أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - عذاب القبر














المزيد.....

عذاب القبر


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7133 - 2022 / 1 / 11 - 15:35
المحور: الادب والفن
    


هواجس السيد نون
٢٢ - الدرس الأول : عذاب القبر

جلس السيد نون على أحد المقاعد في ركن الصالة الكبيرة، وتحسس بيده جانب عنقه الذي ما يزال يحرقه قليلا، ثم فتح المطبوعة الملونة التي ما تزال في حوزته ليتعرف على ما تحتويه من معلومات وصور. غير المطبوعة لم تكن تحتوي أية صور في حقيقة الأمر، النصوص والكلمات هي التي كانت ملونة، فكلمة جنة مثلا كانت مكتوبة بالحبر الأخضر وكلمة النار بالأحمر وهكذا كل النص يبدو طفوليا ويطفح بالسذاجة حسب تصور السيد نون.
وترائى له في الصفحة الأولى عنوان كبير بخط أحمر مضيء : عذاب القبر، ثم بدأ يقرأ النص ذاته والمكتوب بحروف صغيرة متراصة : " وعذاب القبر هو عذاب البرزخ، فكلّ من مات وهو كافر أي مستحقّ للعذاب، يتمّ تعذيبه، سواءً دُفن أو لم يُدفن، حتى لو احترق، وصار رماداً، وهو مستحقّ للعذاب ويصل إلى روحه وجسده ما يصل للمقبور، ويُمكن القول أنّ لكلّ دارٍ من الدور الثلاث؛ دار الدنيا، ودار البرزخ، والدار الآخرة، طبيعتها وأحكامها، حيث إنّ الله خلق الإنسان من جسدٍ وروحٍ، وجعل أحكام الدنيا على الأجساد والأرواح تبع لها، وكذلك في البرزخ فالأحكام على الأرواح والأجساد تبع لها، وفي الآخرة يكون النعيم والعذاب للروح والجسد معاً. القبر هو أول منزلة من منازل الآخرة، وما بعده يعتمد عليه، فإذا كان حال الإنسان في قبره شديداً كان ما بعده أشدّ منه، وإذا كان يسيراً كان ما بعده أيسر منه حسب النصوص المعروفة . وهناك من يصدق ويؤمن بنعيم القبر وعذابه، وهناك من لا يصدق أنّ الروح تردّ إلى الجسد في القبر، وأنّ الله يرسل إلى الميت ملكان فيسألانه عن ربّه، وعن دينه، وعن نبيّه، فإذا كان من أهل الإيمان أجابهم إجابة صحيحة، وكانت عاقبته خيرا، إذ تاتيه ملائكة بيضاء الوجوه فتحيط به وتشعره بالراحة والأمان، وأمّا إذا كان من أهل الكفر فلا يستطيع الإجابة، ثمّ تأتيه ملائكة سوداء الوجوه، يضربونه ضرباً شديداً بمطارق حديدية ضخمة. وبعد السؤال والإجابة يتحدّد مصير الإنسان في قبره، إمّا في العذاب، وإمّا في النعيم، إما الجنة وإما الجحيم، كما يتنوع العذاب في القبر بحسب الذنوب التي كان يقترفها الإنسان في الدنيا " هذه السطور كانت في الصفحة الأولى من المطبوعة، بخط دقيق ومتراص، وقد وجد السيد نون صعوبة في قراءة بعض الكلمات نظرا لأنه يفتقد نظاراته الطبية كما سبق القول.
وادرك السيد نون العلاقة بين هذه المعلومات التي كان يجهلها وبين النموذج الذي ملأه في المكتب السابق، حيث كانت إجاباته أغلبها بلا أدري، حيث لم يكن على علم بكل هذه التفاصيل. وأدرك أن كل هذا يحدث بطبيعة الحال كمقدمة ليوم الحشر أو يوم القيامة، أو يوم الحساب النهائي ودفع الفاتورة. ثم واصل قراءة القصة حيث يواصل النص سرد وقائع مروعة حسب سيناريو يبعث على القشعريرة كأفلام الرعب الإنجليزية، حيث تتعدّد المشاهد والأحداث الّتي تحصل يوم القيامة ورتبت الأحداث بطريقة مرقمة وبعناوين ملونة لتسهيل القراءة على ما يبدو:
١ - النّفخ في الصّور: والنّفخ في الصّور يكون عبارة عن نفختين، يؤدّيهما ملكٌ من الملائكة يُدعى إسرافيل، وهو الملك الذي وُكّلت إليه مهمّة النّفخ في الصّور، فتكون النّفخة الأولى هي نفخة الصّعقة؛ أي يُصعق بهذه النّفخة كلّ كائنٍ وبها يعلن الله إنتهاء الدنيا وإنزال الستار ونهاية المسرحية، ليُنهِي الحياة في الأرض وفي السّماء، فيموت كلّ من في الأرض والسماء غير الله بطبيعة الحال ومن يشاء من ملائكته الذين لهم وظائف مخصوصة تتطلب عدم موتهم. وتكون هذه النّفخة هائلةً ومدمّرةً، فعندما يسمعها الإنسان لا يستطيع أن يقوم بشيء، ولا يستطيع أن يعود إلى أهله، أو يتحرك من مكانه، ومن المرجَّج أنّ السّاعة تقوم في يوم الجمعة، حيث أنه حسب الأخبار المتواردة، خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ؛ فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعةِ. أمّا النّفخة الثّانية فهي نفخة بعث النّاس وقيامهم من القبور، للتّهيئة للحساب وعرض الأعمال. المراد بالبعث هنا المَعاد الجسمانيّ، وإحياء الموتى الذين في القبور، والنّشور كلمة مُرادفة للبعث في معناها، يُقال: نُشِرَ الميت نشوراً إذا عاش بعد الموت. فعندما يشاء الله أن يعيد النّاس ويُحييهم ليدفعوا الحساب فإنّه يأمر إسرافيل فينفخ في الصّور مرةً أخرى، فتعود الأرواح إلى أجسادها، ويقوم النّاس للقاء الربّ ويكون إنبات الأجساد من التّراب كما النّباتات تنبت من الأرض إذا نزل عليها الماء من السّماء.

يتبع



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيجارة السابعة والنصف صباحا
- الآخر ومنفى الأنا
- الكابالا والفلسفة الحديثة
- التصوف والعدم
- اللغة كسلاح ملوث
- الثورة .. والثورة
- عار الكلمات العارية
- أزمة العقل وضرورة الثورة
- المادة والثورة
- الحيوانات تحب لعق البترول
- الأمل أفيون الفقراء
- فكرة .. مجرد فكرة
- عن السلطة والمال والسلاح
- الإنسان مشروع الألوهية
- الرقم الروحي أو QR code
- الفن والحشيش وضرورة الهلوسة
- الإبداع الفني والمخدرات
- تيك تاك
- شكيبير .. الشاعر المسطول
- بمناسبة الإنتخابات الليبية


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - عذاب القبر