أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - بعض مؤشرات الإقتصاد العالمي بين سنتي 2021 و 2022:















المزيد.....

بعض مؤشرات الإقتصاد العالمي بين سنتي 2021 و 2022:


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7133 - 2022 / 1 / 11 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بإيجاز
محاولة تبسيط بعض مفاهيم الإقتصاد السياسي

تُعْتَبَرُ صفقات الإستحواذ والإندماج مؤشّرًا على زيادة مَرْكَزَة رأس المال وتجميعه لدى عددٍ قليل من المصارف والشّركات، وبينما كان العاملون يُعانون من البطالة، سنة 2021، وعدد الفُقراء يرتفع، خُصُوصًا مع استمرار انتشار وباء "كوفيد -19"، ارتفعت ثروات أثرى أثرياء العالم، وارتفعت قيمة صفقات اندماج واستحواذ الشركات العالمية، وبلغت قيمة حصة الشركات الأمريكية من صفقات الإستحواذ والإندماج سنة 2021، نحو 2,5 تريليون دولارا، بحسب وكالة "بلومبرغ" المُتَخَصِّصَة في جَمْعِ ونَشْرِ وتحليل مثل هذه الأخبار، وشملت صفقات بأرقام قياسية في عدة قطاعات، منها الرعاية الصحية والعقاقير والصناعة والمُؤسّسات المالية والإعلام والإتصالات والتقنية والنّقل وشبكات التجارة، وتتوقع وكالة "بلومبرغ" وكذلك منافِسَتُها "رويترز- طومسون" نَسَقًا مُماثلاً، سنة 2022، بسبب الإنخفاض التاريخي لاقتراض الشركات، الذي أقَرَّهُ الإحتياطي الإتحادي الأمريكي (المصرف المركزي)، ما أتاح للشركات والمصارف مراكمة الأموال، بسعر فائدة رخيص، استخدمت الشركات جُزْءًا من هذه الأموال لشراء أسْهُمِها، ما يُوهِم المُضاربين بارتفاع الطّلَب عليها، فترتفع قيمة الأسهم في أسواق المال، ويُتوقّع أن يَرْفَع الإحتياطي الإتحادي الأمريكي سِعْر الفائدة ثلاث مرات، سنة 2022، لكن ذلك لن يُؤثِّرَ في حجم "المَلاءَة المالية" التي تراكَمَتْ لدى الشركات، سنتَيْ 2020 و 2021، ويُؤثِّر قرار الإحتياطي الإتحادي الأمريكي في اقتصاد جميع بُلدان العالم، لأسباب سوف نذكُرُ بعضها، منها هيمنة الدّولار على حركة التجارة وشبكات التحويلات المالية...
تأثيرات القرارات المالية الأمريكية على العالم:
هَدّدت أزمة 2008/2009 مكانة الدّولار، لكن اتخذت الدّولة الأمريكية والمصرف المركزي (الإحتياطي الإتحادي) قرار إنقاذ ثم إنعاش الإقتصاد الأمريكي، عبر ما سُمِي "التّيْسِير النّقْدِي"، أي إقراض المصارف والشركات الكُبرى مبالغ ضخمة، بسعر فائدة منخفض، يتّجِهُ نحو الصِّفْر، من 2009 إلى 2019، قبل أن يبدأ سعر الفائدة بالإرتفاع الطّفيف والحَذِر، أي أن سُوق الإقتصاد الرأسمالي الليبرالي لا تُعَدِّلُ ذاتها، عبْرَ "اليَد الخَفِيّة للسّوق"، كما تُصِرُّ كُلِّيّات العُلُوم الإقتصادية على ترديده للطّلاب، بل تتدخّل الدّولة بشكل مُباشر، وتستخدم المال العام الذي تجْمَعُهُ من ضرائب المواطنين ومن رُسُوم الإستهلاك والجمارك، لتُوَجِّهَ السُّوق لصالح الأثرياء...
في الأثناء، ارتفعت دُيُون الدول الفقيرة ومتوسّطة الدّخل، خلال أزمة 2008، من 21 تريليون دولارا سنة 2007 (مباشرة قبل سنة الأزمة المالية) إلى 63 تريليون دولارا، سنة 2017، بحسب تقرير البنك العالمي عن الدّيون، سنة 2017، حيث ارتفع حجم الدّيون القصيرة وطويلة الأجل، وفقدت العُملات قيمتها، وارتفعت نسبة التضخم، في بلدان مثل البرازيل وتركيا ومصر، وكذلك البلدان التي تَفْرِضُ عليها الولايات المتحدة (ومعها أوروبا وأستراليا واليابان وهلم جَرًّا) مثل إيران وفنزويلا، وخصوصًا روسيا والصين، ويُصنّف صندوق النقد الدّولي 23 دولة ك"أسواق ناشئة"، منها الهند والصين، حيث يعيش 40% من سُكّان العالم ومن قُوّة العمل، بالإضافة إلى الأرجنتين والمجر وبولندا وجنوب أفريقيا، وغيرها...
تكمن قوة الولايات المتحدة في ضخامة أُسْطُولها العسكري، وقوة قطاع الصناعات العسكرية، وكذلك في هيمنة الدّولار على المُبادلات التجارية والتحويلات المالية العالمية، رغم مُحاولات خفْض حصّة الدّولار، لأن عدد سُكّان الولايات المتحدة لا يتجاوز 5% من العدد الإجمالي لسكان العالم، ولا تتجاوز حصتها نسبة 10% من التجارة العالمية، لكن تُهيمن عُملَتها (الدّولار) على ما لا يقل عن 40% من حجم وقيمة التّجارة العالمية، ما جعل من الدّولار ملاذًا عالميا آمنًا (لحد الآن)، بحسب وكالة "بلومبرغ" (10/01/2022)، ومصرف "لومبارد أُدْيِيه" ( Lombard Odier )، في تقرير عن وَضْع العُملات سنة 2022...
تنفيذًا للقرارات التي اتخذها يومي 14 و 15 كانون الأول/ديسمبر 2021، أورد موقع الإحتياطي الإتحادي الأمريكي، يوم الإربعاء الخامس من كانون الثاني/يناير 2022 خبر احتمال رفع أسعار الفائدة قريبًا (لأول مرة منذ 2006)، كدفعة أولى من ثلاث دفعات، لاحتواء التّضخّم الذي ارتفع إلى أعلى حَدّ له خلال أربعة عُقُود، إذْ بلغت نسبته 6,8%، بنهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021، ما يعني وضع حدّ لبرنامج "التّيْسِير الكَمِّي"، المتمثل بشراء السندات والأوراق المالية المدعومة برهون عقارية، الذي ينفّذُهُ الإحتياطي الإتحادي للمرة الثانية خلال عشر سنوات، وكانت الأولى خلال أزمة 2008/2009، والثانية إثر انتشار وباء "كوفيد - 19"، في آذار/مارس 2020، وضَخَّ خلاله حوالي تسعة تريليونات دولارا، في خزينة الشركات الكُبرى بدون فائدة تقريبًا...
من جهته، توقّعَ مصرف "غولدمان ساكس"، يوم العاشر من كانون الثاني/يناير 2022، تشديد السياسة النّقدية للإحتياطي الإتحادي (المصرف المركزي الأمريكي) بوتيرة أَسْرَعَ مما سَبَقَ الإعلان عنه، لتصل نسبة الفائدة النهائية على القروض المالية 2,75%، ربما خلال السنة القادمة (2023)، ما يُؤثِّرُ في اقتصاد العديد من البلدان، وفي مقدّمتها مَشْيَخات الخليج، التي ترتبط عملاتها بالدّولار الأمريكي، والتي تُقَوِّم سعر النّفط بالدّولار، منذ 1974، كمظهر من مظاهر التّبَعِيّة المُفْرِطَة، وبالتزامن مع إعلان الإحتياطي الإتحادي، حذَّرَ صندوق النّقد الدّولي (يوم العاشر من كانون الثاني/يناير 2022) من الإضطراب الإقتصادي الذي قد تعيشه "الإقتصادات النّاشئة"، أي البلدان ضعيفة أو متوسطة الدّخل، جراء رفع معدّلات الفائدة الأساسية بالولايات المتحدة، لأن نمو الإقتصاد العالمي لا يزال بطيئًا، خلال سنتَيْ 2022 و 2023، فضلاً عن ارتفاع الدّيْن العام للعديد من البلدان التي عجزت عن تسديد ديونها السابقة (مثل تونس) وتبحث عن قُرُوض لتسديد الدّيُون القديمة ولسدّ ثغرة عجز ميزانية الدّولة، ويُؤَدِّي عجزها إلى خَفْض تصنيفها، من قِبَل مؤسسات التصنيف الأمريكية في معظمها ( وهي شركات استشارات خاصّة)، وإلى ارتفاع نسبة الفائدة على دُيُونها، إن وَجَدَتْ من يُقْرِضُها، ويعتبر مُعِدُّو تقرير صندوق النقد الدّولي أن رَفْع الإحتياطي الإتحادي الأمريكي أسعار الفائدة الأساسية يُؤدِّي إلى ارتفاع قيمة الدّيُون التي سوف يحل أجل استحقاقها قريبًا، وإلى خفض قيمة العملات المحلية وارتفاع نسبة التضخم التي تُرهق ميزانية أُسَر الأُجَراء والفُقراء، وإلى عدم استقرار الوضع الإقتصادي والإجتماعي بهذه البلدان التي تُحاول حُكُوماتها زيادة إيراداتها من خلال زيادة الضرائب على الدّخل التي يتضرّر منها الأُجَراء، والضرائب غير المباشرة (على الإستهلاك، أو "رُسُوم القيمة المضافة") التي تُساوي بين الغني والفَقير، فيتضرر منها الفُقراء والمُتقاعدون، وأوردت وكالة "رويترز" ( 10 كانون الثاني/يناير 2022 ) مُلخّصًا لتعليق لخبراء مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) يُشير "إن قرار رفع سعر الفائدة الأمريكية سابق لأوانه، ويهدد الاقتصاد العالمي خاصة الأسواق الناشئة بسبب الديون الهائلة للأسر والشركات والحكومات".
يُمثّل هذا القرار الإقتصادي والمالي، قرارًا سياسيا بامتياز، استباقًا للإنتخابات النّصفية، سنة 2023، لأن المردود المالي والإقتصادي لهذا القرار ضعيف، لكن تدعمه الشركات والمصارف. أما في الخارج فإن هذا القرار ( الذي يُجسّد الهيمنة العالمية للدّولار) قد يخلق أزمات عديدة في البلدان الواقعة تحت الهيمنة، وحتى في الصّين التي استبقت الخطوات الأمريكية بإدراج اليوان الصيني في سلة عملات احتياطيات صندوق النقد الدولي، لتتمكّن الدّول الفقيرة من الإقتراض بعملات أخرى غير الدّولار، لكن ذلك لن يُلْغِي الدّيون، ولن يُحسّن أداء اقتصاد الدّول المَدِينَة...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس نموذجًا للتفريط في تحقيق السيادة الغذائية
- الفجوة الطّبقية في تونس، بعد الإنتفاضة
- إخوان الإمبريالية في ضوء الموقف من الصهيونية
- سنة ثانية كورونا
- محاولة تعميم المعرفة
- من التُّراث النّضالي للمُهاجرين العرب بفرنسا
- -قتيل عن قتيل بيِفْرقْ-
- نموذج من إفلاس سلطة الإسلام السياسي -المُعتدل-
- في ذكرى انتفاضة تونس
- الولايات المتحدة - دروس من موجة الإضرابات الأخيرة
- محاولة لتبسيط مفاهيم الإقتصاد السياسي
- فرنسا، متابعات- بعض مواضيع الحملة الإنتخابية
- هل الرسوم الضريبية أداة لتعميق الفجوة؟
- أوروبا، إلى اليمين دُرْ!
- تشيلي - نموذج الإلتفاف على النضالات الجماهيرية
- الهند- استفزاز فنضال فانتصار
- تونس - بعض ملامح الوضع الحالي
- تأثيرات خصخصة قطاع الصّحّة على سلامة وحياة المواطن
- ارتباط قضية المناخ بنمط الإنتاج
- الرأسمالية بين زيادة الثروات وزيادة الفقر


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - بعض مؤشرات الإقتصاد العالمي بين سنتي 2021 و 2022: