أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسناوي - قراءة مختلفة حول حرق العلم المغربي بباريس















المزيد.....

قراءة مختلفة حول حرق العلم المغربي بباريس


آدم الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 6395 - 2019 / 10 / 31 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأونة الأخيرة ، أقدمت إحدى (المعارضات) للنظام المغربي بالخارج على إحراق العلم المغربي ، و قد كثر الجدل و الإستنكار من طرف مغاربة الداخل ، حيث اعتبروا أن هذا العمل ينم عن حقد دفين و لكن ...
لماذا هذه الضجة اليوم حول هذا الإحراق ، في هذه الظرفية بالذات ؟ .
هذا الإحراق الذي تم مؤخرا لم يكن الأول في العشر سنوات الأخيرة ، فقد عمد عدة معارضين للنظام السياسي المغربي إلى حرق العلم ، منهم أعضاء في حركة 18 شتنبر التي تنادي بانفصال منطقة الريف ، و قد تكررت هذه العملية كثيرا من طرف منتسبي هذه الحركة بالإقدام على حرق العلم المغربي ، خصوصا في ألمانيا و هولندا ؛ بالإضافة لحركة 18 شتنبر ، نجد حركة الجمهوريين المغاربة التي تنشط في كل من فرنسا و إيطاليا ، فقد قامت هذه الحركة بتوثيق عدة فيديوهات لحرق العلم المغربي ، منذ بروزها بعد 2o فبراير 2011 كمعارضة خارجية ، و لعل المرحلة الأبرز في حياة هذه الحركة هي التي شهدتها بعد إعتقال نشطاء الحراك الشعبي بالريف ، حيث أقدم نشطاء هذه الحركة على إحراق جوازات سفرهم المغربية و إحراق العلم أيضا ؛ لكن ، أليس غريبا أن تبرز هذه الضجة بهذه الكيفية بعد تظاهرة 26 أكتوبر المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين بباريس !؟ .
عندما نؤرخ للعلم المغربي ، سنجد أن المصادر و المراجع التي تتحدث عن العلم الحالي محدودة إن لم نقل معدودة على اصابع اليد الواحدة ، فالعَلم الحالي حديث الصدور مقارنة ببعض الأعلام ، حيث يعود صدوره للظهير الذي أَصدره السلطان-يوسف "ظهير 17 نونبر 1915" ، في هذه السنة كان المغرب يعيش تحت وطأة الحماية الفرنسية عقب معاهدة فاس 3o مارس 1912 ؛ إحمرار العلم كان موروثا عثمانيا ، لكن من خلال هذا الظهير تم إضافة الختم السليماني إلى العلم ، و هذا ماتؤكده بعض بالمراجع ككتاب الغاية من رفع الراية لمؤلفه عبد الله جراري الطبعة الأولى 1953 ، كما يمكننا العودة لإحدى مقالات التهامي الوزاني كذلك .
إذا فمن خلال ما سبق ذكره نجد أن العلم المغربي الحالي من مفرزات المرحلة الكولونيالية ، و بما أن مهمة السلطان يوسف (الذي تمت مبايعته تحت إشراف الفرنسيين بعد معاهدة فاس 1912) مجرد توقيع الظهائر فقط ، بل إن السلطان الذي سبق يوسف و هو السلطان عبد الحفيظ لم يكن إلا ممهدا لدخول الفرنسيين ، خصوصا بعد الإستنجاد بهم لقمع تمرد أحواز فاس سنة 1911 ، فيمكننا أن نؤكد بأن كل القرارات كانت تصدر عن الإقامة العامة بقيادة الماريشال هوبير ليوطي ، أما السلطان فمهتمه توقيع الظهائر المقررة من الإقامة العامة فقط ، و إن حدث و قام السلطان برفض التوقيع ستتم معاقبته ، و لعل نفي السلطان محمد بن يوسف سنة 1953 بعد رفضه توقيع أحد الظهائر أبرز مثال على طرحي ؛ العَلم الحالي لم يشر به للمغرب إلا بعد بروز ما اصطلح عليه الجناح السياسي للحركة الوطنية ، فالمغرب كان معروفا في عشرينيات القرن الماضي بعلم المقاومة الريفية ، بالإضافة إلى علم الحماية الإسبانية (علم أحمر به مربع في أعلاه على اليسار بالأخضر تتوسطه نجمة خماسية بيضاء) .
إذا فقد تم التأكيد بأن العَلم من مفرزات الحقبة الكولونيالية ، لن أتحدث عن الكومبرادورية بوصفها وليدة المرحلة الكولونيالية و إمتداد لها ، حيث سأكتفي بالحديث عن الأصول الكولونيالية للعلم .
لكن لماذا هذه الضجة في هذه المرحلة ؟
