أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - تفاصيل يوم الحشر















المزيد.....

تفاصيل يوم الحشر


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7147 - 2022 / 1 / 27 - 13:32
المحور: الادب والفن
    


هواجس السيد نون
٢٣ - بقية الدرس الأول

وتوقف السيد نون لحظة عن مواصلة القراءة، عندما سمع حركة جانبية، حيث فتح الباب الذي دخل منه منذ لحظات، ودخلت إمرأة متوسطة العمر تبدو تائهة ولا تعرف كيف تتصرف، وسمع في نفس الوقت صوت السكرتيرة وهي تحاول طمأنتها : عندما تسمعين رنين الجرس سترين إشارة ضوئية فوق المدخل، عندها يجب أن تدخلي بدون خوف، سترىين، الأمر كله لا يتعدى عدة دقائق. وأقفلت الباب ورائها، وبقيت السيدة واقفة للحظات، ثم جلست على كرسي مقابل للسيد نون بجانب باب آخر لم يلاحظه عندما دخل، بل أنه لم يلاحظ وجود هذا الكرسي الآخر. وكانت السيدة تحاول أن تخفي قلقها الواضح بوضع يدها على جبينها من لحظة لأخرى، ولاحظ أن جبهتها مختومة بالكيو آر، في شكل مربع أسود صغير الحجم، وكانت تعبث بكتيب صغير مطوي بيدها الأخرى، وتذكر السيد نون المطبوعة التي بين يديه، وترك السيدة المرتبكة وغاص مرة أخرى في تفاصيل الدليل السياحي :
٢ - تجمّع النّاس في أرض المحشر: بعد ذلك يحشر الله النّاس جميعهم يوم الحشر، وهم حفاةً عراةً كالدود، إذا بُعث الناس من قبورهم جُمِعوا في أرض المحشر جميعاً، وأرض المحشر هذه مجرد أرضٍ بيضاءَ، عفْراءَ، كقُرصةِ النقيِّ، ليس فيها علَمٌ لأحدٍ.
٣ - مجاورة الشّمس ودنوّها من النّاس: فإنّ الشّمس في يوم القيامة تقترب من النّاس بحسب أعمالهم، إذا كانَ يومُ القيامةِ أُدْنيَتِ الشَّمسُ مِنَ العبادِ حتَّى تَكونَ قيدَ ميلٍ أو اثنينِ فتَصهرُهُمُ الشَّمسُ، فيَكونونَ في العَرقِ بقدرِ أعمالِهِم، فَمِنْهُم من يأخذُهُ إلى عَقِبيهِ، وَمِنْهُم من يأخذُهُ إلى رُكْبتيهِ، وَمِنْهُم من يأخذُهُ إلى حِقويهِ، وَمِنْهُم من يُلجِمُهُ إلجامًا.
٤ - ثم يقومون فيها قياماً طويلاً حتى يَثقُل ذلك عليهم، فإذا طال المُقام عليهم رَفَعَ الله نبّيه المسمى محمد أولاً إلى حوضه الذي يَرِده هو وأمّته، فيشرب من حوضه كلّ من مات على نهج قريش فيكونُ أول الأمان لأمة محمد أن يَرِدوا هذا الحوض، ثم بعدها يُرْفَعُ لكلّ نبيّ حوضه ليسقي منه من صَلُحَ من أمته. فيشرب منه المؤمنون ويرتووا يوم القيامة، وهو حوضٌ ذو رائحة جميلة، وطعمٌ لذيذٌ، في حين أنّ من أهلك نفسه بارتكاب المعاصي والذّنوب تردّه الملائكة عن الشّرب من الحوض وتزجره بعصي طويلة صلبة كالحديد، فيعانون عذاب العطش.
٥ - عندما يشتدّ الكرب على النّاس في هذا الموقف العظيم، ويطول بحثهم عن أصحاب المنازل العالية عند ربّهم ليشفعوا لهم، حتّى يبدأ الله بحسابهم وتخليص النّاس من كربات وأهوال ذلك اليوم، فيطلب بعض النّاس من أبيهم آدم أن يشفع لهم عند ربّهم بأن يبدأ حسابهم في أقرب وقت ممكن لكي تنتهي مُعاناتهم من الوقوف طويلاً في الطوابير التي لانهاية لها في أرض المحشر، فيأتونه ويُذكّرونه بفضله وإكرام الله له، فيأبى آدم ذلك ويقول لهم (نفسي نفسي)، ثم يلجؤون إلى السيد نوح، أوّل رسل الله إلى البشر، فيأبى بدوره ويتذكّر ما كان منه من تقصير في بعض الأمور تجاه ربّه ومولاه ويقول (نفسي نفسي) ، ثمّ يرسلهم إلى من بعده من أُولي العزم من الرّسل، وكلّ واحد يدفعها إلى الذي بعده، حتّى يصلوا إلى النّبي محمّد فيقول (أمّتي أمّتي). يتوجّه الرّسول إلى ربّه، ويستأذن منه فيأذن الله له، فيحمده ويُمجِّده، ويسأله في أمّته، فيستجيب الله له
٦ - عرض صحائف الأعمال وملفات كل البشر: فيعرض لكلّ إنسانٍ صحيفة عمله الذي قام به في الحياة الدّنيا، فالمؤمن يأخذ صحيفته بيمينه، ويكون سعيداً، أمّا الكافر والعاصي فيأخذ صحيفته بشماله جزاء عمله، ويندم بعد ذلك على ما قدّم في الحياة الدّنيا
٧ - عرض أعمال النّاس من خلال الميزان: وهو ميزانٌ ذو كفّتان، تُوزن به أعمال النّاس واحدا واحدا.
٨ - وقوف النّاس للحساب : وهنا تأتي مرحلة الوقوف بين يدي الله ، ليُحاسَب كلّ إنسانٍ على ما قدّم، وتشهد عليه أعضاؤه بما كان يفعل، وأوّل عملٍ سوف يحاسب عليه الإنسان هو الطاعة والخضوع لتعاليم الله ورسله.
٩ - المرور على الصّراط، ويتفاوت مرور النّاس عليه بحسب أعمالهم.
١٠ - ثم يأتي وقت الحساب والجزاء أو العقاب، حيث يقف النّاس جميعاً بين يدي الله، فيُعرّفهم بأعمالهم في الحياة الدّنيا، وكلّ صغيرة وكبيرة قاموا بها، ويحاسبهم على كفرهم أو إيمانهم، ويُعطيهم جزاءهم على ما قدّموه من ثواب أو عقوبة، ويُعطَى النّاس كتبهم بأيمانهم أو شمائلهم، ويشمل الحساب ما يقوله الله لعباده، وما يقولونه له، وما أقامه عليهم من الحجج والبراهين والدلائل، وشهادة كلّ الشّهود الذين ينطقهم الله، ووزن الأعمال، ومن الحساب ما يكون عسيراً، ومنه ما يكون يسيراً، والله يتولى ذلك كله. ويكون تسلسل الحساب على النّحو الآتي :
١ - عرض الأعمال على العباد، فيرى كل شخصٍ عمله : هل أدى حقّ الله أم لا. الحساب الأول، وقيل إنّ الله يحاسب النّاس كالنَّفَس، يُلهمهم إيّاه فيُحاسَبون جميعاً في نفس الوقت.
٢ - تطاير الصّحف : فتتطاير صحف العباد حتّى يمُسكها أصحابها؛ فمن كان صالحاً أتاه كتابه في يمينه، ومن كان غير ذلك حمله في شماله.
٣ - بعد قراءة الكتاب يكون هناك حساب آخر لقطع المعذرة وإقامة الحجة على ما في تلك الكتب من أعمال لأصحابها،
٤ - بعد ذلك يأتي الميزان، فتُوزَن الأعمال جميعها بعد أن يكون العباد قد اطّلعوا على أعمالهم وعَلِموا الصّالح منها من السّيئ. الميزان في ختام الحساب يُنصب الميزان لتوزن أعمال العباد جميعاً، فكما أطلعهم الله على أعمالهم فلا بدّ أن يُجازيهم عليها، ولا بد للجزاء من ميزانٍ عادل، فيكون الوزن بعد المُحاسبة، وقد دلّت النّصوص على أنّ هذا الميزان لا يعلم ماهيّته إلا الله، وهو دقيق، فلا يزيد ولا ينقص.
٥ - الحوض والصِّراط : يُكرِم الله نبيّه محمّد في موقف يوم القيامة العظيم، وذلك بإعطائه حوضاً عظيماً مُتَّسِعاً لون مائه أبيض من اللّبن، وطعمه أحلى من العسل، وريحه أطيب من رائحة المسك، يتلألأ كما تتلألأ نجوم السّماء، يأتيه هذا الماء الطيّب من نهر الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله في الجنّة، فتَرِد عليه أمّة النّبي فمن شرب منه شربةً لم يظمأ بعدها أبداً.
٦ - أما بخصوص الصّراط فيأتي النبيّ مُتقدّماً أمته، ويسأل الله له ولهم السّلامة، فَيَمُرْ وتَمُرُّ أمّته على الصّراط خلفه، كُلٌّ يمر بقدر عمله ومنزلته، ويومها يُقدَّم العمل على كلّ شيء؛ فمن حَسُنَ عمله قدَّمه، ومن ساء عمله بَطَّأه، فيمضي مَنْ غَفَرَ الله له، ويَسقط في النّار من ساء عمله وشاء الله له دخول النّار.
٧ - الجنة أو النار بعد الحساب، وتجاوز أهل الجنّة الصّراط فإنّهم يدخلون الجنّة، وأول من يدخلها النبي محمد ، ثم يدخل بعده فقراء المُهاجرين، ثم يتبعهم فقراء الأنصار، ثم فقراء الأمة، ويُؤَخَّر الأغنياء حتّى يُحاسبهم الله على ما للعباد عندهم، ثم يدخلون الجنّة تباعاً.
٨ - بعد الصّراط هناك القصاص بين النّاس على قنطرة المظالم، إذا خلص المؤمنون من النّار، حبسوا بقنطرة بين الجنّة والنّار، فيتقاصّون مظالم كانت بينهم في الدّنيا، حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنّة، . وممّا ذكر في هذا الشّأن ما قاله الإمام القرطبي عن الصّراط في كتابه التذكرة:" تفكّر الآن فيما يحلّ بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصّراط ودقّته، ثمّ وقع بصرك على سواد جهنّم من تحته، ثمّ قرع سمعك شهيق النّار وتغيظها، وقد كلفت أن تمشي على الصّراط، مع ضعف حالك واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك، وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلاً عن حدّة الصّراط ، فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك، فأحسست بحدّته واضطررت إلى أن ترفع قدمك الثّاني، والخلائق بين يديك يزلّون، ويتعثّرون، وتتناولهم زبانية النّار بالخطاطيف والكلاليب، وأنت تنظر إليهم كيف ينكسون إلى جهة النار رؤوسهم وتعلو أرجلهم، فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصعبه، ومجال ما أضيقه، فاللهم سلم سلم ". وهناك من النّاس من يعفى من بعض هذه المراحل والاهوال، كأولئك الذين يدخلون الجنّة بغير حساب، لكنّهم يمرّون على الصّراط ولابدّ، وممّا ذكره العلماء في مراحل يوم القيامة ما يلي: أن يحشر الخلائق جميعاً إلى الموقف العظيم، ثمّ الشّفاعة العظمى، ثمّ أخذ الكتاب بالأيمان أو بالشّمائل، ثمّ الميزان، ثمّ الحوض، ثمّ المرور على الصّراط، ثمّ المرور على قنطرة المظالم، ثمّ دخول الجنّة أو النّار.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة القرآن
- - أنا - لم تكتب هذا النص
- الحجر الجيولوجي والحجر الأركيولوجي
- عناقيد الهموم
- الإنسان الإلكتروني
- رطوبة الصمت
- ثنائية العقل والجسد
- الإنسان ومعجزة العقل
- حكايةعن الجوع والحرية
- عن الكابوس الليبي والندم
- الحلم بليليث
- عذاب القبر
- سيجارة السابعة والنصف صباحا
- الآخر ومنفى الأنا
- الكابالا والفلسفة الحديثة
- التصوف والعدم
- اللغة كسلاح ملوث
- الثورة .. والثورة
- عار الكلمات العارية
- أزمة العقل وضرورة الثورة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - تفاصيل يوم الحشر