أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح سليمان - ليلة الضرب بالحذاء














المزيد.....

ليلة الضرب بالحذاء


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


بعد أن يسعل عدة مرات كما ذكرت، يصدر صوت بذيئًا بأنفه، يسب أمي ويلعن يوم تزوج بصوت عال، ثم يطرق الباب بقوة كي تسمعه أمي وتفتح له، فهي بخلاف ضعف الشخصية والغباء الشديد تعاني أيضًا من ضعف في حاسة السمع. يستمر في الطرق لدقيقة أو اثنتين، تسمعه أمي فتترك الطعام على الموقد وتجري لفتح الباب، تفتحه فيدخل بعد خلعه لحذائه وتركه له على المشاءة خارج المنزل للدلالة على نظافته وتهذيبه- تلك ليست الحقيقة فإنحنائه اليومي لخلع الحذاء وتركه على المشاءة لم يكن يومًا عن نظافة وتهذيب فهو لا علاقة له بتلك الأمور، ولكن فعلته تلك ليست إلا خدعة ووسيلة لتأمل ساقي وأرداف الزوجة الشابة التي تقطن الشقة المجاورة، نفس ما كان يفعله لتفحص جسد المرأة التي كانت تقطن الشقة قبلها، حتى أدركت المرأة الغرض من فعلته وأبلغت زوجها فور عودته من عمله، طرق الزوج باب شقتنا وتعاركا معًا، الزوج كان قويًا وضخم البنيان، منح أبي علقة ساخنة ودهسه بحذائه حتى استغاث، استغاثاته جعلتني أضحك كما لم أضحك يومًا في حياتي كلها لكن بالطبع ضحك مكتوم كي لا يسمعني أحد خاصة هو، تجاهلت صراخه مدعيًا الإغراق في النوم، ولكن تابعت الأحداث من ثقب صنعته في الباب صعب أن يلاحظه أحد إلا بعد فحص وتدقيق، تفل الرجل على الأرض مهددًا إياه بإنزال بنطاله وما أسفله ثم هتك عرضه على قارعة الطريق أمام علية القوم وسفلتهم إن تجرأ يومًا وحاول التقرب من زوجته أو حتى أن يلقي عليها السلام، ثم أدار عينيه في أرجاء المنزل وتوجه بحديثه إلى أمي داعيًا الله أن يعينها على ما ابتلاها. بعد أن انتهى من دعائه هم بمغادرة المنزل ولكن تراجع عن قراره مديرًا رأسه ناحية الموضع الذي تجلس به أمي، صمت للحظات ثم نظر إليها نظرًة ذات مغزى، أطال النظر فردت على نظرته تلك بنظرة مطابقة لها – أمي كانت موجودة منذ بدأ المعركة لكنها لم تتدخل فهي أيضًا تعاني من الخوف الشديد، ولكن أعتقد أن عدم محاولتها إنقاذ أبي لم يكن بسب الخوف من الرجل وخشيتها لإيذائه، بل عن قناعة بصحة موقفه وحقه في إيقاع الألم بأبي لتأديبه كي يرتجع عن تفرسه لجسد زوجته، أقصد جسد زوجة الرجل، هذا بخلاف ما قد تجلى على وجهها من سعادة وتشفي- ابتسم الزوج الغاضب ابتسامة نشوة تلاها بنظرة غاضبة إلى أبي، تفل على الأرض مرة أخرى، ثم غادر مغلقًا الباب بعنف شديد لدرجة كاد الباب على أثرها أن ينفلق إلى نصفين. لزم أبي شقتنا ولم يغادرها وكانت تلك أسوء أيام مررنا بها، ولكن حمدًا لله لم يطل الأمر، أيام قليلة فقط مرت على تلك الحادثة، أعتقد ليس أكثر من ثمانية، حتى لم الزوج والزوجة حاجياتهم وغادرا البناية بأكملها بل والشارع كله، فور علمه بمغادرة الرجل للبناية والشارع كله، خرج أبي من المنزل ولكن متلفتًا خلفه لأيام قليلة ساترًا مؤخرته بيديه خوفًا من أن يهتك عرضه كما توعده الزوج، ربما توعده آخرون بنفس الفعل، ربما لست أدري. عاود الذهاب للعمل وممارسة كافة طقوسه اليومية ومنها ممارسة نفس الخدعة السخيفة مع السكان الجدد أو لأكون أكثر دقه مع الساكنة الجديدة للشقة، أقصد الزوجة الشابة.



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنمساخ للكاتب التشيكي فرانز كافكا
- المجتمع و التشوية الممنهج للذات الإنسانية
- العقل النقدى وصراعة مع القطعنه
- المجتمع وقتل الفطرة الإنسانية
- عن القصة القصيرة
- الكاتب وفن كتابة الرواية
- عن اللا مكترث
- عن المرأة والمجتمع والزواج
- العلاج المعرفى السلوكى
- فلسفة العبث عند ألبير كامي
- حوار مع الكاتب المصرى محمد إبراهيم
- حوار مع الكاتب المصرى أيمن فاروق طه
- مقتطفات من حوارات هامة ج 1
- سامح سليمان يحاور الكاتبة نانسى سامى
- عن الكتابة بالعامية
- حوار مع الكاتبة نانسى سامى ج 1
- سامح سليمان يحاور الكاتب رياض محمد
- حوار مع الكاتب المصرى أحمد رشدى
- حوار مع الكاتب المصرى هشام عيد
- حوار مع الكاتب المصرى محمود حافظ


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح سليمان - ليلة الضرب بالحذاء