سفيان حميت
الحوار المتمدن-العدد: 7147 - 2022 / 1 / 27 - 00:24
المحور:
الادب والفن
في خضم ما خلفه فيلم"أصدقاء ولا أعز" الذي أنتجته منصة"نيتفلكس"العالمية أريد أن أنبه إلى ضرورة التمييز في الانتقادات-العنيفة أحيانا-الموجهة للإنتاجات الفنية بين صنفين من الأصوات؛صنف أول ينطلق في انتقاده من قواعد الذوق الفني بشكل عام؛ بمعنى أن النقد هنا ليس نقدا للفن في حد ذاته، ولا للمواضيع التي يمكن أن ينصب عليها الإهتمام الفني،
وإنما ما يشكل عناصر هذا النقد هي الطريقة و الوسائل وزاويا النظر للموضوع،وكيفية تجسيده فنيا...
وبالتالي يمكن القول أن من ينتمي إلى هذا الصنف هم الأكثر إيمانا واهتماما ووعيا بالفن وبرسائله وأدواره...
على عكس الصنف الثاني؛الرافض بشكل قاطع للفن كفكرة في حد ذاته،من منطلق ايديولوجي يرى في هذا الأخير عنصر لا ينسجم والمرجعية التي تحكم سلوك من ينتسبون إلى هذا الصنف،الذي غالبا ما يحاول أصحابه أن يصرّفُوا رفضهم للفن من خلال الاختباء وراء ادعاءات يتم تكييف مضمونها و معاير النقد الفني،حتى يسهل عليهم الوصول إلى مبتغاهم المتمثل في تحجيم الأعمال الفنية لأكبر قدر ممكن أو على الأقل جعلها في مستوى رضاهم...وهذا في حد ذاته إنجاز بالنسبة لهؤلاء الذين يَتغذّون على العداء للقيم الجمالية والفنية، لأنهم يرون فيها عنصر تهديد لمشروعهم القائم على الكراهية والبُغض وسلب الناس عقولهم حتى يسهل تدجينهم بمقولات أكل عليها الدهر وشرب...
وبالتالي الحذر هنا واجب،حتى لا تصير الأصوات المتصالحة مع الفن والتي تبتغي من وراء نقدها التجويد والإتقان(تكون)غطاء لمن يحاربون الفن ويريدون به وبأهله سوءا...
#سفيان_حميت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