عاش القائد الضرورة عاش الزعيم الأوحد

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7169 - 2022 / 2 / 21 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

(بالروح بالدم نفديك يا زعيم) كان هذا الشعار من أكذب الشعارات التي صدحت بها الجموع الغفيرة المنساقة وراء رغبات الطغاة من المحيط الى الخليج. .
بالروح بالدم نفديك يا معمر، ونفديك يا مبارك، ونفديك يا نميري، ونفديك يا صدام، ونفديك يا عرفات. .
هكذا ارغموا شعوبهم على التبرع بدماءهم وأرواحهم فداءً للزعماء الذين حكموهم بالحديد والنار. .
لم نر عربياً واحداً ضحى بنفسه دفاعا عن هذه الحفنة البالية من الزعماء. وكان هذا الشعار من أكذب الشعارات وأكثرها زيفاً ونفاقا. بينما كان الحكام الذين استولوا على السلطات بالقوة يتراقصون طربا عند سماعهم الشعارات، بل كانوا يجمعون الموظفين وتلاميذ المدارس، ويحتجزونهم في الساحات لكي يهتفوا للزعيم الاوحد والقائد الفذ، الذي كانت مصلحته ومصلحة أسرته فوق مصلحة الشعب، كان لا يعبء أبدا بالعباد والبلاد. فأرواح المتظاهرين أرخص عند الزعيم المفدى من أن يفكر بها، بل إنها قد تكون وسيلته للتسلي، لطالما كان إزهاق هذه الأرواح حجر الأساس لصعود درجات سلم الزعامة، ولطالما كانت برخص التراب بدعوى الذود عن تراب الوطن. .
فما الذي تغير الآن ؟، وهل تعلمنا الدروس المستنبطة من تاريخنا الأسود ؟.
الجواب: كلا طبعاً، فقد ظل الحال على ما هو عليه، وازدحمت شوارعنا لتمجيد الزعماء الجدد. .
وما الطاغية إلا إنسان مستبد, لا يملك قوة ولا سلطاناً، لكن الجماهير الغافلة هي التي سمحت له بالركوب فوق ظهرها, وهي التي مدت له أعناقها, وهي التي أحنت له رؤوسها، فتسلط عليها, وهي التي تنازلت له عن حقها في العزة والكرامة فطغى وبطش. .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل