أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - إنها ليست قباحة وزير، وانما قباحة طبقة!














المزيد.....

إنها ليست قباحة وزير، وانما قباحة طبقة!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7167 - 2022 / 2 / 19 - 12:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(رد على حديث وزير الدفاع العراقي)

"شوف راح اقول لك شغلة، احنا جيش، احنا ما نمشي بطلبات المستمعين، احنا جيش ما عدنا ديمقراطية، احنا عدنا طاعة عمياء، انا اخطط لك واسوقك وتستشهد وانت الممنون (!!)، (لانه) انت متطوع لحماية بلدك. احنا عدنا في الحالة الاعتيادية، في حالة السلم،
عدنا نسبة خسائر 5% اما في الحرب ...(الحساب مفتوح-بالمعنى)...".
أعلاه هو رد وزير الدفاع (جمعة عناد) على سؤال في مقابلة اجريت معه في برنامج "المحايد" من على الاخبارية العراقية يوم 24 كانون الثاني.
حين تنظر لهذه التعجرف والهراء، سترى أية قيم بالية وأي مستنقع تغرق به هذه السلطة. انها قيم البداوة، جلافة البداوة وعنجهيتها الفارغة. البداوة بكل ما تتضمنه من بعد عن الحضارة، عن التمدن، الثقافة، الفنون والآداب، العصرية وارتفاع شأن الانسان وقيمته، فـ"الانسان اثمن رأسمال" هي من قيم المدنية والحضارة والرقي الانساني. ولان قساوة حياة البداوة وعرضتها للمخاطر والموت اليومي لأتفه الاسباب هو شيء يومي، فان صاحبنا يتعامل مع "الجندي"، مع انسان دفعته ظروف الحياة لمثل هذا الوضع، وفق هذا المنطق صرفاً. بداوة تتفاخر بالقتل، الموت، السلاح والاستهتار بالأخرين.
حين تسمع كلام عديم الانسانية هذا تعرف ان قدما الوزير لم تطأ بعد مجتمع عصري، مجتمع قامت البشرية بنضالاتها، وفي مقدمتها الطبقة العاملة والتحررين الاشتراكيين، بفرض الكثير من الحقوق والحريات على الطبقات الحاكمة، البرجوازية. عالم بلغ وفرض حرية التعبير، حرية الراي، حرية العقيدة، حق الاختيار، احترام الجسد وعدم التطاول عليه و...قائمة طويلة من حقوق الانسان وحرياته.
"انا اخطط لك واسوقك وتستشهد وانت الممنون"! انها مرحلة العبودية. تقتله وهو الممنون؟! من اين اتى بكل هذا القبح؟! بكل هذا التعالي وانعدام الانسانية؟ فلشدة قباحته وعنجهيته لا يغطي هذا الامر، لا يتحدث مثلاً، حتى ولو بصورة كاذبة، عن "مثواه في الجنة"! انه استهتار صارخ بقيمة الانسان والبشر. وفق منطق صاحبنا هذا، المتطوع متطوع، نعطيه مالاً لنعمل به ما نشاء، نسوقه، نقتله، .... انه متطوع! ليس بإنسانٍ لا عائلة لديه، لا اطفال، ام، زوجة، حبيبة، اصدقاء، محبين، ليس له اي شيء يربطه بمجتمع، بإنسانية، "طالع من فطر الكاع!". ليس لديه احساس، لا مشاعر، لا أماني وتطلعات، ليس له صلة بمقولات مثل فرح، رغبة، سعادة، اختيار، حياة افضل، غد مشرق و....كائن عديم الاحساس والقيمة و....كائن لا يملك شيء مادياً او معنوياً، تم افراغه من كل شيء!
لماذا يرمي به للموت، و"المتطوع" الممنون؟! لأنه تطوع لديه براتب هو ليس من جيبه، راتب من ثروات المجتمع نفسه، راتب هو حقه لأنها من ثروات مجتمع يعيش فيه. لم يدفعه هذا المعتوه من جيب والده! أ يظن هذا المتعالي لو كان للإنسان ضمان بطالة كاف، أ يرد على تحية جمعة؟! لا اعتقد!
