أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - من يقف وراء تصعيد الأزمة الأكرانية ولماذا؟














المزيد.....

من يقف وراء تصعيد الأزمة الأكرانية ولماذا؟


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7168 - 2022 / 2 / 20 - 19:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من نافلة القول أن الولايات المتحدة تتمتع بأكبر أمبراطورية أخطبوطية في العالم، وهي لا تمتلك وسائل وتقنيات الأكثر تطوراً في الإعلام العالمي فحسب، بل ومازالت السباقة دوماً في تطويرها، وهي بهذه الميزة فإنه لامجال لمقارنتها في هذا الميدان بغريمتها روسيا بأي حال من الأوال، وإذا كانت الوسائل الإعلامية بمختلف ضروبها هي أبرز أسلحة الحروب النفسية بين الأعداء، فإن ميزان التسلح الإعلامي بين روسيا وأميركا تميل الكفة فيه لصالح الولايات المتحدة ذات الأمبراطورية الجبارة بأخطبوطها الإعلامي الشارب في القارات الخمس، وذات القدرة أيضاً في التأثير على وسائل الإعلام العالمية غير الأميركية في ضخ المعلومات الخبرية والدس في صياغتها وبين سطورها بهذا القدر أو ذاك من الجرعات .
ومن هنا فلا غرابة إذا ما صدّق العالم بأن أوكرانيا معرضة برمة أراضيها لغزو روسي أستناداً إلى تضخيم وتهويل حجم الحشود الروسية- الأوكرانية.في البداية قدرت واشنطن تلك الحشود ب 100 ألف جندي روسي ،ثم رفعت الرقم إلى أكثر من 100 ألف، ثم رفعه الرئيس بايدن أخيراً إلى أكثر 150 ألف جندي، ومازالت المزايدات على هذا الرقم تتوالى تباعاً حتى وصل إلى 200 ألف جندي أو أكثر! وبموازة هذا التهويل في حجم الحشود يجري تهويل آخر من خلال اغراق إعلامي متواتر عن توقيت " الغزو " حتى بلغ درجةً من الهذيان أن حدده الرئيس الأميركي في يوم الأربعاء 15 فبراير الماضي! ولم يبق سوى أن يعلمنا بساعة الصفر لإنطلاقه . هذا لا يعني بطبيعة الحال أن لاوجود لحشود عسكرية روسية، لكن المؤكد ليست بالصورة المضخمة من قِبل الإدارة الأميركية التي نتقل عنها وتضيف المؤسسات والوكالات الخبرية التي تشكل أمبراطوريتها الإعلامية!
أكثر من ذلك فإن أوساط سياسية نافذة داخل الولايات المتحدة نفسها لاتوافق أسلوب التصعيد الذي تلجأ إليها الإدارة الأميركية في الأزمة الأوكرانية المحتدمة حالياً، وتبدي خشيتها من توريط البلاد في حروب خارجية جديدة. وطبقاً لتقرير ل BBC نُشر قبل أيام فإن ثمة ناخبين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي والذين تجذبهم شخصية الرئيس الروسي بوتين يسعون إلى إفشال خطط الرئيس بايدن الرامية إلى توتير الأزمة الأزمة الأوكرانية بأعلى مستوى ، ويشاركهم في هذا القلق ناشطون من اليمين المتطرف واليسار يتهمون بايدن بأنه هو من يقرع طبول الحرب في اوروبا، دع عنك صقور الحزب الجمهوري المعارضين لإدارة بايدن، وصرح أحدهم(جوناثون اريكسون):" لسنا بحاجة للتدخل في كل نزاع صغير" بينما أبدى الإعلامي الكبير سهراب أحمري تفهمه لمخاوف روسيا من حشود"الناتو" على حدودها مع البلدان أوروبا الشرقية المجاورة لها والتي كانت حليفة لها قبل أنهيار الأتحاد السوفييتي. والواقع أن هذا الوضع الجيو سياسي الناشئ منذ أنهيار الأتحاد السوفييتي في 1991 شكّل ومازال يشكل جرحاً غائراً لكبرياءالقطب الروسي وبرز بوجه خاص منذ تولي الرئيس القوي الحالي فلاديمير بوتين الحكم مطلع الألفية والذي وإن يقود روسيا بفكر رأسمالي جديد إلا أنه ذو أحساس وطني مرهف بأن ما جرى لوطنه ليس أسقاط وأذلال لنظام سياسي بل مس واذلال للكرامة الوطنية الروسية .
والحال أن الولايات المتحدة مافتئت تعمل حثيثاً على تقويض مصالح روسيا كوريثة للاتحاد السوفييتي السابق ، فلم تكتفِ فقط بضم أكبر عدد من الدول الاشتراكية السابقة- وبضمنها جمهوريات الأتحاد السوفييتي- إلى حلف الناتو، بل وإمعاناً في إذلال روسيا وتحجيم نفوذها عملت على انشاء قواعد في وحشد قوات الناتو على حدود تلك الدول مع روسيا؛ بما يهدد أمنها القومي فعلياً كقوة عظمى،كما عملت واشنطن أيضاً على تخويف حلفائها الاوروبيين -وخصوصاً ألمانيا- من تبعات أعتمادها على الغاز الروسي- سياسيا وأقتصادياً، وكل ذلك يدلل على أنها لم تغادر نشوة الشماتة على روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ، ولم تتخل أيضاً عن نظرتها الفوقية إليها كدولة عظمى مهزومة غير ندة لها كما كان الحال زمن الحرب الباردة، دون أن تحسب لقوة نهوضها الجديدة منذ مطلع الألفية بقيادة رئيسها الحالي القوي فلاديمير بوتين ولا لمصالحها الأمنية المشروعة، ومن هنا بالضبط يمكن فهم الأسباب الخلفية لأشتداد الأزمة الأكرانية بعدما كانت خامدة -إلى حدما- خلال السنوات الخمس الماضية منذ ضم روسيا -المجروحة الكبرياء- لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014، فأخذت واشنطن تعمل بلا كلل على ترغيب اوكرانيا للأنضمام إلى حلف الناتو، وهي أكثر جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق تربطها مع روسيا روابط ووشائج قوية تاريخية ثقافياً واجتماعيا ومصاهرةً منذ العهد القيصري . وإمعانا في التصعيد وتصوير الغزو بأنه بات وشيكاً وواقع لامحالة سحبت دبلوماسيها منها.
والحال إن الرئيس بايدن له مصلحة بدوره من التصعيد مع روسيا للتعويض داخلياً عن هزائمه وأخفاقاته المتعددة خلال سنة واحدة فقط من حكمه، ومن ثم حاجته لاشغال شعبه بقضية خارجية بعد تفاقم المشكلات السياسية والمعيشية والافتصادية الداخلية التي يعاني منها الشعب الأميركي، وأخطرها الانسحاب الفوضوي المذل لبلاده -كقوة عظمى- بقيادته من افغانستان والذي فاقم من مآسي هذا البلد بوصول طالبان للسلطة قبل إتمام الانسحاب نفسه! في حين أن الرئيس الروسي بوتين هو الآخر يواجه نفس المشكلات مع شعبه في الداخل ويأمل باشغاله هو الآخر بقضية خارجية سواء أفضت إلى نشوب الحرب بين البلدين أم لم تفض إلى ذلك ، وبالتالي إنما وجد ضالته في هذه الأزمة، فإذا ما خرج منها منتصراً سياسيا أو عسكريا فإنه سيوظف هذا الانتصار حتماً لتعزيز شعبيته -كبطل قومي- أمام الناخبين في الانتخابات الرئاسية القادمة 2024 للفوز فيها لولاية خامسة بعد عُدل الدستور ليسمح له بذلك ! .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقف وراء تخريب تمثال الأمير عبد القادر؟
- حزب الله ودروس الحرب الأهلية اللبنانية
- ايران وحزب الله والقضية الفلسطينية .. والمطالب الإصلاحية الد ...
- الشمولية وعبادة الزعامات العربية
- ماذا لو عاش عبد الناصر سنة إضافية ؟
- دور التفكير الشمولي في نبذ الرأي الآخر
- مأساة العالم السوفييتي كوروليوف
- نجيب محفوظ .. الولادة المتعسرة وإشكالية التسمية
- أزمة قرداحي والتعايش السلمي بين الدول العربية
- الانتخابات وخذلان أنتفاضة تشرين
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 2- 2 )
- نحو تجديد ألق الراية الحمراء ( 1 )
- لغز - أولاد حارتنا -
- الأمبريالية الأمريكية بين كابول وسايجون
- من يعرقل الانسحاب الأميركي من العراق ؟
- لكي لا تقع المحرقة النووية الشاملة
- اليسار العالمي ومئوية الشيوعي الصيني
- فضيحة فضائح السلطة الفلسطينية
- الدروس الملهمة لنضال والدة الشهيد الوزني
- إعلام النكسة مازال حاضراً


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يُطالب سكان بعض مناطق رفح بـ-الإخلاء الفوري ...
- شاهد لحظة مداهمة الشرطة الإسرائيلية مكتب قناة الجزيرة القطري ...
- شاهد: حرب غزة تخيم على احتفالات عيد الفصح في كنيسة القيامة ف ...
- شاهد: جنود أوكرانيون يحتفلون بعيد الفصح على جبهة القتال في د ...
- شويغو: التشكيلات المشاركة في العملية العسكرية الخاصة تتقدم ب ...
- الجيش الإسرائيلي يدعو الفلسطينيين لإخلاء مناطق محددة في رفح ...
- تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال ...
- كيف ينظر الداخل الفلسطيني لقرار إغلاق مكاتب الجزيرة؟
- بعد طي صفحة الانتخابات.. لماذا تحتاج تركيا لدستور جديد الآن؟ ...
- إسرائيل تبدأ إجلاء السكان تمهيدا لاجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - من يقف وراء تصعيد الأزمة الأكرانية ولماذا؟