أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - طبول الحرب في أوراسيا















المزيد.....



طبول الحرب في أوراسيا


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7155 - 2022 / 2 / 7 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حلف شمال الأطلسي، تهديد عسكري مستمر

ردّدت وسائل الإعلام الأمريكية، ومعها أوروبا واليابان وأستراليا، وإعلام صهاينة العرب وغيرهم، لعدة أسابيع مزاعم اقتراب موعد غزو عسكري روسي لأراضي أوكرانيا، بل نَشَرت وكالة "بلومبرغ"، وموقع صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم السبت، الخامس من شباط/فبراير 2022، خبرًا زائفًا بعنوان "روسيا تَغْزُو أوكرانيا"، مرفوقًا بصورة فوتوغرافية، وهو سيناريو أعدّته وكالة الإستخبارلات المركزية الأمريكية، بشكل مُسبق، لنَشْرِه في حال احتداد الصراع الأمريكي الرّوسي، في عملية تضليل شبيهة بكذْبَة "أسلحة الدّمار الشّامل" بالعراق، وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروف، قد دعت في ندوة صحفية، يوم الرابع من شباط/فبراير 2022، إلى ضرورة وقف الهستيريا الغربية ونشر المعلومات الباطلة والمزاعم حول نية روسيا بالهجوم على أوكرانيا، وقالت: " تهدف الحملة الإعلامية والسياسية للغرب إلى تلفيق أسطورة عن أعمال عدوانية روسية خيالية، وعن تهديد روسي مزعوم لأوكرانيا، وهي تصريحات مُخالِفَة لحقيقة الوضع على أرض الواقع، فروسيا لم تُهدّد ولم تُهاجم أراضي الغير، لكن يتم استخدام هذه التصريحات كذريعة لتكديس المزيد من المعدات العسكرية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بالقرب من الحدود الروسية، وربما للقيام بعمل استفزازي..."
تعمل الولايات المتحدة على بيع مزيد من الأسلحة لبلدان الخليج، بذريعة التّهديد الإيراني، ولبعض بُلدان آسيا بذريعة التّهديد الصِّيني، ولبلدان أوروبا الشرقية وآسيا الوُسطى (أو "الديمقراطيات الهَشَّة") بذريعة التّهديد الرّوسي، أما الأسلحة الأمريكية المتطورة فتُجْبِرُ الولايات المتحدة حلفاءها في "ناتو" على شرائها بأسعار مُرتفعة، خدمةً لِمُجَمَّع الصناعات العسكرية الأمريكية، بذريعة توحيد سلاح أعضاء الحِلف، وتوحيد معايير التّدريبات وتأهيل القيادات العسكرية، ما يُضيّق هامش استقلالية الإتحاد الأُوروبي (إن وُجِدَتْ رغبة في الإستقلال عن الإمبريالية المُهَيْمِنَة)، وما يجعل من مواقف الإتحاد مُطابقة لمواقف الإمبريالية الأمريكية، سواء بخصوص الكيان الصّهيوني أو الصّين أو روسيا أو أمريكا الجنوبية ومنطقة بحر الكاريبي...
أصبحت روسيا في حالة استنفار دائم، وفي وضع دِفاعي مُستمر، وأعلن النّاطق باسم الرئاسة الروسية: إن نَشْر وكالة "بلومبرغ" لهذا الخبر المُزَيّف "دليل على مدى خطورة التصريحات العدوانية لحكومات واشنطن ولندن وعواصم أوروبية أخرى، التي تَنْشُرُ جَوًّا من التّوتُّر ويمكن أن تُؤَدِّيَ إلى عواقب وخيمة"...
لا شَكَّ أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي صَمَّما هذا التّوتّر بهدف تعزيز وجودهما العسكري في أوروبا الشرقية، على حدود روسيا، وأوضحت الحكومة الروسية "إن السبب الرئيسي للتصعيد هو تصرفات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، اللذين يُغْرقان أوكرانيا بالأسلحة، ويُشجّعان حكومتها على استفزاز روسيا والقيام بمغامرات عسكرية..."