لا يأتي احد متطوعاً لـ"حماية الوطن". انها كذبه ما بعدها كذبه. افقروه، جوعوه، جعلوه يتحسر على الخبزة، صادروا كل سبل العيش منه، دفنوه في آلام ومعاناة يومية وهو يرى طفله جائع، امه بحاجة لدواء، زوجته تريد ان تعيش كسائر البشر. لا ضمان اجتماعي، لا ضمان بطالة، لا دولة مسؤولة عن حاجات المواطن وعيشه وادامة حياته وحياة من يعيلهم، لم يبقوا سبيلاَ امامه سوى ان يتطوع في الجيش او مليشياتهم كي يعيش!! لم يبقوا امامه خيار. فكذب من قال انه اتى لحماية وطن لا يعرف يومه، فكيف الحال بغده ومستقبل اطفاله؟!
"التطوع" هو سبيل من لا خيار له. وفر له ضمان البطالة، يأتي للتطوع من اجل اكبر خديعة في التاريخ قامت بها الطبقات الحاكمة، باسم الوطن لتتحول دماء الكادحين الى ثروات في جيوب تلك الطبقات؟! "الوطن" هي تلك الجغرافية التي ثرواتها وامكاناتها واقتصادها واستغلالها تحت تصرف طبقة حاكمة. "الوطن" و"حرمة الوطن" يعني ذلك الحيز الجغرافي الذي ليس بوسع الاخرين، برجوازية الطرف او البلد الاخر، ان يتمادوا عليه، يتحكموا بثرواته ويقرروا على مصيره واستغلال قاطني تلك الرقعة. ومن هنا تأتي قدسية "الوطن". من اجل هذا الوطن، مصالح طبقة في حيز ما، تنحر رقاب المتطوعين، رقاب من لا حيلة لهم ولا سبيل، وليس رقاب ابناء الطبقات المالكة. فهؤلاء يستمتعون بثروات المجتمع التي دفع ابناء الطبقة العاملة والكادحين حياتهم ثمنا للوطن ولديمومة رفاه تلك الطبقة الطفيلية وتنعمها بـ"خيرات الوطن". انهم يكذبون بصلافة حين يتحدثوا عن "وطننا"! انه وطنهم! وطن الطبقة الحاكمة وممثليها السياسيين الذين مهمتهم هو السهر على تراكم ارباح وثروات هذه الطبقة! ومهمة الجيش لا تتعدى هذه. اي صيانة "الوطن" من تطاول الاخرين، الاعداء، من يريدوا ان ينتزعوا قطعة ما ليتحكموا هم وليس غيرهم بها وبثرواتها واستغلال عمالها وكادحيها.
ليس الامر شخصياً. ان هذه ليست تصورات وآراء فرد، ولا تخلف واستهتار فرد. انها تصورات وآراء وتخلف واستهتار طبقة، الطبقة الحاكمة. ولهذا، ما لعمل تجاه سلطة امثال هؤلاء؟! انهم يمطرونك يومياً بألف برهان وبرهان حول انعدام قيمة وتردي مكانة الانسان عندهم. انهم يقولون لك بأكثر الاشكال وضوحاً ان العامل والكادح والمحروم، واجمالاً الاغلبية الساحقة للمجتمع ليسوا ببشر! وعليه، ثمة سبيل واحد لحياة افضل الا وهو كنس هذه السلطة بجمعة وامثال وغير جمعة وارساء سلطة تستند الى الارادة المباشرة للجماهير، سلطة لا مصلحة لها سوى الرد على حاجات الانسان في العراق!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية و-حجة قرداحي-!
- من فشل لفشل...!
- بصدد ما بعد إعلان نتائج الانتخابات وقرع الولائيين طبول الحرب ...
- أن تكونوا خلف القضبان، هذا ما تتطلع إليه جماهير العراق!
- بصدد خديعة -من تشرين الى تشرين-
- حول مقترح قانون الكاظمي الخاص ب -إعادة التجنيد الإلزامي-!
- -يقاطع!-... -يشارك!-، غدٌ مشرقٌ يبدأ من صفحة أخرى!
- تعديل المادة 57، والتباكي الكاذب على -حقوق الاباء-!
- بصدد مقاطعة الإنتخابات والبديل عنها!
- تكتيك قديم... وأهداف أقدم!
- قضايا من مجابهة الكاظمي-الحشد
- منْ أنتصر ومن الخاسر في هجوم إسرائيل على غزة؟!
- انها عنجهية وغطرسة اسرائيل!
- تكتيك مفضوح: الخزعلي وسعي للتسلل للناصرية عبر بوابة العشائر!
- اجرام ابشع كثيرا من -إجرام- الأم -الجانية-!
- أيةُ اهدافٍ يتوخاها استعراض -سرايا السلام- اليوم؟!
- من المسؤول.. من المستفيد ... وما الحل؟!
- بصدد اقتحام الكابيتول!
- لا يفيدكم! ترحلوا يعني ترحلوا!
- النزعة الايديولوحية اليساروية وانعدام البصيرة!


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - إنها ليست قباحة وزير، وانما قباحة طبقة!