نظرات على بعض النظريات التي فسرت نشأة المجتمع وتطوره
- بالأمس كنت معكِ... أدب -رحلات- داخل الذات
- بين -ميكيافيللي- و-ثامسطيوس-... هل نتذكر -بيدبا- كذلك؟!
- ناديجدا كروبسكايا: المتطوعون الصغار (مقال مترجم)
- ألا يزال المواطن المصري الرقمَ الصعبَ؟!
- رباعية قصيرة للغاية -من وحي القمر والسماء-
- جورجي بليخانوف: الاشتراكية والأممية (مقال مترجم)
- نيكولاي بوخارين: عصر الإنجازات الكبرى (مقال مترجم)
- زريف الطول والعلامة السرية (مسرحية من فصل واحد)
- نيكولاي بوخارين: الجيش الأحمر والثورة المضادة (مقال مترجم)
- أم سكر
- نيكولاي سميتانين: من يدير الصناعة السوفييتية؟ (كتيب كامل مُت ...
- بلاك فرايداي... وايت فرايداي... المجتمع لوحةً والاقتصاد رسَّ ...


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين محمود التلاوي - هل كان أفلاطون ماديًّا؟!