من جهته أكّد وزير خارجية أوكرانيا، يوم الإثنين 07 شباط/فبراير 2022، خبر زيادة حجم الدّعم السياسي والإقتصادي والأمْني والعسكري "الغَرْبِي" لحكومة بلاده "خلال الأشهُر الأخيرة" (بدون تحديد)، وتكثيف التّدريبات العسكرية، وحصُول الحكومة على "مُساعدات بقيمة 1,5 مليار دولارا، وعلى أكثر من ألف طن من الأسلحة، مُؤَكِّدًا بذلك صِحّةَ المعلومات التي نَشَرَتْها صحيفة "وول ستريت جورنال الأمريكية"، بتاريخ 06 شباط/فبراير 2022، عن إرسال دول حلف شمال الأطلسي، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، أسلحة وذخائر ومُعدّات حَرْبِيّة، منذ 22 كانون الثاني/يناير 2022، إلى أوكرانيا بهدف رَدْع روسيا، وأنشأت الولايات المتحدة جِسْرًا جَوِّيًّا لنقل الأسلحة والذّخائر من قواعدها ومن مخازن وزارة الحرب بأوروبا إلى أوكرانيا، ضمن "تحالف غير رسمي لعدّة دول من حلف ناتو، تقوده الولايات المتحدة، وبالإضافة إلى الأسلحة التي وصلت أوكرانيا عبر بريطانيا ودُوَيْلات بحر البلطيق (المتاخمة لروسيا)، أرسلت الولايات المتحدة، خلال أقل من عشرة أيام، 650 طنًّا من الأسلحة والمُعدّات الحربية إلى أوكرانيا، وهبطت ثماني طائرات شحن أمريكية في "كييف" (عاصمة أوكرانيا)، ولا تزال الأسلحة والمُعدّات تتدفّق من دول الحلف (ناتو)، عبر بولندا والتشيك وغيرها، وتتضمّن المُعدّات أسلحة صغيرة ومعدادتها (الرصاص وقطع الغيار) وذخيرة من عيارات مختلفة، وقنابل يدوية بسعات مختلفة، وخراطيش ذات عيار كبير، والذخيرة المضادة للدبابات، وتزامن إنشاء الجسر الجوِّي مع انتشار المزاعم (التي اختلقتها ورَوَجَتْها الولايات المتحدة) بشأن "زيادة الأعمال العدوانية الروسية على حدود أوكرانيا"، وهي المزاعم التي وصفتها حكومة روسيا بالخطيرة، والتي تُشارك دول الناتو ( بريطانيا وكندا وفرنسا وبولندا وتركيا وليتوانيا والتشيك وبلغاريا ورومانيا وإستونيا وغيرها) في ترويجها لتبرير عمليات تسليم معدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة مليارات الدولارات...

موقف انتحاري أوروبي؟
تَضَرّرت مصالح أوروبا واقتصادها جرّاء الإستفزازات الأمريكية لروسيا (وقبلها إيران والصين وغيرها)، ومع ذلك اصطفّت حكومات دول الإتحاد الأوروبي (معظمها عضو نشط في حلف شمال الأطلسي) وراء الموقف الأمريكي، وتُساهم في استفزاز روسيا، وبالخُصُوص ألمانيا التي اضطرّت إلى تأجيل تدفُّق الغاز الرّوسي، عبر خط أنابيب "نورث ستريم 2"، بل تُساهم حكومة ألمانيا في استفزاز روسيا، وأوْرَدَتْ وكالة الصحافة الفرنسية ( أ ف ب 06 شباط/فبراير 2022 ) أن المستشار الألماني "أولاف شولتس" أعلن يوم الأحد 06/02/2022 (قبل زيارة واشنطن) أن حكومة بلاده مستعدة لإرسال قوات عسكرية إضافية إلى دويلات البلطيق، وأوردت شبكة "إيه آر دِي" الألمانيا تصريحًا للمستشار "شولتز"، أعلن "نحن مستعدون للقيام بكل ما هو ضروري لتعزيز دَوْر ألمانيا في عمليات حلف شمال الأطلسي في دول البلطيق"، مع الإشارة أن ألمانيا تقود عملية الحلف في لتوانيا حيث تنشر نحو 500 جُنْدِي وضابط، وأعلنت وزيرة الحرب "إن حكومة ألمانيا تدْعُو إلى تعزيز دور حلف شمال الأطلسي في البلدان المُتاخمة لروسيا، وبالخصوص في لتوانيا"، أي بعيدًا عن المحيط الأطلسي، وأثارت هذه المواقف الرّسمية الألمانية انتقادات عديدة في الدّاخل، بعد أن ادّعى المُستشار عدم إرسال أسلحة إلى أوكرانيا وعدم تشجيع الدّعوات إلى الحرب، وجاءت التصريحات الأخيرة، بشأن تعزيز دَوْر ألمانيا في حلف شمال الأطلسي، مع التّأكيد على "استعداد ألمانيا لتجميد خط أنابيب الغاز (نورث ستريم 2) الرابط بين روسيا وألمانيا إذا غزت موسكو أوكرانيا..."، وذلك قبل لقاء المُستشار الألماني "أولاف شولتس" (الإثنين 07/02/2022) بالرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن" في واشنطن، لتَلَقِّي التّعْليمات الأمريكية، قبل لقائه في برلين (عاصمة ألمانيا) مع زعماء دول البلطيق، وقبل سفره إلى أوكرانيا وروسيا في وقت لاحق من شهر شباط/فبراير 2022، وكان الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" قد سبقه لجسّ النبض، بعد أن أرسلت روسيا وثيقة مكتوبة إلى الحكومة الأمريكية وقيادة حلف شمال الأطلسي، تطالب بضمانات أمنية واسعة النطاق، بينها عدم السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتعلن أنها لا تَسْعَى سوى لضمان أمنها، وبدل الرّدّ على الرّسالة الرّوسِيّة، يَدّعِي إعلام (بروبغندا) دول حلف شمال الأطلسي، بدون تقديم أي دليل، أن روسيا حشدت أكثر من مائة ألف عسكري عسكري على حدود أوكرانيا المُجاوِرَة، استعدادًا لغزْوِها...
