أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - آدم الحسناوي - الرسول ريان: رسول في زمن كثُر فيه المدعون














المزيد.....

الرسول ريان: رسول في زمن كثُر فيه المدعون


آدم الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 7155 - 2022 / 2 / 7 - 23:14
المحور: المجتمع المدني
    


تابع العالم، ومعه نحن، بشكل جمّ، العمليات التي تمت مباشرتها لإنقاذ ريان أورام، منذ اليوم الأول. وعليه، فقد اقترنت تراجيديا مأساته بفانطازيا وفاته؛ وبتكهنات حول ملابسات الوفاة، وموعدها الدقيق.

لكن قصة ريان لم تأخذ بعدا تراجيديا وفانطازيا فحسب، ولا حتى بعدًا إنسانيا في الفهم التعاطفي للإنسانية. اقترنت حادثة ريان بما هو أعمق من ذلك؛ فقد وحدت الإنسانية جمعاء في قضية تتخطى كل الإيديولوجيات وكل الإثنيات. بل كانت قضية الطفل ريان أورام، بفعل طبيعتها الأممية، شبيهة بالميثولوجيا الدينية. فقد تشابهت الحادثة المأساوية، في طبيعتها التخليصية، بالرواية السنية المتعلقة بشق صدر رسول الإسلام محمد. بينما، وفي جانب آخر، يمكننا فهم طبيعة مأساة ريان وتضحيته بوجوده معنا، في شكل لا واعي، من أجل تخلصينا من الأنانية المقارنة بنا؛ بطبيعة وفاة رسول المسيحية يسوع، عندما حاول تخليص العالم من شروره بعدما قدم ذاته كفدائي للخطيئة المرتكبة في زمانه. لقد كان ريان رسولا، ولم يكن ريان الرسول، على غرار بولس الرسول، صاحب طرح الخلاص المقدس في العهد الجديد. فقد كان ريان بمثابة مخلص في صورة النبي، بدل تجسيد الراوي التي اقترنت ببولس الرسول. وعليه، فهذه جملة من القضايا التي عالجتها مأساة ريان أورام:
- كشف الطفل ريان أورام زيف شعار الإعلام المغربي، سواء الرسمي أو الالكتروني، في غيابه للموضوعية، وتعامله مع قضية تراجيدية بمحاولة تمجيد السلطة الرسمية. ولنا في تساؤلات -الصحفيين المغاربة!- الموثقة خير مثال على ذلك؛ حيث غابت أدنى مقومات المهنية، مع عدم مراعاة الظرفية، في محاولات لاستغلالها من أجل طرح بروباغندا معينة، لا الوقت وقتها، ولا المكان مكانها.
- لقد بينت حادثة وفاة ريان المأساوية الصورة القاتمة للمخزن، ذلك المخزن الذي عمل على الدخول في تحالفات جيواستراتيجية وسياسية جديدة، إضافة للتكلفة الباهضة التي قدمها للاستثمار في الدمار، وهنا الحديث عن التكلفة التي قدمها للاستثمار في التقنيات العسكرية، مقابل إهماله لحق الفرد في الحياة، عن طريق توفير معدات تتوخى التعامل مع هكذا حالات. هكذا تطرح تساؤلين مفادهما: ما الوظيفة الفعلية للدولة، كيف ما كانت طبيعة هذه الدولة؟ لو كانت الصدفة التي ألقت بريان في أحضان جبال الريف غيرت موضَعته ووُلد في مدينة الرباط، هل كنا سنعيش نفس المأساة؟
- غياب الوسائل التقنية الملائمة المساعدة في عملية إنقاذ ريان بواسطة الحفر. فرغم حداثة تكون سلسلة جبال، أي تكونها خلال نهاية الزمن الجيولوجي الثاني وبداية الزمن الجيولوجي الثالث، إلا أنه، حسب وجهة نظري، كان الأولى، في بداية عملية الحفر، استخدام المعدات التقنية المخصصة للحفر، بدل الاعتماد على الجرافات (التراكتور)، ومع تقدم عملية الحفر، واقترابها، خلال مرحلة الحفر العمودي من موضع الحفر الأفقي، يمكن مباشرة عملية الحفر باستخدام الجرافات تفاديا لانهيار التربة قرب موضع تواجد الطفل ريان. كانت العملية، ولو تمت بالشكل الصحيح، أنجع في اختزال المدة الطويلة التي استغرقتها عملية الإنقاذ.
- قامت حادثة ريان أورام بإصلاح لا واعي لما أفسده نظامان فاسدان براغماتيان حاولا، قدر الإمكان، عن طريق تحالفاتهما الجيوسياسية، فصل شعبين يشتركان في وحدة المصير والتاريخ والدين، فضلا عن اشتراكهما في المقدس الأممي، أي في إنسانيتهما. تم ذلك، بادئ ذي بدء، عن طريق الممارسات التي اقترنت بتغيير التحالفات الجيوسياسية، مقترنا، ذلك، بالقوى الإقليمية الصاعدة، والقوى الكلاسيكية، إضافة إلى محاولات الكيان الصهيوني التوغل، بشكل أعمق، في إفريقيا، التي اعتبرها المفكر الراحل سمير أمين، في فهمه لطبيعة نمط الإنتاج الرأسمالي، على ضوء الفهم الألتوسيري لإعادة إنتاج شروط الإنتاج، بالبذرة التي تحمل بداخلها بوادر إنهيار المنظومة الرأسمالية اللاإنسانية القائمة على تشييئ الأفراد. لقد بلور طرحه، ذاك، من خلال نظريته المركز والمحيط. هكذا، إذن، كانت مأساة ريان موحدة لشعبين تم فصلهما، بفعل ما ذُكر سابقا، عن طريق الإعلام اللامهني اللذان يتوفران على ترسانة منه، لخدمة أجندة معينة. إضافة إلى الجدل الذي دخلناه مؤخرا، والمتعلق بحرب الراپ بين البلدين الشقيقين.
- لقد تم توحيد الدول الناطقة باللسان العربي في قضية أبعد ما تكون عن الفهم الشوفيني للتوحد، داعين، ولو اختلفنا في طبيعة الدعاء، حول الرجاء في إنقاذ الطفل ريان أورام.
- لقد غابت قضية الغرب والشرق في مأساة ريان أورام، فلاحظنا غيابا تاما للتعالي الغربي في التعاطي مع المآسي المشرقية. فحملة التضامن مع ريان، والتغطية الإعلامية لقضيته، كذلك، انتشرتا كالنار في الهشيم.
- أختتم ملاحظتي بحجم التكافل الذي عرفته قضية ريان، تكافل محلي بغياب الفوارق الجهوية، عن طريق دمج جهود أفراد من مختلف أرجاء المغرب -ولنا في حكاية العم علي خير مثال. مقابل دمج الجهود التقنية والعلمية مع المجهود اليدوي، في محاولة للحفر بأقصى سرعة، حسب الرؤية اللحظية. كما لاحظنا تكاثفا أمميا، سبق ذكره، مع القضية؛ فقد تلقت، ربما، جميع الآلهة المعبودة في الأرض دعوات لإنقاذ الطفل ريان أورام.
لذا، لن نكون مزايدين باعتبارنا ريان رسولا مخلصا، في زمان كثر فيه الأنبياء والرسل، بين المدعين من العامة، وبين بعض أشباه المثقفين الذين أصابتهم، خلال مراحلهم العمرية المتقدمة، حالة أشبه بالهلاوس الجماعية.



#آدم_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب علي الصالح مولى، من التاريخ المنسي إلى التاريخ ...
- لماذا قضية التعاقد قضية أممية/طبقية؟
- بين التيفوس وكوفيد-19، قراءة تاريخية في تحديد طبيعة الموجة ا ...
- الجامعة المغربية .. من إنتاج المفكرين إلى إنتاج الغشاشين
- آخر متمرد
- الثورة الفرنسية من خلال كتابات حنة آرندت -نسخة منقحة-
- الثورة الفرنسية من خلال كتابات حنة آرندت
- قراءة مختلفة حول حرق العلم المغربي بباريس


المزيد.....




- ميقاتي: الكلام عن رشوة أوروبية للبنان لإبقاء النازحين على أر ...
- مسئولة أممية: المجاعة تنتقل من شمال قطاع غزة إلى جنوبه
- تعذيب مجندات بجيش الاحتلال رفضن الخدمة على حدود غزة: تذنيب ت ...
- ميقاتي يرد على حملة بوجود -رشوة أوروبية- لإبقاء النازحين الس ...
- عشرات المهاجرين يصلون إلى إنجلترا على متن زورقين من فرنسا
- كيف تحولت مظاهرة لغزة في جامعة إنديانا إلى نضال لحرية التعبي ...
- بالصراخ وسط الليل.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق
- حملة ترمب تركز على -المهاجرين- لتضليل الناخبين
- صحة غزة تطالب محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق في تعذيب واغتي ...
- جنوب السودان يلغي الضرائب التي أدت إلى تعليق عمليات الإنزال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - آدم الحسناوي - الرسول ريان: رسول في زمن كثُر فيه المدعون