نشهد في هذه الأيام حراكا مجتمعيا في منطقة الشرق الأوسط الكبير ، من الجزائر إلى مصر فالسودان و لبنان و العراق إضافة إلى التجربة الديمقوقراطية التونسية ، أو ثمرة "الربيع العربي" ؛ إضافة للحراكات المجتمعية ، فأحد معتقلي حراك الريف الذين أرّقوا النظام السياسي المغربي "ربيع الأبلق" بلغ اليوم ال55 من "معركة الأمعاء الفارغة" ، فمظاهرة باريس عبارة عن تلبية نداء المعتقلين من طرف ريفيي الشتات ؛ في خضم هذه الأحداث تقوم الأنظمة في مختلف أنحاء العالم بمحاولة تشتيت الرأي العام أو الإلهاء كما عرض المفكر الأمريكي "نعوم تشومسكي" في مؤلفه "أسلحة صامتة لحروب هادئة (الإستراتيجيات العشر للتحكم في الشعوب)" ، فهذه الضجة التي أُحدثت بفعل فاعل أَبرز محاولة لتشتيت الرأي العام عن بعض القضايا المجتمعية ، لكن للأسف تتلقى هذه الدعوات الهامشية قبولا من طرف محدودي الإدراك إن لم نقل الجاهلين ، ممن ينساقون وراء كل طرح برز دون محاولة طرح علامات إستفهام حول بروزه ، أي دون إستخدام العقل ، فيتم استدراجهم كالقطيع من أجل تشتيت الرأي العام .
أما في ما يتعلق بالحادثة التي شهدتها باريس ، فغبي كل الغباء من يلبي نداء المعتقلين و يقوم بحرق رمز البلد الذي نادى من داخله المعتقلون لهذه التظاهرة ، حتى المعارضون الشرسون منهم ، فهذا العمل لن يزيد المعتقلين إلا أسى و بؤسا فوق بؤسهم و يأسهم ، و سيضرب وطنيتهم التي دافعوا عنها عرض الحائط ، بل سيزيد من تأزيم وضعهم ، و سيعمق الهوة بينهم و بين من سبق له معارضة الحراك المجتمعي بالريف ؛ لا بد أن هذه الحادثة أعمق مما هو سطحي ، وجب علينا قراءة مابين السطور لتبيان حقيقة الوضع ، و هذه محاولة لفهم الحادثة :
بعد الإعتقالات التي تعرض لها معتقلوا حراك الريف ابتداءا من يوم 2o17/o5/28 ، برز بشكل لافت مناصرون للحراك في الخارج ، حيث قاموا بإيصال صوت ريفيي المغرب إلى الأوربيين ، لعل الدفاع المستميت للنائبة الهولندية كاتي بيري عن معتقلي الحراك في البرلمان الهولندي و الأوربي أبرز مثال يوضح ذلك ؛ لكن ما يلفت النظر أكثر هو تغير خطاب بعض "ريفيي الخارج" من الدعوة لإطلاق سراح المعتقلين للدعوة إلى الإنفصال (دون الإنتساب لحركة 18 شتنبر) ، و هذا ما لا يخدم قضية المعتقلين مطلقا . إذا فمن المستفيد من تغير الخطاب ؟
لن أبالغ إن قلت أن النظام السياسي المغربي هو المستفيد أو بشكل أدق بعض "الفاعلين" داخل النظام السياسي ، ففي المرحلة التي تلت موجات الإعتقالات ، برز متضامنون مع الحراك من كل الأطياف ب"الدياسبورا" ، فاختلط الحابل بالنابل ، في خضم هذه المعركة قام هؤلاء الفاعلون بتجنيد بعض الجواسيس لخدمة أجندتهم و المساهمة في تغيير الخطاب ، و لعل أبرز ما يؤكد طرحي هو الإعتقال الذي أقدمت عليه السلطات البلجيكية في حق أحد المغربيات واصفة إياها بالتخابر و التجسس لصالح المغرب على المتضامنين مع المعتقلين ، حيث قامت السلطات البلجيكية بترحيلها ، باعتبار أن ريفيي الدياسبورا هم مواطنون مزدوجوا الجنسية أي حاصلون على الجنسيات الأوربية بجانب جنسياتهم المغربية ، و هذه الجاسوسة تسمى "كوثر فال" ابنة مدينة الفنيدق ، حيث كانت تقدم نفسها كسيدة مال و أعمال في الأوساط الأوربية .
من خلال ما سبق يمكننا التأكيد على أن هذا العمل يراد به مصالح دفينة ، عكس ما رُوّج في وسائل التواصل الإجتماعي ؛ لِفهم مَن مصدر الحادثة ، وجب علينا محاولة ربط الحادثة ب"المصالح البراغماتية" و "المستفيد الأكبر" ، لا يمكننا التعاطي بالعاطفة مع مثل هكذا أحداث ، لا بد من قراءة ما بين السطور ، و عند قراءة مابين السطور نجد أن الفاعلين الذين سبق ذكرهم أكثر استفادة من غيرهم .
أنا ضد حرق أي علم كيفما كان ، فالعلم يرمز لمكون ثقافي-هوياتي معين ، و الحرق يعبر عن حقد دفين يمكن أن يصل للتنكيل و الإبادة في حالة امتلاك الحارق القوة ؛ لكنني مع القراءة السليمة و الموضوعية للأحداث من أجل محاولة الإقتراب من الحقيقة و لو في صيغتها النسبية .



#آدم_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسناوي - قراءة مختلفة حول حرق العلم المغربي بباريس