من جهته تحادث الرئيس الفرنسي (الرئيس الحالي للإتحاد الأوروبي لفترة ستة أشهر، تنتهي في الثلاثين من حزيران/يونيو 2022) خلال يومي 05 و 06 شباط/فبراير 2022، مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ وزعماء دويلات البلطيق الثلاث (لتوانيا ولاتفيا وإستونيا)، ثم مع الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن"، لتلقِّي التّعلمات (الأوامر؟) قبل لِقاء الرئيس الرّوسي "فلاديمير بوتين" في موسكو، يوم الاثنين 07 شباط/فبراير 2022 "في محاولةٍ لِنزع فتيل الأزمة المتعلقة بأوكرانيا"، وسوف يذهب إلى أوكرانيا يوم الثلاثاء 08 شباط/فبراير 2022، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب.)، في نفس اليوم الذي يشهد لقاء المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأميركي جوزيف بايدن في واشنطن، كما أشارت وسائل إعلام أوروبية وأمريكية إلى زيارة وزيرة خارجية بريطانيا إلى روسيا يوم الخميس العاشر من شباط/فبراير 2022، وأعلنت وسائل إعلام بريطانية يوم السادس من شباط/فبراير 2022، "إرسال أكثر من مائة عسكري من قوات النخبة الخاصة البريطانية إلى أوكرانيا، لتقديم المشورة العسكرية للجيش الأوكراني"، بالإضافة إلى أكثر من 1500 من المستشارين العسكريين البريطانيين المتواجدين من قبل في أوكرانيا (كما في دُوَيْلات بحر البلطيق)، من وحدات الخدمة الجوية الخاصة (SAS) وخدمة القوارب الخاصة (SBS) وفوج الاستطلاع الخاص (SRR) ومجموعة دعم القوات الخاصة (SFSG) البريطانية، بحسب موقع صحيفة "ميرُور"، التي أضافت أن بعض المستشارين البريطانيين (وكذلك الصهاينة) يُدربون القوات الخاصة في الجيش الأوكراني على "مكافحة التمرد" والقنص وتنفيذ عمليات تخريبية، "وأرسلت بريطانيا كذلك طائراتٍ مُحَمَّلَة بمعدات عسكرية وأسلحة إلى أوكرانيا، وطرحت خطة لزيادة تواجد الناتو في شرق أوروبا، على خلفية التصعيد الحالي"، بحسب نفس الصحيفة...
بالتوازي مع هذه الحركة الدبلوماسية، أفَادَ موقع صحيفة "وول ستريت جورنال" (الإثنين 07 شباط/فبراير 2022) الأمريكية أن نحو ثلاثة آلاف "مُتعاون أمريكي" يعملون داخل أجهزة الدّولة في أوكرانيا، وأن الولايات المتحدة ودول حلف "ناتو" ترسل أسلحة وذخائر إلى أوكرانيا "لردع روسيا"، ولهذا الغرض تم إنشاء "جسر جوي"، من قِبَلِ الولايات المتحدة وتحالف غير رسمي من عدة دول في الناتو، مباشرةً إثْرَ موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن على تخصيص مساعدات عسكرية لأوكرانيا، يوم 22 حزيران 2022، وتجاهل موقف روسيا الرافض لحشْدِ المزيد من المعدات العسكرية للناتو بالقرب من الحدود الروسية، في انتهاك مباشر لاتفاقيات "مينسك "...
وجدت حكومة أوكرانيا نفسها في مأزق، فمن جهة تريد تعزيز علاقاتها مع الإمبريالية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، ومن جهة أخرى، تحاول تجنب إلحاق أضرار إضافية باقتصادها المُنْهار، وكتب وزير الخارجية الأوكراني "لا تصدقوا التوقعات المدمرة، فأوكرانيا لديها جيش قوي ودعم دولي غير مسبوق، يمكنُهُ -بشكل وقائي- إخافة العَدو (أي روسيا) ورَدْعِهِ..."، لكن تقارير وكالة الإستخبارات الأمريكية تُفيد أن الجيش الرّوسي قادر على تطويق العاصمة الأوكرانية "كييف" وإطاحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة...
جُذُور أزْمة أوكرانيا- للتذكير:
أشرفت الولايات المتحدة الأمريكية مرتَيْن، خلال عقد واحد، على انقلابيْن في أوكرانيا، ودعم مليشيات فاشية محلّية، تدربها وتُسلّحها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني واليمين المتطرف بأوروبا، وكانت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية "فيكتوريا نولاند" قد أشرفت على واحد من هذه الإنقلابات، وقادت انقلاب 2014 الذي أطاح في شباط/فبراير 2014، بحكومة أوكرانيا المنتخبة ديمقراطيًا، ما أدّى إلى انتشار المليشيات الفاشية، واستفزاز روسيا والتنكيل بالمواطنين الأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية، ولذلك تدخّلت روسيا في آذار/مارس 2014 وفي أيلول/سبتمبر 2014، ولذا فإن الأزمة الحالية، بدأت منذ شباط/فبراير 2014، بحسب محطة "بي إس بي" الأمريكية (07 كانون الأول/ديسمبر 2021)، وتتجاهل وسائل الإ‘لام ذِكْر الانقلاب الذي أثارته الولايات المتحدة والإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا "يانوكوفيتش" وحكومته، لأنه رَفَضَ برنامج مساعدات أوروبي وأمريكي (بواسطة صندوق النقد الدّولي والبنك العالمي) مَشْروط بإجراءات تقشفية، ووَافَقَ، بدلاً من ذلك، على برنامج روسي بدون شروط، وعند الإطاحة به، أبْرَزَتْ وسائل الإعلام صُوَرًا وأشرطة فيديو، تُظْهِرُ السناتور "جون ماكين" و"كريس مورفي" في "كييف" (عاصمة أوكرانيا)، مع زعيم المعارضة اليمينية المتطرفة "أوليه تيهنيبوك"، وشجّعت الولايات المتحدة، قبل الإطاحة بالرئيس، مليشيات اليمين المتطرف (الذي يعلن النّازِيّة مرجعًا له، ولكنه صديق الكيان الصهيوني)، الذي قام بتكديس الهراوات والبنادق وزجاجات المولوتوف في ساحة "الميدان" بكييف، ودعمت الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي الإنقلاب، ووزعت "فيكتوريا نولاند" والسفير الأمريكي "فيلتمان بيات" ملفات تعريف الارتباط على المتظاهرين المناهضين للحكومة في كييف، وتُشير وسائل الإعلام الأمريكية إلى تورّط "فيكتوريا نولارند" مُباشرة في اختيار عميل الولايات المتحدة "أرسيني ياتسينيوك"، خلفًا للرئيس المنتخب، وإقصاء الإتحاد الأوروبي الذي كان يدعم عَمِيلَيْن آخَرَيْن ( فيتالي كليتشكو وأوليه تيهنيبوك )، وسقطت الحكومة المنبثقة عن أغلبية برلمانية منتخبة ديمقراطيا، يوم الثاني والعشرين من شباط/فبراير 2014، ومع ذلك لم تنزع المعارضة سلاحها كما تم الاتفاق عليه، بل عادت (منذ يوم 23/02/2014) لاستخدام السلاح ضد المواطنين النّاطقين بالروسية، وللهجوم على قوات الأمن، ولِنَهْبِ المباني الحكومية، وأطلق قنّاصة اليمين المتطرف( الذين درّبهم الجيش الصّهيوني) النار على قوات الشرطة وعلى المتظاهرين المُعارضين للإنقلاب، ما أدّى إلى قَتْلِ أكثر من مائة شخص، من بينهم عشرة من ضباط الشرطة، واضطر الرئيس المنتخب "ياكوفيتش" وبعض حُلفائه إلى مغادرة أوكرانيا للنجاة بحياتهم، واغتصَبَ عُملاء الولايات المتحدة السّلطة، وأدى " أرسيني ياتسينيوك" اليمين الدستورية كرئيس للوزراء في السابع والعشرين من شباط/فبراير 2014. كانت تلك البداية الحقيقية للأزمة الحالية، حيث لم تعترف منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، بالحكومة التي تم تنصيبها بعد الإنقلاب، وهي منطقة تسكنها أغلبية من أصل روسي، وكانت المنطقة تابعة لروسيا، قبل تأسيس الإتحاد السوفييتي الذي أعاد تشكيل الحدود على أساس النجاعة الإقتصادية ومن أجل اختلاط الأعراق، وليس على أُسُسٍ إثنية، وعارضت منطقة "دونباس" أول إجراء اتخذته حكومة الانقلاب ، وهو حظر الاستخدام العام للغة الروسية، وفي شهر نيسان/ابريل 2014، حاولت قُوات حكومة الإنقلاب اجتياح "المُقاطعات الإنفصالية" بذريعة "مكافحة الإرهاب"، بمشاركة مليشيات النّازِيِّين، مثل "كَتِيبَة آزوف"، وأدّت تلك الحرب الأهلية إلى قتل ما لا يقل عن أربعة عشر ألف شخص، من الناطقين بالرُّوسِيّة، وحاولت القوات الأوكرانية التي يدعمها الجيش الصهيوني والجيش الأمريكي وحلف شمال الأطلسي، احتلال بعض الكيلومترات من روسيا، ما أدى إلى رد فعل روسي (آب/أغسطس 2014)، تمامًا كما حصل في جورجيا، سنة 2008، وتدخّلت القوات الرّوسية لصد القوات العسكرية الأوكرانية وحماية السكان المحليين الرّوس، على الحدود الأوكرانية الروسية، الذي قُتل منهم حوالي أربعمائة...

استفزازات حلف شمال الأطلسي:
ماهي خلفيات التهديد بحرب مُدَمِّرة على حُدُود روسيا؟
تُكرّر وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية أخبارًا، غير دقيقة، وغير مُوثَّقَة، عن التدريبات العسكرية الروسية، وعن نشر القوات الروسية داخل حدود روسيا، وتستَنْتِج أن روسيا تتهيَّاُ لغزو أوكرانيا، ما يُبَرِّرُ إرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى أوروبا الشرقية، وإرسال الأسلحة والعتاد والخُبَراء العسكريين إلى أوكرانيا، فضلا عن تَعَدُّد مناورات حلف شمال الأطلسي على الحدود الروسية، وتجاهلت الوكالات والصُّحف وشبكات الإعلام المهيْمِن الطّلبات التي قدّمتها روسيا، منها عدم تمركز قوات حلف شمال الأطلسي بأوكرانيا، ولم تذكر رد الحكومة الأمريكية، بواسطة "فيكتوريا نولاند" (راجع الفقرات السابقة) التي رفضت طلب روسيا مُعلنةً: "هذه قرارات تخص أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، ولا شأن لروسيا بها"، والواقع أن الطّلب الرُّوسي يتعلّق بتطبيق الوَعْد الأمريكي للرئيس الروسي "ميخائيل غوربتشوف"، سنة 1991، بعدم توسُّع حلف شمال الأطلسي، شرقي ألمانيا، وتمكّنت الإمبريالية الأمريكية وإعلامُها من تأجيج العداء العام ضد روسيا وغيرها، أي ضد خُصوم ومُنافِسِي الولايات المتحدة، التي أبدعت (مع ذراعها العسكري، حلف شمال الأطلسي) في ابتكار وسائل الدّعاية، ونشر الأخبار الزائفة لتبرير الإعتداءات العسكرية المتكررة، خصوصًا بعد انهيار الإتحاد السوفييتي (يوغسلافيا والصّومال وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا...)، وتُحاول الدّعاية الأمريكية، وتوابعها (كندا وأوروبا واليابان وأستراليا...) "شَيْطَنَةَ" الأنظمة التي تتمسّك بسيادتها، والتي لم تتمكّن الولايات المتحدة من الإطاحة بها، في كوبا وفنزويلا وإيران وروسيا والصين، بذريعة "عدم احترام الدّيمقراطية وحقوق الإنسان"، و يُرَوِّج الإعلام السائد شعارات مثل "روسيا والصين عَدُوّان للديمقراطية، لهما تقاليد استبدادية عميقة لا يمكن اجتثاثها"،ة وكأن النظام الرأسمالي العالمي، بزعامة الإمبريالية الأمريكية، يحترم هذه الحُقُوق داخل الولايات المتحدة أو أوروبا...
تجدر الإشارة أن الولايات المتحدة لم تُصدّق على العديد من الإتفاقيات والمُعاهدات الدّولية، منها واتفاقية فيينا لقانون المعاهدات والبروتوكول الاختياري لاتفاقية فيينا بشأن العلاقات الدبلوماسية، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية، واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ومعاهدة الأجواء المفتوحة، والنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، واتفاقية العمال المهاجرين، واتفاقية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والعديد من الإتفاقيات والمُعاهدات الأخرى، وترفض الإمبريالية الأمريكية اعتقال ومُحاكمة جنودها الذين يرتكبون جرائم قتل واغتصاب واعتداء على حقوق البَشَر في البلدان التي "تسْتضيف" قواعد عسكرية، كألمانيا وإيطاليا وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وغيرها...
لم تتدخّل روسيا في المناطق القريبية من الولايات المتحدة، مثل أمريكا الجنوبية وبحر الكاريبي، لكن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وأوروبا، تدخّلت سنة 2008 في جورجيا وتدخّلت سنة 2014 في أوكرانيا ونظّمت انقلابًا ضدّ الرئيس "فيكتور يانكوفيتش"، ويُعتَبَرُ ذلك تدخلاً مباشرًا في الشؤون الداخلية لأوكرانيا وإزاحة حكومة منبثقة عن أغلبية برلمانية مُنْتَخَبَة ديمقراطيًّا، بدعم من وسائل الإعلام السّائد الذي رَوّج العديد من الأكاذيب، مثل "أسلحة الدمار الشامل" بالعراق، أو دفاع الجيش الصهيونية عن النّفس أمام شعب مُحاصَر ولا يمتلك أسلحة...
إن أزمة 2021/2022، استمرار للسياسات التوسُّعِيّة والعدوانية للإمبريالية الأمريكية التي تريد الهيمنة المُطْلَقَة على العالم، وترفُضُ قانون المنافسة الذي أقَرّتْهُ الرأسمالية، ولكنها لا تُطبّقُهُ، بل تعمل باستمرار على تقويض سيادة الدّول والإعتراض على حق الشعوب في تقرير مصيرها، سواء في أمريكا الجنوبية أو في الوطن العربي أو في أوروبا وآسيا وإفريقيا، واغتيال المَدَنِيِّين بالأسلحة النووية (اليابان سنة 1945) والنابالم (فيتنام) واليورانيوم المنضّب والفوسفور الأبيض، والطائرات الآلية...
أصبحت الإمبريالية الأمريكية تستغل هيمنتها على حلف شمال الأطلسي لشن الحُروب الإقتصادية (عبر الحصار و"العُقُوبات") والعسكرية والإعلامية على خُصُومها ومنافسيها، وتستغل الدّول الأعضاء في الحِلْف لتمويل المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، ولإطلاق حقبة جديدة من سباق التسلح، بذريعة "الدّفاع عن الدّيمقراطية"، والواقع أن هذا التّضْليل وهذه الدّعاية لصالح السياسات العدوانية تخدم مصالح المجمع العسكري الصناعي الذي يعتمد مبدأ "الحرب الدائمة" لجَنْيِ أرباح سنوية بمليارات الدولارات...
إذا كان من حق الإمبريالية الأمريكية نَشْر جيشها وأسلحتها في أي مكان من العالم، فكيف يُمكن تبرير اعتراضها على حشد روسيا جيشها داخل حدودها أو في مناطق قريبة من أراضيها ومياهها الإقليمية التي يُحاصرها حلف شمال الأطلسي؟
شَكَّلَ تَوسُّع حلف الناتو باتجاه شرق أوروبا خطرًا على أمن روسيا وتهديدًا وجوديًا لها، يُقارنه البَعْض من السياسيين الرّوس بالإحتلال النّازِي، وحصار ستالينغراد، سنة 1941،ة خلال الحرب العالمية الثانية، ولذلك توجّهت نحو الصين وقبلت الشّروط التي رفضتْها طوال سنين، ووقعت معها اتفاقيات هامة في مجالات الإستثمار والتبادل التجاري والطاقة، خلال لقاء جَمَع الرئيس الصيني والرئيس الرّوسي، يوم الجمعة الرابع من شباط/فبراير 2022، بمناسبة افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشّتوية في بيكين، وأصدرت روسيا بيانا مشتركا باسم الطرفين لاحقا أعربت فيه بكين عن دعمها لموسكو في مجموعة من قضايا السياسة الخارجية، بما في ذلك إصرار روسيا على وجوب عدم انضمام أي دول جديدة إلى حلف شمال الأطلسي الذي تقوده واشنطن، وعَكَسَ البيانُ التقارب بين روسيا والصين على وقع ارتفاع منسوب التوتر مع الغرب بشأن عدد من القضايا الأمنية، بما في ذلك مستقبل أوكرانيا وتايوان، وتُشير بعض وسائل الإعلام الروسية إلى احتمال تعزيز روسيا علاقاتها العسكرية مع كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، ونشر سرب بحري في منطقة البحر الكاريبي...
أظْهرت الأحداث المُسَلْسِلَة، منذ سنة 1989، سنة "وفاق واشنطن" وسنة انهيار جدار برلين، الذي أَشَّرَ إلى احتضار الإتحاد السوفييتي، أن الإمبريالية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في حاجة إلى اختلاق الأعداء، لتبرير حالة الحرب الدّائمة التي تخدم مصالح لوبي الصناعات العسكرية، الذي يُنافس رأس المال المالي وقطاعات التكنولوجيا، ذات القيمة الزائدة المُرتفعة، ويُمثل المحافظون الجدد (أكثر من غيرهم) مصالح صناعة السّلاح، ورَفْض أي حديث عن "عالم متعدد الأقطاب"، وهو الطّرح الرّوسي والصِّيني، والذي ترفضه الولايات المتحدة، لأنهاى تخسَر بذلك الهيمنة المُطْلَقَة على العالم، لكن الصّين بدأت، منذ سنة 2013، إنجاز مَشْروعها العملاق "الحزام والطريق" (طريق الحرير الجديدة) أما روسيا فبدأت تُزعج أمريكا وأوروبا في إفريقيا وفي سوريا، وفي أمريكا الجنوبية...
يتطلب إنجاز المشاريع الصينية (الحزام والطريق) والمشاريع الروسية (تطوير البنية التحتية لتسويق الطّاقة، والغاز بشكل خاص) مناخًا سلميا، خال من الحُروب، وبالتالي فلا مصلحة لروسيا ولا للصين في الحرب، حاليا على الاقل، وتوجد في أوروبا (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، على سبيل المثال) بعض الفئات الرأسمالية التي ترى مصلحتها في الاستثمار في السوق الروسية و"الأوراسية"، بشراكة مع الصّين، وأشارت بعض وسائل الإعلام الألمانية (منها إعلام القطاع العام مثل "دويتشه فيللّه") إلى كفاءة الأسلحة الرّوسية في سوريا وفي مالي وغيرها، رغم انخفاض تكاليف إنتاجها، مقارنة بالسّلاح الأمريكي...
في المُقابل تتمسّك الإمبريالية الأمريكية بالخيار العسكري، لأنه يخدم مصالح الشريحة الرأسمالية المُهَيْمِنَة، وفرضت على أعضاء حلف شمال الأطلسي زيادة الإنفاق العسكري، وتكثيف التدريبات والمناورات العسكرية المُشتركة، ونشرت وكالتا "رويترز" و الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب.) يوم السادس من شباط/فبراير أخبارًا وصُورًا عن المناورات السنوية للحلف بعنوان "وينتر كامب" (معسكر الشتاء) بمنطقة ثَلْجِيّة في "استونيا"، على بعد حوالي مائة كيلومتر من الحدود الروسية، "لاختبار تعاطي قوات حلف شمال الأطلسي مع أحوال جوية شتائية قاسية"، بمشاركة 1300 جندي بريطاني وفرنسي واستوني، فضلا عن الجيش الأمريكي، وأنشأت هذه الدّول قواعد في دول البلطيق، تحت عنوان "التواجد الأمامي المُعَزَّز"، حيث تُشارك جُيُوش هذه الدّول، بشكل دَوْرِي، لمدّة سنة، في المناورات وفي إدارة القاعدة التي أنْشَأَها حلف شمال الأطلسي في موقع حسّاس في مواجهة روسيا، ويدّعي الحلف (وإعلام الدّول الأعضاء) أن هذه القاعدة، مثل القواعد الأخرى العديدة، "لم توجَدْ لاستفزاز الروس، بل هي قواعد وقائية ورادعة وغير هجومية"، وتهدف المناورات إلى "اختبار قدرة الجنود على المقاومة، وتعزيز فعالية المعدّات المستخدمة في ظروف جوية أقسى من تلك بيئة أوروبا الغربية...

خاتمة:
يُمثّل قرار توسيع حلف شمال الأطلسي لمحاصرة روسيا جَوْهَر الأزمة، حيث تنصّلت الولايات المتحدة من وُعُودها عند انهيار جدار برلين (تشرين الثاني/نوفمبر 1989)، وانهيار الإتحاد السوفييتي رسْمِيًّا (25 كانون الأول/ديسمبر 1991)، بسحب الأسلحة الإستراتيجية وبعدم توسيع حلف شمال الأطلسي نحو شرق أوروبا (أي خارج حدود ألمانيا)، واعتادت الولايات المتحدة إنكار وُعُودِها في عدة مناسبات، بل منذ تأسيسها، حيث تنكّرت بِسُرْعة للإتفاقيات التي وقّعها الأوروبيون الغُزاة مع مُمثِّلي الشعوب الأصلية لأمريكا...
نكثت الولايات المتحدة وعودَها التي كشفتها وثائق رُفِعَتْ عنها السّرّيّة بعد ثلاثة عُقُود، للمحادثات التي جرت بين وزير الخارجية الأمريكي (جيمس بيكر) والسوفييتي (إدوارد شيفرنادزه)، في الثالث من شباط/فبراير 1990، بل تمكّنت من وضْع روسيا (خصوصًا خلال سنوات الوَهَن والضُّعْف ) أمام الأمر الواقع، وأنشأت قواعد عسكرية وبُنَى تحتية، في البلدان المحيطة بروسيا وعلى حُدُودها، بل أصبح حلف "ناتو" مُنظّمة سياسية- عسكرية- أمْنِيّة، أزاحت مؤتمر الأمن والتعاون بأوروبا، وبدأ حلف شمال الأطلسي يتوسّع، منذ بداية سنة 1991، ليضُمّ المجر وتشيكوسلوفاكيا وبولندا ورومانيا، في مرحلة أولى، قبل الزّحف حتى حُدُود روسيا، من خلال ضَمِّ أعضاء حلف وارسو الذي وقع حَلُّهُ، مع انهيار الإتحاد السوفييتي، مع الإشارة أنه تأسس سنة 1955، بعد ست سنوات من حلف ناتو (1949)، وارتفع عدد أعضاء حلف شمال الأطلسي من ستة عشر، سنة 1991، إلى ثلاثين، سنة 2021، وأطْبَقَ الخناق على روسيا، ويُحاول خَنْق الصين، رغم وجود كل من الصين وروسيا بعيدًا عن المحيط الأطلسي...
تتصرّف الإمبريالية الأمريكية مثل قُطّاع الطّرُق والقراصنة ومجموعات الإجرام المُنظّم، فلا تحترم اتفاقيات ولا تُراعي مصالح حُلفائها، بل تغدر بهم، وتشن الحُرُوب العدوانية وتغتال الرّؤساء والقادة السياسيين، وتُنظِّم الإنقلابات في كافة مناطق العالم، دفاعا عن طبقة رأس المال الإحتكاري، ومالكي الشركات العابرة للقارات، وبَيّنت الأحداث التّاريخية أن رأس المال لا يتورّع عن إشعال الحُرُوب من أجل إيجاد حُلُول لأزماته التي أصبحت دورية وهيكلية...
إن المُتضَرِّر الأول والأكْبَر من هذه الهيمنة هي الطبقات الكادحة، والشُّعُوب الواقعة تحت الإحتلال والإضطهاد، ولذلك تُحاول وسائل إعلام رأس المال الإحتكاري تخديرها بالإعلام الكاذب، لكنه إعلام مدروس وقادر على التأثير في جماهير الفقراء والكادحين وفئات البرجوازية الصّغيرة، ما دام البديل الثوري، المناهض للرأسمالية وللإمنبريالية غائبًا أو ضعيفًا...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض المحطات في مسار الحركة النسائية
- تونس في ذكرى القمع الدّموي للعُمّال المُضربين
- مصر، الحَدث المؤسس لانتفاضة 25 يناير 2011
- حدث في مثل هذا اليوم 18 كانون الثاني/يناير سنة 1943 بالإتحاد ...
- فلسطين - خيانات عربية، ودعم خارجي صغير
- تونس، كيف حال دار لُقْمان
- ثمن تحقيق السيادة الغذائية الأوروبية
- بعض مؤشرات الإقتصاد العالمي بين سنتي 2021 و 2022:
- تونس نموذجًا للتفريط في تحقيق السيادة الغذائية
- الفجوة الطّبقية في تونس، بعد الإنتفاضة
- إخوان الإمبريالية في ضوء الموقف من الصهيونية
- سنة ثانية كورونا
- محاولة تعميم المعرفة
- من التُّراث النّضالي للمُهاجرين العرب بفرنسا
- -قتيل عن قتيل بيِفْرقْ-
- نموذج من إفلاس سلطة الإسلام السياسي -المُعتدل-
- في ذكرى انتفاضة تونس
- الولايات المتحدة - دروس من موجة الإضرابات الأخيرة
- محاولة لتبسيط مفاهيم الإقتصاد السياسي
- فرنسا، متابعات- بعض مواضيع الحملة الإنتخابية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - طبول الحرب في أوراسيا